الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رؤية جديدة لواقع الجالية الفلسطينية بالبرازيل بقلم:جادالله صفا

تاريخ النشر : 2008-07-06
رؤية جديدة لواقع الجالية الفلسطينية بالبرازيل بقلم:جادالله صفا
دائما عبرت جاليتنا الفلسطينية عن اصالتها وانتمائها، وبدورها النضالي والوطني وتمسكها بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، فكان من اسمى ما عبرت عنه الجالية الفلسطينية، هو وقوفها الى جانب المنظمة وتمسكها ودفاعها عن برنامجها السياسي والنضالي، وشكلت جاليتنا الفلسطينية بالبرازيل المؤسسات الفلسطينية، التي اكدت من خلالها بانها جزءا لا يتجزء من هذا الشعب المناضل من اجل التحرير والعودة، فانتخبت ممثليها لعضوية المجلس الوطني لتؤكد على هذا الانتماء، جالية قدمت من قرى فلسطين، من اصول فلاحية، فمنهم من كان يجيد الكتابة والقراءه واخرين شبه اميين، جيلا عاش النكبة وعاصر النكسة، رفض الذل والخضوع، اصر على ان يكون جزءا من هذا النضال الفلسطيني، فاخذ على عاتقه ان يطرح القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية بالمجتمع البرازيلي ليكسب عطفه وتاييده للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف.

اقتصر تنظيم الجالية الفلسطينية بالماضي على تاسيس الجمعيات الفلسطينية، والمؤسسات الشبابية، كسنعود ومنظمة الشبيبة الفلسطينية، كذلك لجان فلسطين الديمقراطية، والتي كانت كلها اطرا جماهيرية نشيطة ساهمت بتنظيم وتفعيل وتوعية الجالية وقيادتها للفعاليات الوطنية بالمناسبات الفلسطينية، وكان الجميع يلمس دون ادنى شك التواجد الفلسطيني بمقرات الجمعيات واقبال الجالية على تجديد الهيئات الادارية من خلال الانتخابات الدورية، وانتخاب مندوبيها الى المؤتمرات الجاليوية على مستوى الدولة، هذا الوضع الذي استمر حتى المؤتمر السابع للمؤسسات الفلسطينية الذي انعقد عام 1991، وتوقيع اتفاق اوسلو، وما افرزته حرب الخليج والنظام العالمي الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، حيث تركت اثارا سلبية على الصعيد الفلسطيني العام، والجالية ومؤسساتها بشكل خاص.

فاعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية، والمحاولات الرامية للخروج من الازمة التي تمر بها الجالية، ورغم النجاحات التي تم تحقيقها بهذا الجانب والتي تمثلت بعقد مؤتمرين للجالية الفلسطينية عامي 2004 و 2007، الا ان شمولية الانتماء للمؤسست الفلسطينية من قبل الجالية الفلسطينية ما زال ضعيفا ومعدوما بالعديد من المؤسسات، التي ما زال العديد منها تعيش بحالة من الشلل التام، وهذا الشلل لا يعود فقط سببه الى العامل السياسي او الخلافات الفلسطينية الفلسطينية بين التيارات الفكرية والسياسية المتنوعة بالجالية والتي هي نتاج للواقع الفلسطيني، وانما ايضا للتغييرات الطبيعية التي حصلت بالجالية على مستوى الشخوص والمستوى التعليمي، والواقع البرازيلي الذي افرز جيلا جديدا من الابناء يختلف بطبيعته الطبقية وانتماءاته السياسيه للاجيال الاولى، وهذا ما يحتاج الى وقفه تاملية جديدة من الجهات التي تعي هذه التغيرات الحاصلة والتطورات التي تمر بها الجالية الفلسطينية، لايجاد اطرا تنظيمية جديدة، تساهم بتعزيز وتصليب الانتماء الى هذا الوطن وهذا الشعب الاصيل، والتواصل مع اهلنا بفلسطين المحتلة وكافة اماكن الشتات.

الجالية الفلسطينية اليوم ليست هي الجالية الفلسطينية بالامس، واعني بذلك الافراد والشخوص، اليوم نعيش جيلا او اجيالا تختلف عن جيل النكبة او النكسة، اجيالا جديدة ولدت وترعرت بالمجتمع البرازيل، جيلا ثانيا وثالثا، لا اعني كلهم وانما الاغلبية منهم، الجيل الاول او الجيل الثاني الذي عاش بفلسطين وعاش معاناة الشعب الفلسطيني واطلع عليها هم اليوم اقلية، هم جيلا يختلف بمفاهيمه واحاسيسه الوطنية عن الاجيال التي سبقته، هذه الحقيقة يجب ان نقر بها بالتاكيد، هذا الواقع الجديد بالتاكيد مع كل المتغيرات الدولية والاقليمية العربية والوطنية الفلسطينية ستكون له مفاهيم اتجاه القضية الفلسطينية مفاهيم جديدة بالتعامل والتعاطي مع الموضوع الفلسطيني، وبلا ادنى شك ستصطدم هذه المفاهيم مع المفاهيم السياسية التي كانت سائدة بوسط الجالية منذ سنوات طويلة، وهذا ما يضع امام المسؤولين بجاليتنا الفلسطينية بكافة اتجاهاتها وتياراتها الفكرية، البحث عن مخارج وحلول للنهوض بالوضع العام الفلسطيني من اجل اعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية والجمعيات، وايجاد اطر تنظيمية جديدة، تاخذ بعين الاعتبار التغييرات التي جرت بالجالية الفلسطينية على مدار ما يقارب الستين عاما.

ما اعنيه بذلك ان الاجيال الفلسطينية الثانية والثالثة، العديد منهم لم يمارس التجارة كما مارسها الاباء والاجداد الا اعدادا قليلة منهم، فاليوم تجد بجاليتنا الفلسطينية اعدادا كبيرة طلاب مدارس وجامعات، واخرين اطباء ومهندسين ومعلمين ورجال قانون، كذلك العديد من ابناء الجالية بدأوا بممارسة الحياة السياسية البرازيلية من خلال الدخول بالاحزاب البرازيلية، وترشيح انفسهم للمجالس البلدية والبرلمانية، وهذا ما يعطي اهمية استثنائية لمستقبل الجالية الفلسطينية ودورها النضالي، والامكانيات الكبيرة التي تختزنها هذه الجالية.

من هنا تبرز اهمية بناء مؤسسات جماهيرية جديدة تاخذ بعين الاعتبار التغيرات التي مرت بها الجالية الفلسطينية، فالجمعيات الفلسطينية عند تاسيسها وتشكيلها، كانت اغلبيتها من الجيل الفلسطيني الاول الذي غادر فلسطين ببداية الخمسينات حتى بداية الثمانينات، فنجد انفسنا اليوم امام تحديات جديدة تاخذ بعين الاعتبار هذه التغييرات، حيث مئات طلاب الجامعات والذين من المفترض ان يشكلون نواة الاتحاد العام للطلبة الفلسطينين فرع البرازيل، حيث يتواجد فرع للاتحاد بتشيلي وهو الفرع الوحيد بالقارة، وهذا ما يساعد على تاسيسه هنا ايضا، كما تتوفر قاعدة للبدء بتشكيل انوية للاتحاد العام للمهندسين والمحامين والمعلمين والاطباء والصحفين الفلسطينين، نتيجة توفر اعداد اعتقد انها كافية للبدء بتشكيل هذه الاطر الجديدة التي بحاجة الى تشكيلها، لتؤكد على انتمائها الى الاتحادات الشعبية والمهنية الفلسطينية العامة التي تشكل جزءا من المؤسسة الفلسطينية الشرعية والممثلة للشعب الفلسطيني، الاطر الجديدة هذه لن تكون الا عاملا مساعدا ودافعا للنضال الوطني الفلسطيني العام بالبرازيل.

جادالله صفا
البرازيل
06/07/2008
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف