الأخبار
فلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنين
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وللجرافة وظيفة أخرى بقلم:خالد منصور

تاريخ النشر : 2008-07-05
وللجرافة وظيفة أخرى بقلم:خالد منصور
وللجرافة وظيفة أخرى
بقلم : خالد منصور

لا أحب سفك الدم أبدا، ومنذ صغري اكره العنف كرها شديدا، رغم أني أعيش في زمان ومكان يدفعاني دفعا لأكون عنيفا، أو لأتبنى العنف وسيلة للخلاص من الألم الذي جاء به لي ولشعبي حفنة من الغزاة الصهاينة.. وأنا هنا لست في معرض التأييد أو الاستنكار لما قد قام به ذلك الشاب الفلسطيني-- ابن بلدة صور باهر المقدسية-- حين أطلق العنان لجرافته ليحطم ويطحن بها العديد من الحافلات والمركبات الإسرائيلية، ويقتل أربعة منهم ويجرح العشرات.. ولكني وقبل أن اعرف الدوافع الحقيقية التي جعلت ( حسام دويات ) ابن صور باهر يقدم على فعلته.. اسمح لنفسي أن أتخيل ما يمكن أن يكون قد خطر في بال ذلك الشاب، حينما نفذ عمليته ( الخاصة ) بدون أي انقياد أو انتماء لأي تنظيم فلسطيني.. جائز أن يكون ذلك الشاب قد سمع ليلتها الأخبار.. أو شاهد بأم عينيه أطفالا فلسطينيين ممزقي الأجساد، ونساء تندب وتولول على فقدان أعزائهن، وعجائزا قد دفنوا تحت أنقاض بيوتهم، جراء ما تقوم به دولة الاحتلال من عمليات عسكرية وحشية بربرية ضد شعب فلسطين، وقد تكون ذاكرة ابن صور باهر قد امتلأت ولم تعد تستوعب المزيد من الماسي، وهو يرى كل يوم منازل المقدسيين جيرانه وهي تهدم وتدمر بالجرافات الإسرائيلية-- بعد أن يكون أصحاب تلك المنازل المساكين قد عملوا المستحيل لتوفير المال اللازم لبنائها، وكم دونما من الأرض في الضفة الغربية-- قد صودر، وكم قرية من القرى الفلسطينية قد عزلها الجدار ونهب أراضيها.. ويجوز انه وفي لحظة من التفكير العميق.. ومع انسداد الأفق السياسي أمام عينيه-- بسبب التعنت والصلف الإسرائيلي – يجوز أن ذلك الشاب-- ولتلك الأسباب كلها ( أو لأسباب ذاتية لم تعرف لغاية الآن..!! )-- قد اتخذ قراره الشخصي بتنفيذ عملا يؤذي به الإسرائيليين--
تخيلت كل ذلك وأنا اجلس أمام التلفاز وأشاهد مناظر عملية الجرافة.. ( الجرافة التي يطالب بعض الإسرائيليين اليوم باستخدامها هي نفسها لهدم بيت ذلك الشاب..!! )-- تخيلتها هي أو إحدى مثيلاتها وهي تمارس وظائفا أخرى اشد ألما وقسوة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. تذكرت ميشيل كوري وهي تداس تحت جرافات الاحتلال، عندما حاولت بجسدها وقف زحف الجرافات القادمة لهدم المنازل وتخريب الممتلكات بغزة.. وتذكرت جرافات الاحتلال وهي تغلق كل يوم طرقنا الفلسطينية، وتبني عليها السدات الترابية، لتخنقنا وتتسبب لنا بالموت البطيء.. وفاضت ذاكرتي أكثر.. وسالت نفسي عندها: أليس من الممكن-- مع تواصل جرائم الاحتلال وتفاقم القهر والظلم أن يفكر بعض ضحاياه أو كلهم بالبحث كل بطريقته الخاصة بالرد على جرائمه بأشكال وأدوات لم نعهدها من قبل..؟؟
لقد ارتبط اسم الجرافة في عقول الفلسطينيين بأعمال القتل والتدمير وهدم المنازل وتجريف الأراضي وبناء الجدار وإقامة الحواجز وإنشاء المستوطنات وشق الطرق الالتفافية.. لكن ابن صور باهر قرر أن يضع إلى جانب كل تلك الوظائف المجرمة-- وظيفة أخرى-- وهي أن حول الجرافة ( الإسرائيلية ) التي يقودها إلى آلة تتسبب بالألم للإسرائيليين أنفسهم، وهو بذلك يكون قد ابلغ الإسرائيليين رسالة مفادها-- أيها الإسرائيليون-- مثلما رأيتم الجرافة في شوارع القدس وحشا يلتهم أجساد أبناءكم.. افتحوا عيونكم جيدا وانظروا لحقيقة ما تفعله جرافات جيشكم ومستوطنيكم ضد أبناء شعبي-- ومن المؤكد أن الألم الذي أحس به الإسرائيليون من جراء عملية الجرافة في القدس-- وهو الم طبيعي-- ليس إلا نقطة في بحر الآلام التي تطال كل صباح وكل مساء أطفال ونساء وشيوخ وعمال ومزارعي شعب فلسطين.. والمحزن والمؤسف حقا أن الألم الذي يطال الشعبين سيتواصل إلى أن تأتي لحظة يدرك فيها شعب دولة الاحتلال أن أمنه وسلامه لن يتحققا إلا حين تتوقف جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه، ويتحقق الأمن والسلام العادلين للشعب الفلسطيني.

مخيم الفارعة
4/7/2008
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف