الأخبار
(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العراق والمعاهدة الأمريكية بقلم:محمد خليفة

تاريخ النشر : 2008-07-05
العراق والمعاهدة الأمريكية بقلم:محمد خليفة
العراق والمعاهدة الأمريكية

بقلم : محمد خليفة / كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع الإلكتروني : http://www.mohammedkhalifa.com

تخلّت الولايات المتحدة أخيراً عن شعارات "التحرير والديمقراطية" وقررت انتهاج نفس النهج الذي سار عليه أسلافها المستعمرون الأوروبيون في القرنين السابقين ، وهو نهج ما يسمى "الوصاية والحماية والانتداب" . فقد كانت بريطانيا وفرنسا تستعمران الشعوب في آسيا وأفريقيا ، وتدَّعيان لذرِّ الرماد في العيون . أنهما تفعلان ذلك بدافع ، إما أن هذه الشعوب قاصرة وتحتاج إلى وصاية حتى تكبر وتعقل وتصبح قادرة على إدارة شؤونها بنفسها ، أو لأن هذه الشعوب معرّضة لأخطار خارجية وبحاجة إلى الحماية من دولة قوية ، أو لأن هذه الشعوب حديثة الاستقلال عن استعمار سابق ، ولذلك فهي بحاجة إلى استعمار جديد يعلّمها أصول السياسة والحكم الرشيد . وقد تم توزيع العالم العربي تحت هذه العناوين ، فمثلاً وقعت تونس والمغرب وموريتانيا تحت الحماية الفرنسية . وأما الجزائر ، فإن فرنسا اعتبرتها أرضاً فرنسية وبالتالي طبّقت عليها أحكام القوانين والأنظمة المطبقة على الأرض الفرنسية . ووقعت مصر والسودان وسواحل الجزيرة العربية من عدن حتى الكويت تحت الحماية البريطانية . ومن ثم بعد انهزام الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى 1918 ، وقعت سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي ، وفلسطين الأردن والعراق تحت الانتداب البريطاني . وبعد انهيار الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية في الحرب العالمية الثانية 1939/1945 ظنّ العالم أن عهد الاستعمار قد ولّى إلى غير رجعة ، لكن هيهات للمستعمرين أن يتخلوا عن ملح حياتهم ألا وهو استغلال الشعوب المقهورة في الأرض . فقد أعادت الولايات المتحدة التي هي تمثال الاستعمار المعاصر ، سيرة المستعمرين الأولين . فأصدر الكونجرس فيها عام 1996 ما يسمى "قانون تحرير العراق" . ومن ثم في عام 2003 تم تنفيذ هذا القانون من خلال عدوان برّي وجوي شامل أدّى إلى سقوط النظام العراقي وتدمير الدولة العراقية ، وأحضر الغزاة معهم مجموعات من أوباش الناس من خارج العراق إلى المدن العراقية المختلفة بدعوى أنهم عراقيون يحتفلون بمجيء الحرية الأمريكية إليهم . ودأب المسؤولون الأمريكيون والغربيون على استخدام عبارة "تحرير العراق" لوصف العدوان الأمريكي عليه . لكن المستعمرين لم يهنأ لهم البال ، فقد نهض الشعب العراقي يقاومهم . واستطاعت هذه المقاومة أن تكبّد المحتلين خسائر كبيرة ، وفشلت كل وسائلهم وإجراءاتهم في القضاء عليها . وبعد أن طفح الكيل بهم وتأكدوا أنهم لن يستطيعوا الاستمرار في الاستعمار المباشر ، التجأوا إلى نفس الوسائل الاستعمارية السابقة والتي تتمثّل بعقد معاهدات الحماية مع الشعوب المغلوبة . فقررت الإدارة الأمريكية عقد معاهدة حماية مع الحكومة العراقية ، وهذه المعاهدة تحدّ من سيادة واستقلال العراق ، وتمنح الأمريكيين القدرة على الاستمرار في التدخّل في شؤونه الداخلية ، وجعل الدفاع وشؤون الخارجية من مهمتهم . وقد انتفض الشعب العراقي بمختلف طوائفه وألوان طيفه السياسي مطالباً الحكومة العراقية بعدم التوقيع على هذه المعاهدة . لكن هل تستطيع الحكومة ـ يا ترى ـ أن تستجيب لمطالب الشعب على حساب مطالب المحتل ؟. الواقع أن هذه الحكومة شُكِّلت تحت إشراف الاحتلال ، وبالتالي فهي لا تستطيع أن تذهب بعيداً عنه ، لأن في عنقها حبلاً يردُّها إليه . وهكذا ، فإنها ستجد نفسها مضطرة إلى التوقيع على هذه المعاهدة ، وإلاّ فإن المحتل سوف ينسفها ويأتي بحكومة أخرى جديدة . وليس ذلك عليه صعباً طالما أنه ما زال يمسك بمفاصل الدولة العراقية . ولا شك أن المقاومة العراقية وحدها هي التي ستجهض خطط الاحتلال ، وهي التي ستمزّق معاهدته وتحرر العراق بشكل كامل وناجز .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف