التقيت بشاعر أحوازي كان قد ألقى قصيدة ثورية عبّر من خلال أبياتها عن حقيقة ما يعانيه شعبنا الأحوازي من ظلم وجور وحرمان من سنة 1925 وإلى الآن، وتفاخر بالشهداء الأحوازيين والثورات الأحوازية ضد الإحتلال، ثم هجا الفرس من كسرى وانوشيروان، حتى وصل إلى كريم خان الزند وعباس الصفوي ورضا خان، ووصفهم بالكفرة وعبدة النار الذين تزوجوا أخواتهم وأمهاتهم.
ثم مدح في خاتمة القصيدة الخميني ببيت واحد!
عارضته ــ وكنت أعلم بإخلاصه للقضية الأحوازية ــ بما جاء من تناقض في قصيدته، فقال لي:
غمضت عينيك عن الأبيات كلها ووقفت عند هذا البيت الأخير! ويعني البيت الذي مدح الخميني فيه.
ثم قال: لم تنصف قصيدتي الوطنية هذه!
قلت له: أراك وكأنك بنيت قصراً في سنة ثم هدمته في يوم.
قال: لولا هذا البيت الأخير لوجدتني متمرجحاً تحت حبل المشنقة!
أو مسجوناً في زنزانات الإحتلال الفارسي!
لقد ستر البيت الأخير على أبيات القصيدة كلها.
ثم تابع قوله مبرهناً:
إمّا أن نبيّن مظلوميّة شعبنا بقصائد مكشوفة نسترها ببيت من المديح للنظام،
وإمّا أن نلزم الصمت.
أيّهما أصوب؟ هل السكوت على ظلم هؤلاء صواب؟
وفي وجهة نظري المتواضعة، إمّا أن نتكلم بكل شجاعة ونواجه الموت والسجن ولا نتنازل حتى ببيت من الشعر للأعداء، وإمّا أن نلزم السكوت في العلن.
ولا ننسى أنّنا لسنا أعز أرواحاً من الشهداء الذين قبّـلوا حبال المشنقة وتمرجحوا تحتها بكل عز وافتخار.
وقد نجد شعراء مثل صديقى الشاعر في صوت الشعب قد اقتـنعوا بهذا النهج من النضال كما يسمّونه.
وكي لا يزعل الشاعر المحترم الحاج جبار الطائي الذي نقلت منه قصيدة مشروع قصب السكر الرائعة في الحلقة الماضية، أقول لقد حذفت منها بيتين جاء فيهما إسما الخميني والخامنائي، دون إذنه.
وقد نشرت صحيفة صوت الشعب في أعداد مختلفة صوراً من الشعراء مرتدين كوفيّة عربيّة وعقال، وقد يعتبر البعض أن ظهورهم بهذا الزي العربي نوع من النضال أيضاً.
وقد كتب الشاعر الدكتور عباس الطائي مقالاً في العدد الثامن عشر من الصحيفة سمّاه (لغتنا هويتنا)، عدّد فيه آفات اللغة بما يلي:
1. الإبادة: وهي مجموعة من الأساليب التي تمارسها السلطة لهدم وإبادة ثقافة قوم ما، ثم إحلال ثقافة أخرى مكانها.
2. مسخ اللغة: ويأتي ذلك بأساليب مختلفة منها تعليم لغة الدولة الإجباري ومنع التكلم بلغة الأم.
3. الترحيل والتهجير: تقوم السلطات بتهجير قوم أو ترحيل جماعة منهم.
4. بناء مستوطنات: وقد بنا الشاه محمد رضا مستوطنة بين الحويزة والرفيّع غرب الأهواز واستوطن فيها أناساً جاء بهم من مدينة يزد وسمّاها يزد نو.
ويعني هذا المقال (إيّاك أعني واسمعي يا جارة) أي إسمع يا نظام الجمهورية الإسلاميّة في إيران، حيث كل الأساليب المذكورة في مقال الدكتور عباس قد مارستها الجمهوريّة الإسلاميّة في العلن ضد اللغة العربيّة في الأحواز.
وقد نشرت الصحيفة في عددها التاسع عشر (نبذة من التأريخ) وتكلمت حول ثورة الغلمان ضد الإحتلال الفارسي بعد سقوط الشيخ خزعل بستة أشهر.
وجاء في العدد العشرين الذي يظهر فيه جاسم شديد زاده المندوب الأحوازي بالكوفيّة العربيّة، (نبذة من التأريخ)
ونشرت صحيفة صوت الشعب في هذه النبذة مطالب العرب الأحوازيين في بداية الثورة الإيرانية ومن أهمها:
1. تشكيل مجلس محلي في المنطقة ليقوم بتشريع القوانين المحليّة في المجالات الداخليّة.
2. تشكيل محاكم عربيّة لحل مشاكل العرب وفقاً للقوانين في الجمهوريّة الإسلاميّة.
3. إعتبار اللغة العربيّة اللغة الرسميّة في المحافظة، علماّ بأن اللغة الفارسيّة هي اللغة الرسميّة في عموم إيران.
4. الزامية تدريس اللغة العربيّة في جميع المدارس الإبتدائيّة في المحافظة.
5. إقامة جامعة عربيّة في المنطقة.
6. ضمان حريّة النشر والإعلام والصحف العربيّة.
7. تخصيص قسم من موارد النفط لأهالي المحافظة.
8. تغيير أسماء المدن والقرى والأحياء الفارسيّة وإعادة الأسماء التأريخيّة العربيّة.
وليعلم القارئ بأن النبذة المذكورة لو وجدت في منزل أحوازي الآن، (أي في عهد رئاسة محمود نجادي)،
لكان عقابه السجن لا محالة.
وأمّا بالنسبة لمطالب الأحوازيين في بداية الثورة، فقد عاقبت الحكومة آنذاك العرب بقتل المئات منهم في يوم واحد! سمّي بعدها بالأربعاء السوداء، وهذا ما لم تذكره الصحيفة كي لا يسبب لها موقفاً يسد أبواب مكاتبها.
وفي العدد الرابع والعشرين نشرت الصحيفة خبراً تحت عنوان (الأرض لنا ونحن أولى بزراعتها) جاء فيه:
داهمت الشرطة وقوات الأمن قرى الأهواز بغية تنفيذ الحكم الصادر عن السلطات القضائيّة بشأن إجلاء المزارعين من أراضيهم بالقوة لصالح شركة قصب السكر وإعتقلت سبعة عشر فلاحاً من بينهم شيخ يبلغ عمره ستة وتسعين عاماً. كما إستخدمت الشرطة في هذا الإشتباك قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق القرويين.
وواجهت الصحيفة مشاكل ماليّة شكا منها محرروها أكثر من مرة:
طلبت يد العون الماليّة وأعلنت عن رقم حساب بانكي في العدد الرابع.
وفي العدد السادس طلب جاسم شديد زاده من الشرفاء والخيّرين مساندة الصحيفة مالياً.
وفي العدد الثاني والعشرين بيّن يوسف عزيزي في مقال بأنّ الصحف الأحوازيّة لديها مشاكل ماليّة.
وقد احتكرت الصحف الفارسيّة التي تنشر في الأحواز ومعظمها يمينية تتهجم على الشعب العربي الأحوازي، معظم الإعلانات الحكوميّة التي كانت صوت الشعب قد حسبت على تمويلها ألف حساب.
والدليل أنّ رؤساء الدوائر الحكوميّة في الأحواز، فرس عنصريون لا يعجبهم إستمرار صحيفة تنشر للعرب! ولذا يعطون إعلاناتهم للصحف الفارسيّة مثل فجر خوزستان وغيرها.
وبعد أن نفدت التبرعات التي تبرّع بها الكتاب والمثقفون القوميّون ــ عكس الصحف الحكوميّة والغير حكوميّة التي تعطي لكتابها أجرة ما يكتبون، فإنّ كتاب صوت الشعب نظراً للمسؤوليّة الوطنيّة لديهم، كانوا هم الذين يتبرعون للصحيفة رغم أنّ الحالة الإقتصادية لمعظم هؤلاء كانت مترديّة ــ بدأت صحيفة صوت الشعب تنازع الموت!
غابت مقالات السيد المدير حسن هاشميان الإفتتاحيّة،
نزل مستوى الطباعة والمقالات وصارت الصحيفة تستعين بالإنترنت.
ثم وبعد أن صدر العدد الثامن والعشرين، غابت صوت الشعب عن قرّاءها ودعتهم في كمد كئيب.
ثم عادت إليهم بعد ستة أشهر بمدير جديد! لكنه لم يستطع أن يستمر حيث نشرها في ثمان صفحات أربعة منها فارسيّة، بعد أن كانت تنشر في أربع وعشرين صفحة، وانتقل مكتبها من طهران إلى الأحواز.
وطلب المدير الجديد يد العون المالي من القرّاء ودعا الشباب الراغبين بالمراسلة الإفتخاريّة (ويعني المجّانية)، لكنه لم يستمر كثيراً، وقد تعطلت صوت الشعب عام 2003 تماماً!
وفقد الشعب الأحوازي صحيفة كانت تعكس بعض معاناته الطويلة مع الإحتلال الفارسي الإيراني،
وإلى يومنا هذا.
فقد الشعب صحيفة كانت تعرّف له كتباً مفيدة في شبكة الإنترنت،
وتعكس المطالب الأحوازية التي طالب بها جاسم شديد زاده في البرلمان الإيراني،
ونعتت المنهج الدراسي الفارسي بأنه ظالم دون اللغة العربيّة،
ندّدت بسرقة مياه الأنهر في الأحواز،
علنت عن أمسيات الشعر التي أصبحت اليوم شبه ممنوعة،
عرفنا من خلالها كتاباً أحوازيين منهم محمد حسن الشبري ورستم خنيفر ونجوى هاشم.
لقد تعطلت صوت الشعب في زمن الإصلاحيين الذين عاهدوا الشعب الغير فارسي أن يلبّوا طلباته المشروعة،
وقد تباشرت الشعوب خيراً وكتبت صوت الشعب للإصلاح والإصلاحيين، وقلّ ما تجد عدداً من الصحيفة لا يوجد فيه مقال عن خاتمي وجبهة المشاركة الإصلاحية، حتى تظنّ أنّ اليساريين الإصلاحيين هم الذين ينشرون الصحيفة، حيث كانت تدافع عن مواقفهم السياسيّة وتبرّر أخطاءهم!
وبعد أن نكث الإصلاحيون عهودهم ولم يفوا بما واعدوا الشعوب الغير فارسية، وكان لهم الوقت الكافي ليوفوا بتلك العهود، (كان قد مضى على حكومتهم أكثر من ستّ سنوات) ولم يكونوا قلة في البرلمان (فقد حصلوا على
نصف الكراسي تقريباً)، بدأ الكتاب ينتقدونهم ويطالبون بتنفيذ ما وعدوا به وخاصّة العهود التي واعدوا الشعب الأحوازي بها حول تنفيذ مادة 15 من الدستور.
ولكنهم بدل أن يعترفوا بقصورهم أصبحوا يتهجمون على القوميّات!
فقال على شكوري عضو هيئت الرؤساء في حزب المشاركة وهو يساري إصلاحي نقلت الصحيفة قوله في عددها الثاني عشر:
إنّ مطالبات القوميّات تهدد أمن البلاد!
صدرت صحيفة صوت الشعب من طهران وكان دفترها الرئيسي هناك ولكنها لم تجر أيّ مقابلة مع رئيس أو وزير أو مسؤول حتى لو كان من الدرجة الرابعة أو الخامسة، وهذا لا يعني أنّ الصحيفة لم تسع لإجراء المقابلات، بل المسؤولون هم الذين يرفضون اللقاء مع صوت الشعب!
وهذا يعني أنهم لم يعترفوا بعرب الأحواز ولا بمطالبهم السياسيّة والإقتصاديّة، ولا حتى بصحيفتهم العربيّة الفارسيّة.
كما أنّ الخميني لم يعترف بهم في بداية الثورة الإيرانيّة، وكان قد واعدهم بإعطاءهم كل الحقوق التي سلبها منهم الشاه رضا خان وإبنه محمد رضا.
وحين طالبوه بتنفيذ ما وعدهم به، أباد المطالبين في عام 1979!
والحل أيّها الأحوازيون، ليس في العيش مع إيران بل في الإستقلال وحده، وما الفرق بين رضا خان الدكتاتوري ومحمد رضا العنصري والخميني والخامنائي الإسلاميين وخاتمي الإصلاحي ونجادي اليميني المتعجرف, بالنسبة لقضية شعبنا الأحوازي؟
فهم مهما إختلفوا في مناهجهم السياسيّة الداخليّة، تبقى نظرتهم إلى العرب نظرة عنصريّة واحدة.
واليوم وبعد أن إنتهى كل شئ يمت بصلة للصحيفة، لم نعد نسمع عن السيد حسن هاشميان مدير صحيفة صوت الشعب (المرحومة) سوى في قنوات الجزيرة والعربيّة وهو يدافع عن سياسات إيران الإجراميّة كلما إتصلوا به!!!
عادل العابر ــ الأحواز
ثم مدح في خاتمة القصيدة الخميني ببيت واحد!
عارضته ــ وكنت أعلم بإخلاصه للقضية الأحوازية ــ بما جاء من تناقض في قصيدته، فقال لي:
غمضت عينيك عن الأبيات كلها ووقفت عند هذا البيت الأخير! ويعني البيت الذي مدح الخميني فيه.
ثم قال: لم تنصف قصيدتي الوطنية هذه!
قلت له: أراك وكأنك بنيت قصراً في سنة ثم هدمته في يوم.
قال: لولا هذا البيت الأخير لوجدتني متمرجحاً تحت حبل المشنقة!
أو مسجوناً في زنزانات الإحتلال الفارسي!
لقد ستر البيت الأخير على أبيات القصيدة كلها.
ثم تابع قوله مبرهناً:
إمّا أن نبيّن مظلوميّة شعبنا بقصائد مكشوفة نسترها ببيت من المديح للنظام،
وإمّا أن نلزم الصمت.
أيّهما أصوب؟ هل السكوت على ظلم هؤلاء صواب؟
وفي وجهة نظري المتواضعة، إمّا أن نتكلم بكل شجاعة ونواجه الموت والسجن ولا نتنازل حتى ببيت من الشعر للأعداء، وإمّا أن نلزم السكوت في العلن.
ولا ننسى أنّنا لسنا أعز أرواحاً من الشهداء الذين قبّـلوا حبال المشنقة وتمرجحوا تحتها بكل عز وافتخار.
وقد نجد شعراء مثل صديقى الشاعر في صوت الشعب قد اقتـنعوا بهذا النهج من النضال كما يسمّونه.
وكي لا يزعل الشاعر المحترم الحاج جبار الطائي الذي نقلت منه قصيدة مشروع قصب السكر الرائعة في الحلقة الماضية، أقول لقد حذفت منها بيتين جاء فيهما إسما الخميني والخامنائي، دون إذنه.
وقد نشرت صحيفة صوت الشعب في أعداد مختلفة صوراً من الشعراء مرتدين كوفيّة عربيّة وعقال، وقد يعتبر البعض أن ظهورهم بهذا الزي العربي نوع من النضال أيضاً.
وقد كتب الشاعر الدكتور عباس الطائي مقالاً في العدد الثامن عشر من الصحيفة سمّاه (لغتنا هويتنا)، عدّد فيه آفات اللغة بما يلي:
1. الإبادة: وهي مجموعة من الأساليب التي تمارسها السلطة لهدم وإبادة ثقافة قوم ما، ثم إحلال ثقافة أخرى مكانها.
2. مسخ اللغة: ويأتي ذلك بأساليب مختلفة منها تعليم لغة الدولة الإجباري ومنع التكلم بلغة الأم.
3. الترحيل والتهجير: تقوم السلطات بتهجير قوم أو ترحيل جماعة منهم.
4. بناء مستوطنات: وقد بنا الشاه محمد رضا مستوطنة بين الحويزة والرفيّع غرب الأهواز واستوطن فيها أناساً جاء بهم من مدينة يزد وسمّاها يزد نو.
ويعني هذا المقال (إيّاك أعني واسمعي يا جارة) أي إسمع يا نظام الجمهورية الإسلاميّة في إيران، حيث كل الأساليب المذكورة في مقال الدكتور عباس قد مارستها الجمهوريّة الإسلاميّة في العلن ضد اللغة العربيّة في الأحواز.
وقد نشرت الصحيفة في عددها التاسع عشر (نبذة من التأريخ) وتكلمت حول ثورة الغلمان ضد الإحتلال الفارسي بعد سقوط الشيخ خزعل بستة أشهر.
وجاء في العدد العشرين الذي يظهر فيه جاسم شديد زاده المندوب الأحوازي بالكوفيّة العربيّة، (نبذة من التأريخ)
ونشرت صحيفة صوت الشعب في هذه النبذة مطالب العرب الأحوازيين في بداية الثورة الإيرانية ومن أهمها:
1. تشكيل مجلس محلي في المنطقة ليقوم بتشريع القوانين المحليّة في المجالات الداخليّة.
2. تشكيل محاكم عربيّة لحل مشاكل العرب وفقاً للقوانين في الجمهوريّة الإسلاميّة.
3. إعتبار اللغة العربيّة اللغة الرسميّة في المحافظة، علماّ بأن اللغة الفارسيّة هي اللغة الرسميّة في عموم إيران.
4. الزامية تدريس اللغة العربيّة في جميع المدارس الإبتدائيّة في المحافظة.
5. إقامة جامعة عربيّة في المنطقة.
6. ضمان حريّة النشر والإعلام والصحف العربيّة.
7. تخصيص قسم من موارد النفط لأهالي المحافظة.
8. تغيير أسماء المدن والقرى والأحياء الفارسيّة وإعادة الأسماء التأريخيّة العربيّة.
وليعلم القارئ بأن النبذة المذكورة لو وجدت في منزل أحوازي الآن، (أي في عهد رئاسة محمود نجادي)،
لكان عقابه السجن لا محالة.
وأمّا بالنسبة لمطالب الأحوازيين في بداية الثورة، فقد عاقبت الحكومة آنذاك العرب بقتل المئات منهم في يوم واحد! سمّي بعدها بالأربعاء السوداء، وهذا ما لم تذكره الصحيفة كي لا يسبب لها موقفاً يسد أبواب مكاتبها.
وفي العدد الرابع والعشرين نشرت الصحيفة خبراً تحت عنوان (الأرض لنا ونحن أولى بزراعتها) جاء فيه:
داهمت الشرطة وقوات الأمن قرى الأهواز بغية تنفيذ الحكم الصادر عن السلطات القضائيّة بشأن إجلاء المزارعين من أراضيهم بالقوة لصالح شركة قصب السكر وإعتقلت سبعة عشر فلاحاً من بينهم شيخ يبلغ عمره ستة وتسعين عاماً. كما إستخدمت الشرطة في هذا الإشتباك قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق القرويين.
وواجهت الصحيفة مشاكل ماليّة شكا منها محرروها أكثر من مرة:
طلبت يد العون الماليّة وأعلنت عن رقم حساب بانكي في العدد الرابع.
وفي العدد السادس طلب جاسم شديد زاده من الشرفاء والخيّرين مساندة الصحيفة مالياً.
وفي العدد الثاني والعشرين بيّن يوسف عزيزي في مقال بأنّ الصحف الأحوازيّة لديها مشاكل ماليّة.
وقد احتكرت الصحف الفارسيّة التي تنشر في الأحواز ومعظمها يمينية تتهجم على الشعب العربي الأحوازي، معظم الإعلانات الحكوميّة التي كانت صوت الشعب قد حسبت على تمويلها ألف حساب.
والدليل أنّ رؤساء الدوائر الحكوميّة في الأحواز، فرس عنصريون لا يعجبهم إستمرار صحيفة تنشر للعرب! ولذا يعطون إعلاناتهم للصحف الفارسيّة مثل فجر خوزستان وغيرها.
وبعد أن نفدت التبرعات التي تبرّع بها الكتاب والمثقفون القوميّون ــ عكس الصحف الحكوميّة والغير حكوميّة التي تعطي لكتابها أجرة ما يكتبون، فإنّ كتاب صوت الشعب نظراً للمسؤوليّة الوطنيّة لديهم، كانوا هم الذين يتبرعون للصحيفة رغم أنّ الحالة الإقتصادية لمعظم هؤلاء كانت مترديّة ــ بدأت صحيفة صوت الشعب تنازع الموت!
غابت مقالات السيد المدير حسن هاشميان الإفتتاحيّة،
نزل مستوى الطباعة والمقالات وصارت الصحيفة تستعين بالإنترنت.
ثم وبعد أن صدر العدد الثامن والعشرين، غابت صوت الشعب عن قرّاءها ودعتهم في كمد كئيب.
ثم عادت إليهم بعد ستة أشهر بمدير جديد! لكنه لم يستطع أن يستمر حيث نشرها في ثمان صفحات أربعة منها فارسيّة، بعد أن كانت تنشر في أربع وعشرين صفحة، وانتقل مكتبها من طهران إلى الأحواز.
وطلب المدير الجديد يد العون المالي من القرّاء ودعا الشباب الراغبين بالمراسلة الإفتخاريّة (ويعني المجّانية)، لكنه لم يستمر كثيراً، وقد تعطلت صوت الشعب عام 2003 تماماً!
وفقد الشعب الأحوازي صحيفة كانت تعكس بعض معاناته الطويلة مع الإحتلال الفارسي الإيراني،
وإلى يومنا هذا.
فقد الشعب صحيفة كانت تعرّف له كتباً مفيدة في شبكة الإنترنت،
وتعكس المطالب الأحوازية التي طالب بها جاسم شديد زاده في البرلمان الإيراني،
ونعتت المنهج الدراسي الفارسي بأنه ظالم دون اللغة العربيّة،
ندّدت بسرقة مياه الأنهر في الأحواز،
علنت عن أمسيات الشعر التي أصبحت اليوم شبه ممنوعة،
عرفنا من خلالها كتاباً أحوازيين منهم محمد حسن الشبري ورستم خنيفر ونجوى هاشم.
لقد تعطلت صوت الشعب في زمن الإصلاحيين الذين عاهدوا الشعب الغير فارسي أن يلبّوا طلباته المشروعة،
وقد تباشرت الشعوب خيراً وكتبت صوت الشعب للإصلاح والإصلاحيين، وقلّ ما تجد عدداً من الصحيفة لا يوجد فيه مقال عن خاتمي وجبهة المشاركة الإصلاحية، حتى تظنّ أنّ اليساريين الإصلاحيين هم الذين ينشرون الصحيفة، حيث كانت تدافع عن مواقفهم السياسيّة وتبرّر أخطاءهم!
وبعد أن نكث الإصلاحيون عهودهم ولم يفوا بما واعدوا الشعوب الغير فارسية، وكان لهم الوقت الكافي ليوفوا بتلك العهود، (كان قد مضى على حكومتهم أكثر من ستّ سنوات) ولم يكونوا قلة في البرلمان (فقد حصلوا على
نصف الكراسي تقريباً)، بدأ الكتاب ينتقدونهم ويطالبون بتنفيذ ما وعدوا به وخاصّة العهود التي واعدوا الشعب الأحوازي بها حول تنفيذ مادة 15 من الدستور.
ولكنهم بدل أن يعترفوا بقصورهم أصبحوا يتهجمون على القوميّات!
فقال على شكوري عضو هيئت الرؤساء في حزب المشاركة وهو يساري إصلاحي نقلت الصحيفة قوله في عددها الثاني عشر:
إنّ مطالبات القوميّات تهدد أمن البلاد!
صدرت صحيفة صوت الشعب من طهران وكان دفترها الرئيسي هناك ولكنها لم تجر أيّ مقابلة مع رئيس أو وزير أو مسؤول حتى لو كان من الدرجة الرابعة أو الخامسة، وهذا لا يعني أنّ الصحيفة لم تسع لإجراء المقابلات، بل المسؤولون هم الذين يرفضون اللقاء مع صوت الشعب!
وهذا يعني أنهم لم يعترفوا بعرب الأحواز ولا بمطالبهم السياسيّة والإقتصاديّة، ولا حتى بصحيفتهم العربيّة الفارسيّة.
كما أنّ الخميني لم يعترف بهم في بداية الثورة الإيرانيّة، وكان قد واعدهم بإعطاءهم كل الحقوق التي سلبها منهم الشاه رضا خان وإبنه محمد رضا.
وحين طالبوه بتنفيذ ما وعدهم به، أباد المطالبين في عام 1979!
والحل أيّها الأحوازيون، ليس في العيش مع إيران بل في الإستقلال وحده، وما الفرق بين رضا خان الدكتاتوري ومحمد رضا العنصري والخميني والخامنائي الإسلاميين وخاتمي الإصلاحي ونجادي اليميني المتعجرف, بالنسبة لقضية شعبنا الأحوازي؟
فهم مهما إختلفوا في مناهجهم السياسيّة الداخليّة، تبقى نظرتهم إلى العرب نظرة عنصريّة واحدة.
واليوم وبعد أن إنتهى كل شئ يمت بصلة للصحيفة، لم نعد نسمع عن السيد حسن هاشميان مدير صحيفة صوت الشعب (المرحومة) سوى في قنوات الجزيرة والعربيّة وهو يدافع عن سياسات إيران الإجراميّة كلما إتصلوا به!!!
عادل العابر ــ الأحواز