تامين النفط الإفريقي
صراع محموم و القارة الإفريقية تعيش حربا باردة من نوع جديد...
اقريش رشيد_سلا
أفريقيا.. لماذا؟.. برز الاهتمام بنفط القارة إبان الاستعدادات للحرب الأمريكية على العراق، وإضرابات العمال في فنزويلا، وتهديدات رئيسها هوغو شافيز الدائمة بقطع إمدادات النفط، إضافة إلى الاضطرابات الأمنية التي شهدتها المملكة العربية السعودية عام 2003، وهي عوامل حفزت مجتمعة "شهية" الولايات المتحدة اللامتناهية لمصادر الطاقة، كما يرى الخبراء.
تزود دول غرب أفريقياً الولايات المتحدة بحوالي 12 في المائة من الواردات الأمريكية من النفط، يتوقع "مجلس الاستخبارات القومي" أن ترتفع إلى 25 في المائة بحلول العام 2015.
إفريقيا.. ساحة ''نزال'' في السباق الأمريكي الصيني
لماذا القارة العجوز ؟ إن القارة أصبحت بقعة ساخنة لسباق دولي محموم للاستثمار في قطاع النفط لأسباب عدة، لعل أبرزها أنها المنطقة الأخيرة في العالم التي توجد بها احتياطيات هائلة من النفط والغاز، لا تخضع لسيطرة مؤسسات الدولة، كما هو الحال في الشرق الأوسط. بل يخضع للوبيات سرية و فوضى..و أن النفط الخام المستخرج من إقليم خليج غينيا، يعد من النوعية الممتازة، كما أن موقع تلك الحقول في المناطق البحرية، يزيح عن كاهل شركات النفط عبء إرباك وكذلك الاحتكاك بالمجتمعات السكانية.
الصراع الصيني الأمريكي ..
لا شك ان العلاقات الدولية الحالية ستعرف رجوع بوادر حرب باردة سلاحها النفط بالنظر إلى المتغيرات العالمية في هذه المادة الحيوية ,و يجب ان ان نعلم ان الصين و بالنظر الى زيادة نموها الاقتصادي في المنظومة العالمية يحتاج الى كميات كبيرة من المادة في زمن محموم و ساخن لتحقيق الاستقرار الاقتصادي لاقتصادياتها..و في منطقة حساسة جدا لعبت فيها الولايات طويلا هي القارة السوداء..
وقادت احتياجات الصين الهائلة لموارد طاقة تضمن دوران عجلة اقتصادها المتنامي، حيث من المرجح أن يبلغ استهلاك التنين 21 مليون برميل من النفط الخام في اليوم بحلول عام 2022، إلى العديد من أنحاء المعمورة، من بينها إيران وإقليم دارفور غربي السودان الغني بالنفط، ليجد نفسه في خط مواجهة مباشرة مع أمريكا، بحسب ما ذكره بريمر.
ويشكل تغلغل النفوذ الصيني في القارة الأفريقية هاجساً مقلقاً لإدارة واشنطن، رغم مطالب مسؤولين أمريكيين بضرورة تنسيق القطبين الرأسمالي والشيوعي لحماية مصالحهما المشتركة.
ولفت تقرير من "مفوضية المراجعة الأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة والصين" إلى أن إستراتيجية الطاقة التي تنتهجها حكومة بكين تشكل مصدر قلق إلى أمن الطاقة الأمريكية، وذلك نظراً لاهتمامات بكين المتصاعدة بالسيطرة على النفط ومصادر إنتاج الموارد الطبيعية الأخرى، مباشرة من مصادرها، عوضاً عن الاستثمار، لإتاحة المزيد من الإمدادات في السوق العالمية و التجربة تنطلق من السودان كمثال حي للإستراتيجيات التي تتبعها الصين في القارة - "حزمة متكاملة" - تشمل التمويل، والخبرة التقنية، إلى جانب النفوذ الدولي لحماية الدولة المضيفة في المحافل الدولية و اللغة الصينية..
فالصين تسيطر على شريحة لا يستهان بها من حقول النفط في السودان، حيث يبلغ إجمالي استثمارات "المارد الشيوعي" ما يفوق أربعة مليارات دولار.
السيناتور الديمقراطي ، نبه إلى هذا الأمر، وذلك في كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية، تحت عنوان: "سياسات الطاقة الأمريكية الصينية: خيار التعاون أو التصادم"، حيث ألمح إلى أن المنافسة الشرسة بين القطبين على الطاقة ربما تكون أحد أكبر المخاطر التي قد تؤدي إلى مواجهة محتملة بين الطرفين.
جاء في التقرير أن الصين تسيطر على شريحة مهمة من حقول النفط في السودان ، وتستورد 7 في المائة من حاجياتها من النفط من هناك، وأن الاستثمارات الصينية تصل إلى نحو 4 مليارات دولار
أن اهتمامات التنين الصيني بثروات القارة الأفريقية الطبيعية ترقبها عن كثب رادارات صناع القرار في واشنطن، لكنه استبعد أن تشكل مصدرا محتملا للتوتر في العلاقات الثنائية بين القطبين، مشدداً على أن "النزال" سيقتصر على الساحة التجارية. مع العلم أن مفعول إستراتيجية المارد الشيوعي فيما يتعلق وموارد أفريقيا الطبيعية، التي تمزج بين التجارة والدبلوماسية، هي الأكثر تأثيراً، رغم أن بعض الشركات الصينية تفتقر للتقنيات الحديثة التي تتيح لها التنقيب عن النفط في أعماق البحار، كما هو الحال في أنغولا.
بكين، التي تستورد قرابة 30 في المائة من حاجياتها من النفط الخام من أفريقيا، لعبت أوراقها بحنكة وذكاء أمام واشنطن، باستخدام سلاح القروض دون تبعات ، التي ساعدت القارة السمراء في الابتعاد قليلاً عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وشروطهما المجحفة.
المساعدات الأمريكية لأفريقيا.. ما بين الوعود والتنفيذّ!!
المؤكد، أن كافة المساعدات الأجنبية تأتي مقرونة بغايات وأهداف متعددة. التي يأتي قرابة ثلث وإراداتها من الطاقة من تلك القارة، علما أن أكبر الدول المصدرة للنفط، وهما نيجيريا والسودان، هما في الوقت عينه من أكبر متلقي المساعدات الأمريكية.
وأوضح أن المساعدات المقدمة لنيجيريا تأتي على شكل إعفاءات من الديون، والأخرى للسودان كمعونات إنسانية.و بعض الدول، مثل غينيا الاستوائية، والكاميرون والغابون، تتلقى مساعدات رمزية أو لاشئ على الإطلاق، وذلك في معرض تأكيده على أن النفط ليس العامل الأساسي المؤثر في المساعدات الأمريكية لأفريقيا.
ويشار إلى أن واشنطن أطلقت في عهد بوش، أضخم حملة ترعاها إدارة أمريكية لمكافحة الإيدز، وهي عبارة عن خطة خمسية، خصص لها 15 مليار دولار، وتعتبر أكبر برنامج صحي عالمي على الإطلاق لمكافحة مرض واحد بعينه، إذ ارتفع عدد المنتفعين منه من 50 ألف مريض إلى 1.3 مليون.
وتواصل الإدارة الأمريكية تخصيص موازنات ضخمة للإيدز، رغم مطالب بعض الخبراء مؤخراً بضرورة أن تعيد الحكومات النظر في الأموال الضخمة المخصصة لمواجهة هذا المرض وحده، وجدولتها لمعالجة أمراض أخرى تفتك بأطفال القارة، منها سوء التغذية والملاريا والأمراض الرئوية، بمعدلات توازي الإصابة بالإيدز، الذي وصف يوماً بأنه "أكبر تهديد للصحة العالمية."
ويدعي البعض أن المساعدات الأمريكية مرهونة بصورة وثيقة بالتعامل مع الشركات المنتجة للمواد الدوائية في البلاد.
صراع محموم و القارة الإفريقية تعيش حربا باردة من نوع جديد...
اقريش رشيد_سلا
أفريقيا.. لماذا؟.. برز الاهتمام بنفط القارة إبان الاستعدادات للحرب الأمريكية على العراق، وإضرابات العمال في فنزويلا، وتهديدات رئيسها هوغو شافيز الدائمة بقطع إمدادات النفط، إضافة إلى الاضطرابات الأمنية التي شهدتها المملكة العربية السعودية عام 2003، وهي عوامل حفزت مجتمعة "شهية" الولايات المتحدة اللامتناهية لمصادر الطاقة، كما يرى الخبراء.
تزود دول غرب أفريقياً الولايات المتحدة بحوالي 12 في المائة من الواردات الأمريكية من النفط، يتوقع "مجلس الاستخبارات القومي" أن ترتفع إلى 25 في المائة بحلول العام 2015.
إفريقيا.. ساحة ''نزال'' في السباق الأمريكي الصيني
لماذا القارة العجوز ؟ إن القارة أصبحت بقعة ساخنة لسباق دولي محموم للاستثمار في قطاع النفط لأسباب عدة، لعل أبرزها أنها المنطقة الأخيرة في العالم التي توجد بها احتياطيات هائلة من النفط والغاز، لا تخضع لسيطرة مؤسسات الدولة، كما هو الحال في الشرق الأوسط. بل يخضع للوبيات سرية و فوضى..و أن النفط الخام المستخرج من إقليم خليج غينيا، يعد من النوعية الممتازة، كما أن موقع تلك الحقول في المناطق البحرية، يزيح عن كاهل شركات النفط عبء إرباك وكذلك الاحتكاك بالمجتمعات السكانية.
الصراع الصيني الأمريكي ..
لا شك ان العلاقات الدولية الحالية ستعرف رجوع بوادر حرب باردة سلاحها النفط بالنظر إلى المتغيرات العالمية في هذه المادة الحيوية ,و يجب ان ان نعلم ان الصين و بالنظر الى زيادة نموها الاقتصادي في المنظومة العالمية يحتاج الى كميات كبيرة من المادة في زمن محموم و ساخن لتحقيق الاستقرار الاقتصادي لاقتصادياتها..و في منطقة حساسة جدا لعبت فيها الولايات طويلا هي القارة السوداء..
وقادت احتياجات الصين الهائلة لموارد طاقة تضمن دوران عجلة اقتصادها المتنامي، حيث من المرجح أن يبلغ استهلاك التنين 21 مليون برميل من النفط الخام في اليوم بحلول عام 2022، إلى العديد من أنحاء المعمورة، من بينها إيران وإقليم دارفور غربي السودان الغني بالنفط، ليجد نفسه في خط مواجهة مباشرة مع أمريكا، بحسب ما ذكره بريمر.
ويشكل تغلغل النفوذ الصيني في القارة الأفريقية هاجساً مقلقاً لإدارة واشنطن، رغم مطالب مسؤولين أمريكيين بضرورة تنسيق القطبين الرأسمالي والشيوعي لحماية مصالحهما المشتركة.
ولفت تقرير من "مفوضية المراجعة الأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة والصين" إلى أن إستراتيجية الطاقة التي تنتهجها حكومة بكين تشكل مصدر قلق إلى أمن الطاقة الأمريكية، وذلك نظراً لاهتمامات بكين المتصاعدة بالسيطرة على النفط ومصادر إنتاج الموارد الطبيعية الأخرى، مباشرة من مصادرها، عوضاً عن الاستثمار، لإتاحة المزيد من الإمدادات في السوق العالمية و التجربة تنطلق من السودان كمثال حي للإستراتيجيات التي تتبعها الصين في القارة - "حزمة متكاملة" - تشمل التمويل، والخبرة التقنية، إلى جانب النفوذ الدولي لحماية الدولة المضيفة في المحافل الدولية و اللغة الصينية..
فالصين تسيطر على شريحة لا يستهان بها من حقول النفط في السودان، حيث يبلغ إجمالي استثمارات "المارد الشيوعي" ما يفوق أربعة مليارات دولار.
السيناتور الديمقراطي ، نبه إلى هذا الأمر، وذلك في كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية، تحت عنوان: "سياسات الطاقة الأمريكية الصينية: خيار التعاون أو التصادم"، حيث ألمح إلى أن المنافسة الشرسة بين القطبين على الطاقة ربما تكون أحد أكبر المخاطر التي قد تؤدي إلى مواجهة محتملة بين الطرفين.
جاء في التقرير أن الصين تسيطر على شريحة مهمة من حقول النفط في السودان ، وتستورد 7 في المائة من حاجياتها من النفط من هناك، وأن الاستثمارات الصينية تصل إلى نحو 4 مليارات دولار
أن اهتمامات التنين الصيني بثروات القارة الأفريقية الطبيعية ترقبها عن كثب رادارات صناع القرار في واشنطن، لكنه استبعد أن تشكل مصدرا محتملا للتوتر في العلاقات الثنائية بين القطبين، مشدداً على أن "النزال" سيقتصر على الساحة التجارية. مع العلم أن مفعول إستراتيجية المارد الشيوعي فيما يتعلق وموارد أفريقيا الطبيعية، التي تمزج بين التجارة والدبلوماسية، هي الأكثر تأثيراً، رغم أن بعض الشركات الصينية تفتقر للتقنيات الحديثة التي تتيح لها التنقيب عن النفط في أعماق البحار، كما هو الحال في أنغولا.
بكين، التي تستورد قرابة 30 في المائة من حاجياتها من النفط الخام من أفريقيا، لعبت أوراقها بحنكة وذكاء أمام واشنطن، باستخدام سلاح القروض دون تبعات ، التي ساعدت القارة السمراء في الابتعاد قليلاً عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وشروطهما المجحفة.
المساعدات الأمريكية لأفريقيا.. ما بين الوعود والتنفيذّ!!
المؤكد، أن كافة المساعدات الأجنبية تأتي مقرونة بغايات وأهداف متعددة. التي يأتي قرابة ثلث وإراداتها من الطاقة من تلك القارة، علما أن أكبر الدول المصدرة للنفط، وهما نيجيريا والسودان، هما في الوقت عينه من أكبر متلقي المساعدات الأمريكية.
وأوضح أن المساعدات المقدمة لنيجيريا تأتي على شكل إعفاءات من الديون، والأخرى للسودان كمعونات إنسانية.و بعض الدول، مثل غينيا الاستوائية، والكاميرون والغابون، تتلقى مساعدات رمزية أو لاشئ على الإطلاق، وذلك في معرض تأكيده على أن النفط ليس العامل الأساسي المؤثر في المساعدات الأمريكية لأفريقيا.
ويشار إلى أن واشنطن أطلقت في عهد بوش، أضخم حملة ترعاها إدارة أمريكية لمكافحة الإيدز، وهي عبارة عن خطة خمسية، خصص لها 15 مليار دولار، وتعتبر أكبر برنامج صحي عالمي على الإطلاق لمكافحة مرض واحد بعينه، إذ ارتفع عدد المنتفعين منه من 50 ألف مريض إلى 1.3 مليون.
وتواصل الإدارة الأمريكية تخصيص موازنات ضخمة للإيدز، رغم مطالب بعض الخبراء مؤخراً بضرورة أن تعيد الحكومات النظر في الأموال الضخمة المخصصة لمواجهة هذا المرض وحده، وجدولتها لمعالجة أمراض أخرى تفتك بأطفال القارة، منها سوء التغذية والملاريا والأمراض الرئوية، بمعدلات توازي الإصابة بالإيدز، الذي وصف يوماً بأنه "أكبر تهديد للصحة العالمية."
ويدعي البعض أن المساعدات الأمريكية مرهونة بصورة وثيقة بالتعامل مع الشركات المنتجة للمواد الدوائية في البلاد.