
رحل إلى جوار ربه الكريم الرحيم الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري تغمده الله بواسع رحمته وجميل عفوه وخفي لطفه ، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وإذا كانت فداحة الخسارة تقاس بالكم في الماديات ، فإنها في مجال الفكر لا تقدر ، ولا تقاس ، فيكفي أن يرحل عالم ومفكر من حجم المرحوم لتكون الخسارة في أعلى درجات الفداحة . وكل نعي له حدود وحداد إلا نعي المفكر فلا حدود له ولا حداد.
لقد خسر العالم العربي مفكرا ندب فكره لمعرفة العدو بينما انشغل غيره بالذات ، وشأنه في ذلك شأن الصحابي الجليل الذي كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن النار إذا سأله غيره عن الجنة . والكياسة في الفكر والحكمة أن يقتحم المفكر كل ما لا يفكر فيه غيره من المحظور.ولقد عرفنا عدونا قبل أن يفكر في غزونا.
لقد اقتحم المرحوم عالم الصهيونية بكل تعقيداته وسبر أغواره ، ونقل مكنون الثقافة اليهودية إلى قومه بلسانهم و بخطاب يفهمونه ، وهو لا يجاوز الموضوعية والدقة ، و تنكب الاندفاع كما هو دأب الذين يتناولون قضايا العدو الصهيوني .
لقد كان المرحوم نبراس الأمة لاكتشاف مجاهل الفكر الصهيوني الذي صنع مأساتها ،وصدقت كل نبوءاته المتعلقة بهذا الكيان الغاصب. ولقد استفاد الناس من الفكر الصهيوني ومن تجربته الشيء الكثير عن طريق التحليلات العلمية الدقيقة للدكتور المسيري. لقد كان المسيري يتحرق ألما عندما يجد في التجربة الصهيونية ما يجدر بالأمة العربية أن تتبناه لمواجهة عدوها الذي يسابقها من أجل ضمان وجوده وكيانه المختلق. وحق للمسيري أن يتحرق ألما وهو يرى كيانا مختلقا حريصا على وجوده واستمراره ، بينما تتلكأ الكيانات العربية في الحفاظ على وجودها وهي الكيانات العريقة التي لها جذور راسخة في التاريخ .
لقد منيت الأمة بخسارة فادحة برحيل من كان يتابع العدو في كل تحركاته ومخططاته ، ويتعقبها بالكشف والتحذير، فمن للأمة بعده بمفكر ألمعي يواصل مسيرته الفكرية ليوفر على الأمة كل ما يدخل في دائرة المباغتة والأخذ على حين غرة الذي ينهجه العدو مع الأمة العربية ، وهو عدو دأبه التربص واغتنام الفرص.
لقد كان المسيري مصدرا ينهل منه رجال السياسة ورجال الدين ، وعامة المثقفين. وكانت لفكره مصداقية يعترف بها العدو مرغما قبل الصديق.
ولعله من الأفيد للأمة أن تكرم هذا المفكر من خلال خلق معهد يتشرف بحمل اسمه ويكون معهدا خاصا بتخصصه الفكري ، أو بخلق شعب في الجامعات العربية تنحو نحوه في الفكر لصيانة الأمن الفكري العربي أمام الغزو الفكري الصهيوني الذي اعتاد لبس الأقنعة ، والتلون بألوان الثقافات التي ينشأ فيها بغرض التمويه على حقيقته.
نأسف شديد الأسف على خسارتنا الفكرية برحيل هذا المفكر الفذ ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون، وعزاؤنا لكل الأمة العربية.
وإذا كانت فداحة الخسارة تقاس بالكم في الماديات ، فإنها في مجال الفكر لا تقدر ، ولا تقاس ، فيكفي أن يرحل عالم ومفكر من حجم المرحوم لتكون الخسارة في أعلى درجات الفداحة . وكل نعي له حدود وحداد إلا نعي المفكر فلا حدود له ولا حداد.
لقد خسر العالم العربي مفكرا ندب فكره لمعرفة العدو بينما انشغل غيره بالذات ، وشأنه في ذلك شأن الصحابي الجليل الذي كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن النار إذا سأله غيره عن الجنة . والكياسة في الفكر والحكمة أن يقتحم المفكر كل ما لا يفكر فيه غيره من المحظور.ولقد عرفنا عدونا قبل أن يفكر في غزونا.
لقد اقتحم المرحوم عالم الصهيونية بكل تعقيداته وسبر أغواره ، ونقل مكنون الثقافة اليهودية إلى قومه بلسانهم و بخطاب يفهمونه ، وهو لا يجاوز الموضوعية والدقة ، و تنكب الاندفاع كما هو دأب الذين يتناولون قضايا العدو الصهيوني .
لقد كان المرحوم نبراس الأمة لاكتشاف مجاهل الفكر الصهيوني الذي صنع مأساتها ،وصدقت كل نبوءاته المتعلقة بهذا الكيان الغاصب. ولقد استفاد الناس من الفكر الصهيوني ومن تجربته الشيء الكثير عن طريق التحليلات العلمية الدقيقة للدكتور المسيري. لقد كان المسيري يتحرق ألما عندما يجد في التجربة الصهيونية ما يجدر بالأمة العربية أن تتبناه لمواجهة عدوها الذي يسابقها من أجل ضمان وجوده وكيانه المختلق. وحق للمسيري أن يتحرق ألما وهو يرى كيانا مختلقا حريصا على وجوده واستمراره ، بينما تتلكأ الكيانات العربية في الحفاظ على وجودها وهي الكيانات العريقة التي لها جذور راسخة في التاريخ .
لقد منيت الأمة بخسارة فادحة برحيل من كان يتابع العدو في كل تحركاته ومخططاته ، ويتعقبها بالكشف والتحذير، فمن للأمة بعده بمفكر ألمعي يواصل مسيرته الفكرية ليوفر على الأمة كل ما يدخل في دائرة المباغتة والأخذ على حين غرة الذي ينهجه العدو مع الأمة العربية ، وهو عدو دأبه التربص واغتنام الفرص.
لقد كان المسيري مصدرا ينهل منه رجال السياسة ورجال الدين ، وعامة المثقفين. وكانت لفكره مصداقية يعترف بها العدو مرغما قبل الصديق.
ولعله من الأفيد للأمة أن تكرم هذا المفكر من خلال خلق معهد يتشرف بحمل اسمه ويكون معهدا خاصا بتخصصه الفكري ، أو بخلق شعب في الجامعات العربية تنحو نحوه في الفكر لصيانة الأمن الفكري العربي أمام الغزو الفكري الصهيوني الذي اعتاد لبس الأقنعة ، والتلون بألوان الثقافات التي ينشأ فيها بغرض التمويه على حقيقته.
نأسف شديد الأسف على خسارتنا الفكرية برحيل هذا المفكر الفذ ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون، وعزاؤنا لكل الأمة العربية.