الأخبار
(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرم
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصمت عربي بقلم:راضي الغوري

تاريخ النشر : 2008-07-01
منذ أيام قليلة استذكرت الامة مأساتي الهولوكست الاولى والثانيه أو ما اسماه العرب تضليلاً بـ "النكبة والنكسة"، ومنذ أيام أيضاً مرت "الذكرى الاولى" على الحصار الاجرامي الظالم على اهلنا في غزه، ليصبح العرب "المتسببين" بكل المآسي مرتبطين فقط بالتواريخ بلا أية فعالية لتصحيح نتائج كوارثهم، وقبل أن يُصدر أيٍٍ كان الحكم بأن هذا القول فيه مغالطه لا بد من التذكير بأن العرب أصبحوا منذ مدريد يتخذون موقف الحياد من القضية الفلسطينيه باعتبارها شأناً فلسطينياً خاصاً ويتعاملون معها كوسيط ويطلقون مبادراتهم كأنهم ليسو معنيين بما يجري وأصبحت كل دولة تُعنى بعقد اتفاقية مستقلة مع الكيان الصهيوني، فعُقدت اللقاءات السرية والعلنية والمعاهدات المنفرده، وأوضح دليل على ذلك الوساطه المصرية بين الفصائل الفلسطينيه والكيان الصهيوني في اكثر من مرحلة كان اخرها عقد اتفاق التهدئه بين الفصائل الفلسطينيه والكيان الصهيوني، بالطبع لا يمكن ان نقلل من الصراع الدموي الآثم بين تنظيميّ فتح وحماس وما نتج عنه من حالة انقسام على مستوى القوى السياسيه في الصف الفلسطيني وارتباطات خارجية أفشلت كل محاولات المصالحة التي كانت ترسخ في طياتها حالة الانقسام، فالعرب لم تكن لديهم الجدّية المطلوبة لإنهاء حالة الخلاف ومارسوا رؤيتهم المنحازه وضغوطهم على طرف ضد الآخر فكان مؤتمر المصالحة في مكة مجرد احتفال علاقات عامه وكذلك الحال بالنسبة لاتفاق صنعاء، وإن كنت شخصياً ضد دخول حماس في دهاليز السلطة التي جاءت نتيجة اتفاقية مع المحتل الصهيوني إلا انه من الواجب على هؤلاء الذين يؤمنون بالديمقراطية وكأنها تشريع إلهي ان يقروا بنتائجها التي جاءت بحماس عن طريق انتخابات تغنى العالم بأنها كانت نزيهه وشفافه، وكان الأولى بالعرب ألاّ يتخذوا موقفاً منحازاً ضد حماس ارضاءاً للأمريكي والامتناع عن استقبال رجالها، بل أمعاناً في الانحياز التزموا بشكل مريب بالحصار الذي فرضه المحتل الصهيوني على اهلنا في غزه عقاباً لهم على انحيازهم لحماس كتنظيم مقاوم، فشدد العرب حصارهم، أغلقوا معابرهم ومنعوا المساعدات الشعبية من الدخول الى غزه فسقط العديد من الشهداء جراء المرض والاصابات الخطيرة التي لم تجد علاجاً لتوقف المستشفيات عن استقبالهم لما تعانيه من نقص حاد في الادوات والمواد الطبيه ومنعهم من الخروج للعلاج الا باعداد قليلة ذراً للرماد في العيون، وغرق القطاع في ظلام دامس وتوقفت الحياة نتيجة امتناع الكيان الصهيوني من تزويده بالوقود في الوقت الذي تزود دولنا هذا الكيان المحتل بالوقود بأسعار زهيده، ولم تمارس أيٍ من دولنا ضغطاً واضحاً لمساعدة أهلنا وانقاذهم من حالة الفقر وتحريرهم من السجن الجماعي الذي يقبعون به، وحينما أرادوا الخروج ليس هرباً من الموت وإنما للتزود بما يساعدهم على الاستمرار بالحياة ارتفعت الاصوات النابحة بأنهم يريدون الخروج من بلدهم للاستيطان في بلد آخر، علماً بأنه لم تسجل خلال تلك الايام القليلة أية حادثة اعتداء أو فوضى لأن السجين خرج فقط من أجل التزود بما يبقيه حياً والعودة الى سجنه ومواجهة الموت طائعاً. فكان ذلك دليلاً على ان الحصار الظالم وأن حطم كل مقومات الحياة إلا أنه لم ينتصر على ارادة الحياة بل كان دافعاً لتقويتها ودليلاً على أن الفلسطيني مزروع بأرضه رغم القتل والدمار ولا يفكر مطلقاً بتركها، وتجدرالاشاره انه رغم كل تلك الظروف البائسه التي يعاني منها اهلنا في مخيمات الداخل والخارج الا ان تقريراً صدر يؤكد بأن اللاجئين في المخيمات هم الاكثر تعليماً وان نسبة الامية بينهم هي الاقل في الوطن العربي.

لقد استقال العرب عن اداء واجباتهم تجاه اخوانهم، وأصبحوا يتعاملون مع القضية الفلسطينيه على اعتبار أنها شأن داخلي ليس لهم علاقة به، وغاب عن ذهنهم أن الشعب الفلسطيني حينما واجه التطهير العرقي لم يكن له دولة بل كانت الدول العربية تتقاسم حكمه وهي التي تقع عليها مسؤولية التخاذل والتخلي، ولم يتوقف منذ ما يزيد عن المائة عام عن المقاومه وتقديم التضحيات الجسام ولا ينتظر ان يُقاتل عنه أحد بالوكالة كما تدّعي تلك الكلاب النابحة التي تشكك بمقاومته وتضحياته وتثير الفتنه لمزيد من قتله، ولم يسبقه أحد بالتضحيه والتمسك بالارض، ولم يذكر التاريخ شعباً وقف بوجه الاحتلال كما فعل الشعب الفلسطيني رغم بقاؤه وحيداً في ساحة القتال يتلقى الطعنات من المحتل الصهيوني كما الاخ الشقيق الذي تقوقع داخل حدوده التي رسمها سايكس بيكو ونسي ان لا كرامة لمسلم وعربي والقدس يدنسها المحتل الصهيوني الا اذا اقتنع بفتاوى الدولار الامريكي بأن تحرير القدس يقع فقط على عاتق الفلسطيني وكأن الأقصى أصبح ملكية خاصه أو أنه ليس للمسلمين كما ادعى احد دعاة المحافظين الجدد كاذباً، تلك الفتوى التي فرح بها المحتل الصهيوني فكافأه بأن بث حلقات برامجه على القناة الصهيونية الثانيه.

إن ما يجري في فلسطين يتحمل مسؤوليته جميع العرب والمسلمين على وجه الارض تلك الشعوب اللاهيه التي ليس لها همّا إلا الترفيه ومتابعة الرخيص والتافه مما تبثه فضائيات العهر العربي، ويكفي تلك الشعوب فخراً بأنها تتصدر قائمة الانفاق على رسائل الهاتف الخلوي تشجيعاً لبرنامج تافه أو للتصويب على أمر تافه على محطة عربية تافهه في الوقت الذي تستطيع ان تنقذ فيه الملايين من اخوانهم من الفقر والجوع والبطاله، يكفي العرب فخراً ان فروقات اسعار نفطهم تذهب هباءاً لجيوب المتنفعين ولا تستفيد منها حتى شعوبهم، يكفي العرب فخراً انهم يستثمرون في ناطحات السحاب بلا مشاريع استثماريه تعود على شعوبهم بالفائده ولو فعلوا لما رأينا طوابير الشباب على ابواب السفارات الاجنبيه بحثاً عن فرصة عمل حتى لو كانت مهينه، يكفي العرب فخراً انهم يبيعون بداعي الخصخصه مؤسسات دولهم لمن يسمونه "الشريك الاستراتيجي" وهو في الغالب صهيوني بجواز سفر غربي حتى لم تعد الدول تسيطر على مؤسساتها الحيويه، يكفي العرب انهم يتفاخرون بديمقراطية اميركا التي يحج مرشحو رئاستها الى الايباك لإظهار صهيونيتهم وهم يلهثون ويصلون لفوز احدهم وكأنه سينظر لقضاياهم، وهم يعلمون تماماً ان العرب جميعاً ليسو بوارد تفكير هؤلاء وكل ما يعنيهم هذا الكيان المغروس بقلوبنا لذلك يغازلونه ويطلبون وده، يكفي العرب فخراً ان روبرت كاغان مستشار جون ماكين يبشرنا بإقامة دولة فلسطينيه في الاردن مما يعني اننا أمام تطهير عرقي جديد يستهدف أهلنا في الضفة إضافة لما بشرنا به جورج بوش في احتفال الذكرى الستين لقيام الكيان الصهيوني من اقامة دولة يهوديه خالصه سيكون من نتائجها تطيهراً عرقياً لأهلنا في فلسطين. كل هذا يحدث والعرب في غيبوبة صمت مرعبة أمام هذا الصلف الامريكي بل ويقدمون مبادرات التطبيع المجانيه للمجرم أولمرت لإنقاذه من تهم الفساد التي تلاحقه ولا يعنيهم ما يقوم به من تهويد القدس وبناء آلاف الوحدات السكنية فيها، ولا يعنيهم صرخات الاقصى الذبيح.

ماذا أصاب هذه الأمة وكيف تنظر لقضية فلسطين بأنها شأنا داخلياً وأصبحت تتنادى وتجتمع للدفاع عن قضايا ثانويه وهذا ما رأيناه في اجتماع العرب على حل مشكلة الرئاسة اللبنانيه، فأين هم العرب من قضية عمرها يزيد عن الستين عاماً ومدينة رمزاً لكرامتهم وشرفهم وشعباً ساهموا في نفيه لكل بقاع الدنيا، للأسف ان الاهتمام بقضية لبنان، وبالطبع نتمنى له الاستقرار ولأهله الأمن والامان، لهو خير دليل على ان العرب بإمكانهم لو ارادوا ان يجتمعوا ويتوحدوا ويشكلوا مصدر ضغط لفرض ارادتهم على ما يُسمى "المجتمع الدولي" وإرغامه على حلول تنبع من أرضنا لا تأتي مع رايس ومبعوثيها، وطالما لم يفعلوا فهذا دليل على تخاذلهم وانضوائهم تحت مشروع خارجي وعدم رغبتهم الجاده في حل القضية الفلسطينيه ومحاولة تذويب الشعب الفلسطيني وفرض التوطين بشتى الاساليب، لكن هذا بالتأكيد لن يحصل فحق العوده لا يتنازل عنه أي فرد من افراد الشعب الفلسطيني، فهو الحق الذي يتوارثوه وبالتأكيد ستفشل كل محاولات ادخال الكيان الصهيوني وفرض التعامل معه كأمر واقع. وحتى نعرف الصمت الذي يمارسه العرب بإتقان لابد لنا من الذهاب الى بغداد عاصمة الرشيد، هذه العاصمة الأبية التي تآمرت عليها عواصمنا، فسهّلت كل السبل أمام المحتل ليدخلها، ينتهك حرماتها، يزهق ارواح ابناءها، يغتصب حرائرها، يشرّد ابناءها، ذلك الشعب الذي ما توانى يوماً عن التضحيه في سبيل اخوانه وجد نفسه ضحية الاخوة والاشقاء بعد ان تركوه ووطنه نهباً للمحتل الذي جاء بالعملاء على ظهر دبابته، هؤلاء الذين نصبهم ليحكموا بغداد ويستقبلهم العرب وكأن الشعب العراقي هو الذي اختارهم!!!، لا يمكن لأحد أن ينكر أن العرب الغارقين في صمتهم يشاركون المحتل المجرم جريمته النكراء، والقدس الشريف تستصرخ وبغداد الرشيد تئن ونحن لا زلنا نتغنى بسيادتنا واستقلال عواصمنا، بالله عليكم ليدلني احدكم على دولة عربية ذات سيادة، ليدلني احدكم على عاصمة عربية مستقلة.. ونتغنى بأوطان مسلوبه وعواصم منتهكه وشعوبنا مضطهدة بلا كرامة تخضع لكل وسائل الاختبار، تُنتهك كرامتها، تُغتصب حقوقها، والكلاب النابحة تزور التاريخ، تبث سمومها، تلعن وتشتم. هي نفس تلك الوجوه الملونه، التي تطعن بالظهر كل من يتقدمها، فلا زالت تلك الكلاب تنهش جسد الرشيد وتنعته بزير النساء، ذلك الخليفة الذي كان يحج سنة ويجاهد سنة، لم ينهب خزائن الدولة ولم يبيع مؤسساتها، لم يخسر الملايين على طاولات القمار، لم يُغلق مطاراته لاستقبال الخمور والرقيق الابيض للياليه الحمراء، لم يشرّع ابواب عاصمته ليدنسها الصهيوني ويلوث هواءها علمه المغروس بقلوبنا ليرفرف بسماءها، ولازالت تلك الكلاب تنهش بتاريخ النضال الفلسطيني وتنعت المقاومين بالتخاذل وانتظار من يُقاتل نيابة عنهم وتناسوا ان قياداتهم لم تستطيع بحروب تمثيلية ان تحرر شبراً واحداً مما اغتصبه الصهيوني وإمعاناً بالكذب على الشعوب عقدوا اتفاقيات تخلّوا فيها عن أرضهم، أجّروها لمئات السنين حتى ان مواطني تلك الدول لا تستطيع الدخول اليها بل لا تستطيع تلك الانظمة العتيدة ان تزيد عديد قوات الحرس فيها ولو جندياً واحداً الا بإذن الصهيوني.
كفى تلك الكلاب نباحاً، فنحن نعرف تاريخنا جيداً ونعرف تماماً ما يدور حولنا ولا نستمع لتقارير تمليها السفارات الاجنبيه على اعلام مهزوم هو جزء من تلك الوجوه الكالحة، وصمتنا هو صمت الحليم وليس صمت الخائف ضعيف الحجة، ولا نقف الا بصف امتنا ولا ننحاز الا لقضاياها وذاك هو محور اهتمامنا. ليصمت العرب ولتخرس الكلاب ولنترحم جميعاً على الضمير العربي.

راضي الغوري / فلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف