الأخبار
فلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنين
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اِنتفاضة 1991 مِن صنعِ صدام حسين؟! وإيران صمام أمان للشيعةبقلم: حميد جبر الواسطي

تاريخ النشر : 2008-07-01
بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَن اٌلرَّحيمِ
اِنتفاضة 1991 مِن صنعِ صدام حسين؟! وإيران صمام أمان للشيعة..

مِن قلَم : حميد جبر الواسطي

رَدّاً عَلَى أسئِلَة العميد أحمد العباسي في مقالته : ((ما سر الدفاع المستميت عن إيران من قبل البعض..
ودعوة موجهه باسم العراق إلى الإخوة.. المقدم حميد الواسطي ..السيد حمزة الكرعاوي ..الدكتور ..فواز الفواز)) نشرت في موقع كتابات.

"ن والقلَم ومَا يَسطرون" .. واَستعين بالقدرة الغريبَة العجيبَة الَّتِي يُؤدي بها ((ن)) إلى ((القلَم)) ومَا يُؤدي به القلَم إلى اللوح.. أمَّا بَعدُ، هذِهِ المقالة ستستعرض – بَعدَ مَشيئة اٌلله تعالى - مِن خِلالِ الإجابَة عَلَى أسئِلَة العميد أحمد العباسي بأنَّ اِنتفاضة شعبان – آذار 1991 في الجنوب والفرات الأوسَط , العِرَاق؟ كانت مِن صنعِ الرئيس العِرَاقي الراحل صدام حسين. وأنَّ إيران ومِن زاويةٍ حرجةٍ يُمكِن اِعتبارها صمام أمان للشيعة في العِرَاق والمِنطقة.

إلى/ العميد أحمد العباسي .. بمُقتضى سُؤالَكُم: (حسب معلوماتكم هل كانت لإيران يد في أثاره الفتنه عام 91؟) أقول : ومِن خِلالِ تجربتي ومُشاركتي في اِنتفاضة 91 مَعَ القادة والثوَّار الآخرين للاِنتفاضة في دار أبو القاسم الخوئي بالنجف ورُؤيتي واِستقرائي لَم ألمس - وقتذاك - أيّ يَد إيرانيَّة؟ ولَكِن لَمَست يَد مُخابَراتيَّة (صداميَّة) خفيَة مندسَّة في الاِنتفاضة؟! فمِنها مَثلاً: أثناء الاِنتفاضة وعِندَمَا قُبِضَ عَلَى الإقطاعي والبرجوازي – مِنَ السُحُت والمَال الحَرَام - فاتك الصافي , عديل الرئيس العِرَاقي الراحل صدام حسين.. حيث كانَ الصافي في أحَد أقضيَة مُحافظة النجف؟ وزجَّ حينها في سجنِ الصَحن (صَحن مَرقد الإمام علي.. بالنجف) وكانَ قائد الاِنتفاضة في الصحن هُوَ السَيِّد مسلم الحسيني. إلاَّ أنَّ نجل القائِد العامّ للاِنتفاضة محمد تقي الخوئي – وكيل أبيه وحامل ختمه!! قد أرسَلَ شقيقه عبد المجيد الخوئي لاِطلاق سَرَاح الصافي.. وكلَّف عبد المجيد الخوئي بمُرافقة الصافي ومَعهُمَا ضابط برتبة عميد ركن حرس جُمهوري (كانَ ينتظر سِرّاً وخِفيَّة في أحَد غرف الطابق الثاني لدار الخوئي) وفي سيَّارة أبو القاسم الخوئي إلى بغداد .. عِلمَاً أنَّ الاِنتفاضة كانت قائِمَة في ذروتهَا بالنجف!؟ فكيفَ يُمكِن قبوله عقليّاً ومنطقيّاً بأنَّ الخوئي يقود الاِنتفاضة في النجف والفرات الأوسَط والجنوب وبنفس الوقت يَذهب مَعَ عديل صدام وقائد في الحرس الجُمهوري إلى بغداد وليعود الخوئي ثانية إلى مقر قيّادة الاِنتفاضة بالنجف ليُكمِل مشواره بقيّادة الاِنتفاضة ضد صدام حسين ونظامه؟!. إنَّ اِنتفاضة شعبان – آذار 1991 – وكمَا أسلفت – في مقالات سابقة قد كانت مِن صنعِ صدام حسين؟ كحَدث جديد وطارئ ومُفاجئ يقتحم السَاحة ومسرح العمليّات العسكريَّة للقوَّات الأميركيَّة والمتحالفة مَعهَا؟ ولعرقلة هدف غير مُعلَن لقوَّات شوارتزكوف المرابطة في حوض نهر الفرات للتقدُّم إلى بغداد لإسقاط نظام صدام حسين.. ورُبَّمَا التعامل مَعهُ عَلَى غِرَار ما تعاملَت أميركا مَعَ ((نوريغا)) في بنما. فالاِنتفاضة كانَ قائدها العامّ (أبو القاسم) الخوئي ونجليه محمد تقي وعبد المجيد الخوئي بالنجف وهؤلاء ليسوا مِمَّن صنعوها أو فجَّروهَا ولكنهم قد إحتووا أو استوعبوا وسيطروا عَلَى الاِنتفاضة – وحسَب استقرائي - بتكليف سِرِّيّ مِن حُكُومَة صدام حسين؟ وكثيراً مِن الثوَّار – ومنهم كاتب السطور – قد اشتركوا في الاِنتفاضة عَلَى نيّاتهم السليمة.. ولكني فيما بَعد أدركت الحقيقة مِن خِلالِ التجربة وكشاهد عيان. وتساؤل قد يَدور في أذهان البَعض: كيف يُؤمِّن أو يَطمئِن صدام حسين عَلَى نفسه ونظامه أن يَصنع اِنتفاضة أو ثورة ضده؟ أقول :إنَّ في خطَّة صدام أن يأمر بتجنيد المرجع الأعلى للشيعة في النجف – حينذاك - أبو القاسم الخوئي ونجليه محمد تقي وعبد المجيد بإحتواء الاِنتفاضة في المُحافظات الجنوبيَّة عَلَى أن تكون بغداد – مقر حُكُومَة صدام - خط أحمر؟ ولهذا فأنَّ الخوئي لَم يعطي اِطلاقاً أيّ إذن لوكلائهِ ولقادةِ الاِنتفاضة في المُحافظات الثائِرَة أو المنتفضة في الجنوب والفرات الأوسط بالزحف أو التقدُّم عَلَى بغداد!؟ كما أنَّ الخوئي قد لَعبَ لُعبَة مزدوجَة؟؟ بإحتواء الاِنتفاضة وحصرهَا في الجنوب والفرات الأوسط، وكبح جماح الثوَّار ومنعهم مِنَ التقدُّم نحوَ بغداد، ولَم يسمَح بتاتاً لوكلائهِ داخل بغداد بتفجير الاِنتفاضة في المدينة!؟ وبُعيدَ قمع الاِنتفاضة مُباشرَة اِستدعى الرئيس صدام حسين الخوئي الأب والإبن محمد تقي وكرَّمهُمَا سيَّارتيَن مرسيدس مِن سيَّارات الرئيس!! مَعَ اِمتيازات حوزويَة ماديَّة ومعنويَّة؟! لأنجازهُمَا اللُعبة كمَا خطَّطَ لهَا صدام حسين.

وبمُقتضى سُؤالكُم: (.. وهل صحيح ما أكده الشهود في المحكمة بان الأهالي قاموا بالتظاهر لتزويدهم بالخدمات أم بالتعرض لدوائر الدولة ومؤسساتها الحكومية؟). أقول: ومِن خِلالِ رؤيتي .. أعتقد أن - أغلَب ولَيسَ كُلّ - ثوَّار الاِنتفاضة قد تعرَّضوا لدوائِر الدولة ومُؤسَّساتها الحُكُوميَّة.. بَيدَ أنَّ كثيراً مِمَّن اندسَّوا في الاِنتفاضة؟؟؟ هُم مِن عناصر الأمِن والمُخابَرَات العِرَاقيتيَن ؟؟ لتشويه سُمعَة الاِنتفاضة وعكس صُورتهَا للمُراقبين والمُتفرجين - عَلَى أساس أنها راديكاليَّة وغوغائيَّة - أمَامَ الرَّأي العامّ الإقليمي والعالمي؟ وبث إيحاء للقوى الكبرى وصناع القرار بأنَّ إعطاء فرصة لصدام حسين ونظامه أفضل مِن نجاح أو دعم تِلك الاِنتفاضة.. ولِهذا فأنَّ قوَّات التحالف أعطت الضوء الأخضر لصدام حسين لقمعِ الاِنتفاضة. فكانت المروحيَّات والمدفعيَّة الصداميَّة تضربان مَعاقِل الثوَّار عَلَى مَرأى ومَسمَع قوَّات التحالف المرابطة في الأراضي العِرَاقيَّة المتاخمة للحدود مَعَ السعوديَّة والكويت. ومِمَّا يجدر ذِكره، وبَعدَ قمع الاِنتفاضة واِستقراري كلاجئ في مخيم رفحاء بالسعوديَّة (1991 - 1995) قالَ لي النقيب علي الأسدي , أحَد اللاجئين العِرَاقيين في المُخيَم وكانَ مِن المُشاركين في اِنتفاضة طويريج – كربلاء العِرَاقيَّة .. بأنَّ صهره – المفوض في الأمِن العامّ – أخبره تلفونيّاً بمايلي: (اِنسحب فوراً.. جماعتنا ويَّاكم !!) أي اِنسحب فوراً مِنَ الاِنتفاضة ؟ فأنك مُتوَرِّط؟! لأنَّ جماعتنا مِن عناصر الأمن هُم مندسِّين مَعكُم !؟ وفي مقالة : (صدام حسين ورسالة مفتوحة إلى القوى الكبرى بقلم : حميد جبر الواسطي) الَّتِي قرأهَا صدام حسين في سجنه.. أنا نوَّهت فيها بأنَّ الاِنتفاضة كانت مِن صنعِ صدام حسين أو المُخابَرات العِرَاقيَّة.. وأنَّ صدام لَم ينكِر ذلِك بَل أرسل لي رسالة مدحني واِعتذرَ لي فيها ثمَّ ألفَّ وقُبيلَ إعدامه بشهرٍ قصيدة بحقِّ الواسطي – كاتب السطور.. راجعها – في الشبكة العالميَّة، منشورة في عشرات المَواقع الإلكترونيَّة.

وبمُقتضى سُؤالكُم: ((ما معنى العراقي القادم من إيران المسلح الذي ينوي دخول العراق وتخريبه وحرق مؤسساته وقتل مواطنيه وجيشه (انتبهوا هنا إخواني العراقي القادم من إيران وليس العراقي في الداخل الذي شارك في الأحداث)) الجَوَاب برأيي : وكمَا قالَ قاضي المَحكمَة بأنه عِرَاقي ولكنه مناوئ للسُلطة.
وأقول :بَعض الَّذين جاءوا للمُشاركة في اِنتفاضة آذار 1991 مِن إيران كانوا مِنَ الأسرى العِرَاقيين في إيران وصارَ قسماً منهم ما يسمّى "توَّابين" أو جمَاعة (بدر) التابع لمحمد باقر الحكيم؟ فهُم عِرَاقيين طبعاً، عِلمَاً لقد كانت مشاركتهم مَحدودة وضعيفة وغير مُؤثرة ولَم يكونوا مِن مُفجرِّي الاِنتفاضة أو قادتها الأصليين.

وبمُقتضى سُؤالكُم: (ما سر الدفاع المستميت عن إيران من قبل البعض..). أقول وخِتاماً: أنا أعتقد بأنه لا مناص مِن إعتبار وجود وقوَّة إيران الشيعية وفقط مِن زاوية مُعينة ومُحدَّدة بأنَّ إيران ضروريَّة لشيعة العِرَاق والمِنطقة؟ كصمام أمان لتوازن مُعادلة التعايش ولَو بالحَد الأدنى بَينَ المُسلمين الشيعة والسنة في العِرَاق والمِنطقة.. وحتى لا تنفرِد السنة بالإستحواذ عَلَى السُلطة وبإضطهادها الطائفي ضِد العامَّة الشيعيَّة ومِن طرف واحد. ورُبَّ سائل يسأل :ولَكِن كاتب السطور أو المقالة أحياناً يدعوا لضرب إيران؟ لإستقرار المِنطقة!! أقول :صحيح، ولكنه سيكون إستقراراً عَلَى حِسَاب عَودَة الشيعة في العِرَاق إلى الدرجةِ الثانية الَّتِي كانوا فيها في عهَد حُكُومَات صدام حسين ومَا قبلهَا، وإكراه باقي الشيعة في دُوَل المِنطقة باٌلقبول في نفسِ الدرجةِ الَّتِي يعيشونها غير سُعداء وعَلَى مَضض .
كانبيرا – استراليا
30 يونيو – حزيران 2008
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف