إن المتتبع لتكون تنظيم القاعدة في العراق وعمله التنظيمي والتأطيري ومن ثم الانطلاق نحو العمل الجهادي ضد المحتل الغاصب لأرض الرافدين .. ومسيرة هذا الفعل الجهادي .. يتوقف مليا عند أمور غاية في الأهمية بعضها شكل مفاصل تحول أثرت فيما بعد على هياكل التنظيم وقدرته على التاطير والحشد مما انعكس لاحقا على وجوده وكينونته في بلاد الرافدين ..
كانت الانطلاقة أكثر من رائعة .. فعل مقاوم أثخن في الاحتلال الغاصب وأذاقه الويلات تلو الويلات وأوقع في صفوفه الميئات من القتلى بل الآلاف ممن اعترفت بهم قوى الاحتلال .. اختلف الأسلوب واختلفت الوسيلة لكن في النهاية كان الاحتلال يذوق الأمرين لأنه هو المستهدف الأول والوحيد وهو عنوان المقاومة الإسلامية الدائم
ولكن مع مرور الوقت تعددت العناوين .. فانجرت واستدرجت القاعدة لمعركة ليست معركتها ولأرض قتال لم يكن من المفروض أن تطأها .. وبغض النظر عن الفقه الشرعي في مسألة قتال الشيعة وخاصة المعتدين منهم .. فكانت أول خطيئة للقاعدة هي تعدد المعارك الميدانية وعدم إدراكها السليم لفقه الأولويات في وقت كانت فيه القاعدة والمقاومة الإسلامية في العراق – التي شكل السنة جلها – في أمس الحاجة لإدراك مثل هذا الفقه الشرعي .. فلم يكن من المعقول شرعا ولا حتى عقلا أن تتوجه البندقة نحو الوجهة الطائفية المدمرة في نفس الوقت الذي تنشب فيه قوى الاحتلال مخالبها في حسم المقاومة وتسخر كل ما لديها من أدوات وأجهزة فائقة في التطور وكل ما لديها من تآمر وتواطؤ إقليمي غاية في الانحطاط ضد المقاومة العراقية ..
لقد كان الانخراط في حرب طائفية مع الشيعة أمر غاية في الخطورة وهو شكل أول خطيئة قاتلة للقاعدة في العراق كلفها استنزاف ضخم لمواردها البشرية والتسليحية بل وكشف الغطاء الأمني الحامي لوجودها الميداني في مدن العراق ..
ليت الأمر توقف عند هذا الحد .. بل انه تعداه لما هو أخطر وأنكي .. لقد بدأت القاعدة تدريجيا تفقد الحاضنة السنية لها.. نعم السنية .. وهو أمر غاية في الخطورة وفي الغباء أيضا ..
إن القاعدة وعلى الرغم مما يشوب فكرها من غلو وتطرف لا مبرر له شرعا .. إلا أن ذلك وجد له غطاء وحد أدنى من القبول لدى الشارع العراقي السني خاصة والإسلامي عامة تحت وطأة ظلم المحتل وجرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية .. فتجاهل ذلك الشارع الذي كان ولا يزال بمجمله يقدس المقاومة ويذود عنها ويوفر حضنا دافئ لها .. تجاهل كثير من الأخطاء .. ولكن إلى متى .. إلى متى وأصبح أبناء السنة يسقطون بالميئات وبسلاح من ؟؟ بسلاح القاعدة .. وهو أمر يدعو للاستغراب عن مدى الغباء الفاحش الذي وصل إليه أولئك القادة الميدانيون والذي أوصلهم للاصطدام بعشائرهم وقبائلهم وذويهم بمبررات واهية .. تافهة ..
تحت بند التمترس قامت القاعدة بقتل الميئات من أبناء العراق والكثير منهم لا ناقة لهم ولا جمل في الموضوع .. بل إن كثير منهم أطفال ونساء .. وكل ذلك بدعوى ضرب المحتل أينما كان ... ؟؟؟
أن بداية العد التنازلي لوجود أي تنظيم شعبي لا يبدأ نتيجة قوة الضربات التي يتلقاها من المحتل .. بل يبدأ من الوقت الذي يفقد فيه هذا التنظيم بوتقته الشعبية الحاوية له وحاضنته الجماهيرية التي منها ينطلق ويؤطر وينظم .. وهذا ما حدث مع القاعدة .. وهذا ما تنبه له متأخرا ولكن – إعلاميا على الأقل حسب علمنا – الشيخ المجاهد أسامة بن لادن .. فقام الأخير بإرسال رسالة تلفزيونية مصورة يخاطب فيها التنظيم فيما يتعلق بهذا الخطر الوجودي الذي يلاحقه .. وفيما يتعلق بهذه المعضلة .. وهو أمر لم يعتد عليه الشيخ من قبل لولا انه أدرك خطورة الأمر .. فاضطر لنشر الغسيل أمام الجميع ..
كل هذه الأخطاء المتراكمة كان لها بالغ الأثر بالنسبة لتنظيم القاعدة على كثير من المستويات والصعد أهمها على الإطلاق المستوى الجماهيري والإعلامي .. فأما على المستوى الجماهيري والشعبي فلا يخف على أحد ما تعانيه القاعدة من انعدام للثقة فيها من سنة العراق أو قل أضعف الإيمان ترهل هذه الثقة لأقصى درجة .. الأمر الذي دفع بعض عشائر السنة لتكوين مجالس لمحاربة القاعدة وفكرها .. تلك المجالس العميلة التي استغلت أخطاء القاعدة أفضل استغلال في ضرب المقاومة العراقية بمجملها .. فغدت تلك المجالس كقميص عثمان يجال به بين العراقيين ليشاهد الجميع من خلاله أخطاء القاعدة بل قل إن شئت خطاياها وبنية فاسدة وإجرامية وعميلة وهي اجتثاث المقاومة ومحاربتها خدمة للمحتل ..
وللأسف الشديد كان ولا يزال عند كثير من السنة ينظر لتلك المجالس بأنها ردة فعل على مظالم القاعدة في العراق . تلك المجالس التي بدون شك شكلت في أحد أبرز جوانبها ملخص للمشكلة التي عانت وتعاني منها القاعدة في العراق وهي فقدان الحاضنة الشعبية لها .. وبدون شك وللأسف الشديد حجمت من وجود القاعدة في العراق ومن فعلها الجهادي الرائع في كثير منه ...
أما على المستوى الإعلامي فكانت فرصة سانحة لكثير من القنوات العربية المنحطة في فكرها ولغتها الإعلامية لتشويه المقاومة وتسفيهها ووصمها بالإرهاب والعنف بل وتعداه في بعض الأحيان لإسباغ تلك الصورة على الدين بمجمله .. فكانت تلك الفضائيات خير أدوات وأبواق للصهاينة والأمريكان والغرب الفاجر الذي ما فتئ يصور الإسلام وحركاته الأصولية - التي تحمل برامج المقاومة والتحرر – بهذا المظهر الظالم
خير مثال على تلك الأدوات والأبواق الإعلامية المأجورة قناة العربية .. تلك القناة ذات الأجندة الصهيوامريكية لم تتوان عن إنتاج برنامج أسبوعي تسخر فيه من فكر الجهاد والمقاومة ومن ثقافة الاستشهاد . فصنعت برنامجا غاية في القذارة والانحطاط وأسمته باسم – صناعة الموت – وكان كل هدفه هو تحقيق الهزيمة النفسية لشباب الأمة وخاصة المتدين وترسيخ النظرة المادية لمشكلات المسلمين وتسفيه وتحجيم البعد الروحي والإيماني والعقائدي للصراع الدائر .. وكل ذلك من خلال إفقاد أولئك الشباب ثقتهم بحركاتهم الإسلامية المجاهدة واصطياد الأخطاء لها وترويجها بشكل بشع يخدم أسيادهم ومؤجريهم الأمريكان والصهاينة ..
وللأسف الشديد .. وأقولها والألم يعتصر فلبي أن القاعدة أعطت لأولئك المنحرفين فرصة لم يكونوا ليحلموا بها ... للأسف الشديد .
كان ذلك سرد موجز لتجربة إخواننا في القاعدة في العراق وتبيان للمشكلة المركبة التي وجدت القاعدة نفسها فيه بل قل أوقعت نفسها فيه بجهل أو بسوء تقدير .. ونسال المولى سبحانه بأن يأخذ بأيديهم لكل خير حتى ينهضوا من كبوتهم ويستعيدوا مجدهم وبريقهم وأن يلهمهم الحكمة في كل أمورهم .. اللهم آمين ..
تلك الخطيئة الكبرى التي وقعت بها القاعدة في العراق كان حري بحركة حماس أن تتعظ منها وتأخذ العبرة .. فحذار يا حماس .. حذاري يا أبناء حماس من الوقوع في نفس الخطأ . حذاري من أن يؤلب الشارع تسمحوا بتأليبه .. والكل يعلم أن الهدف الأول والأساسي للكثير من المتربصين بالمشروع الإسلامي هو إفقاد الحركة لجماهيريتها وحاضنتها الراعية .. فحذاري من الأخطاء إن لم يتم تداركها قبل فوات الأوان .. تلك الأخطاء التي هي طبيعية ومنطقية في حدوثها يجب ألا تخرج عن الإطار الفردي لها ويجب تداركها بأسرع وقت ممكن والضرب بيد من حديد على فاعليها ..
خاصة إذا ما كانت تلك الأخطاء في مجال الخدمة العامة والسلطة العامة لحركة أكرمها ربها وولي نعمتها بالسؤدة والمنعة .. وأصبحت تحكم وتسوس أمور شعبها في القطاع الحبيب .. إنني أدعوا الجميع لأن يعمل جاهدا بأن يحاول تصليح أي خطأ هو يعاينه بنفسه وان لم يستطع فعليه أن يعمل بجد لتوصيله للمسئولين لتداركه وإنصاف المظلوم .. حتى نحفظ هذه السفينة من الغرق لا سمح الله أو من إرهاصات وبوادر الغرق لذا كان حتما علينا أن تتضافر جهودنا لتوجيهها الوجهة السليمة التي ترضي الله سبحانه وألا نصمت ونقول أن الأمر لا يعنينا فتغرق بنا السفينة جميعا .. وعلينا أن نتذكر بأن أكبر الحرائق تندلع من مستصغر الشرر ..
ونسأله تعالى الإخلاص في القول والعمل والتوفيق والسداد ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سيف الدين محبوب
كاتب اسلامي مستقل
كانت الانطلاقة أكثر من رائعة .. فعل مقاوم أثخن في الاحتلال الغاصب وأذاقه الويلات تلو الويلات وأوقع في صفوفه الميئات من القتلى بل الآلاف ممن اعترفت بهم قوى الاحتلال .. اختلف الأسلوب واختلفت الوسيلة لكن في النهاية كان الاحتلال يذوق الأمرين لأنه هو المستهدف الأول والوحيد وهو عنوان المقاومة الإسلامية الدائم
ولكن مع مرور الوقت تعددت العناوين .. فانجرت واستدرجت القاعدة لمعركة ليست معركتها ولأرض قتال لم يكن من المفروض أن تطأها .. وبغض النظر عن الفقه الشرعي في مسألة قتال الشيعة وخاصة المعتدين منهم .. فكانت أول خطيئة للقاعدة هي تعدد المعارك الميدانية وعدم إدراكها السليم لفقه الأولويات في وقت كانت فيه القاعدة والمقاومة الإسلامية في العراق – التي شكل السنة جلها – في أمس الحاجة لإدراك مثل هذا الفقه الشرعي .. فلم يكن من المعقول شرعا ولا حتى عقلا أن تتوجه البندقة نحو الوجهة الطائفية المدمرة في نفس الوقت الذي تنشب فيه قوى الاحتلال مخالبها في حسم المقاومة وتسخر كل ما لديها من أدوات وأجهزة فائقة في التطور وكل ما لديها من تآمر وتواطؤ إقليمي غاية في الانحطاط ضد المقاومة العراقية ..
لقد كان الانخراط في حرب طائفية مع الشيعة أمر غاية في الخطورة وهو شكل أول خطيئة قاتلة للقاعدة في العراق كلفها استنزاف ضخم لمواردها البشرية والتسليحية بل وكشف الغطاء الأمني الحامي لوجودها الميداني في مدن العراق ..
ليت الأمر توقف عند هذا الحد .. بل انه تعداه لما هو أخطر وأنكي .. لقد بدأت القاعدة تدريجيا تفقد الحاضنة السنية لها.. نعم السنية .. وهو أمر غاية في الخطورة وفي الغباء أيضا ..
إن القاعدة وعلى الرغم مما يشوب فكرها من غلو وتطرف لا مبرر له شرعا .. إلا أن ذلك وجد له غطاء وحد أدنى من القبول لدى الشارع العراقي السني خاصة والإسلامي عامة تحت وطأة ظلم المحتل وجرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية .. فتجاهل ذلك الشارع الذي كان ولا يزال بمجمله يقدس المقاومة ويذود عنها ويوفر حضنا دافئ لها .. تجاهل كثير من الأخطاء .. ولكن إلى متى .. إلى متى وأصبح أبناء السنة يسقطون بالميئات وبسلاح من ؟؟ بسلاح القاعدة .. وهو أمر يدعو للاستغراب عن مدى الغباء الفاحش الذي وصل إليه أولئك القادة الميدانيون والذي أوصلهم للاصطدام بعشائرهم وقبائلهم وذويهم بمبررات واهية .. تافهة ..
تحت بند التمترس قامت القاعدة بقتل الميئات من أبناء العراق والكثير منهم لا ناقة لهم ولا جمل في الموضوع .. بل إن كثير منهم أطفال ونساء .. وكل ذلك بدعوى ضرب المحتل أينما كان ... ؟؟؟
أن بداية العد التنازلي لوجود أي تنظيم شعبي لا يبدأ نتيجة قوة الضربات التي يتلقاها من المحتل .. بل يبدأ من الوقت الذي يفقد فيه هذا التنظيم بوتقته الشعبية الحاوية له وحاضنته الجماهيرية التي منها ينطلق ويؤطر وينظم .. وهذا ما حدث مع القاعدة .. وهذا ما تنبه له متأخرا ولكن – إعلاميا على الأقل حسب علمنا – الشيخ المجاهد أسامة بن لادن .. فقام الأخير بإرسال رسالة تلفزيونية مصورة يخاطب فيها التنظيم فيما يتعلق بهذا الخطر الوجودي الذي يلاحقه .. وفيما يتعلق بهذه المعضلة .. وهو أمر لم يعتد عليه الشيخ من قبل لولا انه أدرك خطورة الأمر .. فاضطر لنشر الغسيل أمام الجميع ..
كل هذه الأخطاء المتراكمة كان لها بالغ الأثر بالنسبة لتنظيم القاعدة على كثير من المستويات والصعد أهمها على الإطلاق المستوى الجماهيري والإعلامي .. فأما على المستوى الجماهيري والشعبي فلا يخف على أحد ما تعانيه القاعدة من انعدام للثقة فيها من سنة العراق أو قل أضعف الإيمان ترهل هذه الثقة لأقصى درجة .. الأمر الذي دفع بعض عشائر السنة لتكوين مجالس لمحاربة القاعدة وفكرها .. تلك المجالس العميلة التي استغلت أخطاء القاعدة أفضل استغلال في ضرب المقاومة العراقية بمجملها .. فغدت تلك المجالس كقميص عثمان يجال به بين العراقيين ليشاهد الجميع من خلاله أخطاء القاعدة بل قل إن شئت خطاياها وبنية فاسدة وإجرامية وعميلة وهي اجتثاث المقاومة ومحاربتها خدمة للمحتل ..
وللأسف الشديد كان ولا يزال عند كثير من السنة ينظر لتلك المجالس بأنها ردة فعل على مظالم القاعدة في العراق . تلك المجالس التي بدون شك شكلت في أحد أبرز جوانبها ملخص للمشكلة التي عانت وتعاني منها القاعدة في العراق وهي فقدان الحاضنة الشعبية لها .. وبدون شك وللأسف الشديد حجمت من وجود القاعدة في العراق ومن فعلها الجهادي الرائع في كثير منه ...
أما على المستوى الإعلامي فكانت فرصة سانحة لكثير من القنوات العربية المنحطة في فكرها ولغتها الإعلامية لتشويه المقاومة وتسفيهها ووصمها بالإرهاب والعنف بل وتعداه في بعض الأحيان لإسباغ تلك الصورة على الدين بمجمله .. فكانت تلك الفضائيات خير أدوات وأبواق للصهاينة والأمريكان والغرب الفاجر الذي ما فتئ يصور الإسلام وحركاته الأصولية - التي تحمل برامج المقاومة والتحرر – بهذا المظهر الظالم
خير مثال على تلك الأدوات والأبواق الإعلامية المأجورة قناة العربية .. تلك القناة ذات الأجندة الصهيوامريكية لم تتوان عن إنتاج برنامج أسبوعي تسخر فيه من فكر الجهاد والمقاومة ومن ثقافة الاستشهاد . فصنعت برنامجا غاية في القذارة والانحطاط وأسمته باسم – صناعة الموت – وكان كل هدفه هو تحقيق الهزيمة النفسية لشباب الأمة وخاصة المتدين وترسيخ النظرة المادية لمشكلات المسلمين وتسفيه وتحجيم البعد الروحي والإيماني والعقائدي للصراع الدائر .. وكل ذلك من خلال إفقاد أولئك الشباب ثقتهم بحركاتهم الإسلامية المجاهدة واصطياد الأخطاء لها وترويجها بشكل بشع يخدم أسيادهم ومؤجريهم الأمريكان والصهاينة ..
وللأسف الشديد .. وأقولها والألم يعتصر فلبي أن القاعدة أعطت لأولئك المنحرفين فرصة لم يكونوا ليحلموا بها ... للأسف الشديد .
كان ذلك سرد موجز لتجربة إخواننا في القاعدة في العراق وتبيان للمشكلة المركبة التي وجدت القاعدة نفسها فيه بل قل أوقعت نفسها فيه بجهل أو بسوء تقدير .. ونسال المولى سبحانه بأن يأخذ بأيديهم لكل خير حتى ينهضوا من كبوتهم ويستعيدوا مجدهم وبريقهم وأن يلهمهم الحكمة في كل أمورهم .. اللهم آمين ..
تلك الخطيئة الكبرى التي وقعت بها القاعدة في العراق كان حري بحركة حماس أن تتعظ منها وتأخذ العبرة .. فحذار يا حماس .. حذاري يا أبناء حماس من الوقوع في نفس الخطأ . حذاري من أن يؤلب الشارع تسمحوا بتأليبه .. والكل يعلم أن الهدف الأول والأساسي للكثير من المتربصين بالمشروع الإسلامي هو إفقاد الحركة لجماهيريتها وحاضنتها الراعية .. فحذاري من الأخطاء إن لم يتم تداركها قبل فوات الأوان .. تلك الأخطاء التي هي طبيعية ومنطقية في حدوثها يجب ألا تخرج عن الإطار الفردي لها ويجب تداركها بأسرع وقت ممكن والضرب بيد من حديد على فاعليها ..
خاصة إذا ما كانت تلك الأخطاء في مجال الخدمة العامة والسلطة العامة لحركة أكرمها ربها وولي نعمتها بالسؤدة والمنعة .. وأصبحت تحكم وتسوس أمور شعبها في القطاع الحبيب .. إنني أدعوا الجميع لأن يعمل جاهدا بأن يحاول تصليح أي خطأ هو يعاينه بنفسه وان لم يستطع فعليه أن يعمل بجد لتوصيله للمسئولين لتداركه وإنصاف المظلوم .. حتى نحفظ هذه السفينة من الغرق لا سمح الله أو من إرهاصات وبوادر الغرق لذا كان حتما علينا أن تتضافر جهودنا لتوجيهها الوجهة السليمة التي ترضي الله سبحانه وألا نصمت ونقول أن الأمر لا يعنينا فتغرق بنا السفينة جميعا .. وعلينا أن نتذكر بأن أكبر الحرائق تندلع من مستصغر الشرر ..
ونسأله تعالى الإخلاص في القول والعمل والتوفيق والسداد ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سيف الدين محبوب
كاتب اسلامي مستقل