الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انسانية الإنسان ..بقلم : حسان نزال

تاريخ النشر : 2008-06-30
انسانية الإنسان ..بقلم : حسان نزال
إنــــسـانــيـة الإنـــســان
حسان نزال/قباطية
**************
ملاحظة : هذا مقال قديم ..نشر في صحف ورقية ، أعيد نشره هنا لما يحمل من معان يلزمنا تذكرها في هذا الوقت ، وأنشره تأكيدا على دعوتي للجميع بالتزام انسانيتهم/ وعدم إهانة الآخر لأي سبب كان ..
***********************************
إنسان إن شاء الله ..خير تعريف كان يجده أديبنا الراحل خليل السكاكيني لذاته،انه تعريف يختزن في طياته كل ما يختلج في النفس الإنسانية من معان ٍ.ويختصر العالم الداخلي للنفس الإنسانية. لم يقصد أديبنا الراحل بالإنسان ذلك الكائن الحي الذي يأكل ويعمل وينام ويتكلم ،بل رمى إلى الإحاطة بخلجات النفس وبيان ما هي عليه من رقة ورفعة وعمق فيما لو تمسّكت بإنسانيتها .ونحن في فضّنا لمكنون هذه الكلمة إنسان ـ لا مندوحة لنا من استخدام عبارات (المعاني الإنسانية والخلق الانساني ..الخ)ولكن دون أن ينطبق علينا المثل :(وفسّر الماء بعد الجهد بالماء).إن هذا الكائن البشري الذي نراه في كل حين ونتعامل معه في كل وقت لهو عالم واسع قلما نستطيع سبر غوره أو كشف مكنوناته، ذلك أن النفس البشرية زاخرة بكل المعاني الانسانية النبيلة والتي هي في صراع دائم مرير مع قوى الشرّ ومشاعر السوء التي يكتسبها الإنسان من البيئة المحيطة والمجتمع الذي يتعامل معه .وما يبديه الشخص من مشاعر خارجية وتصرّفات ظاهرة ما هي إلا ّتعبير عن انتصار إحدى القوّتين ـ الفضيلة أو الرذيلة ،والإنسان السيئ ورغم ما يبديه الناس تجاهه من مشاعر الكراهيّة فانه يبقى محتفظا ببعض معاني إنسانيته. ولقد قيل انه لابد من البحث في ذات كل شرّير عن مواطن الخير والفضيلة حتّى تستطيع أن تأخذ بيده وتشدّ من أزره لإكسابه مزيدا من الإنسانية والنبل والشّجاعة وتقرّبه من معنى كلمة إنسان كما أرادها السكاكيني.
إن المعاني الإنسانية النّبيلة (الحب، الشجاعة، الكرم الأثرة،..)موجودة في شخصيّة كل فرد تظهر أحيانا وتخبو أخرى حسب نتائج الصراع الداخلي المستمر في النفس . وليس القويّ إلا من يستطيع تغليب عاطفة الحب على الكراهية ، والمروءة على الخيانة والتضحية على الأنانية والجشع. القويّ من يكبح جماح نفسه ، يمنعها من التمادي في غيّها ويمنع الرذيلة من التّحكّم بزمامها . وهو من يستطيع أن يكون صادقا كلّ الصدق مع نفسه أولا
وصادقا في تعامله مع الآخرين ثانيا . وحتى يتم له ذلك لا بدّ أن تنسجم جميع أعماله وتصرّفاته مع يؤمن به مبادئ وأخلاق وقيم . وليس القوي ّمن يمتلك أسباب القوّة الماديّة الآلية لأنها هي أيضا تابعة لميزان القوى الداخلي في الإنسان يستخدمها حسب نتائج الصراع الآن الذّكر ،ولا بدّ له من حسم الصراع لصالح قوى الفضيلة حتّى يستطيع تسخير قوّته الماديّة لصالح خير البشرية وبالتالي يكون قويّا ًماديّاً ومعنويّاً.
وعلى مستوى التعامل اليومي في حياة البشر ،لا بدّ من مصادفة بعض من تجرّدوا من كافة المعاني الإنسانية وخلعوا على أنفسهم رداء الرذيلة والفساد وسخّروا أنفسهم في خدمة أهدافهم الذاتيّة . هؤلاء أعمت الحياة بصيرتهم وتغلّبت قوى الباطل في نفوسهم وساقتهم أنانيّتهم لاقتراف كل ما تأنفه الذات الإنسانية السويّة . فالضغينة والكراهية والنّفاق ورسم الابتسامات الصفراء أمر عاديّ في تعاملهم اليوميّ مع الناس .وعمي بصيرتهم لا يمكنهم من أدراك حقيقة كشف الناس لخداعهم وزيفهم كما لا يمكّنهم من الإفلات من مظاهر السلبيّة التي تلازمهم والتي تمكّنت من ذاتهم إلا بالجهد العسير والمشقّة المتواصلة مع توفّر الإرادة والتصميم لدى من يحاول الأخذ بيدهم والبحث عن النقاط المضيئة في نفوسهم .
إن فطرة الإنسان مجبولة على الحبّ والفضيلة والحنان ، وقد تخبو هذه الصفات حسب تمكّن الصفات الأخرى المكتسبة من المجتمع في الذات ، فالمثاليّة التي قد يبديها التي قد يبديها الإنسان في تعامله مع مجتمعه لابدّ لها من أن تتأثّر سلباً إذا ما اصطدمت بعوارض الأنانية .
يستطيع كل فرد منّا أن يتأكّد من مدى إنسانيته ومن صدقه مع نفسه إذا انسجمت تصرّفاته مع أقواله ومبادئه التي يؤمن بها وعندما لا يكون وجود لتأنيب الضّمير والنّدم في ذاته على تصرّف ما ،فهو لا يقدِم على خطوة إلا إذا تأكّد من انسجامها مع المبادئ والمثل الانسانية التي يؤمن بها .وبالتالي يصبح إنسانا لا وجود لهوّة بين (الهو) و(الأنا ) في شخصيّته ، تلك الهوّة التي كلّما اتّسعت فان ذلك يدلّ على انفصام وضعف في الشخصي يعبّر عنه بالارتباك المستمر ومحاولة التصنّع والتسلّق في المجتمع.
1
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف