الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كُتاب كل المناسبات والمواقف بقلم: محمد أبو علان

تاريخ النشر : 2008-06-30
بقلم: محمد أبو علان:

كتاب الأعمدة ومقالات الرأي في الصحف والمجلات ومن على مواقع الانترنت الإخبارية يفترض من الناحية النظرية أن يكون لهم دور في بناء الرأي العام المحلي تجاه ما يخدم المصالح العليا للمجتمعات التي يعيشون فيها، مع احتفاظ كل منهم بحقه في التعبير عن رائيه بالشكل والكلمات التي يريد شريطة أن لا تأخذ الأمور الجانب الشخصي في الكتابة والتحليل، والابتعاد عن لغة التخويف والتخوين، ونقاش الأمور يجب أن يتم بصورة موضوعية بحته تحت شعار لا يوجد من بني البشر ولا من الفصائل والأحزاب السياسية من هو معصوم عن الخطأ بقصد أو بغير قصد، والجانب النقدي في الأمور الخلافية يجب أن يهدف بالدرجة الأولى للتقويم وتصحيح المسار لا القدح أو الذم أو التشهير.

وما دفعني لكتابة هذا الموضوع السيل الجارف من المقالات والتحليلات التي غصت بها مواقعنا الإخبارية وصحفنا المحلية حول موضوع التهدئة التي تم التوافق عليها بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بواسطة مصرية استمرت لأسابيع طويلة، فالكتاب والإعلاميين المؤيدين لحركة حماس شحذوا همهم وأقلامهم للدفاع عن التهدئة مع الاحتلال، وعن أهمية تثبيت هذه التهدئة لما فيها من مصلحة عليا للشعب الفلسطيني على حد تعبيرهم، وباتت هذه التهدئة في رأي هؤلاء الكتاب والإعلاميين بمثابة النصر المُبين على الاحتلال، ليس هذا فقط بل بات من يحاول إطلاق الصواريخ على الاحتلال بحكم الخائن والمتساوق مع الاحتلال وفق ما عبر عنه البيان الصادر عن حركة حماس في أعقاب قيام كتائب شهداء الأقصى بإطلاق صاروخين باتجاه مستوطنة سديروت، وحتى تجزئة التهدئة دافعوا عنها بكل قوة في الوقت الذي اعتبروا هذا الطرح الذي قدمه الرئيس عباس في السابق على أنه تصريح للاحتلال لذبح قطاع غزة، وكل هذا التحول الدراماتيكي في الدفاع عن التهدئة تم خلال ساعات قبلها كانت المقاومة لديهم أسمى أهدافهم، ونفس هؤلاء الُكتاب والإعلاميين هم من وقفوا ضد مثل هذه التهدئة في السابق واعتبروها نهج خياني يهدف للقضاء على المقاومة، وأدنوا محاولات منع إطلاق الصواريخ على مستوطنات الاحتلال المجاورة لقطاع غزة

في المقابل حركة فتح وقيادتها وإعلاميها الذين كانوا من أشد المتحمسين والداعمين لفكرة تحقيق التهدئة مع الاحتلال باتوا يشككون في نوايا وأهداف حركة حماس من وراء هذه التهدئة، ولا نكتشف البارود إن قلنا أن الصواريخ التي أطلقتها كتائب شهداء الأقصى كان الهدف منها رسالة لحركة حماس بالدرجة الأولى وليست للاحتلال، ولسان حال حركة فتح يقول أن ما طالبت به فتح قبل سنوات معتقده أن فيه مصلحة للشعب الفلسطيني( ورفضته حماس في حينه) ها هي حركة حماس تقبل به بعد خمس سنوات.

بكلمات أخرى جند هؤلاء الكُتاب أنفسهم وأقلامهم للدفاع عن تنظيمات وقيادات سياسية ظالمة كانت أم مظلومة، وهذا النوع من الإعلاميين هم من أخرجوا الإعلام الفلسطيني من دائرة التأثير الإيجابي في الرأي العام الفلسطيني وخاصة في المراحل الحرجة والمفصلية من تاريخ الشعب الفلسطيني، ففي مرحلة المواجهات المُسلحة بين حركتي فتح وحماس وجدنا الكثير من الإعلاميين وبعض وسائل الإعلام تبيح سفك الدم الفلسطيني تحت مبررات وحجج واهية، وعجت وسائل الإعلام الفلسطينية بالمصطلحات الإعلامية البذيئة من تيارات خيانيه إلى تيارات انقلابية، ولم يتبقى حينها إلا الإعلان عن أن سفك الدم الفلسطيني في غزة هو الطريق تحرير القدس وعودة اللاجئين.

بالتالي على المنادين وعلى واضعي المقترحات والبرامج من أجل إصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني أن يجعلوا من إصلاح الواقع الإعلامي في فلسطين جزء من برامجهم، ويجب على العاملين في القطاع الإعلامي أن يقفوا مع أنفسهم وقفه جديه بهدف إخراج الإعلام من دائرة الاستقطاب السياسي وجعل منه إعلام مهني بحت يقوم على أساس نقل الحقيقية بحلوها ومرها، لا أن يُنصب هذا الإعلام كمحامي دفاع عن تنظيمات وعن سياسيين همهم الأول مصالحهم الشخصية بالدرجة ومصالح تنظيماتهم السياسية بالدرجة، وما المصلحة الوطنية لديهم إلا شعارات فقط تهدف لتحقيق ما يسعون له من مكاسب، وجعل الجميع من تنظيمات سياسية وقيادات وطنية تحت المجهر الإعلامي بغرض تعزيز الجانب والمنهج الإيجابي لديهم والسعي للتخلص من السلبيات والشوائب التي علقت بهم، وإن لم يكن بالإمكان تحقيق ذلك علينا السعي للتخلص منهم بالطرق والوسائل الديمقراطية، فبدون أن تشعر القيادات السياسية وفصائل العمل الوطني بوجود إعلام حقيقي يراقبها ويتابعها ويكشف حقيقتها لن تأخذ رأي الشارع ولا المصلحة الوطنية باعتباراتها.

ونفس المنطق والأسلوب يجب أن يتحلى به الكُتاب والمحللين السياسيين كونهم يلعبون دور أساسي في تشكيل الرأي العام الفلسطيني، وقبل الترحيب والتصفيق لتحقيق التهدئة مع الاحتلال عليهم ترسيخ قناعة لدى الجميع من أجل السعي لتحقيق مصالحة وتهدئة داخلية على الصعيدين السياسي والإعلامي أولاً، فبدون ذلك لن نستطيع السير خطوة واحدة إلى الأمام في مشروعنا الوطني حتى لو ثبتنا التهدئة مع الاحتلال، كل هذا على اعتبار أن التهدئة مع الاحتلال هي وسيلة وليست الهدف إلا إذا باتت التهدئة مع الاحتلال هي طموح السياسيين وتنظيماتهم السياسية فحينها لن يصلح العطار ما أفسد الدهر، وعلينا وعلى مشروعنا الوطني السلام.

[email protected]
http://blog.amin.org/yafa1948
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف