الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تدمير الصين بالقنابل الذرية بقلم : محمد خليفة

تاريخ النشر : 2008-06-29
تدمير الصين بالقنابل الذرية بقلم : محمد خليفة
تدمير الصين بالقنابل الذرية


بقلم : محمد خليفة / كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع الإلكتروني : http://www.mohammedkhalifa.com

في شهر ديسمبر من عام 1938 وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية ، استطاع الدكتور اوتو هان فلق الذرة . وكان الدكتور هان قد لاحظ أنه قد نشأ عن قذف ذرات اليورانيوم بالنيوترون عناصر مشعّة ، وتقارب كتلة ذرة الأورانيوم ، الأمر الذي يعني أن النيوترون قد فلق ذرة الأورانيوم إلى شطرين متساويين . أما العلاّمة ليوسيز لارد (1898) المجري الأصل ، الذي يعتبر بحق القوة الفعلية وراء صنع القنبلة الذرية ، فقد طلب من العالِم ألبرت أينشتاين الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية أن يعرقل كل مسعى يقوم به هتلر للحصول على اليورانيوم الذي قد يُمِكِّن ألمانيا من صنع القنبلة الذرية ، وأن تبادر أمريكا في عهد الرئيس روزفلت بصنع هذه القنبلة . وفيما بين 1939 ـ 1941 ، توصّل مشروع مانهاتن الأمريكي إلى إنتاج القنبلة الذرية . وبالأمس ، كشفت وثائق نزعت عنها السرية ونشرت في 30/4/2008 ، أن سلاح الجو الأمريكي أعدّ لهجمات نووية ضد الصين خلال مواجهة مع تايوان عام 1958 . وأوضحت هذه الوثائق أن الرئيس الأمريكي في حينه ، دوايت إيزنهاور أمر ، لدى إطلاعه على هذه الخطط ، سلاح الجو باستخدام قنابل تقليدية وليس قنابل ذرية ضد القوات المسلحة الصينية في حال تفاقمت الأزمة التايوانية . وتعطي هذه الوثائق انطباعاً عن تلك النزعة الإنسانية المزعومة عند الولايات المتحدة التي لا تستخدم السلاح الذري ضد أعدائها رغم اقتدارها ورغم امتلاكها هذا السلاح . ورغم ما تدعيه من الولايات المتحدة وتقارير استخباراتها المليئة بالأضاليل ، فإن الحقيقة غير ذلك تماماً . فالولايات المتحدة هي أول دولة في العالم تصنع القنبلة الذرية ، وتستخدمها ضد اليابان التي كانت عدوة لها في الحرب العالمية الثانية . ولم تكن الولايات المتحدة ـ كما يجمع الخبراء ـ مضطرة لاستخدام هذا السلاح ، لأن الحرب كانت قد انتهت في أوروبا في 8 مايو 1945 . وكانت اليابان قد بدأت مفاوضات مباشرة مع الاتحاد السوفيتي السابق للوصول إلى هدنة مع "الحلفاء" لإنهاء الحرب . لكن الولايات المتحدة ، أصرّت على استسلام اليابان دون قيد أو شرط ، وهذا الموقف اتخذه الأمريكيون ليقطعوا الطريق أمام السوفييت في التفاوض مع اليابان وكي تبقى لهم وحدهم هذه المهمة . وفي 6 أغسطس عام 1945 ، قامت إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان بإصدار الأمر بإلقاء قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية فحدث دمار كبير في هذه المدينة . وعندما شاهد الاتحاد السوفيتي ذلك ، أدرك أن حليفته ـ أثناء الحرب ـ الولايات المتحدة تريد أن تبسط سيطرتها لوحدها على اليابان . ولذلك قرر إعلان الحرب على اليابان في 8 أغسطس حتى يمنع الولايات المتحدة من الانفراد بالسيطرة على هذا البلد . لكن الإدارة الأمريكية عادت وأعطت الأوامر بإلقاء قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي اليابانية في 9 أغسطس . وكانت هذه القنبلة رسالة إلى السوفييت بأن يتوقفوا عن الهجوم ، وإلاّ فإنهم سيلقون نصيبهم . وأيضاً ، كانت هناك أهداف أخرى تتمثل في ضرورة أن يقتنع السوفييت بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة ، وأنه عليهم أن يسلّموا بهذا الأمر . غير أن السوفييت كانوا قد حصلوا على أسرار صناعة القنبلة الذرية من خلال بعض العلماء اليهود الذين شاركوا في صناعة القنبلة الأمريكية . وفي عام 1949 ، فجّر الاتحاد السوفيتي أول قنبلة له وأصبح يمتلك هذا السلاح الخطير ووقف على سوية واحدة مع الولايات المتحدة . وفي تلك الأثناء ، كان الشيوعيون الصينيون قد سيطروا ، بمعاونة السوفييت ، على كامل البرّ الصيني عام 1949 ، وأعلنوا عن قيام جمهورية الصين الشعبية . وفي عام 1950 ، اندلعت الحرب في شبه الجزيرة الكورية بعد أن قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بالهجوم من كوريا الجنوبية باتجاه كوريا الشمالية بهدف إخضاعها . وقد تدخّل الاتحاد السوفيتي إلى جانب الشيوعيين الشماليين ، وكانت خطوط الإمداد السوفيتية تمرّ عبر الصين بسبب عدم وجود حدود برية مباشرة بين الاتحاد السوفيتي وبين كوريا الشمالية . وفي عام 1951 ، رأى قائد الحملة الأمريكية الجنرال ماك آرثر أنه لا أمل في إحراز أي نصر في الحرب إلاّ بضرب الاتحاد السوفيتي أو قواعد إمداده في الصين بالقنابل الذرية . وكما تزعم الرواية ، فإن الرئيس ترومان لم يوافق على هذا الرأي ، وحدث بينهما خلاف أدّى إلى طرد ماك آرثر من قيادة الحملة . والواقع أنه لو كان بإمكان الولايات المتحدة آنذاك تخويف الاتحاد السوفيتي بالسلاح الذري ، لكانت فعلت . لكنها كانت تدرك أن عدوها يملك نفس السلاح ، وأن أية ضربة ذرية من جانبها ستقابل بضربة ذرية مماثلة . ولهذا اضطرت إلى الخضوع لقواعد الحرب التقليدية ، وانتهت الحرب الكورية عام 1953 على مبدأ :"لا غالب ولا مغلوب" . وهكذا ، فإن امتلاك الاتحاد السوفيتي السابق للسلاح الذري أدى إلى لجم النزعة العدوانية الأمريكية ، وفي نفس الوقت ، أدى إلى استعار الحرب الباردة وسباق التسلّح . وفي خضمّ تلك الحرب ، كانت الصين تبني قوتها ، وقد ساعدها الاتحاد السوفيتي كثيراً ، ويكفي أنه حماها حتى امتلكت السلاح الذري عام 1965 . ولولا الدعم السوفيتي ، لكانت الصين اليوم ربما بوجه آخر غير هذا الوجه الذي نعرفه .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف