الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مهاجمة إسرائيل لإيران متى تغدو حتمية؟ بقلم:جواد البشيتي

تاريخ النشر : 2008-06-29
مهاجمة إسرائيل لإيران متى تغدو حتمية؟ بقلم:جواد البشيتي
مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟

جواد البشيتي

جوهر العقيدة العسكرية والاستراتيجية لدولة جيش "الدفاع" الإسرائيلي، والذي نقرأه ونقف عليه في الأفعال والأعمال قبل الأقوال، إنَّما هو مبدأ "منع الحرب بالحرب"، فإسرائيل ما أن تقتنع، وتُقْنِع نفسها، بأنَّ أحد خصومها، أو أعدائها، المؤكَّدين أو المحتملين، يمكن أن يصبح قادراً على تهديد أمنها، أو على تقييد قدرتها على استخدام القوَّة العسكرية التي تملك بما يحقِّق لها الأهداف السياسية التي تريد، حتى تبادر إلى شنِّ الحرب عليه، ولو تعذَّر إقناع، أو اقتناع، العالم بوجاهة أسبابها وذرائعها.

لقد أوضحت إسرائيل متى تغدو ضربتها العسكرية لإيران أمراً حتمياً لا مفرَّ منه، إذ قالت إنَّ فشل "المجتمع الدولي" في أن يَحْمِل طهران، بعصا الضغوط أو / وببعض الجَزَر، على أن تملك برنامجاً نووياً، يسمح لها بالحصول على الكهرباء من الطاقة النووية؛ ولكن بما يحول بينها وبين "امتلاك القدرة" على إنتاج أسلحة نووية في الوقت الذي تشاء، هو ما سيؤدِّي إلى جعل تلك الضربة (المحتملة والممكنة حتى الآن) حقيقة واقعة، وأمراً حتمياً لا مفرَّ منه. وثمَّة دول في العالم تستخدم الطاقة النووية استخداماً سلمياً ومدنياً واقتصادياً؛ ولكن بما يحول بينها وبين "امتلاك القدرة" على إنتاج أسلحة نووية. ولإسرائيل (والولايات المتحدة، وقوى نووية عسكرية دولية أخرى) مصلحة واضحة جلية في تعميم ونشر هذا "النموذج النووي" إذا كان لا مفرَّ من هذه "العولمة النووية (السلمية)".

وهذا "السبب الإسرائيلي" هو من أهم أسباب عداء الولايات المتحدة، وإدارة الرئيس بوش على وجه الخصوص، للبرنامج النووي الإيراني، الذي نشأ وتطوَّر بما يسمح لطهران، إنْ لم يكن اليوم فغداً، بـ "امتلاك القدرة" على إنتاج السلاح النووي في الوقت الذي تشاء، وعندما تشتد لديها الحاجة إلى حيازة القنبلة النووية، أي عندما يضطر الواقع زعامتها الدينية إلى إصدار فتوى جديدة تحلِّل فيها امتلاك (واستخدام) هذا السلاح الذي حرَّمته، على ما زعمت.

ولكن، ثمَّة سبب آخر (غير إسرائيلي) لا يقل أهمية، فالولايات المتحدة لا تقبل لإيران أن تُحْرِز استقلالاً يعتد به عن النفط (والغاز) الذي تُنْتِج وتَسْتَهْلِك وتُصدِّر. إنَّ امتلاك إيران (النفطية ـ الغازية) القدرة على أن تلبِّي أكثر فأكثر حاجتها إلى الكهرباء من الطاقة النووية، وإلى أن تستقلَّ، بالتالي، أكثر فأكثر عن موردها الأهم (حتى الآن) للطاقة والقطع الأجنبي، وهو النفط والغاز، يكسبها مزيداً من القدرة على استثمار موقعها الجيو ـ استراتيجي مع تعاظم قدرتها العسكرية في التحكُّم في أهم ممر مائي (مضيق هرمز) لناقلات النفط ، وفي أهم مَصْدَر للطاقة النفطية في العالم، فالولايات المتحدة لن ترى خطراً أعظم على مصالحها الاستراتيجية (في الخليج والشرق الأوسط) من خطر أن تتضاءل تبعية إيران لمصادرها من الطاقة النفطية مع تزايد تبعية العالم لمصادر الطاقة النفطية في دول خليجية أخر، في مقدَّمها السعودية.

إنَّ للولايات المتحدة مصلحة لم تتضاءل حتى الآن في أن يظل اقتصاد الدولة المُنْتِجة والمُصدِّرة للنفط في تبعية شبه مطلقة للقطاع النفطي، وفي أن تُنْفَق "ثروتها الدولارية" في شراء سلع عسكرية ومدنية من سوقها هي في المقام الأوَّل، و / أو تُسْتَثْمَر في سوقها المالية هي في المقام الأوَّل، وكأنَّ الغاية هي تحويل النفط من مَصْدَر قوَّة إلى مَصْدَر مزيدٍ من الضعف.

العالم اليوم في أزمة اقتصادية متنامية؛ والارتفاع المستمر في أسعار النفط هو من أهم أسبابها. وهذا إنْ عنى شيئاً فإنَّه يعني أنَّ للعالم مصلحة اقتصادية متعاظمة في منع أزمة البرنامج النووي الإيراني من التسبُّب بمزيد من الغلاء النفطي العالمي.

ولا شكَّ في أنَّ أزمة الغلاء النفطي العالمي هي من أهم الأسلحة التي تستخدمها إيران لردع الولايات المتحدة وإسرائيل عن ضرب منشآتها النووية، فقائد الحرس الثوري الإيراني سعى في إقناع العالم بأنَّ إيران عازمة على أن تدافع عن نفسها بما يعرِّض الاقتصاد العالمي لخطر أزمة نفطية لم يعرفها من قبل، فنقل النفط إلى الأسواق الدولية عبر مضيق هرمز سيصبح في خطر، كما أنَّ إيران يمكن أن تُدمِّر منشآت نفطية مهمة (وقوى ومنشآت عسكرية) في دول سمحت باستخدام أراضيها في أعمال عسكرية ضدها.

ويبدو أنَّ طهران متَّفِقة مع "حزب الله" اللبناني على أن تكون ترسانته الصاروخية جزءاً من الردِّ العسكري الإيراني على ضربة عسكرية إسرائيلية لمنشآت إيران النووية (وغير النووية).

الخطر الحقيقي لن يكون في اليوم الأوَّل، أي عندما توجِّه إسرائيل ضربتها العسكرية لإيران، وإنَّما قي اليوم التالي، أو بعد ذلك، أي عندما تُظْهِر إيران وتؤكِّد فعلاً أنَّ إسرائيل في مرمى صواريخها (التي قد يكون بعضها مزوَّداً رؤوساً كيميائية أو بيولوجية).

عندئذٍ، وعندئذٍ فحسب، يمكن أن يرى العالم الكارثة في حجمها الحقيقي والواقعي؛ ولكنَّ هذا "التوقُّع" يمكن أن يزداد أو يقل واقعية بحسب الإجابة النهائية عن السؤال الآتي: هل تقبل إسرائيل أن يستمر (ويتطوَّر) البرنامج النووي الإيراني بما يكسب طهران القدرة على صنع القنبلة النووية في أي وقت تشاء؟

حتى الآن لم تقل إسرائيل إلاَّ بما يؤكِّد أنَّها لن تقبل أبداً استمرار إيران في هذا المسار، فالمفاضلة الإسرائيلية إنَّما هي مفاضلة بين خطرين: خطر أن تملك إيران تلك القدرة، وخطر الردِّ العسكري الإيراني على ضربة عسكرية توجِّهها إسرائيل الآن للمنشآت النووية الإيرانية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف