المتفق والمختلف بين قاطعي الرواتب، ومغلقي المعابر!!
د. فايز أبو شمالة
المتفق عليه بين قاطعي الرواتب ومغلقي المعابر هو فرض عقاب جماعي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون الضفة الغربية، والمتفق عليه دولياً أن العقاب الجماعي مرفوض وفق كل القوانين والمواثيق الدولية، ومع ذلك يتفق المجتمع الدولي على الصمت أمام هذه المخالفة التي لو جرت في بلد آخر لجرت الجيوش الجرارة، الحريصة على حقوق الإنسان المظلوم..
والمتفق؛ أن قاطعي الرواتب أوجعوا عشرات الألوف من الموظفين الذين لا مصدر دخل لهم سوى الراتب، وأجبرهم العقاب على طرق الأبواب، ومناشدة عقلاء، ومسئولي فتح في قطاع غزة، بأن قطع رواتبهم لا يستند على بينه، وأنهم براء من جميع التنظيمات، أو أنهم ملتزمون بيوتهم، أو لا يتعاطون السياسة، بل بلغ الأمر ببعض الموظفين أن لا يشارك في عزاء شهداء من عائلاتهم، ينتمون لحماس، خوفاً من قاطعي الرواتب، ووصل الأمر ببعض الموظفين أن لا يزور أرحامه، لأنها زوجة رجل من حماس، وذلك خوفاً من قاطعي الرواتب.
والمتفق؛ أن إسرائيل أوجعتنا من إغلاق المعابر أكثر بكثير من قصف الطائرات وتحرك الدبابات، فالرصاص الإسرائيلي قد يقتل مواطناً أو عشرة مواطنين يومياً، ويجرح خمسين، ـ نساء خان يونس فقط تلد يومياً ثمانين طفلاً تقريباً ـ بينما الحصار يقتل وطناً، ويذبح مستقبل شعب بكامله دون ضجيج، أو تغطية إعلامية تتكافأ مع الانتباه لقصف الطيران، وتحريك الدبابات، إنه الوجع الصامت.
والمتفق عليه أيضاً؛ أن قاطعي الرواتب كانوا سباقين للعقاب الجماعي من الإسرائيليين، وكأن أبناء جلدتنا أعرف بالوجع من عدونا، ومادام قاطعوا الرواتب قد مارسوا العقاب الجماعي دون ردة فعل، وكان له تأثير السحر على المجتمع، فماذا يمنع حكومة تل أبيب من ممارسته، ليتكامل التوافق بنغمة واحدة: تحملي يا حماس مسئولية المجتمع الذي وثق بكم في الانتخابات أولاً، وفرضتم السيطرة على الآخرين بالقوة ثانياً، وكونوا على قدر المسئولية، أو عليكم الانزياح جانباً، ليتحمل المسئولية من هو قادر على الحكم، والتعامل مع الواقع، لقد بات جلياً أن الهدف من العقاب الجماعي بشقية؛ التأثير على المواقف السياسية، وعلى حرية الرأي، والتعبير، والنقد البناء، والتفكير، وإحداث الوجع اللازم للتململ في قطاع غزة ضد حماس
أما المختلف بين قاطعي الرواتب، ومغلقي المعابر؛ أن إسرائيل لا تعاقب على الرأي، والكلام، والتحريض ضدها، ولا تغلق المعابر بسبب تعاطف الشعب مع حماس، أو بسبب تذمر الناس من الاحتلال، أو من حالة الانفلات الأمني التي كانت سائدة، وإنما اشترطت فتح المعابر بالتوقف عن قصف القرى الإسرائيلية، وهي خجله من الرأي العام الداخلي، والعالمي، وتحاول أن تجد عشرات التبريرات أمام وسائل الإعلام لما تمارسه من عمل لا أخلاقي، وغير قانوني، بينما قاطعوا الرواتب لا يبررون عملهم، ويتباهى بعضهم علناً بعمله غير الأخلاقي ضد موظفين صدق انتمائهم للوطن، وإن كانوا بلا انتماءات تنظيمية.
المختلف أيضاً؛ أن مغلقي المعابر بالنسبة للفلسطينيين هم أعداء، وكل ما يمارسه العدو من عدوان، تبرره حالة العداء القائمة، بينما قاطعوا الرواتب هم أصدقاء، بل يعتبرون أنفسهم أصحاب البيت، فكيف يقطع من يطلب الوصل؟ وكيف يحرم الراعي رعيته من المنح والعطايا التي استجلبها باسمهم؟
والمختلف؛ أن مغلقي المعابر لهم أهداف سياسية عليا، تخدم الدولة العبرية، ويسيرون ضمن خطة قابلة للمراجعة والنقد، بينما قاطعوا الرواتب لا هدف لهم سوى الانتقام ممن يختلف معهم بالرأي، ولا ينسجم معهم بالموقف التنظيمي.
والمختلف؛ أن مغلقي المعابر لن يلتقوا يوماً مع أبناء شعبنا كي يعاتبونهم، أو يلمونهم على عقابهم الجماعي، بينما قاطعوا الرواتب يحلمون بالعودة إلى غزة، عودة الظافر المنتصر! فكيف لو تمت المصالحة، وعادت المياه إلى مجاريها؟ وحتماً ستعود، وعاد قاطعوا الرواتب ضمن المصالحة الوطنية، وجاء المقطوعة رواتبهم ليهنئونهم بالسلامة، فماذا سيقول قاطعوا الرواتب إذا سأل المقطوعة رواتبهم: بأي ذنب قطعت؟
وفقاً للمتفق والمختلف لا بد من تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليحسم الأمر ويقطع الطريق على قاطعي الرواتب، وهذا ما سمعته اللجنة التنظيمية التي زارت قطاع غزة برئاسة الأخ حكمت زيد، وقد رفعت تقريرها للرئيس الفلسطيني، وإن صح ما رشح من أخبار، فإن الرئيس الفلسطيني بصدد إصدار مرسوم رئاسي يقضي بإعادة جميع الرواتب المقطوعة، وغل يد قاطعي الرواتب، وإنهاء هواية التعذيب على الأنتماء، والتفريق العرقي للشعب الواحد في غزة، ، إن مثل هذا القرار لهو الرد المسئول من الرئيس المؤتمن على قضايا شعبه، لأن صدور القرار له دلالاته السياسية، ولا يعكس إلا حرصاً، وصدق توجه إلى المصالحة الوطنية، ومؤشراً عليها، ومبشراً لها.
د. فايز أبو شمالة
المتفق عليه بين قاطعي الرواتب ومغلقي المعابر هو فرض عقاب جماعي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون الضفة الغربية، والمتفق عليه دولياً أن العقاب الجماعي مرفوض وفق كل القوانين والمواثيق الدولية، ومع ذلك يتفق المجتمع الدولي على الصمت أمام هذه المخالفة التي لو جرت في بلد آخر لجرت الجيوش الجرارة، الحريصة على حقوق الإنسان المظلوم..
والمتفق؛ أن قاطعي الرواتب أوجعوا عشرات الألوف من الموظفين الذين لا مصدر دخل لهم سوى الراتب، وأجبرهم العقاب على طرق الأبواب، ومناشدة عقلاء، ومسئولي فتح في قطاع غزة، بأن قطع رواتبهم لا يستند على بينه، وأنهم براء من جميع التنظيمات، أو أنهم ملتزمون بيوتهم، أو لا يتعاطون السياسة، بل بلغ الأمر ببعض الموظفين أن لا يشارك في عزاء شهداء من عائلاتهم، ينتمون لحماس، خوفاً من قاطعي الرواتب، ووصل الأمر ببعض الموظفين أن لا يزور أرحامه، لأنها زوجة رجل من حماس، وذلك خوفاً من قاطعي الرواتب.
والمتفق؛ أن إسرائيل أوجعتنا من إغلاق المعابر أكثر بكثير من قصف الطائرات وتحرك الدبابات، فالرصاص الإسرائيلي قد يقتل مواطناً أو عشرة مواطنين يومياً، ويجرح خمسين، ـ نساء خان يونس فقط تلد يومياً ثمانين طفلاً تقريباً ـ بينما الحصار يقتل وطناً، ويذبح مستقبل شعب بكامله دون ضجيج، أو تغطية إعلامية تتكافأ مع الانتباه لقصف الطيران، وتحريك الدبابات، إنه الوجع الصامت.
والمتفق عليه أيضاً؛ أن قاطعي الرواتب كانوا سباقين للعقاب الجماعي من الإسرائيليين، وكأن أبناء جلدتنا أعرف بالوجع من عدونا، ومادام قاطعوا الرواتب قد مارسوا العقاب الجماعي دون ردة فعل، وكان له تأثير السحر على المجتمع، فماذا يمنع حكومة تل أبيب من ممارسته، ليتكامل التوافق بنغمة واحدة: تحملي يا حماس مسئولية المجتمع الذي وثق بكم في الانتخابات أولاً، وفرضتم السيطرة على الآخرين بالقوة ثانياً، وكونوا على قدر المسئولية، أو عليكم الانزياح جانباً، ليتحمل المسئولية من هو قادر على الحكم، والتعامل مع الواقع، لقد بات جلياً أن الهدف من العقاب الجماعي بشقية؛ التأثير على المواقف السياسية، وعلى حرية الرأي، والتعبير، والنقد البناء، والتفكير، وإحداث الوجع اللازم للتململ في قطاع غزة ضد حماس
أما المختلف بين قاطعي الرواتب، ومغلقي المعابر؛ أن إسرائيل لا تعاقب على الرأي، والكلام، والتحريض ضدها، ولا تغلق المعابر بسبب تعاطف الشعب مع حماس، أو بسبب تذمر الناس من الاحتلال، أو من حالة الانفلات الأمني التي كانت سائدة، وإنما اشترطت فتح المعابر بالتوقف عن قصف القرى الإسرائيلية، وهي خجله من الرأي العام الداخلي، والعالمي، وتحاول أن تجد عشرات التبريرات أمام وسائل الإعلام لما تمارسه من عمل لا أخلاقي، وغير قانوني، بينما قاطعوا الرواتب لا يبررون عملهم، ويتباهى بعضهم علناً بعمله غير الأخلاقي ضد موظفين صدق انتمائهم للوطن، وإن كانوا بلا انتماءات تنظيمية.
المختلف أيضاً؛ أن مغلقي المعابر بالنسبة للفلسطينيين هم أعداء، وكل ما يمارسه العدو من عدوان، تبرره حالة العداء القائمة، بينما قاطعوا الرواتب هم أصدقاء، بل يعتبرون أنفسهم أصحاب البيت، فكيف يقطع من يطلب الوصل؟ وكيف يحرم الراعي رعيته من المنح والعطايا التي استجلبها باسمهم؟
والمختلف؛ أن مغلقي المعابر لهم أهداف سياسية عليا، تخدم الدولة العبرية، ويسيرون ضمن خطة قابلة للمراجعة والنقد، بينما قاطعوا الرواتب لا هدف لهم سوى الانتقام ممن يختلف معهم بالرأي، ولا ينسجم معهم بالموقف التنظيمي.
والمختلف؛ أن مغلقي المعابر لن يلتقوا يوماً مع أبناء شعبنا كي يعاتبونهم، أو يلمونهم على عقابهم الجماعي، بينما قاطعوا الرواتب يحلمون بالعودة إلى غزة، عودة الظافر المنتصر! فكيف لو تمت المصالحة، وعادت المياه إلى مجاريها؟ وحتماً ستعود، وعاد قاطعوا الرواتب ضمن المصالحة الوطنية، وجاء المقطوعة رواتبهم ليهنئونهم بالسلامة، فماذا سيقول قاطعوا الرواتب إذا سأل المقطوعة رواتبهم: بأي ذنب قطعت؟
وفقاً للمتفق والمختلف لا بد من تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليحسم الأمر ويقطع الطريق على قاطعي الرواتب، وهذا ما سمعته اللجنة التنظيمية التي زارت قطاع غزة برئاسة الأخ حكمت زيد، وقد رفعت تقريرها للرئيس الفلسطيني، وإن صح ما رشح من أخبار، فإن الرئيس الفلسطيني بصدد إصدار مرسوم رئاسي يقضي بإعادة جميع الرواتب المقطوعة، وغل يد قاطعي الرواتب، وإنهاء هواية التعذيب على الأنتماء، والتفريق العرقي للشعب الواحد في غزة، ، إن مثل هذا القرار لهو الرد المسئول من الرئيس المؤتمن على قضايا شعبه، لأن صدور القرار له دلالاته السياسية، ولا يعكس إلا حرصاً، وصدق توجه إلى المصالحة الوطنية، ومؤشراً عليها، ومبشراً لها.