حسن نصر االله والاستراتيجية الجديدة
بقلم / مأمون سليمان شحادة
ماجستير دراسات إقليمية
فلسطين) بيت لحم
[email protected]
بعيدا عن كل العواطف والانحيازات تجاه شخصيات وأيديولوجيات فكرية... ولنحكم العقل بعيدا عن الخطابات السياسية واضعين أنفسنا على المحك الحقيقي وما تعنيه النصوص المقروءة والمسموعة من الناحية العقلية لنضعها ما بين قوسين من جانب تحليلي مرتبط بأرض الواقع.
إن خطاب السيد حسن نصر الله الأخير والذي وضع من خلاله مصطلحات خطابية جديدة ومن الناحية المستقبلية والذي اسماه خطاب الاستراتيجية المرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل ليجسد في ذلك لغة خطابية جديدة لم تعهدها خطابات حسن نصر الله قبل ذلك.
لقد تحدث السيد حسن نصر الله عن سلاح المقاومة وما يعنيه من تحرير مزارع شبعا وتحرير كل الأسرى. لكن هناك أسئلة يجب أن تطرح على الساحة السياسية
1. ماذا لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا ..... ؟
2. لماذا استثنيت لغة الئأر و الانتقام لعماد مغنية في الخطاب الأخير "؟
3. ما هو سر هذا الكلام الموثق باليقين من جانب السيد حسن نصر الله حول تحرير كافة الأسرى، بالقريب العاجل؟
قبل عدة سنوات سمعنا من السيد حسن نصر الله انه وفي حال تحرير مزارع شبعا انه سوف يحول نفسه إلى حزب سياسي ولكنه في خطابه الاخير قال ان المقاومة باقية لحماية لبنان في كل الظروف .... فمن هنا نقول ماذا لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا. ففي أي إطار سوف يضع حزب الله نفسه أيضع نفسه في الإطار السياسي أم يضع نفسه في إطار الاستمرار بسلاح المقاومة ..... . ؟
ومن الملفت للنظر أن التهديد والانتقام لدم الشهيد عماد مغنية لم يذكر في ذلك الخطاب فهل يعني السيد حسن نصر الله في ذلك استراتيجية جديدة من ناحية العمل والتفاوض. يعني هل تفاوض حزب الله مع الاسرائليين بوسيط أوروبي حول إطلاق الأسرى اللبناني ام انه يحاول تخطيط استراتيجية جديدة وكبيرة يحاول فيها تحقيق عملية نوعية ضد الاسرائليين يكون هدفها خطف رموز اسرائليين فبذلك يتحقق الهدف الأساسي لحزب الله بتحقيق العملية النوعية من خلال الوفاء لدم الشهيد مغنية فيكون بذلك قد أوصل الرسالة إلى الاسرائليين انه قد أوفى بالعهد ومن جانب آخر انه سوف يفاوض على هؤلاء المختطفين فيكون بذلك قد ضرب عصفورين بحجر واحد وهو الثأر لدم عما مغنية من جهة وتحرير الأسرى من جهة أخرى.
فبذلك تكون استراتيجية حزب الله استراتيجية نوعية في التعامل مع الجانب الإسرائيلي في تحقيق الأهداف.
ولفت مسامعي في خطاب السيد حسن نصر الله وقد تناول عدة عبارات وهي:
1. المقاومة " بالاقتباس بعدة نماذج من الوطن العربي".
2. الاستراتيجية "داخلية وخارجية".
3. الوحدة اللبنانية والشراكة السياسية.
4. القوانين الدستورية.
فهل تعني كل هذه العبارات أنها عبارات خطابية..... فبنظري أنها تعني الكثير من الجانب التحليلي .
فلو نظرنا إلى القوانين الدستورية مثلا فان السيد حسن نصر الله يعني بها الكثير وذلك من أحقية المقاومة أي حزب الله في كشريك في السلطة في تمثيل لبنان وفق الرأي اللبناني وليس وفق المبدأ الذي وضعته القوات الفرنسية عام 1926 في توزيع الطوائف كما يلي أن :
1. رئيس لبنان ماروني .
2. رئيس الوزراء سني.
3. رئيس مجلس النواب شيعي.
فمن الناحية السياسية لممارسة السلطة التنفيذية في النظام السياسي اللبناني فانه يتميز بثنائية ممارسة السلطة من قبل رئيس لبنان ورئيس الوزراء فبذلك يعني استثناء الشيعة من ذلك رغم أكثريتهم وفق العينة الديموغرافية للبنان.
فالسيد حسن نصر الله ورغم ندائه في خطابه الأخير انه زاهد في السلطة وفق ما قال أننا غير معنيين في الاستيلاء على السلطة لكننا ندعو إلى مشاركة عادلة على ارض لبنان.
فهل هذه الكلمات تمر هكذا بدون تحليل... لا ... بل أن السيد حسن نصر الله يعني من خلالها الشيء الكثير من خلال مقولته " المشاركة العادلة" مما يعني انه يجب التخلي عن الحالة الدستورية السابقة والتي تستثني الشيعة من عملية المشاركة في السلطة فيتبين ورغم زهده في ممارسة السلطة.... انه في مقولته التي ذكرت في خطابه الأخير أنها تدعو إلى المشاركة في السلطة وليس الزهد في ذلك.
صحيح أن السيد حسن نصر الله كان يستطيع أن يغير الدستور اللبناني عن طريق القوة أثناء عملية سيطرة حزب الله على لبنان في الآونة الأخيرة إلا انه كان يعرف انه لو عمل ذلك لإعادة لبنان إلى ما كانت عليه من حرب أهلية سنه 1975 فيدخل لبنان في دوامة لا تستفيد منها إلا إسرائيل وأمريكا... ولكنه عمل ذلك كلفت نظر إلى ثنائية السلطة في لبنان انه كان يستطيع أن يفعل ذلك ولكن خوفه على الساحة اللبنانية من حرب طائفية منعته من ذلك.
فبذلك اتبع حسن نصر الله استراتيجية جديدة في تغيير الأمور بقوة أوراقه على الساحة اللبنانية من خلال إثبات الوجود، ليس فقط على ساحة المعركة وإنما على ساحة السياسة والسلطة. فمن خلال ذلك نستطيع أن نقول أن الدستور اللبناني في تمثيل الطوائف على الطريقة الفرنسية أصبح في بداية النهاية .
فهل المنصب البرلماني والذي يمثله الشيعة في لبنان أصبح الآن في بداية الخروج عن حواجز الصمت والإحساس بان هذا التمثيل يمثل ظلما نسبيا في تمثيل خط المقاومة والذي حقق الكثير على ارض لبنان ليصبح هذا التمثيل ذا نسبة كبيرة في المستقبل.
فمن هنا نستطيع أن نقول أن خطاب حسن نصر الله من أجرأ الخطابات التي ألقاها على الساحة اللبنانية وأنا اعتبره خطابا جريئا يوازي فيه كل الأمور الحساسة على الساحة اللبنانية وغير اللبنانية مما يعني أن هناك تحول جذري في منهجية حزب الله في التعامل مع الجانب الإسرائيلي من جهة ومع الوضع اللبناني من جهة أخرى من الناحية العسكرية بمعنى انه في المستقبل القريب سوف تجري تحولات جذرية على الساحة اللبنانية من خلال حل مشكلة الأسرى اللبنانيين وانسحاب الاسرائليين من مزارع شبعا من ناحية ولا ننسى أن هنالك مفاوضات إسرائيلية سورية وبرعاية تركية من الناحية الأخرى مما جعل حسن نصر الله متخوفا من هذه النواحي على مستقبل حزب الله والشيعة في لبنان وذلك لان تمثيلهم النيابي قليل وأيضا تمثيلهم في ممارسة السلطة معدوم وذلك لان الثنائية في ممارسة السلطة للسنة والموارنة فقط.
فبعد خروج الاسرائيلين من مزارع شبعا ماذا سيبقى لحزب الله وماذا سيبقى للشيعة وهم بعيدون عن ممارسة السلطة وفق دستور 1926 الذي وضعه الفرنسيين في ذلك العام.
لكن يجب أن نقول أن هناك وفي هذه الأيام مفاوضات لإعادة ادلجة الدستور اللبناني يكون فيها تمثيل نيابي كبير ومشاركة في السلطة للجانب الشيعي.
لكن نريد أن نعرف ما هو شكل الادلجة الدستورية الجديدة للخروج بنظام سياسي لبناني جديد على ارض الواقع وما مدى موافقة الشارع اللبناني على ذلك.
فحزب الله في هذه اللحظات يجب أن يضع أمامه عدة أمور مهمة :
1. انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وما هو مستقبل حزب الله بعد ذلك.
2. على حزب الله ان يتجنب الضربات الإسرائيلية ضد المدنيين اللبنانيين وفق ما حدث في حرب تموز وعلى الرغم من انتصار حزب الله ( في حالة القيام باستراتيجية نوعية ) .
3. الوعي بان الاستراتيجية يسبقها هدف فهل الهدف مخطط له ومن سيعلق الجرس.
4. تجنب الخوض في الأمور الدستورية في المرحلة الحالية خوفا من اندلاع النعرات الطائفية من جديد.
وللحديث بقية................!!!!!!!!
بقلم / مأمون سليمان شحادة
ماجستير دراسات إقليمية
فلسطين) بيت لحم
[email protected]
بعيدا عن كل العواطف والانحيازات تجاه شخصيات وأيديولوجيات فكرية... ولنحكم العقل بعيدا عن الخطابات السياسية واضعين أنفسنا على المحك الحقيقي وما تعنيه النصوص المقروءة والمسموعة من الناحية العقلية لنضعها ما بين قوسين من جانب تحليلي مرتبط بأرض الواقع.
إن خطاب السيد حسن نصر الله الأخير والذي وضع من خلاله مصطلحات خطابية جديدة ومن الناحية المستقبلية والذي اسماه خطاب الاستراتيجية المرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل ليجسد في ذلك لغة خطابية جديدة لم تعهدها خطابات حسن نصر الله قبل ذلك.
لقد تحدث السيد حسن نصر الله عن سلاح المقاومة وما يعنيه من تحرير مزارع شبعا وتحرير كل الأسرى. لكن هناك أسئلة يجب أن تطرح على الساحة السياسية
1. ماذا لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا ..... ؟
2. لماذا استثنيت لغة الئأر و الانتقام لعماد مغنية في الخطاب الأخير "؟
3. ما هو سر هذا الكلام الموثق باليقين من جانب السيد حسن نصر الله حول تحرير كافة الأسرى، بالقريب العاجل؟
قبل عدة سنوات سمعنا من السيد حسن نصر الله انه وفي حال تحرير مزارع شبعا انه سوف يحول نفسه إلى حزب سياسي ولكنه في خطابه الاخير قال ان المقاومة باقية لحماية لبنان في كل الظروف .... فمن هنا نقول ماذا لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا. ففي أي إطار سوف يضع حزب الله نفسه أيضع نفسه في الإطار السياسي أم يضع نفسه في إطار الاستمرار بسلاح المقاومة ..... . ؟
ومن الملفت للنظر أن التهديد والانتقام لدم الشهيد عماد مغنية لم يذكر في ذلك الخطاب فهل يعني السيد حسن نصر الله في ذلك استراتيجية جديدة من ناحية العمل والتفاوض. يعني هل تفاوض حزب الله مع الاسرائليين بوسيط أوروبي حول إطلاق الأسرى اللبناني ام انه يحاول تخطيط استراتيجية جديدة وكبيرة يحاول فيها تحقيق عملية نوعية ضد الاسرائليين يكون هدفها خطف رموز اسرائليين فبذلك يتحقق الهدف الأساسي لحزب الله بتحقيق العملية النوعية من خلال الوفاء لدم الشهيد مغنية فيكون بذلك قد أوصل الرسالة إلى الاسرائليين انه قد أوفى بالعهد ومن جانب آخر انه سوف يفاوض على هؤلاء المختطفين فيكون بذلك قد ضرب عصفورين بحجر واحد وهو الثأر لدم عما مغنية من جهة وتحرير الأسرى من جهة أخرى.
فبذلك تكون استراتيجية حزب الله استراتيجية نوعية في التعامل مع الجانب الإسرائيلي في تحقيق الأهداف.
ولفت مسامعي في خطاب السيد حسن نصر الله وقد تناول عدة عبارات وهي:
1. المقاومة " بالاقتباس بعدة نماذج من الوطن العربي".
2. الاستراتيجية "داخلية وخارجية".
3. الوحدة اللبنانية والشراكة السياسية.
4. القوانين الدستورية.
فهل تعني كل هذه العبارات أنها عبارات خطابية..... فبنظري أنها تعني الكثير من الجانب التحليلي .
فلو نظرنا إلى القوانين الدستورية مثلا فان السيد حسن نصر الله يعني بها الكثير وذلك من أحقية المقاومة أي حزب الله في كشريك في السلطة في تمثيل لبنان وفق الرأي اللبناني وليس وفق المبدأ الذي وضعته القوات الفرنسية عام 1926 في توزيع الطوائف كما يلي أن :
1. رئيس لبنان ماروني .
2. رئيس الوزراء سني.
3. رئيس مجلس النواب شيعي.
فمن الناحية السياسية لممارسة السلطة التنفيذية في النظام السياسي اللبناني فانه يتميز بثنائية ممارسة السلطة من قبل رئيس لبنان ورئيس الوزراء فبذلك يعني استثناء الشيعة من ذلك رغم أكثريتهم وفق العينة الديموغرافية للبنان.
فالسيد حسن نصر الله ورغم ندائه في خطابه الأخير انه زاهد في السلطة وفق ما قال أننا غير معنيين في الاستيلاء على السلطة لكننا ندعو إلى مشاركة عادلة على ارض لبنان.
فهل هذه الكلمات تمر هكذا بدون تحليل... لا ... بل أن السيد حسن نصر الله يعني من خلالها الشيء الكثير من خلال مقولته " المشاركة العادلة" مما يعني انه يجب التخلي عن الحالة الدستورية السابقة والتي تستثني الشيعة من عملية المشاركة في السلطة فيتبين ورغم زهده في ممارسة السلطة.... انه في مقولته التي ذكرت في خطابه الأخير أنها تدعو إلى المشاركة في السلطة وليس الزهد في ذلك.
صحيح أن السيد حسن نصر الله كان يستطيع أن يغير الدستور اللبناني عن طريق القوة أثناء عملية سيطرة حزب الله على لبنان في الآونة الأخيرة إلا انه كان يعرف انه لو عمل ذلك لإعادة لبنان إلى ما كانت عليه من حرب أهلية سنه 1975 فيدخل لبنان في دوامة لا تستفيد منها إلا إسرائيل وأمريكا... ولكنه عمل ذلك كلفت نظر إلى ثنائية السلطة في لبنان انه كان يستطيع أن يفعل ذلك ولكن خوفه على الساحة اللبنانية من حرب طائفية منعته من ذلك.
فبذلك اتبع حسن نصر الله استراتيجية جديدة في تغيير الأمور بقوة أوراقه على الساحة اللبنانية من خلال إثبات الوجود، ليس فقط على ساحة المعركة وإنما على ساحة السياسة والسلطة. فمن خلال ذلك نستطيع أن نقول أن الدستور اللبناني في تمثيل الطوائف على الطريقة الفرنسية أصبح في بداية النهاية .
فهل المنصب البرلماني والذي يمثله الشيعة في لبنان أصبح الآن في بداية الخروج عن حواجز الصمت والإحساس بان هذا التمثيل يمثل ظلما نسبيا في تمثيل خط المقاومة والذي حقق الكثير على ارض لبنان ليصبح هذا التمثيل ذا نسبة كبيرة في المستقبل.
فمن هنا نستطيع أن نقول أن خطاب حسن نصر الله من أجرأ الخطابات التي ألقاها على الساحة اللبنانية وأنا اعتبره خطابا جريئا يوازي فيه كل الأمور الحساسة على الساحة اللبنانية وغير اللبنانية مما يعني أن هناك تحول جذري في منهجية حزب الله في التعامل مع الجانب الإسرائيلي من جهة ومع الوضع اللبناني من جهة أخرى من الناحية العسكرية بمعنى انه في المستقبل القريب سوف تجري تحولات جذرية على الساحة اللبنانية من خلال حل مشكلة الأسرى اللبنانيين وانسحاب الاسرائليين من مزارع شبعا من ناحية ولا ننسى أن هنالك مفاوضات إسرائيلية سورية وبرعاية تركية من الناحية الأخرى مما جعل حسن نصر الله متخوفا من هذه النواحي على مستقبل حزب الله والشيعة في لبنان وذلك لان تمثيلهم النيابي قليل وأيضا تمثيلهم في ممارسة السلطة معدوم وذلك لان الثنائية في ممارسة السلطة للسنة والموارنة فقط.
فبعد خروج الاسرائيلين من مزارع شبعا ماذا سيبقى لحزب الله وماذا سيبقى للشيعة وهم بعيدون عن ممارسة السلطة وفق دستور 1926 الذي وضعه الفرنسيين في ذلك العام.
لكن يجب أن نقول أن هناك وفي هذه الأيام مفاوضات لإعادة ادلجة الدستور اللبناني يكون فيها تمثيل نيابي كبير ومشاركة في السلطة للجانب الشيعي.
لكن نريد أن نعرف ما هو شكل الادلجة الدستورية الجديدة للخروج بنظام سياسي لبناني جديد على ارض الواقع وما مدى موافقة الشارع اللبناني على ذلك.
فحزب الله في هذه اللحظات يجب أن يضع أمامه عدة أمور مهمة :
1. انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وما هو مستقبل حزب الله بعد ذلك.
2. على حزب الله ان يتجنب الضربات الإسرائيلية ضد المدنيين اللبنانيين وفق ما حدث في حرب تموز وعلى الرغم من انتصار حزب الله ( في حالة القيام باستراتيجية نوعية ) .
3. الوعي بان الاستراتيجية يسبقها هدف فهل الهدف مخطط له ومن سيعلق الجرس.
4. تجنب الخوض في الأمور الدستورية في المرحلة الحالية خوفا من اندلاع النعرات الطائفية من جديد.
وللحديث بقية................!!!!!!!!