قراءة في تحذيرات حماس الأخيرة 27-6-2008
بقلم : حمدي فراج
نسيت حماس على ما يبدو أنها وهي تطلق تصريحاتها إزاء صواريخ كتائب شهداء الأقصى ان الشعب الفلسطيني يسمعها ، وهو بطبيعة الحال المعين الذي تغترف منه التضحيات ، وهو الذي يكتوي بنار الاحتلال ، وهو بالطبع الذي جاء بحماس الى سدة السلطة في الانتخابات الأخيرة .
نقول هذا إزاء التحذير المكتوب الذي وزعته الحركة في غزة مما اسمته "العبث بالتهدئة لصالح حسابات فئوية ضيقة بشكل يتساوق مع الاحتلال ، وأن تجاوزات المجموعة المسماة كتائب الاقصى لا تخدم الا الاحتلال وأن مرجعيتها رام الله ، وأنها اي الحركة ستتخذ كل ما يلزم لحماية الاجماع الوطني من المجموعة التي تقف جنبا الى جنب مع الاحتلال وتتساوق معه ."
لقد سبق لنا وسمعنا مثل هذا الكلام عندما كانت حماس في المعارضة "المقاومة" ، ونكاد نجزم انه أشبه بشريط كاسيت يتم إعادة تشغيله بنفس السرعة ونفس الوتيرة ،فما الذي تغير كي تلعب الأطراف ادوارها بالمقلوب ؟ هل تريد حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إقناعنا أن اسرائيل قد خلعت ثوبها الاحتلالي لندافع عن التهدئة معها على النحو الذي يوصلنا الى إتهام أشقائنا واخوتنا وأبناء جلدتنا في الجهاد والكفاح والمقاومة ، ثم يصل بنا الأمر ان نتطوع لتحذيرهم وتهديدهم وإتخاذ كل ما يلزم .
ألا ترى حماس ان هذا يتناقض كليا مع رسالتها السامية ، حتى لو بدا الأمر تكتيكا ، فهو ممجوج ويشكل عذرا اقبح من ذنب . كبف يسيتقيم بعد ذلك مشروعها الجهادي وهو تقبل على نفسها شيئا من هذا القبيل ، بل تطاوعها هذه النفس الامساك بالقلم وصياغة مثل هذا التحذير الأرعن الذي لن يجدي فتيلا مع شعب ما انفك يخضع للاحتلال وينشد الخلاص والتحرر من نيره ، وتدرك حماس اكثر من غيرها ربما ان هذا لم يجد نفعا عندما استهدفتها فتح ، فما كان من الشعب الا ان التف حولها وأعطاها ما لم يكن في حسبانها ولا حتى في احلامها و اطماعها .
لقد قالها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ من أنه بعيد النظر عشر مرات عندما يرى ان موقفه يتقاطع "يتلاقى" مع موقف الأعداء . كان على حماس ان لا تقع في مثل هذه الخطيئة ، حتى ولو كان ذلك على حساب سلطتها في غزة ،حتى ولا بالاستناد الى فتوى دينية ذرائعية ، فالفكرة أعظم من الدولة ، وهذا ما لم تدركه حركة فتح التي استبدلت ثورتها الحقيقية بالدولة المزيفة ، فخسرت الاثنتين .
كان على حماس ان تدرك ان الحصار المضروب على الشعب لم يفت في عضده شيئا ، بل على العكس حظيت بإحترام والتفاف جماهيري أكبر وأكبر ، مما أربك اسرائيل ومعها امريكا وبقية حلفائهما العرب في المنطقة ، ولهذا فتحت أمام قيادتها العديد من العواصم ، الى ان جاءها كارتر بنفسه الى عقرها المحاصر .
والآن ، هل بدأ العد التنازلي ؟ وبعد التهديد والتحذير ستدخل دائرة الاعتقال والسحل والتعذيب ولربما تسليم من يطلق الصواريخ لاسرائيل ، ومن غير المستبعد ان نسمعها تقول عن الصواريخ ، حدايد ومواسير ، فقديما قيل اول الرقص الحجلان .
بقلم : حمدي فراج
نسيت حماس على ما يبدو أنها وهي تطلق تصريحاتها إزاء صواريخ كتائب شهداء الأقصى ان الشعب الفلسطيني يسمعها ، وهو بطبيعة الحال المعين الذي تغترف منه التضحيات ، وهو الذي يكتوي بنار الاحتلال ، وهو بالطبع الذي جاء بحماس الى سدة السلطة في الانتخابات الأخيرة .
نقول هذا إزاء التحذير المكتوب الذي وزعته الحركة في غزة مما اسمته "العبث بالتهدئة لصالح حسابات فئوية ضيقة بشكل يتساوق مع الاحتلال ، وأن تجاوزات المجموعة المسماة كتائب الاقصى لا تخدم الا الاحتلال وأن مرجعيتها رام الله ، وأنها اي الحركة ستتخذ كل ما يلزم لحماية الاجماع الوطني من المجموعة التي تقف جنبا الى جنب مع الاحتلال وتتساوق معه ."
لقد سبق لنا وسمعنا مثل هذا الكلام عندما كانت حماس في المعارضة "المقاومة" ، ونكاد نجزم انه أشبه بشريط كاسيت يتم إعادة تشغيله بنفس السرعة ونفس الوتيرة ،فما الذي تغير كي تلعب الأطراف ادوارها بالمقلوب ؟ هل تريد حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إقناعنا أن اسرائيل قد خلعت ثوبها الاحتلالي لندافع عن التهدئة معها على النحو الذي يوصلنا الى إتهام أشقائنا واخوتنا وأبناء جلدتنا في الجهاد والكفاح والمقاومة ، ثم يصل بنا الأمر ان نتطوع لتحذيرهم وتهديدهم وإتخاذ كل ما يلزم .
ألا ترى حماس ان هذا يتناقض كليا مع رسالتها السامية ، حتى لو بدا الأمر تكتيكا ، فهو ممجوج ويشكل عذرا اقبح من ذنب . كبف يسيتقيم بعد ذلك مشروعها الجهادي وهو تقبل على نفسها شيئا من هذا القبيل ، بل تطاوعها هذه النفس الامساك بالقلم وصياغة مثل هذا التحذير الأرعن الذي لن يجدي فتيلا مع شعب ما انفك يخضع للاحتلال وينشد الخلاص والتحرر من نيره ، وتدرك حماس اكثر من غيرها ربما ان هذا لم يجد نفعا عندما استهدفتها فتح ، فما كان من الشعب الا ان التف حولها وأعطاها ما لم يكن في حسبانها ولا حتى في احلامها و اطماعها .
لقد قالها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ من أنه بعيد النظر عشر مرات عندما يرى ان موقفه يتقاطع "يتلاقى" مع موقف الأعداء . كان على حماس ان لا تقع في مثل هذه الخطيئة ، حتى ولو كان ذلك على حساب سلطتها في غزة ،حتى ولا بالاستناد الى فتوى دينية ذرائعية ، فالفكرة أعظم من الدولة ، وهذا ما لم تدركه حركة فتح التي استبدلت ثورتها الحقيقية بالدولة المزيفة ، فخسرت الاثنتين .
كان على حماس ان تدرك ان الحصار المضروب على الشعب لم يفت في عضده شيئا ، بل على العكس حظيت بإحترام والتفاف جماهيري أكبر وأكبر ، مما أربك اسرائيل ومعها امريكا وبقية حلفائهما العرب في المنطقة ، ولهذا فتحت أمام قيادتها العديد من العواصم ، الى ان جاءها كارتر بنفسه الى عقرها المحاصر .
والآن ، هل بدأ العد التنازلي ؟ وبعد التهديد والتحذير ستدخل دائرة الاعتقال والسحل والتعذيب ولربما تسليم من يطلق الصواريخ لاسرائيل ، ومن غير المستبعد ان نسمعها تقول عن الصواريخ ، حدايد ومواسير ، فقديما قيل اول الرقص الحجلان .