حُرية التعبير..كذبة لا تصلح لتخدير المولعين بها في كل زمن.. زمن البطولات او زمن التخاذلات.
وكما يقول روسو: (ان الإنسان يولد حراً، لكنه مكبل بالأغلال).
أصابعنا مشدودة نوعا ما، وحناجرنا خافتة.. ومشكلتنا، ليست مشكلة حكومات فقط، وإنما أولئك الذين ينصبون أنفسهم قضاة وجلادين في آن واحد.
ثمة قلق وخوف من جهات مجهولة لا نعرفها، من شتى الألوان والأصناف، قد تقوم أية واحدة منها بمصادرة قلم برصاصة إذا خط القلم كلمة استفزتها أو أثارت حفيظتها أو لم تتفق مع أفكارها وتوجهاتها..
التغيير الذي طبل له الكثيرون، وحلموا وتمادوا في أحلامهم، تصور البعض انه يستطيع التكلم، كما يشاء ولمن يشاء عما يدور في ذهنه من أفكار حتى لو تقاطعت مع أعلى رأس في السلطة، بيد أن الحقيقة أننا نصبنا، بأنفسنا، رقيباً داخلياً على أفواهنا كي لا نختم كلماتنا الغالية برصاصة رخيصة!
وعليه، فان مخاوفنا تحاصرنا من ان نرتكب حماقة التفوه بأفكارنا السرية (الجامحة) أمام الآخرين الذين يكون من بينهم وشاة يعملون لمصلحة إطراف متعددة وليس طرفاً واحداً معلوماً.. وتلك هي الكارثة، اذ لو كان القمع وتكميم الأفواه يمارس من جهة واحدة كأن تكون الحكومة أو حزباً واحداً، فذلك أهون الشرين، لأننا نعرف، وقتذاك، من الذي يهدد أفواهنا بالخرس، بيد أن المعضلة تكمن في (التعددية التسلطية) على شفاهنا وأقلامنا.. وتلك تعددية تجعلنا ليس بين نارين وإنما نيران متعددة، فان تكلمت بكذا غضب طرف ما عليك وأرداك برصاصة، وان تكلمت عن كذا استشاط طرف ثانٍ غيظا وأراك المرّ قبل أن يذبحك، وان قلت كذا وكذا، فيا ويلك من طرف ثالث.. وهكذا دواليك.
إن الحرية وهمٌ حينما تكون هناك سلطة ديكتاتورية واحدة، فأي تعريف اكبر من الوهم يصلح لها حينما تكون الديمقراطية تعبيراً عن دكتاتوريات متعددة!!
فان أكون حراً.. يعني ان أقول ما ارغب في الجهر به وما يعبر عن مشاعري ومشاعر الناس وآلامهم وما يشخص الخلل والزلل، أياً كانا، في الدولة وغير الدولة.. في الحكومة وغير الحكومة.. في الأحزاب وغير الأحزاب.
وان أكون حراً، فذلك يعني أن لا تكون حريتي مقننة، ولساني مختوماً بتعليمات مسبقة حيث يدرك متى يتكلم، ومتى يهمس، ومتى يتمتم، ومتى يُتأتئ، ومتى يتحفظ، ومتى يخرس..
اذن، نحن صريحون.. لكننا لسنا صريحين تماماً.. علمتنا تجارب الحياة والكتابة ان نقول اشياءً وأشياء.. من غير أن نقول كل شيء، وتلك هي المأساة.
اقريش رشيد
وكما يقول روسو: (ان الإنسان يولد حراً، لكنه مكبل بالأغلال).
أصابعنا مشدودة نوعا ما، وحناجرنا خافتة.. ومشكلتنا، ليست مشكلة حكومات فقط، وإنما أولئك الذين ينصبون أنفسهم قضاة وجلادين في آن واحد.
ثمة قلق وخوف من جهات مجهولة لا نعرفها، من شتى الألوان والأصناف، قد تقوم أية واحدة منها بمصادرة قلم برصاصة إذا خط القلم كلمة استفزتها أو أثارت حفيظتها أو لم تتفق مع أفكارها وتوجهاتها..
التغيير الذي طبل له الكثيرون، وحلموا وتمادوا في أحلامهم، تصور البعض انه يستطيع التكلم، كما يشاء ولمن يشاء عما يدور في ذهنه من أفكار حتى لو تقاطعت مع أعلى رأس في السلطة، بيد أن الحقيقة أننا نصبنا، بأنفسنا، رقيباً داخلياً على أفواهنا كي لا نختم كلماتنا الغالية برصاصة رخيصة!
وعليه، فان مخاوفنا تحاصرنا من ان نرتكب حماقة التفوه بأفكارنا السرية (الجامحة) أمام الآخرين الذين يكون من بينهم وشاة يعملون لمصلحة إطراف متعددة وليس طرفاً واحداً معلوماً.. وتلك هي الكارثة، اذ لو كان القمع وتكميم الأفواه يمارس من جهة واحدة كأن تكون الحكومة أو حزباً واحداً، فذلك أهون الشرين، لأننا نعرف، وقتذاك، من الذي يهدد أفواهنا بالخرس، بيد أن المعضلة تكمن في (التعددية التسلطية) على شفاهنا وأقلامنا.. وتلك تعددية تجعلنا ليس بين نارين وإنما نيران متعددة، فان تكلمت بكذا غضب طرف ما عليك وأرداك برصاصة، وان تكلمت عن كذا استشاط طرف ثانٍ غيظا وأراك المرّ قبل أن يذبحك، وان قلت كذا وكذا، فيا ويلك من طرف ثالث.. وهكذا دواليك.
إن الحرية وهمٌ حينما تكون هناك سلطة ديكتاتورية واحدة، فأي تعريف اكبر من الوهم يصلح لها حينما تكون الديمقراطية تعبيراً عن دكتاتوريات متعددة!!
فان أكون حراً.. يعني ان أقول ما ارغب في الجهر به وما يعبر عن مشاعري ومشاعر الناس وآلامهم وما يشخص الخلل والزلل، أياً كانا، في الدولة وغير الدولة.. في الحكومة وغير الحكومة.. في الأحزاب وغير الأحزاب.
وان أكون حراً، فذلك يعني أن لا تكون حريتي مقننة، ولساني مختوماً بتعليمات مسبقة حيث يدرك متى يتكلم، ومتى يهمس، ومتى يتمتم، ومتى يُتأتئ، ومتى يتحفظ، ومتى يخرس..
اذن، نحن صريحون.. لكننا لسنا صريحين تماماً.. علمتنا تجارب الحياة والكتابة ان نقول اشياءً وأشياء.. من غير أن نقول كل شيء، وتلك هي المأساة.
اقريش رشيد