الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي ساركوزي في الكنيسيت الاسرائيلي والتي حدد فيها، وبكل جرأة، الرؤية الفرنسية لسلام عادل ومنصف في المنطقة . وهنا يمكن القول بأن الرئيس الفرنسي قد لامس جوهر الصراع، ومن المدخل الذي يحلو للاسرائيليين والاميركييين إستخدامه في العادة، إلا وهو المدخل الأمني،أي أمن إسرائيل. فقد ربط السيد ساركوزي الحصول على هذا الأمن بشرط مهم وحيوي وضروري لابد من توفيره، ويتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وفق الإستيطان والقدس عاصمة للدولتين.
شكل كلام السيد ساركوزي موقفاً متقدماً ومتميزاً عن الموقف الاوروبي، وموقفاً يختلف جذرياً عن الموقف الأميركي المتماهي والمتبني أصلاً للموقف الإسرائيلي. هذه الخطوة المتقدمة والجريئة للموقف الفرنسي يجب أن تشكل المفصل المركزي أو المحوري لحراكنا السياسي وتوسيع دائرة الدعم لهذا الوقف، والعمل على تحويله إلى موقف أوروبي ليكون أكثر حصانة وقوة. أما على المستوى العربي وإلاسلامي فإن المطلوب دفع بعض الأطراف العربية وإلاسلامية الفاعلة تبني الموقف الفرنسي والبناء عليه وتطويره، وبما يخلق جبهة إقليمية دولية تشكل أداة ضغط مؤثرة على الموقف الأميركي، سيؤثر بدوره على الموقف الإسرائيلي.
لقد أجاد السيد ساركوزي في تشخيص العله وإعطاء الوصفة الملائمة والمناسبة للشفاء منها. حيث يتمحور جوهر الصراع في المنطقة حول مسألتين أساسيتين، الإستيطان والقدس. فتحقيق الأمن للاسرائيليين مرهون ومرتبط عضوياً بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه، وفي مقدمة هذه الحقوق إقامة دولته المستقلة والقابلة للتواصل والحياة، وعاصمتها القدس الشريف. وهنا إكتشف الرئيس ساركوزي الكذبة الأميركية – الإسرائيلية حول " الدولة الفلسطينية " الموعودة، فأدرك أن الإستيطان هو العائق والمعرقل لإقامة هذه الدولة، ناهيك طبعاً عن القدس وما تمثله من رمزية تاريخية ودينية.
بإختصار، ومع كل التقدير لهذا الموقف المتميز، نسأل: هل يمكن أن يتعلم العرب بعضاً من الجرأة الفرنسية؟ قد يكون السؤال متعجلاً، ولكنه سيبقى برسم ما يمكن أن ينجم عن النظام الرسمي العربي من مواقف وأفعال، قد " ترقى" إلى مستوى الصحوة!!
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان
شكل كلام السيد ساركوزي موقفاً متقدماً ومتميزاً عن الموقف الاوروبي، وموقفاً يختلف جذرياً عن الموقف الأميركي المتماهي والمتبني أصلاً للموقف الإسرائيلي. هذه الخطوة المتقدمة والجريئة للموقف الفرنسي يجب أن تشكل المفصل المركزي أو المحوري لحراكنا السياسي وتوسيع دائرة الدعم لهذا الوقف، والعمل على تحويله إلى موقف أوروبي ليكون أكثر حصانة وقوة. أما على المستوى العربي وإلاسلامي فإن المطلوب دفع بعض الأطراف العربية وإلاسلامية الفاعلة تبني الموقف الفرنسي والبناء عليه وتطويره، وبما يخلق جبهة إقليمية دولية تشكل أداة ضغط مؤثرة على الموقف الأميركي، سيؤثر بدوره على الموقف الإسرائيلي.
لقد أجاد السيد ساركوزي في تشخيص العله وإعطاء الوصفة الملائمة والمناسبة للشفاء منها. حيث يتمحور جوهر الصراع في المنطقة حول مسألتين أساسيتين، الإستيطان والقدس. فتحقيق الأمن للاسرائيليين مرهون ومرتبط عضوياً بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه، وفي مقدمة هذه الحقوق إقامة دولته المستقلة والقابلة للتواصل والحياة، وعاصمتها القدس الشريف. وهنا إكتشف الرئيس ساركوزي الكذبة الأميركية – الإسرائيلية حول " الدولة الفلسطينية " الموعودة، فأدرك أن الإستيطان هو العائق والمعرقل لإقامة هذه الدولة، ناهيك طبعاً عن القدس وما تمثله من رمزية تاريخية ودينية.
بإختصار، ومع كل التقدير لهذا الموقف المتميز، نسأل: هل يمكن أن يتعلم العرب بعضاً من الجرأة الفرنسية؟ قد يكون السؤال متعجلاً، ولكنه سيبقى برسم ما يمكن أن ينجم عن النظام الرسمي العربي من مواقف وأفعال، قد " ترقى" إلى مستوى الصحوة!!
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان