الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دعوة الى عدم الانحياز بقلم :ناريمان إبراهيم شقورة

تاريخ النشر : 2008-06-27
اشتهر الفلسطينيون بحبهم للتعليم ، وإصرارهم عليه متحدين كل الظروف الصعبة من احتلال ، وظروف اقتصادية سيئة ، وتوتر سياسي ، وعدم استقرار الوضع الأمني ، بل ولا يخفى على أحدكم تباهي الأهل بأبنائهم وخاصة عندما يكون عدد الأبناء ليس بالقليل وجميعهم متعلمين ، فمثلاً تقول إحدى الأمهات الفلسطينيات : " عندي 5 ولاد وبنتين ، ماشا الله عليهم ، واحد مهندس ، والتاني أستاذ ، وخريج كمبيوتر ، ومحاسب والصغير في توجيهي ، والبنتين وحدة بتدرس فالجامعة تمريض ، والتانية موظفة فالوكالة " .

ولكن ما أردت طرحه هنا ، هل التعليم هو عبارة عن شهادات نحصل عليها لنرتقي بمكاننا الوظيفي ، ونتباهى بها أمام المجتمع ونرضي طموحنا فقط ، أم هو توسيع لمدارك المخ ، واتساع بقعة التفكير ، وزيادة القدرة على تفسير الأمور وتوضيح المعقد وتبسيط الصعب ، ووزن الموضوعات وإعطائها حجمها المناسب لا التهوين ولا التهويل .

من هذه المقدمة أحببت التوجه إلى إخوتي وإخواني ، واخص بالذكر منهم الفئة المتعلمة ، وذلك ليس استهانةً بغيرهم فكل الناس تستحق التقدير والاحترام ، خاصة ً وان الفلسطينيين مثقفين حتى ولم يتمكنوا من إتمام دراستهم ، ولكن باعتبارهم الصفوة التي تنير الدرب وبها يزدهر المجتمع . أردت منهم أن يعملوا على نشر الوعي وتثقيف الناس وذلك من خلال دعوة الناس إلى عدم الانحياز الذي لا يفيدنا أبدا ويجعلنا نعود في الأمور وقضايانا الوطنية والتاريخية إلى الوراء .

لا يختلف فلسطينيان على وجود ذلك بوضوح شديد في المجتمع الفلسطيني ، بل وكانت المصائب التي عشناها مؤخراً من تقسيم الوطن الحبيب إلى جزئيين بسيادتين بسبب العنصرية العمياء و التحيز لحزب معين وفصيل بعينه ، ولا أريد التعمق حتى اجتنب إثارة الفاتن التي أدعو للتخلص منها .و الأمثلة كثيرة ومتنوعة ( مهاجر، مواطن - برة ، وجوة - هوية خضرة أو حمرة - حماس ، فتح - موظف حكومة أو وكالة - ) ، ناهيك عن ترميز الأحزاب بالألوان واتخاذ المواقف المعادية وفقاً لذلك ، ولا أبالغ إذا قلت إنني اعرف ناس أصبحت تتشاءم من لون معين لأنه يرمز لفصيل معين .

إن الميل لتيار فكري معين ، والانتماء لحزب معين ، والتأييد لحركة معينة ، ليس عيباً ولا خطيئة ً ، كما أن الحيادية صعبة ولا تتواجد بنسبة 100% أبدا لا في شخص ولا في وسيلة إعلامية ولا جهة محددة وهذه طبيعة البشرية ، ولكن يجب العلم بأن الانتماء الأساسي والرئيسي إنما يتوجب أن يكون للوطن أولا ، ولهذه الأرض الطاهرة العطرة ولا ندع تعصبنا وحبنا لتوجه ما يتحكم فينا ويغير مصيرنا ، نحن شعب واحد لا يقبل التجزئة ، لا والرهان عليه ، فكم هو مؤلم أن يكون الآلاف من العرب يتمنون أن يكونوا فلسطينيين أو الوصول إلى الحدود الفلسطينية لينالوا شرف المقاومة والاستشهاد في ارض الرباط ، ونحن لا نشعر بهذه النعمة ، كما هو مؤسفُ أن ننقل صورة سلبية عنا للخارج ، فاليوم أصبح الكون بأسره عبارة عن قرية صغيرة ، ما تخفيه وسيلة إعلامية تتسابق وسائل أخرى لعرضه .

وكان من ضمن الدوافع التي جعلتني أدعو لذلك ، طبعا بعد غيرتي ع وطني الحبيب ، هو مناقشتي مع بعض الإخوة المصريين حول مشكلة كبيرة تسببت في إصابات خطيرة بين مشجعي ناديي الأهلي والزمالك ، وهما اكبر الفرق الرياضية في مصر ، وإذ بأحدهم يعلو صوته ويقول : " طب ما تحلوا مشاكلكو أول ، دنتو موتو بعض وخليتو اليهود تلعب بيكو ، وتتفرج عليكو مبسوطة " طبعا أجبته بما كان يستحقه من رد ، ولكنه بصراحة محق فهم لا يعرفون ولا يفهمون الوضع كما نعيشه ، بل يعتقدونه ويتصورونه بالطريقة التي تنقلها وسائل الإعلام .

فلنكاثف جهودنا لإبقاء صورتنا مشرقة وجميلة ومشرفة فنحن أصحاب قضية ندفع ضريبتها من دم شبابنا البواسل ، ودموع أمهاتنا الفاضلات ، ومعاناة أهالينا في الداخل والشتات ، وسنوات ومن هنا أوجه تحية إكبار وإجلال لشهدائنا الأبرار ، وأسرانا الأبطال ، ولا ننسى أبداً أبناءنا في المهجر والشتات ومخيمات اللاجئين .
واختم كلماتي بهذه العبارة التي اظنها حال اغلبيتكم



" لو لم أولد فلسطينية ، لتمنيت أن أكون فلسطينية " .

بقلم :
ناريمان إبراهيم شقورة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف