اطلالات رام الله
عدنان داغر
لم ألاحظ ان رام الله تتمتع بمثل هذا الجمال، قبل أن أعرفها من خلال وصفك!
أأقول أنني شاكرة لك لأنك أطلعتني على مشاهد من الجمال لم تخطر لي قبل اليوم على بال؟
نعم أستطيع قول ذلك.
في ذلك الغروب الجميل، عندما كانت الشمس كتلة حمراء تعانق حواف الأفق الغربي، تودع رام الله وتختفي خلف جبالها.. الغروب الجميل الذي اصطحبتني فيه الى تلك المرتفعات لنطل منها على بيوت رام الله القديمة بقرميدها العتيق، الذي يشبه النبيذ المعتق، وشوارعها التي تضج بعبق التاريخ، لم أكن أتوقع أبدا ان أشاهد كل ذلك الجمال الذي يجل عن الوصف.
لم أشاهد غروب الشمس قبل اليوم بمثل هذه الروعة وتلك الرومانسية.
رام الله.. وأي مشهد من الجمال الأخاذ يمكنه أن يتفوق على تلك المناظر من "بانوراما" المدينة من تلك القمم المطلة على تفاصيل حكاياها؟
أنا لم أعرف رام لله قبل ان تريني إياها.
زرتُ رام الله أياما عديدة، ومناسبات عديدة، قبل أن أسكن أحياءها، لكنني أبدا لم أشاهدها بمثل هذه الروعة.
رام الله.. مدينة تغتسل بألوان قرميدها، وتتعانق فيها أجراس الكنائس مع قباب المآذن؟!
رام لله.. مدينة تعتز بعشاقها الذين يجوبون شوارعها مثلما لا يفعل أي عشاق في مدينة أخرى.
رام الله.. تحترم همسات محبيها وكلمات الغزل المندلقة من أفواه شبابها إلى آذان صباياها.
رام الله.. مدينة تعرف كيف تسهر مع مناجاة النساء فيها، لأرواح الرجال الهائمة بحثا عن لحظة عشق تستريح فيها بين أحضان عاشق ولهان، قضى ليلة صيفية كاملة من التحديق في وجه بدر يتوسط كبد السماء في ليلة رائقة النسمات.
أنا لم أعرف رام الله إلا بعد ان طفتُ معالمها معك.
أنا لم أطّلع على أسرار العشاق والمحبين إلا بعد ان سمعتُ همساتِكَ التي تقترب من المناجاة لروح ملائكية في قلب رام الله العتيقة، تطل منها فتاة في حارة "الشَقَرَة" لتنادي رجلاً في "بطن الهواء" لتقول له أنها في انتظار أجمل موعد!*
تباً لي!
أكان لي أن أعرف رام الله من دونك؟
يا أيها الرجل الذي أراني كل هذا الجمال وكل تلك الروعة، أي عاشقٍ أنت؟
أيها الرجل الذي استخرج من أوتار جسمي أروع لحنٍ ومن عيني أرق صورة.
أنت الذي تستطيع ان تحيل الخشب اليابس أغصانا يانعة الخضرة، والصحراء الجافة غابة من الصنوبر، والأرض القاحلة بحيرة "غميقة" الزرقة.
رأسي على كتفك.. وصوتك الذي يلامس شغاف القلب.. يشرح لي معالم المدينة وتاريخها.. تروي لي قصص عشاقها.. تقودني عبر شوارعها وحواريها..تطلعني على تاريخ عائلاتها وأنسابها.. تدخلني دهاليزها وغرفها السريّة.. تحكي لي أسرارها التي سبرتَ أغوارها.. وأشعة القمر تنساب فضية في تلك الليلة الربيعية عبر زجاج نافذة سيارتك التي أحمل لها في قلبي ووجداني أجمل ذكرى لرحلة تمنيت أن تطول الى ما لانهاية.. كل ذلك يسكرني بنور عينيك، وخمر شفتيك، ويدخلني الى عالم أتمنى ان أعيش فيه بقية عمري.
يا حبيبي.. أنا لم اعرف رام لله قبل أن أعرفك.. ولم أحبها مثلما أفعل الآن.. بعد أن عرفتها من خلال نظرات عينيك.. وهمسات صوتك.. ولمسات كفيك التي لا يضاهيها في الدنيا حنان.
أتوق لمعرفة المزيد عن رام الله.. لكن من خلال أحاديثك التي أستمع إليها وأنا أستمتع بالدفء في أحضانك.
أي اطلالات على رام الله يمكننا ان نقوم بها سوية من تلال وقمم غاية في الشموخ والإباء؟
وأي متعة يمكن لعاشقين مثلنا أن يشعرا بمثلها، وهما يقومان بإشباع النظر على بيوت وأزقة كان لهما في كل منعطف فيها ذكريات تعبق بألق الهيام الذي لا يرحم الفؤاد، ولا يترك مجالا لغير اندلاق العواطف شلالا من المحبة التي لا تنضب؟
أنا في شوق الى استعادة كل لحظة عشناها.. نطل من خلالها على دروب العشاق في شوارع لا يمكنها ان تخطيء أبدا التحام روحينا وجسدينا.
أذوب هياما وعشقا في استعادة تلك اللحظات.
لا تبخل علي بذلك.. أرجوك.
* حارة الشقرة وبطن الهواء، أسماء حيين في رام الله.
رام الله: 13/3/2003
عدنان داغر
لم ألاحظ ان رام الله تتمتع بمثل هذا الجمال، قبل أن أعرفها من خلال وصفك!
أأقول أنني شاكرة لك لأنك أطلعتني على مشاهد من الجمال لم تخطر لي قبل اليوم على بال؟
نعم أستطيع قول ذلك.
في ذلك الغروب الجميل، عندما كانت الشمس كتلة حمراء تعانق حواف الأفق الغربي، تودع رام الله وتختفي خلف جبالها.. الغروب الجميل الذي اصطحبتني فيه الى تلك المرتفعات لنطل منها على بيوت رام الله القديمة بقرميدها العتيق، الذي يشبه النبيذ المعتق، وشوارعها التي تضج بعبق التاريخ، لم أكن أتوقع أبدا ان أشاهد كل ذلك الجمال الذي يجل عن الوصف.
لم أشاهد غروب الشمس قبل اليوم بمثل هذه الروعة وتلك الرومانسية.
رام الله.. وأي مشهد من الجمال الأخاذ يمكنه أن يتفوق على تلك المناظر من "بانوراما" المدينة من تلك القمم المطلة على تفاصيل حكاياها؟
أنا لم أعرف رام لله قبل ان تريني إياها.
زرتُ رام الله أياما عديدة، ومناسبات عديدة، قبل أن أسكن أحياءها، لكنني أبدا لم أشاهدها بمثل هذه الروعة.
رام الله.. مدينة تغتسل بألوان قرميدها، وتتعانق فيها أجراس الكنائس مع قباب المآذن؟!
رام لله.. مدينة تعتز بعشاقها الذين يجوبون شوارعها مثلما لا يفعل أي عشاق في مدينة أخرى.
رام الله.. تحترم همسات محبيها وكلمات الغزل المندلقة من أفواه شبابها إلى آذان صباياها.
رام الله.. مدينة تعرف كيف تسهر مع مناجاة النساء فيها، لأرواح الرجال الهائمة بحثا عن لحظة عشق تستريح فيها بين أحضان عاشق ولهان، قضى ليلة صيفية كاملة من التحديق في وجه بدر يتوسط كبد السماء في ليلة رائقة النسمات.
أنا لم أعرف رام الله إلا بعد ان طفتُ معالمها معك.
أنا لم أطّلع على أسرار العشاق والمحبين إلا بعد ان سمعتُ همساتِكَ التي تقترب من المناجاة لروح ملائكية في قلب رام الله العتيقة، تطل منها فتاة في حارة "الشَقَرَة" لتنادي رجلاً في "بطن الهواء" لتقول له أنها في انتظار أجمل موعد!*
تباً لي!
أكان لي أن أعرف رام الله من دونك؟
يا أيها الرجل الذي أراني كل هذا الجمال وكل تلك الروعة، أي عاشقٍ أنت؟
أيها الرجل الذي استخرج من أوتار جسمي أروع لحنٍ ومن عيني أرق صورة.
أنت الذي تستطيع ان تحيل الخشب اليابس أغصانا يانعة الخضرة، والصحراء الجافة غابة من الصنوبر، والأرض القاحلة بحيرة "غميقة" الزرقة.
رأسي على كتفك.. وصوتك الذي يلامس شغاف القلب.. يشرح لي معالم المدينة وتاريخها.. تروي لي قصص عشاقها.. تقودني عبر شوارعها وحواريها..تطلعني على تاريخ عائلاتها وأنسابها.. تدخلني دهاليزها وغرفها السريّة.. تحكي لي أسرارها التي سبرتَ أغوارها.. وأشعة القمر تنساب فضية في تلك الليلة الربيعية عبر زجاج نافذة سيارتك التي أحمل لها في قلبي ووجداني أجمل ذكرى لرحلة تمنيت أن تطول الى ما لانهاية.. كل ذلك يسكرني بنور عينيك، وخمر شفتيك، ويدخلني الى عالم أتمنى ان أعيش فيه بقية عمري.
يا حبيبي.. أنا لم اعرف رام لله قبل أن أعرفك.. ولم أحبها مثلما أفعل الآن.. بعد أن عرفتها من خلال نظرات عينيك.. وهمسات صوتك.. ولمسات كفيك التي لا يضاهيها في الدنيا حنان.
أتوق لمعرفة المزيد عن رام الله.. لكن من خلال أحاديثك التي أستمع إليها وأنا أستمتع بالدفء في أحضانك.
أي اطلالات على رام الله يمكننا ان نقوم بها سوية من تلال وقمم غاية في الشموخ والإباء؟
وأي متعة يمكن لعاشقين مثلنا أن يشعرا بمثلها، وهما يقومان بإشباع النظر على بيوت وأزقة كان لهما في كل منعطف فيها ذكريات تعبق بألق الهيام الذي لا يرحم الفؤاد، ولا يترك مجالا لغير اندلاق العواطف شلالا من المحبة التي لا تنضب؟
أنا في شوق الى استعادة كل لحظة عشناها.. نطل من خلالها على دروب العشاق في شوارع لا يمكنها ان تخطيء أبدا التحام روحينا وجسدينا.
أذوب هياما وعشقا في استعادة تلك اللحظات.
لا تبخل علي بذلك.. أرجوك.
* حارة الشقرة وبطن الهواء، أسماء حيين في رام الله.
رام الله: 13/3/2003