
أيمن الدقر: سوريا
استطلاعات الرأي التي أجرتها المؤسسات الإعلامية في (الولايات المتحدة الأمريكية) أكدت أن خمساً وسبعين في المائة من الشعب الأمريكي يعتقدون بأن الرئيس (جورج بوش) قد أضرَّ بالاقتصاد الوطني الأمريكي، مما أثر على مستوى معيشة الأمريكيين، والسبب (حسب الاستطلاعات) الحرب التي خاضها على الإرهاب، واحتلاله (أفغانستان) والعراق، ويرى الأمريكيون أن جميع ما قام به (بوش) بذريعة حربه على الإرهاب لم يولِّد إلاّ إرهاباً متزايداً كردة فعل على إرهاب الدولة الذي مارسه، وأن النتائج التي ولدتها تلك الحرب جاءت معاكسة لما أعلن عنه، من تحقيق الديمقراطية والرخاء والعدالة الاجتماعية (إلى آخر ما هنالك من شعارات رفعها عند إعلانه الحرب) وأن الحرب جاءت ظالمة لشعوب منطقة الشرق الأوسط، وبنيت على خدعة كبيرة (أسلحة دمار شامل – محاربة الإرهاب) وأن جميع المليارات التي أنفقت لتحسين صورة (الولايات المتحدة) ذهبت هباءً، كذلك فقد حَدَّت حرب (بوش) من هجرة الأدمغة إلى (الولايات المتحدة) التي كانت في السابق تبحث عن فرصة فيها لتحقيق الذات، كون الولايات المتحدة أرض الديمقراطية والتعايش، إلا أن ما ارتكب من جرائم في العراق و(أفغانستان) و(غوانتنامو) وما يرتكب في السجون الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم، جميعه أسقط من عقول شعوب العالم فكرة الديمقراطية الأمريكية، ورسخ عوضاً عنها، إيماناً بأن كل ما طرحه ويطرحه الرئيس الأمريكي حتى الآن، مجرد شعارات استهلاكية لم ولن يعمل بها، خاصة بعد كشف الحقائق الدامغة التي تدين حكام البيت الأبيض بممارستهم إرهاب الدولة.
وبما أن رياح الشرق الأوسط لم تجرِ كما تشتهي السفن الأمريكية، فإن المخطط الذي وُضِعَ للمنطقة بأسرها لم يكتمل، وانتهت المدة الرئاسية لـ (بوش) والممانعة ازدادت ممانعة، واليد الطولى للإدارة الأمريكية (إسرائيل) أصيبت بالانكسار عام (2006) ومازالت تتقهقر في غزة، تحت ضربات المقاومة الفلسطينية، وجدار رفض مشروع الشرق الأوسط الجديد ازداد ارتفاعاً، وسقطت جميع الرهانات على تطويع كامل المنطقة للإردة الأمرو - صهيونية.
وأمام الواقع الجديد، كان لابد للإرادة الأمريكية أن تتحرك سريعاً (خاصة في مرحلة الشلل السياسي الذي تعيشه حالياً) لتعزيز فرص نجاح المرشح الجمهوري (ماكين) الذي من المقرر أن يتابع ما ابتدأت به الإدارة الأمريكية، من تخريب وتدمير وسيطرة على مصادر النفط ونهبه دون حساب، ومتابعة تنفيذ عقود شركات الإعمار الأمريكية المقدرة بمليارات الدولارات من أجل إعادة بناء البنى التحتية التي دمرها الجمهوريون، فتفتقت عقول سكان البيت الأبيض عن اتفاقية أمريكية – عراقية، قد تساعد، فيما لو تحققت، على استمرار الواقع الراهن وتعزز من جهة أخرى، مكانة المرشح الجمهوري (ماكين) عند الناخب الأمريكي خاصة وأن المناخ مهيأ (حسب وجهة النظر الأمريكية) لتمرير هكذا اتفاق عن طريق اللعب بالأوراق اللبنانية، كون لبنان يعيش في حالة فوضى، وأريد له أن يكون الحاضن لتمرير الاتفاق من خلال الترغيب والترهيب الذي تمارسه (الولايات المتحدة) على سكان المنطقة، هذا إضافة إلى وجود أيادٍ أمريكية فيه تم تحضيرها مسبقاً لتكون في موضع المسؤولية كلِّفوا بتنفيذ الأوامر كي يبقى لبنان حاضناً للتجاذبات السياسية الخارجية، وهذا بالتالي يؤدي إلى استمرار الفوضى فيه لتكون مبرراً للتدخل الأمريكي في حال مالت الكفة تجاه قوى الممانعة العربية للمشروع الأمريكي، وهذا ما تم عندما ظهرت بوادر انفراج الأزمة اللبنانية، بأن حضرت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى لبنان، وأصدرت أوامرها بالمماطلة، لأن تشكيل حكومة وطنية سينهي استئثار قوى (14 شباط) بالسلطة، وسيمنح المعارضة الثلث الضامن، وسيُفقد (الولايات المتحدة) ورقة التدخل في لبنان، وكما جرت العادة، فالمملكة السعودية هي الذراع الأمريكي الغربي في المنطقة الذي نمت هيمنته على بعض الأطراف اللبنانية منذ اتفاق الطائف، كان لها الدور المكلفة به، وهو الإشراف المباشر على تنفيذ التعليمات التي أصدرتها وزيرة الخارجية الأمريكية، ونقل ما يتبعها من توجيهات لقوى (14 شباط) ودعم مخططات البيت الأبيض في المنطقة مالياً وإعلامياً بتصوير جميع ما يحدث أنه يتم تحت سقف عربي.
وبالطبع فإن الدور السعودي لا يمكن أن تتخلى عنه السعودية، لأنه إن تحقق ما ورد في اتفاق الدوحة، فإن هذا سيسقط الشراكة (السعودية – اللبنانية الشباطية) أيضاً، وستفقد المملكة آخر نقطة نفوذ تبقت لها في المنطقة العربية.
إن بعض الانفراجات التي ظهرت إلى حيز الوجود فجأة، لم ولن تكون انفراجات دائمة، فالمخطط الأمريكي ما زال قائماً، وأذناب تنفيذه ما زالوا يتحركون، والحل الوحيد صحوة عربية.
صحوة جماهير، تنفض عنها أوساخ الحكام الآليين، الذين لايتحركون إلا بضغطة زر...
استطلاعات الرأي التي أجرتها المؤسسات الإعلامية في (الولايات المتحدة الأمريكية) أكدت أن خمساً وسبعين في المائة من الشعب الأمريكي يعتقدون بأن الرئيس (جورج بوش) قد أضرَّ بالاقتصاد الوطني الأمريكي، مما أثر على مستوى معيشة الأمريكيين، والسبب (حسب الاستطلاعات) الحرب التي خاضها على الإرهاب، واحتلاله (أفغانستان) والعراق، ويرى الأمريكيون أن جميع ما قام به (بوش) بذريعة حربه على الإرهاب لم يولِّد إلاّ إرهاباً متزايداً كردة فعل على إرهاب الدولة الذي مارسه، وأن النتائج التي ولدتها تلك الحرب جاءت معاكسة لما أعلن عنه، من تحقيق الديمقراطية والرخاء والعدالة الاجتماعية (إلى آخر ما هنالك من شعارات رفعها عند إعلانه الحرب) وأن الحرب جاءت ظالمة لشعوب منطقة الشرق الأوسط، وبنيت على خدعة كبيرة (أسلحة دمار شامل – محاربة الإرهاب) وأن جميع المليارات التي أنفقت لتحسين صورة (الولايات المتحدة) ذهبت هباءً، كذلك فقد حَدَّت حرب (بوش) من هجرة الأدمغة إلى (الولايات المتحدة) التي كانت في السابق تبحث عن فرصة فيها لتحقيق الذات، كون الولايات المتحدة أرض الديمقراطية والتعايش، إلا أن ما ارتكب من جرائم في العراق و(أفغانستان) و(غوانتنامو) وما يرتكب في السجون الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم، جميعه أسقط من عقول شعوب العالم فكرة الديمقراطية الأمريكية، ورسخ عوضاً عنها، إيماناً بأن كل ما طرحه ويطرحه الرئيس الأمريكي حتى الآن، مجرد شعارات استهلاكية لم ولن يعمل بها، خاصة بعد كشف الحقائق الدامغة التي تدين حكام البيت الأبيض بممارستهم إرهاب الدولة.
وبما أن رياح الشرق الأوسط لم تجرِ كما تشتهي السفن الأمريكية، فإن المخطط الذي وُضِعَ للمنطقة بأسرها لم يكتمل، وانتهت المدة الرئاسية لـ (بوش) والممانعة ازدادت ممانعة، واليد الطولى للإدارة الأمريكية (إسرائيل) أصيبت بالانكسار عام (2006) ومازالت تتقهقر في غزة، تحت ضربات المقاومة الفلسطينية، وجدار رفض مشروع الشرق الأوسط الجديد ازداد ارتفاعاً، وسقطت جميع الرهانات على تطويع كامل المنطقة للإردة الأمرو - صهيونية.
وأمام الواقع الجديد، كان لابد للإرادة الأمريكية أن تتحرك سريعاً (خاصة في مرحلة الشلل السياسي الذي تعيشه حالياً) لتعزيز فرص نجاح المرشح الجمهوري (ماكين) الذي من المقرر أن يتابع ما ابتدأت به الإدارة الأمريكية، من تخريب وتدمير وسيطرة على مصادر النفط ونهبه دون حساب، ومتابعة تنفيذ عقود شركات الإعمار الأمريكية المقدرة بمليارات الدولارات من أجل إعادة بناء البنى التحتية التي دمرها الجمهوريون، فتفتقت عقول سكان البيت الأبيض عن اتفاقية أمريكية – عراقية، قد تساعد، فيما لو تحققت، على استمرار الواقع الراهن وتعزز من جهة أخرى، مكانة المرشح الجمهوري (ماكين) عند الناخب الأمريكي خاصة وأن المناخ مهيأ (حسب وجهة النظر الأمريكية) لتمرير هكذا اتفاق عن طريق اللعب بالأوراق اللبنانية، كون لبنان يعيش في حالة فوضى، وأريد له أن يكون الحاضن لتمرير الاتفاق من خلال الترغيب والترهيب الذي تمارسه (الولايات المتحدة) على سكان المنطقة، هذا إضافة إلى وجود أيادٍ أمريكية فيه تم تحضيرها مسبقاً لتكون في موضع المسؤولية كلِّفوا بتنفيذ الأوامر كي يبقى لبنان حاضناً للتجاذبات السياسية الخارجية، وهذا بالتالي يؤدي إلى استمرار الفوضى فيه لتكون مبرراً للتدخل الأمريكي في حال مالت الكفة تجاه قوى الممانعة العربية للمشروع الأمريكي، وهذا ما تم عندما ظهرت بوادر انفراج الأزمة اللبنانية، بأن حضرت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى لبنان، وأصدرت أوامرها بالمماطلة، لأن تشكيل حكومة وطنية سينهي استئثار قوى (14 شباط) بالسلطة، وسيمنح المعارضة الثلث الضامن، وسيُفقد (الولايات المتحدة) ورقة التدخل في لبنان، وكما جرت العادة، فالمملكة السعودية هي الذراع الأمريكي الغربي في المنطقة الذي نمت هيمنته على بعض الأطراف اللبنانية منذ اتفاق الطائف، كان لها الدور المكلفة به، وهو الإشراف المباشر على تنفيذ التعليمات التي أصدرتها وزيرة الخارجية الأمريكية، ونقل ما يتبعها من توجيهات لقوى (14 شباط) ودعم مخططات البيت الأبيض في المنطقة مالياً وإعلامياً بتصوير جميع ما يحدث أنه يتم تحت سقف عربي.
وبالطبع فإن الدور السعودي لا يمكن أن تتخلى عنه السعودية، لأنه إن تحقق ما ورد في اتفاق الدوحة، فإن هذا سيسقط الشراكة (السعودية – اللبنانية الشباطية) أيضاً، وستفقد المملكة آخر نقطة نفوذ تبقت لها في المنطقة العربية.
إن بعض الانفراجات التي ظهرت إلى حيز الوجود فجأة، لم ولن تكون انفراجات دائمة، فالمخطط الأمريكي ما زال قائماً، وأذناب تنفيذه ما زالوا يتحركون، والحل الوحيد صحوة عربية.
صحوة جماهير، تنفض عنها أوساخ الحكام الآليين، الذين لايتحركون إلا بضغطة زر...