الأخبار
"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (ح.ما.س)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بين قلعة برقوق ... و معبد الكرنك بقلم: حسامكو

تاريخ النشر : 2008-06-26
بين قلعة برقوق ... و معبد الكرنك بقلم: حسامكو
إن السعي نحو التنمية ... و التطوير ... و الرقي ... لأي أمة ... يتطلب مواكبة تطورات الحضارة الإنسانية ... في كافة المجالات العلمية و التكنولوجية ... كما أنه يتطلب الانفتاح على ثقافة الآخرين ... ننهل منها ما نحتاج إليه ... و نلفظ ما يتعارض مع شريعتنا السمحاء ... و موروثنا الثقافي و الحضاري ... فالمحافظة على الهوية و التراث دعامة أساسية لتنمية الإنسان ... و علو شأن الوطن ... و بدونهما لا يكون إلا الانسلاخ و الذوبان ...
متباهيا ... فخورا ... طلب مني صديقي الأمريكي ... مرافقته بسيارته لمشاهدة أحد المنازل الأثرية ... الذي يبعد حوالي أربعين ميلا ... و عندما وصلنا ... لم يكن سوى بيت خشبي ... قديم ... أخبرني صديقي أن عمره خمسون عاما ... عادت بى الذاكرة إلى الوطن الحبيب ... و كيف قام الاحتلال بعملية ... نهب و سلب ... مخطط و ممنهج ... لتلك الآثار ... و لا يخفى على أحد شغف موسى ديان – و غيره- بتلك الآثار ...
حارة الدرج –مدينة غزة القديمة- ... و مبانيها الأثرية القديمة ... و أزقتها الضيقة ... و ما بها من مساجد مثل ...مسجد السيد هاشم ...و المسجد العمري الكبير ... و مسجد الشيخ زكريا ... و القيسارية بحوانيتها الصغيرة ... المغطاة بأقبية متقاطعة ...و التي أصبحت ... سوقا للذهب ... و قصر الباشا ...و سبيل السلطان عبد الحميد ... و الزاوية الأحمدية ...و لا ننسى حمام السمرة في حي الزيتون... ليس المجال هنا تعداد الآثار الغزية ... لكثرتها ... و تعدد حقبها التاريخية ... و لكن ما نود أن نشير إليه... أن العبث ... بهذه الآثار القديمة ...لازال متواصلا ... لا يخفى على أحد ... و ما عليك إلا أن تتجول بين تلك المواقع الأثرية ...لتلمس عبث الإنسان ... بماضيه و تراثه القديم ...
كيف لنا أن ننسى قلعة برقوق ...التي بناها - عام 1387م -789هـ- الأمير يونس بن عبد الله النورزي الداودار ... تلبية لرغبة السلطان برقوق... أحد سلاطين المماليك ... و قد كانت مركزا يتوسط الطريق بين القاهرة و دمشق ... ليرتاح بها التجار و المسافرون ... و يتزودون بالمؤن ... و تحقق لهم الحماية من اللصوص و قطاع الطرق ...
و على مر السنين ... يأبى الجهل ... إلا أن يجعل هذه القلعة الشامخة ... تتآكل ... حجرا حجرا ... و طوبة طوبة ... حتى أوشكت تلك القلعة التاريخية ... على التلاشي ... و لم يبق منها إلا أجزاء بسيطة ... متمثلة بالبوابة الغربية و جزء من المئذنة و القبة ...
المكان... معبد الكرنك... سائح ألماني ... يعبث بأحد التماثيل ... بقطعة معدنية كانت بيده ... اندفع نحوه فتى في الثالثة عشرة من العمر ... أسمر اللون ... كباقي سكان مدينة الأقصر ... يلبس الجلابية التقليدية ... نهره غاضبا... و أمره بالتوقف عن العبث بالتمثال ... نظر إليه السائح قائلا ... "ما هو إلا قطعة من الحجر" ... رد الفتى "لقد أتيت من بلدك لمشاهدة هذا الحجر" ... نكس الأجنبي رأسه خجلا ... و لم يستطع الرد ...
ألا يجب ... أن يكون هذا الفتى الصعيدي قدوة لنا ... في المحافظة على آثارنا و تاريخنا القديم ... ألا نجد فينا ... مثل هذا الفتى الذي يقول لإخوة لنا ... لازالوووو يدمرون تاريخنا ... كفى ... كفى ... فمن لا تاريخ له ... لا حاضر له ... الأمريكان ... لا تاريخ لهم ... و لكنهم يصنعونه ... ليرسخووو حضارتهم ... و الصهاينة ... يسرقون تراثنا ... و يزورون تاريخنا ... لإيهام العالم بحقوقهم المزعومة في فلسطين... و ترسيخ وجودهم فيها... أما نحن ... فلنا تاريخ عريق... صنعه الأجداد ... لما لا يكون ... أداة لترسيخ واقعنا و مستقبلنا ... من خلال تفاعل ماضينا المجيد ... و حاضرنا ... و للأسف فحاضرنا لا يخفى على أحد ...و كما قلنا دائما ... صراعنا متعدد الأشكال و الأوجه ... إنها:
دعوة للشرفاء ... و المثقفين ...لنشر الوعي ... لحماية آثارنا و تراثنا القديم ...
دعوة إلى أولي الأمر ... لترميم تلك الآثار ... و إعادة الرونق ... و البهجة ... لها...
مع تحيتي...
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف