الأخبار
"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ابن بطني بعرف رطني بقلم:أحمد ابراهيم الحاج

تاريخ النشر : 2008-06-26
إبن بطني بعرف رطني
..............................
رَطَن ، يرطن ، أُرطن والرّطن : هو التمتمة بكلام مغمغم لا يفهمه السامعون ، وهو دليل على عدم شجاعة الرّاطن بالإدلاء برأيه صراحةً في موضوع أو حدث يخصه للمرطون له أو لهم ، وهو تعبير عن رفض الراطن وردة فعله إزاء حدث لم يعجبه لا يستطيع الإشهار بها علانية وبوضوح. والبطن الذي يحمل بالرّاطن يفهم ما يرطن به نفس الرّاطن ، فمثلاً إذا استشيرت فتاة من قبل والدها في شاب طلب يدها (مثلاً ابن عمها) وأمام أمها ، ولم يكن الشاب يعجبها وخافت من الإدلاء برأيها صراحة أمام والدها ، فترطن بكلام مغمغم تفهمه أمها وتنسحب تاركةً المجال لأمها للتعبير عن رأيها لوالدها عندما تسمح لها الظروف المناسبة لإعلامه برفضها لكي تقنعه به بالتدريج.
وابن البطن هو الرئيس الفرنسي ساركوزي ، فهو تخلّق وعاش تسعة أشهر في بطن أمه اليهودية ، لذلك كان مخلصاً في التعبير عن حبه لليهود أمام الكنيست ويعرف التمهيد لهم ليصل الى قول ما لا يعجبهم من حديثه ويصارحهم به بكل صراحة وصدق ووضوح وكأنه يهودي مثلهم يحق له الإدلاء برأيه حتى لو كان مؤلماً لهم. وكان ذلك الخطاب انطلاقاً من حرصه عليهم وعلى وجودهم ونصحه لهم من موقعه كرئيس لدولة عظمى ساهمت في إنشاء كيانهم من تحت الغربال. وهي أشد دولة في الحفاظ على التقاليد والعادات الاوروبية القديمة ، وفي معاداتها للسامية ، فمثلاً قبل عدة أشهر أُقيل موظف حكومي رسمي من منصبه لإنتقاده دولة اسرائيل.
فلو عملنا مقارنة بين خطابه وبين خطاب الرئيس بوش الصغير في الكنيست ، لوجدنا الفرق في القوة والصراحة المؤلمة بينهما ، فلم يتجرّأ بوش الصغير عللى مصارحة اليهود بشروط السلام لأنه محاصر بلوبي صهيوني في البيت الأبيض سوف ينتقم منه أو من حزبه السياسي. لذلك كان قزماً مستجدياً لهم ، هذا عدا عن أنه من أصلٍ أمريكي خالص على الرغم من أنه توراتي الهوى والإعتقاد وقدم لإسرائيل خدمات لم يقدمها قبله أي رئيس أمريكي سابق ويستحق أن ينصبوا له تمثالاً.
أما ساركوزي فهو محسوبٌ عليهم وكأنه منهم ، فهو ابن وليّتهم ، وهم من مَخوله ، وثلثين الولد لخاله ، وهو مطمئن ولن يطوله انتقاد أو انتقام ، كيف لا وهو الذي مسح من ذاكرتهم مواقف الرئيس ديجول والرئيس شيراك وأعاد فرنسا لبيت الطاعة الإسرائيلية. لذلك كان صريحاً شجاعاً وكأنه قائد يهودي يلقي تعليماته عليهم بصوت عال وكلام صارم ومباشر لا يقبل التأويلٍ. "لا سلام حقيقي إلاّ بقيام دولتين والقدس عاصمة للدولتين ووقف الإستيطان وتفكيك المستوطنات وحل قضية اللاجئين". في الواقع يعتبر ذلك تحول ايجابي في الموقف الدولي ، وكان موقفاً صريحاً وقوياً يشير الى الحقوق الفلسطينية المغتصبة من رئيس دولة عظمى ينحدر من سلالة يهودية ، تلك الحقوق التي اقرتها الشرائع والقرارات الدولية. لم يجرؤ أي رئيس أمريكي مستظلاً بقوة أمريكا الأعظم في العالم ، ولا أي رئيس انجليزي ليكفر عن ذنوب انجلترا تجاه الفلسطينيين وحتى لم يجرؤ الرئيس الديجولي الهوى جاك شيراك على قول ذلك أمامهم ، موقف يجب البناء عليه واستثماره ، وهو مؤشر على طبخة تطبخ على النار الله أعلم بتفاصيلها.

بقلم أحمد ابراهيم الحاج
24 حزيران 2008
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف