الأخبار
الاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معاهدة بورتسموث ارحم من معاهدة بوش ـ المالكي ! بقلم:جمال محمد تقي

تاريخ النشر : 2008-06-26
nمعاهدة بورتسموث ارحم من معاهدة بوش ـ المالكي !nجمال محمد تقيnnمن وراء الكواليس كان نوري السعيد والسفير البريطاني في بغداد ، يجتهدون لاعادة النظر بمعاهدة 1930 بهدف تأصيل النفوذ البريطاني في العراق الذي كان يتعرض لحالة جزر وشيخوخة ، ورفض شعبي متصاعد في كل الارجاء التي لا تغيب عنها الشمس ، فكان تلاحق اعمال صيانة وجوده باعادة تاهيل الاتفاقات القديمة ، وفق منطلقات جديدة تحتوي مفردات واولويات الحرب الباردة لمحاصرة القطب السوفياتي وخاصة في مناطق الشرق الاوسط ذات الاهمية الاستثنائية لمصالح الامبريالية العالمية بنسختها البريطانية المدبرة والامريكية المقبلة .n لقد كان لموجة التيار التحرري الجارف والذي ساد المنطقة والعالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وقيام المعسكر الاشتراكي دوره الحاسم في اعادة صياغة منطق الوصاية على البلدان التابعة وبما ينسجم مع طبيعة الصراع العالمي الجاري وقتها ، حيث كانت مضاجع الامبريالية العجوز ومصالحها الحيوية مهددة والى ابعد الحدود وكانت هواجسها تلك في محلها ، فبعد اقل من ثلاث سنوات على قيام حلف بغداد اخذت المخابرات البريطانية والامريكية على حين غرة عندما اطاحت ثورة 14 تموز 1958 بنظام التبعية والوصاية في العراق !n الاستعمار البريطاني حاول من خلال استجابته لبعض التعديلات غير الجوهرية مراعاة مزاج الاهالي فخفف من سطوع لمساته الواضحة في السياسة العراقية ، وبحنكة المجرب ، اخذ يضحي ببعض المظاهر الشكلية لحساب تكريس جوهر سياساته الاستعمارية التي يريدها سائدة دون منغصات ، ومن الواضح ان خبراء وزارة الخارجية البريطانية وقتها قد خبروا ان جبر الخواطر في ديباجة النصوص ينفع ولا يضر !nستون عاما تفصل معاهدة 1948 ـ معاهدة بورتسموث ـ التي مثلها وحسب الظهور صالح جبر رئيس وزراء العراق وقتها وبيفن وزير خارجية بريطانيا ، عن معاهدة الصداقة والتعاون الامريكية العراقية التي يصر بوش حاليا على تمريرها بالتعاون مع حكومة المنطقة الخضراء وفي الموعد المحدد لها ـ 31 تموز من هذا العام ـ انها ستة عقود من اسفار النضال التحرري الوطني التي دشنتها وثبة كانون 1948 لتتوالى بعدها الهبات والانتفاضات والثورات ـ انتفاضة 52 و56 والتي توجت بثورة 1958 التي كنست كل قيود المعاهدات الاستعمارية والتي اسقطت حلف بغداد وطهرت ارض العراق من القواعد العسكرية البريطانية ، وخلصت البلاد من نظام التبعية النقدية الاسترلينية وقيدت حركة شركات النفط الاحتكارية باصدارها قانون رقم 80 الذي يحجر على امتيازاتها الاستثمارية في 99 % من الارض العراقية ، ثم واصل العراق طريقه بعد ان تعثرت تجربته الاولى واستأنف اسفاره بعد 17 تموز 1968 حيث تجذر خيار البناء والاستقلال الاقتصادي الذي يعزز الاستقلال السياسي الناجز فكانت قرارات التأميم العظيمة وكان العزم نحو افاق جديدة خلاقة تجعل من النفط سلاحا حقيقيا في المعركة الدائرة ، كان النفط في كل سفر من هذه الاسفار وسيلة فعالة لتعمير وتثوير الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بتنمية مستدامة وكان في ذات الوقت غاية للقوى الاستعمارية والامبريالية القديمة والجديدة فشركات النفط الاحتكارية واذرع دولها العسكرية والمخابراتية كانت بالمرصاد للعراق ونهجه التحرري وخاصة بعد قيام منظمة اوبك في بغداد عام 1961 ، وبما ان الخليج هو بحيرة النفط الاوفر في العالم والعراق هو كنزها المعمر فقد سلطت عليه كل السموم والفتن ليتقاتل وليصبح لقمة سائغة ، فكانت حرب الخليج الاولى والثانية ، لتأتي الثالثة فتحصد ما اريد من الاولى والثانية فكان الغزو والاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وكأن التاريخ يعيد نفسه والى الوراء وعلى شكل مأساة حقيقية حيث وبعد ستين عاما من الاطاحة بمعاهدة بورتسموث 1948 كنتيجة من نتائج وثبة كانون تفرض على العراق اليوم معاهدة جائرة تؤبد الاحتلال الامريكي للعراق وتجعله محضية امريكية ليس امنيا وعسكريا فقط وانما سياسيا واقتصاديا وفكريا !nمعاهدة بورتسموث منحت المستعمر البريطاني حق ابقاء قاعدتين عسكريتين في العراق فقط ـ الشعيبة والحبانية ـ ومنحته في حالة الحرب كل التسهيلات والمعونة المكفولة ـ المرور واستخدام الاجواء العراقية والانتفاع من معسكرات وتجهيزات الدولة العراقية المدنية والعسكرية ـ وفي جوانب التدريب التزم البريطانيون بتزويد الجيش العراقي بالمعدات الحربية الحديثة وتعهدوا بتدريب العراقيين عليها ، وقد تضمنت المعاهدة تشكيل مجلس دفاع مشترك دائم وباعداد متساوية من الحكومتين لغرض التنسيق والاشراف !nلم تمنح المعاهدة اي حق للبريطانيين في مقاتلة اي عراقي او اعتقاله ومهما كان السبب ! لم تمنح المعاهدة حق السيادة للبريطانيين على الاجواء او الحدود او الموانيء ! لم تفرض المعاهدة على الحكومة العراقية دفع نفقات القوات البريطانية في العراق !nرغم ذلك فالمعاهدة مخلة بالسيادة الوطنية وهي تجعل من العراق تابع اجباري للسياسة البريطانية في المنطقة لذلك ثار الشعب عليها وعلى الحكومة التي وقعتها فجمد العمل بها وسقطت حكومة صالح جبر!nnاما معاهدة بوش المالكي فهي ومن خلال ما نشر من مسوداتها الاساسية التي يجري تداولها حاليا لاجراء بعض التحسينات في صياغاتها ، قد منحت الامريكان حق الاقامة الدائمة وبشروط تلائم مصالحهم داخليا وخارجيا ، واعطتهم حق مكتسب في الاشراف على عمل وزارتي الدفاع والداخلية ، ثم جعلت العراق يتحمل تكاليف القوات الامريكية المقيمة في العراق ، ومنحت الجيش الامريكي السيادة المطلقة على الاجواء العراقية ، واعطت للامريكان سلطة اعتقال او مقاتلة اي عراقي تعتقده معاديا لها دون مراجعة الحكومة العراقية ، واعفت القوات الامريكية ومنتسبي الشركات الامنية الخاصة من اي مسائلة قانونية ، وتحتوي المعاهدة على حق اقامة 15 قاعدة كبيرة وما يعادلها من مراكز السيطرة والمراقبة ، وقد تضمنت المعاهدة حق طبيعي للقوات الامريكية في اتخاذ الاجراءات الاستباقية ضد الاعداء الداخليين والخارجيين .nبعد هذا كله لا اعتقد ان هناك من لا يتفق معي بان معاهدة بورتسموث كانت ارحم رغم انها ايضا معاهدة استعمارية جائرة !nn
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف