الأخبار
الاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خداع النفس وطوق النجاة بقلم:أ إبراهيم الطهراوي

تاريخ النشر : 2008-06-25
خداع النفس وطوق النجاة بقلم:أ إبراهيم الطهراوي
خداع النفس ... وطوق النجاة
بقلم / أ. إبراهيم الطهراوي
قد تستطيع في لحظة معينة وتحت وقع ظرف ما أن تخدع الجماهير مرة , ولكن لن تستطيع أن تخادعهم كل المرات , ويقال أن قول الحقيقة كما هيً حتى ولو كانت مُرة , أفضل ألف مرة من أن نقوم بتجميل .. أمور ومواقف .. سرعان ما تتكشف من حولها الحقائق , تبدو للعيان بأنها كانت ولا زالت زائفة تفتقر لأدنى مصداقية , لذا فالحقائق يجب أن تكون ساطعة براقة , بالذات حينما يتعلق الأمر بمصير وطن .
وندرك تماماً أن من حق أي تنظيم أن يكون له فلسفته الخاصة (( مفاهيمه وأهدافه واستراتيجياته وتكتيكاته )) في عملية التحرير, وذلك بما لا ينحرف عن الثوابت الوطنية المتفق عليها , ويصب في خدمتها , وحتى تبقي العلاقات وطيدة متينة وقوية بين التنظيمات من جهة والجماهير من جهة أخرى يتوجب علي الأولى مكاشفة الجماهير والبوح لها بالحقيقة , لا أن تُرسل لها أنصاف حقائق أو أقل بقليل .

قلنا قبل أيام في مقال نشر على الشبكة تحت عنوان (( مسمار أول في نعش التهدئة )) ما معناه بأن التهدئة التي صورها البعض على أنها انتصار للمقاومة لن تصمد كثيراً فعوامل فشلها تكمن في التخلي عن كثير من مسوغات نجاحها , حيث أنها كانت تفتقر للإجماع الوطني بكل ما تعنيه الكلمة من معاني (( حيث أن البعض باركها والبعض الأخر تحفظ عليها واعتبرها لا تلبى ما تم التوافق عليه من شروط مع بدايات الحديث عن التهدئة )) وأن الظروف الموضوعية المحيطة بشعبنا وحالة الانقسام أدت إلى استفراد العدو بجزء من الوطن , وإن يكن العمليات العدائية الصهيونية لم تستثني أي بقعة من أرضنا المحتلة وبالتحديد في غزة والضفة والقدس , وقد حذرنا في حينه من أن عدم امتداد تفاهمات التهدئة لتشمل الضفة الغربية قد يكون المسمار الأول في نعش التهدئة , ووضعنا ثلاثة احتمالات لما يمكن أن يكون الرد فلسطينياً علي الأعمال العدائية التصعيدية لقوات الاحتلال في الضفة الغربية , وتنبأنا بأن أحد هذه الاحتمالات هو أن ترد الفصائل المقاومة من غزة , وقد تحققت النبوءة بقصف مقاتلي سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي لمدينة أسدروت , كرد على عملية الاغتيال بحق مقاومين من سرايا القدس , أعتقد بأن سرايا القدس كانت واضحة في تحفظها صادقة مع جمهورها " أي فعل عدواني صهيوني سيستوجب الرد ومن أي مكان " وكان ما كان من ردود أفعال بين مؤيد ومعارض لرد فعل سرايا القدس , وما نتج عنه من إغلاق للمعابر وتسجيل نقطة احتجاج لصالح إسرائيل لدي الوسيط المصري .
قد يلتمس البعض الأعذار لمن وقعوا على التهدئة تحت وقع القصف والتوغلات والتلويح بعملية عسكرية واسعة في القطاع , الأمر الذي جعل الموقعين على القفز عن بعض الشروط المهمة (( استبعاد الضفة الغربية من نطاق التهدئة )) و (( فتح معبر رفح )) لتحقيق مصلحة آنية تتمثل في إدخال بعض السلع والبضائع وإن كنا في أمس الحاجة لها , ولكنها لا تلبي الطموح الوطني من وراء طرح هكذا مشروع , ونعتقد جازمين أنها لا تتعلق كثيراً بالبعد الوطني للقضية (( الدولة - اللاجئين – القدس – الحدود – المياة )) وإن كنا نرى من باب أولى أن المصالحة الوطنية (( التهدئة الداخلية )) أكثر إلحاحاً من التهدئة مع العدو لتمتين الجبهة الداخلية ولملمة الشتات وما على ذلك .
ونعتقد بأن التهدئة والموافقة عليها جاء من باب ما تم تسريبه من معلومات لبعض الفصائل تفيد بأن إسرائيل جادة بالدخول في عملية عسكرية واسعة في القطاع , ونحن هنا لا نكبر على هذه الفصائل أنها انحنت أمام العاصفة , ونرجو أن تكون بمثابة خطوة تكتيكية محسوبة ومدروسة في ذات الوقت , وعليه يجب أن تًستغل ساعات ما بعد التهدئة بما يضمن تخندق الكل الوطني في خندق مواجهة قادمة لا محالة مع إسرائيل , ومن يعتقد غير ذلك يكون كمن يدفن رأسه في التراب الوهم .
ولكن للأسف الشديد الوقائع على الأرض تفيد عكس ما ينبغي فعله , فالحوار الوطني يعيش حالة من الموت السريري , فكل المبادرات التي طرحت وئدت في مهدها , ونحذر من أن احتمالات المواجهة واردة على خط النار بين من يريد تطبيق بنود التهدئة والالتزام بما جاء في بنودها حفاظاً على استمراريتها , بما يستوجب عدم الرد من غزة على ممارسات العدو القمعية ضد أبناء شعبنا في الضفة , ومن يريدون الرد على أساس ما طرحوه من احتفاظ بحق الرد على أساس وحدة المقاومة في غزة والضفة , وبالتالي الرد حسب الإمكانيات والظروف الموضوعية سواء من غزة أو الضفة (( فالأمر لديهم سيان )) .
فالأمر هنا بحاجة إلى إعادة صياغة المواقف من جديد , على أساس وطني يضمن توافق كل الفصائل الوطنية الفاعلة على الساحة بعيداً عن التجييش الإعلامي كما حدث في الجلسات الأولي في حوار التهدئة بالقاهرة , وما يتم التوافق عليه ينسحب على شطري الوطن , بما يكفل للمقاومة حقها في الرد , ويخطئ من يعتقد بأنه سيكون بامكانه مواجهة الغطرسة الإسرائيلية والعدوان بمفرده , ويكون كمن يخادع نفسه ويلقي بها إلى مهاوي الردى , ومن يعتقد بأن البندقية وحدها تستطيع أن تسترد الحقوق واهن , فالبندقية والسياسة خطان يجب أن يتناغمان ويتكاملا لاسترداد ما سُلب من حقوق , لذا على البعض أن يقف وقفة جادة مع النفس ومراجعة حساباته فالمسألة لا تقاس إلا من خلال مقاييس وطنية بحتة , ذلك بقد ما يمكن أن نقترب من تحقيق الحقوق واستردادها , لا بالقدرة على الاستخفاف بالعقول وتسجيل الهزائم ومن ثم تحويلها إلى انتصارات عبر نشرات إخبارية وموجات مفتوحة , فالجماهير أصبحت تعي تماماً أكثر من أي وقت مضى من يعمل لصالحها ومن يعمل لمصالح فئوية ضيقة , حتى وإن دفع البعض مزيداً من الشهداء في هذه العملية أو تلك , ولنأخذ العبرة من أعدائنا الذين يقيسون انتصاراتهم بمدى مقدرتهم على حماية جنودهم ومواطنيهم وتجنيبهم ويلات الحروب .
وأخيراً يمكن القول بأن الهموم والأعباء الوطنية أن توزعت على الكل الوطني يمكن القيام بها وتحملها , وسواء كانت النتائج إيجابية أو سلبية لا سمح الله فالمسئولية هنا مسئولية تضامنية بين جميع الأقطاب , لذا نقول بأن الوحدة والتلاحم والصراحة والصدق والتعامل بشفافية مع الجماهير هي طوق النجاة للوصول إلى المبتغى .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف