كثر الحديث هذه الأيام حول إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والحاجة الملحة لإعادة توحيد شطري الوطن كمقدمة لذلك الترتيب. ويكتسب هذا الحديث أهميته من كونه التعبير الأصدق للمطلب الجماعي الفلسطيني، والأكثر إستجابة لحاجات اللحظة. وفي العموم، مطلوب من كافة القوى عقد لقاء حواري جامع لمختلف الوان الطيف السياسي والوطني الفلسطيني، يقوم على قاعدة إجراء جردة حساب شاملة، ويجيب على الكثير من الأسئلة الكبرى التي يواجهها المشروع الوطني في هذه المرحلة.nإن أولى الخطوات العملية والصحيحة لحوار جامع وشامل تكمن في الإقلاع كلياً عن لغة الإتهام والإتهام المضاد والتخاطب عبر الفضائيات، وثانياً الإقرار المسبقnبأن الأتفاق والإختلاف حول قضايا الحوار هي مسائل طبيعية ، وتبقى ضمن الغرف المغلقة ، وثالثاً والأهم ، أن يقر من أرتكب أخطاءً بهذه الأخطاء ويعلن التراجع عنها ويقدم أعتذاراً علنياً للشعب الفلسطيني، ورابعاً أن يتقيد بكل ما يتم التوافق عليه وأن يلتزم بكل ما يحقق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني قولاً وعملاً.nتلك هي بالأجمال القضايا التي تفتح الطريق واسعاً أمام حوار ناجح ومثمر وفاعل. ولا حاجةبنا إلى البحث عن مسالك أخرى. علينا أن نعرف بأن أوضاعنا nالداخلية شائكة ومعقدة وتحتاج بالتالي إلى حلول ستكون حتماً بذات التعقيد الذي تحمله إشكالياتنا الداخلية ، أي بمعنى أخر أن نبتعد عن الإستسهال والتبسيط ، nوأن نقلع بعيداً عن التسطيح وعن لعبة تدوير الزوايا لمصلحة هذه الفئة أو تلك.nn وهنا فإن المسعى العربي في هذا السياق هو مسعىً مشكور،ولكن ما أحوجنا إلى مبادرة فلسطينية وبأدوات فلسطينية وتحت سقف المشروع الوطني الفلسطيني. مبادرة تحكمها لغة المصالح الوطنية وتدعو إلى حوار واضح وصريح nnnnيبحث عن المشترك وينميه، ويناْى بعيداً عن تناول القضايا التي تقود إلى جدل الإجتهاد والتفسير. هذا هو الحوار الذي نريد، فأي حوار تريد حماس؟n n محمد مخربانn كاتب فلسطيني- لبنانn