الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحكاية ليست حكاية " البيه " ، ولكنها حكاية الشعب بقلم:محمد شوكت الملط

تاريخ النشر : 2008-06-22
الحكاية ليست حكاية " البيه " ، ولكنها حكاية الشعب
احتج الإخوان المسلمون والعديد من محبيهم ومن مخالفيهم ،على القرار الظالم لمجلس الشعب المصرى الشهير بمجلس سيد قراره ، باسقاط عضوية النائب " مختار البيه " عن دائرة بندر سوهاج ، فى17/6/2008، ولأنه من الإخوان المسلمين اللذين هم للحزب الوطنى غائظون ، فقد صدر هذا القرار بصورة فجة ، لم ترَ لها برلمانات العالم كله مثيلا ،فالكيل بمكيالين هو السمة الرئيسة للمجلس الموقر ، فهو لايلتفت الى تقرير محكمة النقض اذا انتهى الى بطلان عضوية أحد المنتمين للحزب الوطنى المكروه شعبيا ، أما اذا ماجاء مشككا فى نتيجة انتخابات أحد المعارضين - وبالأخص حينما يكون منتميا الى جماعة الإخوان المسلمين - ، فسرعان ما يصدر القرار باسقاطه ، أما هذه المرة فلا عجب حينما يستدعى رئيس مجلس الشعب العضو الآخر للحضور للمجلس ، وحلف اليمين فى اليوم ذاته ، ولتحيا الشرعية .
جاء هذا القرار باسقاط عضوية " البيه " الذى لم يصدر الا بتوجيه من القائمين على لجنة السياسات للحزب الوطنى الحاكم اللذين يريدون أن يعلنوا للجميع ويقولوا : أن البلد بلدنا ، ونحن أصحابها دون شريك ، وأن القرار – أى قرار - قرارنا ، بغض النظر عن مخالفته للدستور أو القانون أو حتى الأعراف الدولية ، ومن لايعجبه فعليه أن يضرب رأسه فى أقرب جدار يقابله ، ويريدون أيضا أن يقولوا للإخوان المسلمين ، نحن وراءكم سائرون على طريق اقصائكم من الحياة العامة ، بالطرق القانونية كتعديل الدستور ، واصدار القوانين التى تُحجم من قوتكم فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والنقابية وغيرها ، بل و فى المجال الإنسانى كقوانين الجمعيات الأهلية التى تحض الناس على مساعدة الأرامل واليتامى والفقراء ، وبالطرق القمعية كالإعتقالات المستمرة والمطاردات الدائمة ، والمداهمات الليلية لبيوتكم ، ومصادرة الأموال والمحاكمات العسكرية، ومازال فى الجعبة الكثير، مادمنا نتحكم فى هذه البلاد ، يقولون ذلك من منطق الزهو والغرور ، وهم يغفلون أن الملك كله لله، يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء.
صدر هذا القرار باسقاط عضوية " البيه " ضمن الإجراءات العديدة التى تُتخذ ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالذات ، لأنها كما يعلم الجميع أنها أكبر فصيل سياسى ، فحينما يتعامل النظام الحاكم مع الفصيل الأقوى تنظيما ، والأكبر شعبية ، بهذه القسوة وذلك البطش ، فتشعر الأحزاب المعارضة الأخرى ، ومعها الجماهير المصرية العريضة ، بأنها معرضة فى أى وقت للقهر والظلم من قبل الزُمرة الحاكمة ، فعليها أن تصمت والا ... ، وهذا ما حدث من قبل ، فقاموا بتدمير الحزاب السياسية المعارضة من الداخل ، حتى أصبحت مجرد ديكورات ، وكذلك فزعيم حزب الغد أيمن نور مازال قابعا فى السجن ،لأنه تجرأ وأعلن معارضته للنظام ، والأحكام الصادرة ضد رؤساء تحرير الصحف المعارضة أكبر دليل على ذلك ، ولايغيب عن أحد مايحدث للمتظاهرين والمتظاهرات من قمع وضرب وتحرش ، حتى الدكتور سعد الدين ابراهيم والمؤيَد من أمريكا لم يسلم من السجن ، وهو يرفض أن يعود الى البلاد مخافة المحاكمات العاجلة التى تنتظره .
اسقاط عضوية " البيه " ما هو الا قرار من القرارات المستمرة ، التى تبتغى من ورائها لجنة السياسات للحزب الوطنى مغازلة الإدارة الأمريكية ، فترسل لها رسالة واضحة بأنها تخيرها ما بين تمرير مشروع التوريث ، بما فيه من مخالفات لشعارات الديمقراطية ، التى يروج لها الأمريكان ، وبين وصول الإخوان المسلمين والوطنيين المخلصين للحكم ، اذا أُجريت انتخابات ديمقراطية ،والرسالة باختصار ، اما نار التوريث ، واما جنة الإخوان اللذين تكرهونهم .
هذا القرار المشبوه باسقاط عضوية " البيه " يُعلن للشعب المصرى أنه لا أمل فى غدٍ مشرق ، ولا فى مستقبلٍ باهر ، ومن ضمن أهدافه تيئيس الجماهير من الأيام والأعوام المقبلة ، فعليك أيها الشعب أن ترضى بهذا الواقع – وان رأيته قاسيا، قبل أن ترى واقعا أشد قسوة .
فهل سيستمر الشعب المصرى صابراً صامتاً الى ما لا نهاية ؟
كتبها : محمد شوكت الملط
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف