الحكاية ليست حكاية " البيه " ، ولكنها حكاية الشعب
احتج الإخوان المسلمون والعديد من محبيهم ومن مخالفيهم ،على القرار الظالم لمجلس الشعب المصرى الشهير بمجلس سيد قراره ، باسقاط عضوية النائب " مختار البيه " عن دائرة بندر سوهاج ، فى17/6/2008، ولأنه من الإخوان المسلمين اللذين هم للحزب الوطنى غائظون ، فقد صدر هذا القرار بصورة فجة ، لم ترَ لها برلمانات العالم كله مثيلا ،فالكيل بمكيالين هو السمة الرئيسة للمجلس الموقر ، فهو لايلتفت الى تقرير محكمة النقض اذا انتهى الى بطلان عضوية أحد المنتمين للحزب الوطنى المكروه شعبيا ، أما اذا ماجاء مشككا فى نتيجة انتخابات أحد المعارضين - وبالأخص حينما يكون منتميا الى جماعة الإخوان المسلمين - ، فسرعان ما يصدر القرار باسقاطه ، أما هذه المرة فلا عجب حينما يستدعى رئيس مجلس الشعب العضو الآخر للحضور للمجلس ، وحلف اليمين فى اليوم ذاته ، ولتحيا الشرعية .
جاء هذا القرار باسقاط عضوية " البيه " الذى لم يصدر الا بتوجيه من القائمين على لجنة السياسات للحزب الوطنى الحاكم اللذين يريدون أن يعلنوا للجميع ويقولوا : أن البلد بلدنا ، ونحن أصحابها دون شريك ، وأن القرار – أى قرار - قرارنا ، بغض النظر عن مخالفته للدستور أو القانون أو حتى الأعراف الدولية ، ومن لايعجبه فعليه أن يضرب رأسه فى أقرب جدار يقابله ، ويريدون أيضا أن يقولوا للإخوان المسلمين ، نحن وراءكم سائرون على طريق اقصائكم من الحياة العامة ، بالطرق القانونية كتعديل الدستور ، واصدار القوانين التى تُحجم من قوتكم فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والنقابية وغيرها ، بل و فى المجال الإنسانى كقوانين الجمعيات الأهلية التى تحض الناس على مساعدة الأرامل واليتامى والفقراء ، وبالطرق القمعية كالإعتقالات المستمرة والمطاردات الدائمة ، والمداهمات الليلية لبيوتكم ، ومصادرة الأموال والمحاكمات العسكرية، ومازال فى الجعبة الكثير، مادمنا نتحكم فى هذه البلاد ، يقولون ذلك من منطق الزهو والغرور ، وهم يغفلون أن الملك كله لله، يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء.
صدر هذا القرار باسقاط عضوية " البيه " ضمن الإجراءات العديدة التى تُتخذ ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالذات ، لأنها كما يعلم الجميع أنها أكبر فصيل سياسى ، فحينما يتعامل النظام الحاكم مع الفصيل الأقوى تنظيما ، والأكبر شعبية ، بهذه القسوة وذلك البطش ، فتشعر الأحزاب المعارضة الأخرى ، ومعها الجماهير المصرية العريضة ، بأنها معرضة فى أى وقت للقهر والظلم من قبل الزُمرة الحاكمة ، فعليها أن تصمت والا ... ، وهذا ما حدث من قبل ، فقاموا بتدمير الحزاب السياسية المعارضة من الداخل ، حتى أصبحت مجرد ديكورات ، وكذلك فزعيم حزب الغد أيمن نور مازال قابعا فى السجن ،لأنه تجرأ وأعلن معارضته للنظام ، والأحكام الصادرة ضد رؤساء تحرير الصحف المعارضة أكبر دليل على ذلك ، ولايغيب عن أحد مايحدث للمتظاهرين والمتظاهرات من قمع وضرب وتحرش ، حتى الدكتور سعد الدين ابراهيم والمؤيَد من أمريكا لم يسلم من السجن ، وهو يرفض أن يعود الى البلاد مخافة المحاكمات العاجلة التى تنتظره .
اسقاط عضوية " البيه " ما هو الا قرار من القرارات المستمرة ، التى تبتغى من ورائها لجنة السياسات للحزب الوطنى مغازلة الإدارة الأمريكية ، فترسل لها رسالة واضحة بأنها تخيرها ما بين تمرير مشروع التوريث ، بما فيه من مخالفات لشعارات الديمقراطية ، التى يروج لها الأمريكان ، وبين وصول الإخوان المسلمين والوطنيين المخلصين للحكم ، اذا أُجريت انتخابات ديمقراطية ،والرسالة باختصار ، اما نار التوريث ، واما جنة الإخوان اللذين تكرهونهم .
هذا القرار المشبوه باسقاط عضوية " البيه " يُعلن للشعب المصرى أنه لا أمل فى غدٍ مشرق ، ولا فى مستقبلٍ باهر ، ومن ضمن أهدافه تيئيس الجماهير من الأيام والأعوام المقبلة ، فعليك أيها الشعب أن ترضى بهذا الواقع – وان رأيته قاسيا، قبل أن ترى واقعا أشد قسوة .
فهل سيستمر الشعب المصرى صابراً صامتاً الى ما لا نهاية ؟
كتبها : محمد شوكت الملط
احتج الإخوان المسلمون والعديد من محبيهم ومن مخالفيهم ،على القرار الظالم لمجلس الشعب المصرى الشهير بمجلس سيد قراره ، باسقاط عضوية النائب " مختار البيه " عن دائرة بندر سوهاج ، فى17/6/2008، ولأنه من الإخوان المسلمين اللذين هم للحزب الوطنى غائظون ، فقد صدر هذا القرار بصورة فجة ، لم ترَ لها برلمانات العالم كله مثيلا ،فالكيل بمكيالين هو السمة الرئيسة للمجلس الموقر ، فهو لايلتفت الى تقرير محكمة النقض اذا انتهى الى بطلان عضوية أحد المنتمين للحزب الوطنى المكروه شعبيا ، أما اذا ماجاء مشككا فى نتيجة انتخابات أحد المعارضين - وبالأخص حينما يكون منتميا الى جماعة الإخوان المسلمين - ، فسرعان ما يصدر القرار باسقاطه ، أما هذه المرة فلا عجب حينما يستدعى رئيس مجلس الشعب العضو الآخر للحضور للمجلس ، وحلف اليمين فى اليوم ذاته ، ولتحيا الشرعية .
جاء هذا القرار باسقاط عضوية " البيه " الذى لم يصدر الا بتوجيه من القائمين على لجنة السياسات للحزب الوطنى الحاكم اللذين يريدون أن يعلنوا للجميع ويقولوا : أن البلد بلدنا ، ونحن أصحابها دون شريك ، وأن القرار – أى قرار - قرارنا ، بغض النظر عن مخالفته للدستور أو القانون أو حتى الأعراف الدولية ، ومن لايعجبه فعليه أن يضرب رأسه فى أقرب جدار يقابله ، ويريدون أيضا أن يقولوا للإخوان المسلمين ، نحن وراءكم سائرون على طريق اقصائكم من الحياة العامة ، بالطرق القانونية كتعديل الدستور ، واصدار القوانين التى تُحجم من قوتكم فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والنقابية وغيرها ، بل و فى المجال الإنسانى كقوانين الجمعيات الأهلية التى تحض الناس على مساعدة الأرامل واليتامى والفقراء ، وبالطرق القمعية كالإعتقالات المستمرة والمطاردات الدائمة ، والمداهمات الليلية لبيوتكم ، ومصادرة الأموال والمحاكمات العسكرية، ومازال فى الجعبة الكثير، مادمنا نتحكم فى هذه البلاد ، يقولون ذلك من منطق الزهو والغرور ، وهم يغفلون أن الملك كله لله، يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء.
صدر هذا القرار باسقاط عضوية " البيه " ضمن الإجراءات العديدة التى تُتخذ ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالذات ، لأنها كما يعلم الجميع أنها أكبر فصيل سياسى ، فحينما يتعامل النظام الحاكم مع الفصيل الأقوى تنظيما ، والأكبر شعبية ، بهذه القسوة وذلك البطش ، فتشعر الأحزاب المعارضة الأخرى ، ومعها الجماهير المصرية العريضة ، بأنها معرضة فى أى وقت للقهر والظلم من قبل الزُمرة الحاكمة ، فعليها أن تصمت والا ... ، وهذا ما حدث من قبل ، فقاموا بتدمير الحزاب السياسية المعارضة من الداخل ، حتى أصبحت مجرد ديكورات ، وكذلك فزعيم حزب الغد أيمن نور مازال قابعا فى السجن ،لأنه تجرأ وأعلن معارضته للنظام ، والأحكام الصادرة ضد رؤساء تحرير الصحف المعارضة أكبر دليل على ذلك ، ولايغيب عن أحد مايحدث للمتظاهرين والمتظاهرات من قمع وضرب وتحرش ، حتى الدكتور سعد الدين ابراهيم والمؤيَد من أمريكا لم يسلم من السجن ، وهو يرفض أن يعود الى البلاد مخافة المحاكمات العاجلة التى تنتظره .
اسقاط عضوية " البيه " ما هو الا قرار من القرارات المستمرة ، التى تبتغى من ورائها لجنة السياسات للحزب الوطنى مغازلة الإدارة الأمريكية ، فترسل لها رسالة واضحة بأنها تخيرها ما بين تمرير مشروع التوريث ، بما فيه من مخالفات لشعارات الديمقراطية ، التى يروج لها الأمريكان ، وبين وصول الإخوان المسلمين والوطنيين المخلصين للحكم ، اذا أُجريت انتخابات ديمقراطية ،والرسالة باختصار ، اما نار التوريث ، واما جنة الإخوان اللذين تكرهونهم .
هذا القرار المشبوه باسقاط عضوية " البيه " يُعلن للشعب المصرى أنه لا أمل فى غدٍ مشرق ، ولا فى مستقبلٍ باهر ، ومن ضمن أهدافه تيئيس الجماهير من الأيام والأعوام المقبلة ، فعليك أيها الشعب أن ترضى بهذا الواقع – وان رأيته قاسيا، قبل أن ترى واقعا أشد قسوة .
فهل سيستمر الشعب المصرى صابراً صامتاً الى ما لا نهاية ؟
كتبها : محمد شوكت الملط