التاريخ:22/6/2008
بقلم النائب/ راوية رشاد الشوا
تهدئـة....على صفيـح سـاخـن...!!
لابد من الاعتراف بان سلاح المقاومة أحدث حالة من الرعب في المناطق المجاورة لقطاع غزة، وبرغم تقليل البعض من قيمة وتأثير الصواريخ الفلسطينية، لكنها في حقيقة الأمر أحدثت الهلع...الخوف...وانعدام الحياة الهادئة التي يتمتع بها السكان (اليهود) في جنوب البلاد، ويحاطون بالرعاية والحماية من الجيش الإسرائيلي، وموازنات كبيرة تدعمهم.
كما لا بد من الاعتراف بأن الشعب الفلسطيني بشكل عام، وأهالي قطاع غزة بشكل خاص قد تحملوا من ردود إسرائيل العسكرية من (قتلٍ، ودمارٍ) ما وصل إلى حد الجنون، وأوقع بين صفوف المدنيين والأطفال بالتحديد موتاً وذعراً لا حدود لهما..!!، وقد لا يكون الخلاص من العاهات المستديمة والأمراض النفسية المستعصية ممكناً، لكنها بطبيعة الواقع المعاش فإن الشعب الفلسطيني يعيش صراعاً عادلاً مع المحتل الإسرائيلي لن ينتهي إلا باعتراف العالم بحقنا في دولة مستقلة.
جاءت التهدئة نتيجة لأسباب عديدة تبلورت كحاجة لجميع الأطراف، جاء كإنجاز للإدارة الأمريكية بعد فشلها في ميادين الإقليم، وإنما الدور الذي لعبته كان مستتراً باعتبار أن حركة "حماس" إرهابية بتعريف السياسة الخارجية الأمريكية.
جاءت التهدئة لرفع شيء من الضغوط الداخلية التي تمارس على الحكومة الإسرائيلية الحالية، وفشلها في حماية مواطنيها...!! جاءت متزامنة وقضية الجندي المخطوف الذي كاد أن يسقط حكومة، ويأتي بحكومة ثانية.
جاءت التهدئة بعد حصار جائر، ومفاوضات طويلة لتنقذ حركة "حماس" من حجم الدمار الذي أوقعته إسرائيل بالمدنيين، والذين وصلت أحوالهم المعيشية درجة ما دون الصفر، وهي غير قادرة أن تمد يداً قوية لإنقاذهم من هول الحصار الذي فرضته إسرائيل، ضاربة عرض الحائط بالقوانين الدولية.
- لذلك إن التهدئة ليست ترفاً بالنسبة لقطاع غزة، ولا هي تراجع عن التمسك بحقنا بالمقاومة للوصول إلى أهداف تكتيكية آنية...أو أهداف سياسية طويلة المدى.
آراء متعددة تقول: طالما عملت حماس وجميع الأطراف لإحراز اتفاق التهدئة...إذن لماذا عرضت أمن الشعب الفلسطيني لهذه الضربات الموجعة، وسقوط الشباب بأعداد كبيرة...؟؟، ولماذا يخضع السياسي للقرار العسكري...؟؟، ويتشبث بنظريات يدفع ثمنها الشعب بأكمله...؟؟
- إنها أسئلة مشروعة، وعلى القيادة السياسية أن توفر الأجوبة الموضوعية، وحينئذ يتم التنسيق ما بين القرار السياسي، والقرار العسكري، دون ذلك لم يكن ممكناً إحراز أي تقدم على صعيد الحركة الداخلية، لأن قرار التهدئة مقابل كسر الحصار وفتح المعابر هو قرار تم الاتفاق بشأنه، وملزم للجناح العسكري لحمايته.
حـركة حمـاس المسؤلة عـن التهدئـة:
- لاشك أن المسؤولية منذ 73 ساعة مضت ملقاة بشكل كامل على حركة "حماس" لضمان التهدئة مما يضعها أمام مسؤولياتها كونها قد حققت نجاحاً على الصعيد السياسي الإقليمي، وهي المسئولة عن إدارة الحياة في قطاع غزة، وحماية الأمن في أرجائه، هذا برغم رفضها الاعتراف بإسرائيل حتى الآن.
الموقف الرسمي لحركة فتح عبرت عنه قيادات السلطة الوطنية، وفي مقدمتهم الرئيس "محمود عباس" بالترحيب والتمني على إسرائيل والفصائل بالالتزام لتخفيف معاناة الشعب في قطاع غزة، وبالتالي لا يتوقع أن تخرق مجموعات "فتح العسكرية" هذه الهدنة، خاصة وان الظرف الأمني والسياسي لا يساعدها على تحدي توجهات حماس في هذه المرحلة.
برز رفض حركة الجهاد الإسلامي للتهدئة، والجبهة الشعبية من حيث المبدأ لكن دون إفشالها، مما يؤكد أن الفصائل الرئيسية والفاعلة على الأرض سوف لا تخرق التهدئة، مما يؤكد أن قوى المقاومة الرسمية سوف تدعم الاتفاق، وتبقى فصائل العمل العسكري الصغيرة التي لم تشارك في محادثات التهدئة ولم تعلن الالتزام بها، وقد كانت دعوة حركة "حماس" من الكياسة التي من شأنها إقناع تلك الفئات بالالتزام، والخوف من خروقات هنا وهناك تجر الساحة الداخلية لاقتتال داخلي.
- وهنا يلاحظ أن الهجمات الإسرائيلية في الساعات القليلة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، استهدفت بشكل أساسي ناشطين من هذه المجموعات، وهذا فيما يبدو محاولة إسرائيلية لخلق بذور الشقاق داخل قطاع غزة بين هذه المجموعات وبقية الفصائل التي التزمت بالتهدئة، وفي مقدمتها حركة "حماس" وحكومتها.
- لذلك ينقل الإعلام تصريحات كبار الساسة والعسكريين الإسرائيليين أن الهدنة هشة وضعيفة، نعم إن أرتال الدبابات الإسرائيلية تحيط بقطاع غزة مزودة بكل أنواع الرصد فأي خطأ مطبعي يصدر عن الفصائل الصغيرة أو الأفراد العاديين يقفون له بالمرصاد....إنها مسؤولية كبيرة وقد أدركت حركة "حماس" القيادة السياسية والجناح العسكري بأن التحدي كبير والمسؤوليات مباشرة.
بعد نجاح التهدئة بعشرة أيام سيبدأ العمل بالتدريج على فتح معابر القطاع الستة معابر البضائع بأنواعها، ومعابر المسافرين والحديث عن معبر رفح، وليس بيت حانون "ايرز" إن اتفاقية المعابر تعمل بالتوازي مع سير اتفاقية التهدئة، وهنا أن الجهة الراعية هي الحكومة المصرية والتي رعت المفاوضات ومستمرة في الحوار لإطلاق سراح الجندي المخطوف مقابل العدد من الأسرى الذي حددته حركة "حماس".
- إن دور الوزير "عمر سليمان" كان له تأثير على إدارة الأزمة لأنه يمثل مصر المهتمة بتهدئة حدودها الشرقية، والعمل على السيطرة عليها بالتوافق مع الأطراف المؤثرة، فلقد وضعت مصر كل إمكانياتها على انجاز هذه التهدئة أملاً في إحياء المسيرة السياسية واللحمة بين الأشقاء وإعادة الوفاق الذي بدأت بوادره، وقد تسربت معلومات حول جدية الاجتياح الإسرائيلي مما دعا الجانب المصري إلى تجزئة الصفقة إلى جزئين، والتعامل مع حركة حماس بمسؤولية كيان له أبعاده السياسية الإقليمية، الجزء الأول تهدئة متبادلة متزامنة في قطاع غزة، وهنا ليس واضحاً كيفية التدخل لو حدث أي خرق سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل مجموعات فلسطينية ليس لها مصلحة في التهدئة لأسباب مختلفة، أو جماعات من الفئات المدسوسة التي ما زالت تعبث في أمن قطاع غزة.
إن الجميع يلتقط أنفاسه ويدرك حقيقة واحدة ترجح... نجاح التهدئة لأسباب موضوعية.
- لذلك إن الإجابة على كل المتخوفين حتى من حركة "حماس" أنفسهم، ومجموع الساسة الذين يؤكدون أن الهدنة تقف على صفيح ساخن، وأنها ستنهار بسرعة وبسبب إسرائيلي أو فلسطيني، قد ينتظرون.... لنراقب هل تستطيع حماس الالتزام وإلزام أفرادها وباقي الفصائل...؟؟، لان دورها هو الدور الحاسم على الأرض في إنجاح هذا التحدي هذا إن لم تعبث إسرائيل لتفسد التهدئة لأسباب سياسية داخلية وتجر المدنيين إلى الهلاك كعادتها.
التاريخ:22/6/2008
بقلم النائب/ راوية رشاد الشوا
Email:[email protected]
بقلم النائب/ راوية رشاد الشوا
تهدئـة....على صفيـح سـاخـن...!!
لابد من الاعتراف بان سلاح المقاومة أحدث حالة من الرعب في المناطق المجاورة لقطاع غزة، وبرغم تقليل البعض من قيمة وتأثير الصواريخ الفلسطينية، لكنها في حقيقة الأمر أحدثت الهلع...الخوف...وانعدام الحياة الهادئة التي يتمتع بها السكان (اليهود) في جنوب البلاد، ويحاطون بالرعاية والحماية من الجيش الإسرائيلي، وموازنات كبيرة تدعمهم.
كما لا بد من الاعتراف بأن الشعب الفلسطيني بشكل عام، وأهالي قطاع غزة بشكل خاص قد تحملوا من ردود إسرائيل العسكرية من (قتلٍ، ودمارٍ) ما وصل إلى حد الجنون، وأوقع بين صفوف المدنيين والأطفال بالتحديد موتاً وذعراً لا حدود لهما..!!، وقد لا يكون الخلاص من العاهات المستديمة والأمراض النفسية المستعصية ممكناً، لكنها بطبيعة الواقع المعاش فإن الشعب الفلسطيني يعيش صراعاً عادلاً مع المحتل الإسرائيلي لن ينتهي إلا باعتراف العالم بحقنا في دولة مستقلة.
جاءت التهدئة نتيجة لأسباب عديدة تبلورت كحاجة لجميع الأطراف، جاء كإنجاز للإدارة الأمريكية بعد فشلها في ميادين الإقليم، وإنما الدور الذي لعبته كان مستتراً باعتبار أن حركة "حماس" إرهابية بتعريف السياسة الخارجية الأمريكية.
جاءت التهدئة لرفع شيء من الضغوط الداخلية التي تمارس على الحكومة الإسرائيلية الحالية، وفشلها في حماية مواطنيها...!! جاءت متزامنة وقضية الجندي المخطوف الذي كاد أن يسقط حكومة، ويأتي بحكومة ثانية.
جاءت التهدئة بعد حصار جائر، ومفاوضات طويلة لتنقذ حركة "حماس" من حجم الدمار الذي أوقعته إسرائيل بالمدنيين، والذين وصلت أحوالهم المعيشية درجة ما دون الصفر، وهي غير قادرة أن تمد يداً قوية لإنقاذهم من هول الحصار الذي فرضته إسرائيل، ضاربة عرض الحائط بالقوانين الدولية.
- لذلك إن التهدئة ليست ترفاً بالنسبة لقطاع غزة، ولا هي تراجع عن التمسك بحقنا بالمقاومة للوصول إلى أهداف تكتيكية آنية...أو أهداف سياسية طويلة المدى.
آراء متعددة تقول: طالما عملت حماس وجميع الأطراف لإحراز اتفاق التهدئة...إذن لماذا عرضت أمن الشعب الفلسطيني لهذه الضربات الموجعة، وسقوط الشباب بأعداد كبيرة...؟؟، ولماذا يخضع السياسي للقرار العسكري...؟؟، ويتشبث بنظريات يدفع ثمنها الشعب بأكمله...؟؟
- إنها أسئلة مشروعة، وعلى القيادة السياسية أن توفر الأجوبة الموضوعية، وحينئذ يتم التنسيق ما بين القرار السياسي، والقرار العسكري، دون ذلك لم يكن ممكناً إحراز أي تقدم على صعيد الحركة الداخلية، لأن قرار التهدئة مقابل كسر الحصار وفتح المعابر هو قرار تم الاتفاق بشأنه، وملزم للجناح العسكري لحمايته.
حـركة حمـاس المسؤلة عـن التهدئـة:
- لاشك أن المسؤولية منذ 73 ساعة مضت ملقاة بشكل كامل على حركة "حماس" لضمان التهدئة مما يضعها أمام مسؤولياتها كونها قد حققت نجاحاً على الصعيد السياسي الإقليمي، وهي المسئولة عن إدارة الحياة في قطاع غزة، وحماية الأمن في أرجائه، هذا برغم رفضها الاعتراف بإسرائيل حتى الآن.
الموقف الرسمي لحركة فتح عبرت عنه قيادات السلطة الوطنية، وفي مقدمتهم الرئيس "محمود عباس" بالترحيب والتمني على إسرائيل والفصائل بالالتزام لتخفيف معاناة الشعب في قطاع غزة، وبالتالي لا يتوقع أن تخرق مجموعات "فتح العسكرية" هذه الهدنة، خاصة وان الظرف الأمني والسياسي لا يساعدها على تحدي توجهات حماس في هذه المرحلة.
برز رفض حركة الجهاد الإسلامي للتهدئة، والجبهة الشعبية من حيث المبدأ لكن دون إفشالها، مما يؤكد أن الفصائل الرئيسية والفاعلة على الأرض سوف لا تخرق التهدئة، مما يؤكد أن قوى المقاومة الرسمية سوف تدعم الاتفاق، وتبقى فصائل العمل العسكري الصغيرة التي لم تشارك في محادثات التهدئة ولم تعلن الالتزام بها، وقد كانت دعوة حركة "حماس" من الكياسة التي من شأنها إقناع تلك الفئات بالالتزام، والخوف من خروقات هنا وهناك تجر الساحة الداخلية لاقتتال داخلي.
- وهنا يلاحظ أن الهجمات الإسرائيلية في الساعات القليلة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، استهدفت بشكل أساسي ناشطين من هذه المجموعات، وهذا فيما يبدو محاولة إسرائيلية لخلق بذور الشقاق داخل قطاع غزة بين هذه المجموعات وبقية الفصائل التي التزمت بالتهدئة، وفي مقدمتها حركة "حماس" وحكومتها.
- لذلك ينقل الإعلام تصريحات كبار الساسة والعسكريين الإسرائيليين أن الهدنة هشة وضعيفة، نعم إن أرتال الدبابات الإسرائيلية تحيط بقطاع غزة مزودة بكل أنواع الرصد فأي خطأ مطبعي يصدر عن الفصائل الصغيرة أو الأفراد العاديين يقفون له بالمرصاد....إنها مسؤولية كبيرة وقد أدركت حركة "حماس" القيادة السياسية والجناح العسكري بأن التحدي كبير والمسؤوليات مباشرة.
بعد نجاح التهدئة بعشرة أيام سيبدأ العمل بالتدريج على فتح معابر القطاع الستة معابر البضائع بأنواعها، ومعابر المسافرين والحديث عن معبر رفح، وليس بيت حانون "ايرز" إن اتفاقية المعابر تعمل بالتوازي مع سير اتفاقية التهدئة، وهنا أن الجهة الراعية هي الحكومة المصرية والتي رعت المفاوضات ومستمرة في الحوار لإطلاق سراح الجندي المخطوف مقابل العدد من الأسرى الذي حددته حركة "حماس".
- إن دور الوزير "عمر سليمان" كان له تأثير على إدارة الأزمة لأنه يمثل مصر المهتمة بتهدئة حدودها الشرقية، والعمل على السيطرة عليها بالتوافق مع الأطراف المؤثرة، فلقد وضعت مصر كل إمكانياتها على انجاز هذه التهدئة أملاً في إحياء المسيرة السياسية واللحمة بين الأشقاء وإعادة الوفاق الذي بدأت بوادره، وقد تسربت معلومات حول جدية الاجتياح الإسرائيلي مما دعا الجانب المصري إلى تجزئة الصفقة إلى جزئين، والتعامل مع حركة حماس بمسؤولية كيان له أبعاده السياسية الإقليمية، الجزء الأول تهدئة متبادلة متزامنة في قطاع غزة، وهنا ليس واضحاً كيفية التدخل لو حدث أي خرق سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل مجموعات فلسطينية ليس لها مصلحة في التهدئة لأسباب مختلفة، أو جماعات من الفئات المدسوسة التي ما زالت تعبث في أمن قطاع غزة.
إن الجميع يلتقط أنفاسه ويدرك حقيقة واحدة ترجح... نجاح التهدئة لأسباب موضوعية.
- لذلك إن الإجابة على كل المتخوفين حتى من حركة "حماس" أنفسهم، ومجموع الساسة الذين يؤكدون أن الهدنة تقف على صفيح ساخن، وأنها ستنهار بسرعة وبسبب إسرائيلي أو فلسطيني، قد ينتظرون.... لنراقب هل تستطيع حماس الالتزام وإلزام أفرادها وباقي الفصائل...؟؟، لان دورها هو الدور الحاسم على الأرض في إنجاح هذا التحدي هذا إن لم تعبث إسرائيل لتفسد التهدئة لأسباب سياسية داخلية وتجر المدنيين إلى الهلاك كعادتها.
التاريخ:22/6/2008
بقلم النائب/ راوية رشاد الشوا
Email:[email protected]