
التهدئه 00مؤشر انفراج ام إرهاق ؟؟
كتب :هانى الاغا
وافقت اسرائيل والولايات المتحدة اللتان ترفضان اجراء مباحثات مباشرة مع حماس على اجراء مفاوضات غير مباشرة عبر وساطة مصرية، و تأمل حماس التي عزلها الغرب لرفضها الاعتراف باسرائيل في الحصول على شرعية دولية,وعلى الرغم من رفض حماس الاعتراف باسرائيل فان تعاملاتهما غير المباشرة عن طريق القاهرة قد تساعد ايضا الحركة في اكتساب بعض الشرعية في الغرب.
إمعاناً في الحصار الخانق ضد قطاع غزة تحت ذريعة سيطرة حركة حماس على القطاع في الرابع عشر من حزيران الماضي، فإن الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبومازن، تحركت في كل الاتجاهات، وتحدثت مع كل القوى الدولية المؤثرة، من أجل إعادة فتح المعبر ضمن صيغة استمرار تواصل قطاع غزة مع الضفة، و هذا هو جوهر مبادرة الرئاسة الفلسطينية التي حملتها حكومة الدكتور سلام فياض، ودارت بها في أرجاء العالم، والتي أوشكت على التحقق قبل أن ينقلب المشهد رأساً على عقب، ويجرى ما جرى على الحدود الفلسطينية المصرية، ، وكشف لنا الاخطار والخطط التى كانت تسعى إسرائيل إلى بلورتها ودفعتنا دفعاً إلى أن نساهم بأيدينا في إنجاحها ضد مصلحتنا الوطنية!!!
اما نحن كفلسطينون لنا أولوية، أن نفك الحصار عن قطاع غزة ليس باتجاه واحد فقط، ولكن نفك الحصار من جميع الجهات وأولها وأهمها أن يبقى قطاع غزة مفتوحاً - مهما كانت الصيغة- على الضفة، وهذا جزءاً عضوياً من مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.
ولذلك ندعو الإخوة في حركة حماس إلى إعادة تقييم التجربة، وإلى جردة حساب بأفق جديد، ذلك ان مغامرة الاستقلال بقطاع غزة بعيداً عن المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة الفلسطينية، هذه المغامرة سوف تؤدى حتماً إلى ضرب مشروع الدولة الفلسطينية، و ستؤدي أيضاً إلى فصل قطاع غزة وسلخه عن أصله وعدم السماح له بالتكون على هيئة دولة مهما كانت صغيرة، أولاً لأن العناصر المطلوبة غير موجودة، ولأن الأطراف الرئيسية تريد من خلال سلخه عن أصل المشروع الوطني، إبادة فكرة الكيانية الفلسطينية من جذورها.
لذلك ندعو الجميع إلى المراجعة الشجاعة، وندعو حركة حماس إلى المراجعة الشجاعة، فليس أمامنا سوى أن نتصرف وفق المشروع الوطني الواحد، أما الصيغ الأخرى مهما بدت مغرية فهي الخسارة للجميع. لأن المطلوب إسرائيليا افشال اي جهد للتهدئة أو المصالحة الوطنية
وهذا ليس خافي على احد ، تمثلت بما حصل بالأمس من خلال رد إسرائيلي بإعطاء حماس تهدئة تقيدها باتفاق، وتطيل امد انقسامها الداخلي مع الرئيس عباس، مما يخلص إسرائيل من التزاماتها السياسية، لطالما أصر المسؤولون في تل أبيب على رفع شعار يقول لا قيمة لاتفاق لا يشمل كل الفلسطينيين، لتعقيد المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن.
السؤال الذي يطرح نفسة لماذا قبلت اسرائيل التهدئه فى هذا الوقت بالذات رغم رفضها فى السابق ولم تعارض امريكيه فهل اسقطت اسرائيل ومن قبلها امريكيه مطالبة المجتمع الدولى عدم التعامل مع حماس؟ ام ان هناك منظومه اقليميه تريد امريكيه تنفيذها بعد اتفاق الدوحه؟فالمعروف ان اتفاق الدوحه لم يكن اتفاق لبنانى لبنانى وانما كان ضمن ترتيب خطه امريكيه فرنسيه وبعض الدول العربيه التى هى قلقه بشأن تغلغل النفوذ الايرانى والحديث فيما بعد عن تسليم مزارع شبعه تحت الوصايا الدوليه والمفاوضات الدائره لاخراج اسرى اللبنانيين مما يعنى لاحاجه لسلاح حزب الله؟ ولايمكن لك عزل اسرائيل عن اللعبه الاقليميه؟
إن التهدئه بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب النظر إليها باعتبارها مؤشرا على الارهاق أكثر من انفراجة في السعي إلى سلام دائم، "فصواريخ القسام" عكست حلقة خبيثة من الفعل ورد الفعل حيث يطلق مسلحون تلك الصواريخ البدائية من غزة فيأتي الرد الاسرائيلي قصف مدفعي وغارات جوية وكمائن من قبل القوات الخاصة.
فان إسرائيل تسعى لكسب الوقت والمماطلة حتى أواخر العام الحالي، حينها سيكون من المستحيل التوصل الى اتفاق بشأن الدولة الفلسطينية، وتكون قد انتهت ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش، وتكون قد حسمت مسألة الانتخابات المبكرة في إسرائيل، في حال اتضحت الصورة النهائية بشأن مصير رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والذي يواجه تحقيقا على خلفية قضايا فساد. ويبدو أن المهلة لهذه التهدئة سته اشهر، هي بالتحديد ما تحتاجه إسرائيل لترتيب أوراقها من جديد، وهنا نطرح سؤال ليس من اجل المماحكة وليس من اجل حشر حركة حماس في الزاوية بل لانه سؤال استراتيجي جدير بالبحث المعمق !!وهو اذا نجحت التهدئة وتواصلت ماذا ستفعل حركة حماس؟هل تكتفي بذلك ؟ام تذهب الى مفاوضات؟
هانى نبيل الاغا
[email protected]
كتب :هانى الاغا
وافقت اسرائيل والولايات المتحدة اللتان ترفضان اجراء مباحثات مباشرة مع حماس على اجراء مفاوضات غير مباشرة عبر وساطة مصرية، و تأمل حماس التي عزلها الغرب لرفضها الاعتراف باسرائيل في الحصول على شرعية دولية,وعلى الرغم من رفض حماس الاعتراف باسرائيل فان تعاملاتهما غير المباشرة عن طريق القاهرة قد تساعد ايضا الحركة في اكتساب بعض الشرعية في الغرب.
إمعاناً في الحصار الخانق ضد قطاع غزة تحت ذريعة سيطرة حركة حماس على القطاع في الرابع عشر من حزيران الماضي، فإن الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبومازن، تحركت في كل الاتجاهات، وتحدثت مع كل القوى الدولية المؤثرة، من أجل إعادة فتح المعبر ضمن صيغة استمرار تواصل قطاع غزة مع الضفة، و هذا هو جوهر مبادرة الرئاسة الفلسطينية التي حملتها حكومة الدكتور سلام فياض، ودارت بها في أرجاء العالم، والتي أوشكت على التحقق قبل أن ينقلب المشهد رأساً على عقب، ويجرى ما جرى على الحدود الفلسطينية المصرية، ، وكشف لنا الاخطار والخطط التى كانت تسعى إسرائيل إلى بلورتها ودفعتنا دفعاً إلى أن نساهم بأيدينا في إنجاحها ضد مصلحتنا الوطنية!!!
اما نحن كفلسطينون لنا أولوية، أن نفك الحصار عن قطاع غزة ليس باتجاه واحد فقط، ولكن نفك الحصار من جميع الجهات وأولها وأهمها أن يبقى قطاع غزة مفتوحاً - مهما كانت الصيغة- على الضفة، وهذا جزءاً عضوياً من مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.
ولذلك ندعو الإخوة في حركة حماس إلى إعادة تقييم التجربة، وإلى جردة حساب بأفق جديد، ذلك ان مغامرة الاستقلال بقطاع غزة بعيداً عن المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة الفلسطينية، هذه المغامرة سوف تؤدى حتماً إلى ضرب مشروع الدولة الفلسطينية، و ستؤدي أيضاً إلى فصل قطاع غزة وسلخه عن أصله وعدم السماح له بالتكون على هيئة دولة مهما كانت صغيرة، أولاً لأن العناصر المطلوبة غير موجودة، ولأن الأطراف الرئيسية تريد من خلال سلخه عن أصل المشروع الوطني، إبادة فكرة الكيانية الفلسطينية من جذورها.
لذلك ندعو الجميع إلى المراجعة الشجاعة، وندعو حركة حماس إلى المراجعة الشجاعة، فليس أمامنا سوى أن نتصرف وفق المشروع الوطني الواحد، أما الصيغ الأخرى مهما بدت مغرية فهي الخسارة للجميع. لأن المطلوب إسرائيليا افشال اي جهد للتهدئة أو المصالحة الوطنية
وهذا ليس خافي على احد ، تمثلت بما حصل بالأمس من خلال رد إسرائيلي بإعطاء حماس تهدئة تقيدها باتفاق، وتطيل امد انقسامها الداخلي مع الرئيس عباس، مما يخلص إسرائيل من التزاماتها السياسية، لطالما أصر المسؤولون في تل أبيب على رفع شعار يقول لا قيمة لاتفاق لا يشمل كل الفلسطينيين، لتعقيد المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن.
السؤال الذي يطرح نفسة لماذا قبلت اسرائيل التهدئه فى هذا الوقت بالذات رغم رفضها فى السابق ولم تعارض امريكيه فهل اسقطت اسرائيل ومن قبلها امريكيه مطالبة المجتمع الدولى عدم التعامل مع حماس؟ ام ان هناك منظومه اقليميه تريد امريكيه تنفيذها بعد اتفاق الدوحه؟فالمعروف ان اتفاق الدوحه لم يكن اتفاق لبنانى لبنانى وانما كان ضمن ترتيب خطه امريكيه فرنسيه وبعض الدول العربيه التى هى قلقه بشأن تغلغل النفوذ الايرانى والحديث فيما بعد عن تسليم مزارع شبعه تحت الوصايا الدوليه والمفاوضات الدائره لاخراج اسرى اللبنانيين مما يعنى لاحاجه لسلاح حزب الله؟ ولايمكن لك عزل اسرائيل عن اللعبه الاقليميه؟
إن التهدئه بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب النظر إليها باعتبارها مؤشرا على الارهاق أكثر من انفراجة في السعي إلى سلام دائم، "فصواريخ القسام" عكست حلقة خبيثة من الفعل ورد الفعل حيث يطلق مسلحون تلك الصواريخ البدائية من غزة فيأتي الرد الاسرائيلي قصف مدفعي وغارات جوية وكمائن من قبل القوات الخاصة.
فان إسرائيل تسعى لكسب الوقت والمماطلة حتى أواخر العام الحالي، حينها سيكون من المستحيل التوصل الى اتفاق بشأن الدولة الفلسطينية، وتكون قد انتهت ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش، وتكون قد حسمت مسألة الانتخابات المبكرة في إسرائيل، في حال اتضحت الصورة النهائية بشأن مصير رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والذي يواجه تحقيقا على خلفية قضايا فساد. ويبدو أن المهلة لهذه التهدئة سته اشهر، هي بالتحديد ما تحتاجه إسرائيل لترتيب أوراقها من جديد، وهنا نطرح سؤال ليس من اجل المماحكة وليس من اجل حشر حركة حماس في الزاوية بل لانه سؤال استراتيجي جدير بالبحث المعمق !!وهو اذا نجحت التهدئة وتواصلت ماذا ستفعل حركة حماس؟هل تكتفي بذلك ؟ام تذهب الى مفاوضات؟
هانى نبيل الاغا
[email protected]