الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسمار أول في نعش التهدئة بقلم:أ. إبراهيم الطهراوي

تاريخ النشر : 2008-06-21
مسمار أول في نعش التهدئة 
بقلم:أ. إبراهيم الطهراوي
يتوقع كثير من المراقبين بأن التهدئة بين حماس وإسرائيل لن تصمد كثيراً , وأن عقدها سينفرط في أي لحظة يتخللها فعل ورد فعل عسكري من أي طرف من الأطراف , مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الطرف الفلسطيني الممثل في (( حماس )) سيحاول ما استطاع الحفاظ على استمرارية التهدئة , على اعتبار أنها مصلحة وطنية عليا , يجب المحافظة عليها وعدم اختراقها , مع ضرورة تسجيل الخروقات الإسرائيلية والعودة بها للوسيط المصري لاتخاذ ما يراه مناسباً بشأنها ((بحسب تصريحات عدد من قادة حماس )) , وإن كانت تشكل أيضاً في ذات الوقت مصلحة للإسرائيليين , الذين وصفوها بحسب زعم رئيس وزرائهم (( أولمرت )) لحظة الإعلان عنها بأنها تهدئة هشة لن تصمد طويلاً .
ومن المتوقع أنه على أبعد تقدير ستخترق إسرائيل هذه التهدئة الهشة بعد عودة الجندي الأسير جلعاد شليط سالماً للديار "تعبير إسرائيلي" , خاصة إذا ما علمنا بأن أحد أهم الأهداف المُركزة التي دفعت إسرائيل لإبرام هذا الاتفاق هو تحرير الجندي شليط , حيث أن هذا الملف شكل نقطة ضعف أساسية في الموقف الإسرائيلي من موضوع عمليات المقاومة في غزة وكيفية التعامل معها , إضافة لما تسببه من حرج كبير للقادة الإسرائيليين الذين يتغنون دوماً بقوة الردع الإسرائيلية , ويد إسرائيل الطولى .. وما إلى ذلك , وهذا يدفعنا للقول بأنها أي إسرائيل ما كانت لتوقع هذا الاتفاق لو توافرت معلومات استخباراتية عن مكان احتجاز شليط , ولسارعت بإنهاء هذا الملف بأي ثمن , حتى لو كان الثمن رأس شليط نفسه , كما حدث مع الجندي نحشون فاكسمن سابقاً , واقتحام الوحدات الخاصة لمكان احتجازه في بير نبالا , وذلك لإعادة الاعتبار لقوة الردع الإسرائيلية .
ويرى بعض المراقبين من يعتقد بأن إسرائيل قد وافقت على التهدئة تحت ضغط الصواريخ يكون قد جانبه الصواب " وإن كانوا لا ينكرون ما تسببت به عمليات المقاومة من تحقيق نوع من الردع " (( ونحن بدورنا لا نقلل من قدر ما أحدثته الصواريخ من رعب للمناطق المحاذية لقطاع غزة )) , فالصواريخ هي دافع آخر لا يرقى لمستوى الدافع الأول الممثل بملف شليط من وجهة النظر الإسرائيلية للقبول بتهدئة مع حماس , إسرائيل تريد أن تظهر لجنودها ولمواطنيها أنها تبذل كل مستطاع في سبيل إنقاذ جنودها من الأسر حتى لو كلفها ذلك ثمناً باهضاً .
على أية حال نعتقد ومن خلال تجارب سابقة بأن إسرائيل لن تفي بما تعهدت به , وأنها لن تدخر جهداً في المراوغة والمماطلة والتسويف , ولن يكون حال هذه التهدئة والتوافق عليها بأفضل من كثير من المعاهدات والتفاهمات التي وقعتها السلطة الوطنية من ذي قبل , وبالتالي إسرائيل ستنفذ من بنود التهدئة ما يتوافق ومصالحها والغايات التي دفعتها للقبول بها , وخاصة فيما يتعلق بفتح معبر رفح بما يمثله من أهمية كبرى لحماس وفصائل المقاومة , على اعتبار أنه الشريان الرئيس الذي يربط قطاع غزة مع مصر والعالم الخارجي , والذي تعتبره إسرائيل ورقة ضغط أساسية على حماس , هذا إضافة أيضاً للمماطلة في إدخال الكميات اللازمة لسد احتياجات القطاع من البضائع والوقود كما كان الحال عليه قبل الحصار , وهنا لا ينبغي القفز عن محور جوهري يمكن اعتباره المسمار الأول في نعش التهدئة المتعلق بإخراج الضفة الغربية من نطاق التهدئة .

إسرائيل لها غاياتها وأهدافها من وراء ذلك , فحالة الانقسام بين شطري الوطن مثل أنموذجاً لم تكن تحلم به إسرائيل من ذي قبل , ونرى بأنها قد سعت بكل جهد إلى تكريسها حتى في إطار التهدئة , بما قد ينتج عنه من وضع مريح لإسرائيل يمكنها من التفرد أكثر بالمقاومة في الضفة الغربية , صحيح أن الحملة العسكرية الإسرائيلية لم تتوقف للحظة في الضفة الغربية منذ حملة السور الواقي , وبشكل يومي هناك اجتياحات وتوغلات واغتيالات واعتقالات , إلا أنه لم يكن هناك قيود على ردود المقاومة على التصعيد الإسرائيلي كما هو عليه الحال الآن , من المؤكد أن إسرائيل لا تحتاج لصك يطلق يدها لشن عدوان هنا أو هناك, ولكنها استطاعت أن تضمن على الأقل عدم الرد من قطاع غزة .
ونعتقد بأن إسرائيل على أرجح تقدير ستكثف من حملتها العسكرية في الضفة الغربية خلال فترة التهدئة , وكانت بوادر هذه الحملة في اقتحامها لمدينة قلقيلية عشية الإعلان عن دخول التهدئة حيز التنفيذ , وكذا الحال في مدينة نابلس , في محاولة لإيصال رسالة بأن يد الجيش الإسرائيلي مطلقة في الضفة الغربية.
ونرى بأن إسرائيل ابتغت من وراء إخراج الضفة من التهدئة بحسب تقديري تحقيق جملة من الأهداف أهمها الاستفراد بالمقاومة في الضفة الغربية والعمل على تصفيتها , تقويض أو إضعاف حكومة د. سلام فياض , وإحراج الأخ الرئيس أبو مازن , إضافة لإضعاف عرى المقاومة في غزة والضفة وكأننا أمام شطرين منفصلين تماماً ليس بينهما أي رابط , وعلى الأهل في الضفة أن يخلعوا أشواكهم بأيديهم , إضافة للقول بأن إسرائيل لن تسمح للإخوة المصريين بالدخول للملعب السياسي في الضفة الغربية , وأخيراً تكريس حالة الانقسام .
وبالاستناد لتلك المقدمة متوقع أن تقوم إسرائيل على الأرجح بعد الانتهاء من ملف شليط بعمليات اغتيال لبعض القيادات الميدانية للتنظيمات في الضفة الغربية , بحجة مكافحة الإرهاب أولاً , ولاختبار مدى حاجة المقاومة للتهدئة وقدرتها على ضبط النفس , والتعاطي مع هذا الواقع الجديد الذي تحاول فرضه إسرائيل , تصعيد من جانبها مقابل استكانة وخنوع من قبل المقاومة , وهنا يمكن أن نكون أمام ثلاث احتمالات :-
أولها :- أن تمتنع المقاومة عن الرد نهائياً وبذلك تكون إسرائيل قد حققت مبتغاها بتحقيق حالة من الخنوع والإذعان حفاظاً على استمرارية التهدئة وهذا احتمال ضعيف .
ثانيها :- أن ترد الفصائل المقاومة في الضفة , وتحجم عنه في غزة , تنفيذاً لما جاء في بنود التهدئة , وبذلك تكون قد حققت عملية الفصل في العمل المقاوم ما بين غزة والضفة . أخيراً :- أن تتجاوز بعض هذه الفصائل بنود التهدئة للرد على العدوان الإسرائيلي من قطاع غزة , وبذلك نكون أمام حالة جديدة متوقعة قد تعصف بكل ما جاء من تفاهمات بين الطرفين, خاصة أن هناك أكثر من فصيل أبدى تحفظاته على التهدئة , واعتبرها لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية , واحتفظ لنفسه بحق الرد على أي خرق إسرائيلي للتهدئة .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة على مجريات الأحداث ماذا لو حدث وكان هناك تصعيد إسرائيلي من هذا القبيل ورد فعل فلسطيني كما أشرنا في الاحتمال الثالث للردود ؟؟؟ هل سيكون هذا هو بداية النهاية للتهدئة بين حماس وإسرائيل ؟؟؟ .
أعتقد أن الأمر سيبدو كذلك إذا ما أخذنا التصريحات التي أدلى بها عدد من مسئولي الفصائل المقاومة المتحفظين على التهدئة على محمل الجد , وكذا الحال بالنسبة للموقف الإسرائيلي المعلن .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف