
عندما كنت صغيرا لم يكن يشدني شيء كما تشدني القراءة عن تاريخ فلسطين ... و خصوصا تلك الفترة التي واكبت ضياعها و اغتصابها ... من قبل بني صهيون ... كم كنت فخورا بالجيوش المجيشة ... و هي تستعد لطرد تلك الحفنة من العصابات الصهيونية ... من وطني ... و تستمر الكتب بلا استثناء ... تضخم هذا الجانب ... و تشحذ الهمم ... و تسهب في وصف البطولات ... و في النهاية ... و فجأة ... ضاع كل شيء ... ضاعت بلادي ... ضاعت فلسطين ... و هزم العسكر ... شر هزيمة ... و غادرنا الديار ...
أذكر أيضا ... جدي... رحمه الله ... كيف كان يستعد للاستماع لخطاب الزعيم الراحل ... جمال عبد الناصر ... و كيف كان يحصي علينا أنفاسنا ... خوفا من أن تفوته كلمة من ذلك الخطاب ... لأنه كان يظن ... أن إعلان تجييش الجيوش ... سيكون خلال هذا الخطاب ... و كم كانت الفرحة ... عندما تم تشكيل جيش التحرير الفلسطيني ... أو"جيش الشقيري" ... كما اعتدنا تسميته ... وكم سمعنا العجب ... من الإعلام ... و الخطابات النارية ... و لم يكن آنذاك ... لدى الصغير حسامكو أدني شك بالنصر ... و سحق الصهاينة ... و طردهم من فلسطين ... خصوصا عندما شاهد بالصدفة ... التليفزيون التجريبي الإسرائيلي ... و شاهد بن غوريون ... بشعره الأشعث ... و لكن ... فجأة ... و مرة أخرى ... كانت النكسة ... و احتلت الضفة و غزة و الجولان و سيناء ... خلال فترة وجيزة ... لم أكن استوعب لماذا خسرنا ... و كل مؤشرات النصر المحتوم متوفرة –كما قالووو لنا- ...
هزم العسكر ... شر هزيمة ... لأنه سقانا من خلال مؤسساته المختلفة ... فكرا أحاديا ... أقنعونا أنهم عصابات ... سيهربون ... و لكن كانووو محاربين ... خاضووو شتى الحروب خلال الحرب العالمية ... هزمنا شر هزيمة ... لأن العسكر غسلووو عقولنا ... و أوهمونا بالبطولات الوهمية ... و صدقناهم ... لأننا كنا نريد شيئا نتشبث به ... كالغريق ... يتعلق بقشة ... و عندما استيقظنا ... أدركنا ... أن أهم أسباب هزيمتنا ... أننا لم نعرف عدونا ... لم نتعاطى مع فكره ... و أدبه ... و وضعنا أنفسنا في ذلك السجن المغلق ... الذي انتقاه لنا العسكر ... و أوصدوووو مزلاجه دون أن نشعر ...
و كالعادة ... يفر عسكر الهزيمة من ساحة الوغى ... لأسباب يدعي أنها وطنية ... و أين كانت هذه الوطنية ... عندما استنجد به بعض الكتاب ضد "الواسطي" ... و لم يلبي النداء ... بل تهكم عليهم ... و لم ينتصر حتى لصحابة رسول الله ... و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ...و لكن بعد فرار العسكر ... من الميدان ... بقيت المقاومة ... و هي صامدة ... لأنها تعرف أن المعركة كر و فر ... و الحروب سجال ... يوم لك ... و يوم عليك ... فلا و جود للهزيمة ... إن لم تنكسر الإرادة ... إرادة التحدي ... و الصمود ...
لما لا يكتب في دنيا الوطن كتاب "إسرائيليون" ... و متصهينون... و ما المانع ... و لم لا نحاورهم ... و لما لا نقابلهم الحجة بالحجة ... و الرأي بالرأي ... و المنطق بالمنطق ... لما لا نحاول التغلب عليهم ... فالمعارك ... ليست عسكرية فقط ... لم لا نخوض حروبنا معهم ... في شتى الميادين ... ثقافية كانت ... أو علمية ... أو حضارية ... أو أخلاقية ... كيف نسمح لأنفسنا بمغادرة موقع ... ارتبط بالوطن ... موقع ... قدمنا له الكثير ... و لكنه ... قدم لنا الأكثر ... لما لا نطالب القبطان ... بتطوير الموقع ... و لما لا تكون هناك نسخة انجليزية ... أو عبرية ... أو فارسية ... من الموقع ... لما لا نطالب القبطان ... بالخروج بالموقع من الإقليمية ... إلى العالمية ... أعرف أن هذا ليس بالأمر الهين ... و لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ...
دعونا نخرج من القمقم الذي حبسنا به العسكر ... دعونا نمزق الشرنقة ... التي التفت حول عقولنا ... و نخرج إلى الفضاء الرحب ... متمسكين ... بديننا الحنيف... و حضارتنا العريقة... و عدالة قضيتنا ...
و متى يأتي اليوم الذي به .. " نغزو و لا نغزى" ...
فمن منكم ... سيقف بجانب المقاومة ... و يكون مقاوما شرسا ... في سبيل الحق ... و العدل و الحرية ... و فلسطين ...
مع تحيتي ...
أذكر أيضا ... جدي... رحمه الله ... كيف كان يستعد للاستماع لخطاب الزعيم الراحل ... جمال عبد الناصر ... و كيف كان يحصي علينا أنفاسنا ... خوفا من أن تفوته كلمة من ذلك الخطاب ... لأنه كان يظن ... أن إعلان تجييش الجيوش ... سيكون خلال هذا الخطاب ... و كم كانت الفرحة ... عندما تم تشكيل جيش التحرير الفلسطيني ... أو"جيش الشقيري" ... كما اعتدنا تسميته ... وكم سمعنا العجب ... من الإعلام ... و الخطابات النارية ... و لم يكن آنذاك ... لدى الصغير حسامكو أدني شك بالنصر ... و سحق الصهاينة ... و طردهم من فلسطين ... خصوصا عندما شاهد بالصدفة ... التليفزيون التجريبي الإسرائيلي ... و شاهد بن غوريون ... بشعره الأشعث ... و لكن ... فجأة ... و مرة أخرى ... كانت النكسة ... و احتلت الضفة و غزة و الجولان و سيناء ... خلال فترة وجيزة ... لم أكن استوعب لماذا خسرنا ... و كل مؤشرات النصر المحتوم متوفرة –كما قالووو لنا- ...
هزم العسكر ... شر هزيمة ... لأنه سقانا من خلال مؤسساته المختلفة ... فكرا أحاديا ... أقنعونا أنهم عصابات ... سيهربون ... و لكن كانووو محاربين ... خاضووو شتى الحروب خلال الحرب العالمية ... هزمنا شر هزيمة ... لأن العسكر غسلووو عقولنا ... و أوهمونا بالبطولات الوهمية ... و صدقناهم ... لأننا كنا نريد شيئا نتشبث به ... كالغريق ... يتعلق بقشة ... و عندما استيقظنا ... أدركنا ... أن أهم أسباب هزيمتنا ... أننا لم نعرف عدونا ... لم نتعاطى مع فكره ... و أدبه ... و وضعنا أنفسنا في ذلك السجن المغلق ... الذي انتقاه لنا العسكر ... و أوصدوووو مزلاجه دون أن نشعر ...
و كالعادة ... يفر عسكر الهزيمة من ساحة الوغى ... لأسباب يدعي أنها وطنية ... و أين كانت هذه الوطنية ... عندما استنجد به بعض الكتاب ضد "الواسطي" ... و لم يلبي النداء ... بل تهكم عليهم ... و لم ينتصر حتى لصحابة رسول الله ... و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ...و لكن بعد فرار العسكر ... من الميدان ... بقيت المقاومة ... و هي صامدة ... لأنها تعرف أن المعركة كر و فر ... و الحروب سجال ... يوم لك ... و يوم عليك ... فلا و جود للهزيمة ... إن لم تنكسر الإرادة ... إرادة التحدي ... و الصمود ...
لما لا يكتب في دنيا الوطن كتاب "إسرائيليون" ... و متصهينون... و ما المانع ... و لم لا نحاورهم ... و لما لا نقابلهم الحجة بالحجة ... و الرأي بالرأي ... و المنطق بالمنطق ... لما لا نحاول التغلب عليهم ... فالمعارك ... ليست عسكرية فقط ... لم لا نخوض حروبنا معهم ... في شتى الميادين ... ثقافية كانت ... أو علمية ... أو حضارية ... أو أخلاقية ... كيف نسمح لأنفسنا بمغادرة موقع ... ارتبط بالوطن ... موقع ... قدمنا له الكثير ... و لكنه ... قدم لنا الأكثر ... لما لا نطالب القبطان ... بتطوير الموقع ... و لما لا تكون هناك نسخة انجليزية ... أو عبرية ... أو فارسية ... من الموقع ... لما لا نطالب القبطان ... بالخروج بالموقع من الإقليمية ... إلى العالمية ... أعرف أن هذا ليس بالأمر الهين ... و لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ...
دعونا نخرج من القمقم الذي حبسنا به العسكر ... دعونا نمزق الشرنقة ... التي التفت حول عقولنا ... و نخرج إلى الفضاء الرحب ... متمسكين ... بديننا الحنيف... و حضارتنا العريقة... و عدالة قضيتنا ...
و متى يأتي اليوم الذي به .. " نغزو و لا نغزى" ...
فمن منكم ... سيقف بجانب المقاومة ... و يكون مقاوما شرسا ... في سبيل الحق ... و العدل و الحرية ... و فلسطين ...
مع تحيتي ...