الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القرويين:قصة أقدم جامعة في التاريخ(1من16)بقلم:أحمد الظرافي

تاريخ النشر : 2008-06-20
"هـذا المسـجد الذي يعتبره الباحثـون في التـاريـخ
---------------------------------------------------
المغـربي أنه ليس فقـط مسجداً لأداء الصلـوات، ولكنـه
-----------------------------------------------------
جامعةً علميـة، لو لم يمـنّ الله بهـا على أهـل
-----------------------------------------------
المغـرب... لكـان ربّمـــــا يـدين بـدينٍ غيـر الإســلام،
------------------------------------------------
ويتـكلم بلغـةٍ غيـر لغـة القــرآن ( 1) "

قائل هذه العبارة هو الدكتور عبد الهادي التازي الدبلوماسي والمؤرخ المغربي المعروف ، وأما المسجد المشار إليه فهو مسجد القرويين الجامع ، في مدينة فاس المغربية ، والمعروف أيضا باسم " جامعة القرويين " . فما هي قصة هذا المسجد الجامعة ؟

هذا ما سأحاول الإجابة عليه من خلال هذا البحث.

مع ملاحظة أن هذا البحث جهد شخصي تم إعداده عن بعد بالاعتماد على المعلومات المنشورة والمتاحة على شبكة الانترنت.

وقد قسمت هذا البحث إلى عدة مواضيع فرعية وسأتناول أولاها في هذا المقال، وهو عبارة عن توطئة وتمهيد للمواضيع التي ستأتي بعده والمتعلقة جميعها بـ " جامعة القرويين " التاريخية

1- مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي
_______________________

كان المسجد هو النواة الأولى للمدرسة في حضارتنا، فلم يكن مكان عبادة فحسب بل كان مدرسة يتعلم فيها المسلمون القراءة والكتابة والقرآن وعلوم الشرعية ( ؟ الشريعة) واللغة وفروع العلم المختلفة (2) .

ذلك أن " مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي، تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة للعبادة، ومدرسة للعلم، وندوة للأدب، وقد ارتبطت بفريضة الصلاة وصفوفها أخلاق وتقاليد هي لباب الإســـلام
(3) "

وفي كل مكان (كان ) يصل إليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها كانوا يبدأون (بـ) بناء المسجد فيتخذونه مكانا للعبادة، ومكانا للتعليم والإرشاد، والإفتاء وتنظيم شؤون المسلمين، وبذلك صار المسجد في الإسلام جامعا للمسلمين للعبادة وجامعة للعلم والتعليم، وهكذا رأينا المسجد الحرام في مكة يصير بعد فتحها جامعة كبرى يتصدر في حلقاته كبار الصحابة ومن بعدهم كبار التابعين، ثم أئمة العلماء إلى يومنا هذا. وهكذا كان مسجد عمرو بن العاص في مصر، والمسجد الأموي في دمشق، ومسجد القيروان بتونس، ومسجد قرطبة، ومسجد فاس الذي صار جامعة القرويين، ومسجد الزيتونة في تونس الذي صار بعد فترة جامعة الزيتونة (4).

ثم أقيم بجانب المسجد الكُتّاب، وخصص لتعليم القراءة والكتابة والقرآن وشيء من علوم العربية والرياضة (...) ثم قامت المدرسة بجانب الكُتّاب والمسجد، وكانت الدراسة فيها تشبه الدراسة الثانوية والعالية في عصرنا الحاضر(5).

وكان التعليم في المسجد أو الجامع – في بداية العصر الإسلامي – يقتصر على تعليم القرآن الكريم ( قراءة وحفظا ) وتفسير العقائد. ومع الزمن تطور التعليم في المساجد وتقدم بحيث أصبحت الدروس تشمل موضوعات في القرآن الكريم وتفسيره والحديث الشريف وشروحه. ومع أن الحضارة الإسلامية عرفت, في تطوّرها الصعدي, أماكن متعددة للتعليم, فقد ظل المسجد والمسجد الجامع مكاناً لأنواع من العلم والتعليم إلى يوم الناس هذا. وقد كانت بعض هذه الجوامع تضيف إلى الدروس التفسيرية والخاصة بالحديث والفقه أموراً أخرى كاللغة وفروعها والتاريخ، لا من حيث إنها تاريخ أو لغة، لكن من حيث إنها تعين على فهم الموضوعات الدينية. وكان هناك نوع من التنظيم في العلاقة بين المكتب والكتُّاب والجامع. فكان التلميذ النابه بعد أن يجتاز سنوات في المكتب تتراوح بين ثلاث وخمس، وسنوات خمساً في الكُتّاب، ينتقل في سن العاشرة أو ما إليها إلى المساجد والجوامع ليتابع دروساً متقدمة في الشئون الدينية على اختلافها. ومع الزمن أيضا تقدمت مساجد معينة على سواها وأصبحت مراكز للعلم للمنطقة التي تحيط بها، وقد تكون واسعة. وقد ميّزت ثلاثة جوامع نفسها, فأصبحت تلقى فيها الدروس على مستوى أعلى من الكلية بحيث يحسبها المؤرخون ( جامعات إسلامية ) وهي الأزهر في القاهرة، والزيتونة في تونس، والقرويين في فاس (6).

وتجدر الإشارة إلى أن لفظ الجامعة Universitus كان اصطلاحا قديما يطلقونه – والكلام هنا حول الأوروبيين - على ما يُدعى اليوم بالرابطة أو النقابة ، ثم انحصر الاصطلاح مع الأيام ليقتصر على اتحادات المشتغلين بالعلم والتعليم من أستاتذة (؟ أساتذة ) وطلاب (7) .

أي:" أن كلمة جامعة للمؤسسة التعليمية تعد من المصطلحات المعاصرة، إذ أن مثل هذه المؤسسات التعليمية كان يطلق عليها في العهود الإسلامية القديمة المسجد الجامع، الذي يجمع بين المصلين والمعلمين. وعليه قالوا جامع بغداد والجامع الأموي وجامع الأزهر وجامع الزيتونة وجامع القرويين الخ.. أما المسجد فهو مكان الصلاة في الغالب، وقد تُلقى فيه بعض الدروس مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى الخ.. فمن هنا كان جامع القرويين وقتذاك هو جامعة القرويين، إذ فيه تدرس العلوم الشرعية والاجتماعية، فكان يدرس فيها ابن خلدون وابـن رشد (الجد) وغيرهما- كما سيأتي - ويطلق اليوم على جامع القرويين جامعة القرويين نظرا لوجود كليات تابعة لها في فاس ومراكش وبعض المدن المغربية الأخرى (8).

وحول مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي وأهمية العلم والتعليم في حياتنا يقول الدكتور يوسف القرضاوي " كانت المساجد هي مدارس للعلم ، كانت الجوامع جامعات للعلم ، جامعاتنا العريقة الكبرى في العالم الإسلامي نشأت تحت سقوف الجوامع ، جامعة الأزهر أو جامع الأزهر ، جامعة الزيتونة أو جامع الزيتونة ، جامعة القرويين أو جامع القرويين ، هذه الجامعات نشأت على حصير الجوامع ، ثم أنشأ المسلمون المدارس لتعليم الناس بعد أن أخذ التعليم صفة تنظيمية أنشأوا المدارس وأوقفوا لها الأوقاف وحبسوا عليها الحبوس ، وكان المسلمون هم أمة العلم الأولى في العالم ، لعشرة قرون ، كان المسلمون هم سادة الدنيا ، تعلم الناس منهم في أوروبا وغيرها ، كانت مدارس المسلمين وجامعات المسلمين موئلاً لطلاب العلم ، يفدون إليه ينهلون من مناهل العلم عندهم ، وكانت كتب المسلمين في العلم هي مراجع العالم ، وكانت أسماء المسلمين ألمع الأسماء في دنيا العلم في العالم كله ، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم ، وكان الناس الذين يريدون أن يتعلموا العلم الحقيقي يحاولون أن يتقنوا العربية ، كما نحاول نحن في عصرنا دراسة الإنجليزية أو الألمانية أو الفرنسية(9) "

الهوامش
______
1- الدكتور عبد الهادي التازي، مرفأ الذاكرة، مجلة العربي العدد،522 مايو2002
2 - الدكتور مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، دار السلام، القاهرة، ط1، 1998- 1418هـ ، ص 100
3 - الدكتور محمد الغزالي، فقه السيرة، دار الكتب الحديثة ، ط8 ، 1408هـ / 1988، ص190
4 - الدكتور عبد الله بن سعد الرويشد، المسجد جامع وجامعة(مقال)، صحيفة الجزيرة، الخميس 22,ربيع الثاني 1425، العدد 11578،http://search.suhuf.net.sa/2004jaz/jun/10/rj1.htm
5- انظر: الدكتور مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، المرجع السابق، ص100
6- انظر: الدكتور نقولا زيادة المعلم ( قف للمعلم وفه التبجيلا )، مجلة العربي، العدد516 نوفمبر2001
7- د. حسن فريد أبو غزالة، ساليرنو جسر عبرته المعارف الإسلامية إلى أوروبا( مقال) العربي العدد 319، يونيو1985
8- موقع شهود ، مقال، 10/27/2004 http://www.shohood.net/show.asp?NewID=3795&PageID=11&PartID=3l
9 - الدكتور يوسف القرضاوي ، خطبة بعنوان أهمية العلم والتعليم في حياتنا، موقع القرضاوي ، http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=1112&version=1&template_id=104&parent_id=15
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف