
رؤية بالأدلة الدامغة ــ لماذا على أميركا الغازية والاستعمارية حلال... وعلى التيار الصدري العراقي و إيران الجارة حرام؟
الكاتب والباحث سمير عبيد *
( ملاحظة مهمة: المقال يحتوي على بعض الافتراضات، وأهمها لو فرضنا أن جيش المهدي والحرس الثوري من المرتزقة.. مع الاعتذار سلفا)
عندما يُقرّر الكاتب الشروع في كتابة مقال ما، يجب أن يتذكر المسؤولية الأخلاقية الملقاة عليه، بصفته أنه كاتب يكتب للجميع، ويجب أن يتذكر قيمة الحق وطعمه وزهوه عندما ينتصر على الباطل، لهذا أسأل الله تعالى دوما أن يجعلني معينا لإظهار الحق، وشاهدا ضد الباطل ،وأن كان الباطل قويا ومخيفا، فلابد من عدم الخوف منه لأن وسطه أجوف، وعضلاته وأنيابه مؤقتة!.
لقد كشف المركز الأميركي للحريات الدستورية ، وهو منظمة أميركية غير حكوميّة:
ــ بأن هناك 180 مؤسسة عسكرية خاصة تعمل في العراق حاليا، وتقوم باستخدام( 180 )ألف شخص، وأغلبهم من ذوي الخبرات العسكرية، وأنها العمود الفقري للوجود العسكري الأميركي في العراق حاضرا ومستقبلا..... ولقد حرص المركز على توزيع تقريره في الجلسة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وأعطى جدولة قال فيها:
( نسبة الأفراد العسكريين الأميركيين إلى قوات الحراسات الخاصة ( المرتزقة) كانت تساوي 60 عسكري أميركي إلى 1 مرتزق في عام 1991 وأثناء حرب الخليج.... ثم ارتفعت النسبة لتكون 3 عسكريين أميركان مقابل 1 مرتزق لحظة غزو العراق في مارس/ آذار 2003 ... ولكن اليوم أصبحت النسبة 1 عسكري أميركي مقابل 1 مرتزق... وهذا يعني خصخصة الحرب في العراق) ـــ .
وأن تفسير هذا الأمر، أن هناك (180) ألف عسكري أميركي، ومعهم هناك في العراق( 180 )ألف مرتزق، و بالاستناد إلى إحصائية المركز الأميركي للحريات الدستورية، والذي قال أن هناك (180) ألف مرتزق في العراق الآن، وأن النسبة تساوي الآن 1 عسكري أميركي يقابله 1 مرتزق ( قاتل)، هذا يعني أن هناك 360 ألف أميركي حقيقي، وغربي وجنوب أفريقي ونيبالي وغيرهم بصفة رديف ( مرتزقة)، وجميعهم متواجدون في العراق، وعلى طريقة العصابات والقراصنة ،ومهمتهم احتلال العراق، و تحطيم العراقيين، ونهب ثرواتهم وتدمير مستقبلهم! .
ولو أعطينا عددا تخمينا للدبلوماسيين الأميركيين، ومعهم الإداريين والموظفين والعمال والحراس وعمال الخدمات التابعين لهم ، ومعهم الشركات الأميركية ومنتسبيها وعمالها، ومعهم القوات الغربية المتحالفة مع الولايات المتحدة ومعها من يساعدها من الكوادر الخدمية، ولنقل أن هؤلاء جميعا بـ 50 ألف شخص !!.
فسيكون العدد ( 410 ) ألف عسكري ورديف و قرصان، جاءوا بلا دعوة وبدون عزيمة بل جاءوا غزاة وقراصنة وقتلة، ويأكلون ويشربون من خيرات العراق وبالقوة، ويخرّبون ويُدمّرون ويقتلون ويعيشون هم ومن معهم في العراق وخارج العراق ( عائلاتهم) على خيرات العراق.. لا بل يريدون البقاء و للأبد في العراق، حسب الاتفاقية الأمنيّة التي تريد إبرامها واشنطن مع حكومة المنطقة الخضراء القاطنة في ضواحي بغداد المحتلة.
وتنص هذه الاتفاقية الاستعمارية المذلة للوطن والشعب والحجر والشجر والماء والتراب في العراق على حرية اعتقال أي عراقي، ومهما كان موقعه السياسي والاجتماعي، والإشراف على كل شيء في العراق ، ومنع محاسبة أي شخص من هؤلاء الـ( 410 ) ألف عسكري ورديف ومرتزق و قرصان، فيما لو ارتكبوا أي خطأ، ومهما كان نوعه، وحتى ولو أبادوا مدينة بأكملها، ولهم الحق باستخدام الأجواء العراقية والبرية والبحرية، ولهم الحق أيضا الانطلاق من العراق نحو أي جهة أو دولة أو شخص تعتقده الولايات المتحدة عدوا لها أو ربما سيفكّر أن يكون عدوا لها ، ولا يحق للطرف العراقي إلغاء هذه الاتفاقية، والتي تبيح للولايات المتحدة لتأسيس 58 قاعدة أميركية في العراق ، و400 موقع عسكري في أنحاء العراق، وهناك 200 طلب سري على حكومة المنطقة الخضراء الموافقة عليها!.
ويأتيك من هو جاهل سياسيا ،ويتهم إيران بأنها وراء كل ماهو سلبي وإجرامي وتخريبي ومذهبي وطائفي وإنفصالي وإجتثاثي في العراق، وهو خطأ جسيم وقع به الشعب العراقي نتيجة التعتيم، ودور الإعلام الرديف لمشروع الإحتلال.
فنعم أن إيران تدخلت في العراق، وكانت ولا زالت جزء من المشكلة، ولكنها ليست رأس المشكلة ولا المشكلة كلها ، ولقد ارتكبت إيران أخطاء في العراق، ولكن لنبحث عن أسباب التدخل الإيراني في العراق ، وأهداف الإدارة الأميركية التي جعلت من قوات الاحتلال الأميركي في العراق تغري إيران بالتدخل في العراق، ومن خلال وسائل الترهيب على أنها قادمة أي واشنطن لتدمير إيران انطلاقا من العراق، فقرر النظام الإيراني المبادرة إلى إستراتيجية الهجوم خير من الدفاع، أي التواجد خارج إيران، وقرب العدو المُهدّد للنظام في إيران والذي هو الولايات المتحدة المتواجدة في العراق...
وهنا لا نُبرّر لإيران ولا لغير إيران من أن تتدخل في العراق، ولكن المنطق العسكري والإستخباري، وفي جميع دول العالم هو التواجد قرب العدو والخصم الذي ينوي الإيذاء والتقدم، ومحاولة حصره وإيقافه خارج حدود الوطن، ومن هذا المنطلق تغلغلت إيران بصورة وبأخرى في العراق، والسبب هي قوات الإحتلال!
وكذلك استخدمت الولايات المتحدة وسائل الترغيب من أجل جر إيران نحو العراق وتجعلها فيه، والهدف كي تحملها جميع الأخطاء والجرائم في العراق، ولقد كانت هذه الوسائل الترغيبية على خطين:
الأول:
من خلال اللعبة المزدوجة التي لعبتها، ولا زالت تلعبها بعض الأطراف الشيعية التي على علاقة قوية مع إيران ،ولكنها على علاقة أقوى و أعمق مع واشنطن وحتى مع إسرائيل، أي عندما سمحت واشنطن لتلك الأطراف الشيعية أن تكون في البرلمان والحكومة، وفي دوائر الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية، ولها نفوذ كبير في السياسة الداخلية والخارجية للعراق ، والهدف هو طمأنة إيران، ومن ثم جرّها و من خلال هذه الأطراف الشيعية النافذة نحو العراق، وعندما فشلت في قصم ظهرها على طريقة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان ذهبت الى إستراتيجية إغراق إيران في مشاكل العراق وتحميلها كل شيء .
ثانيا:
وأصبح الهدف الأهم هو جعل المواطن العراقي، ومن خلال وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية التي تمولها ( وكالة التنمية الأميركية) بأن يظن إيران هي المشكلة الكبيرة في العراق ، وهي المجرم الأول في العراق، وأنها التي هجرّت وإجتثّت وسجنت وقتلت العراقيين ، وأن الحكم في العراق هو حكم إيراني بوجوه شيعية عراقية، وللأسف لقد انطلت اللعبة على معظم العراقيين والعرب والمحللين، وحتى نحن وللأسف الشديد قد سقطنا في هذه اللعبة في أوقات معيّنة .
وها هي الولايات المتحدة تريد القول والإثبات بأنها بريئة من جميع الجرائم والانتهاكات التي حصلت، ولا زالت تحصل في العراق، وأن إيران ومن خلال أجهزتها السرية، هي التي قامت بذلك انتقاما من العراقيين، وها هي تثقف بالعراقيين والعرب لقبول فكرة أن العدو الأول للعراق والعراقيين وللعرب هي إيران ،وليست الولايات المتحدة، وهذا خطر كبير، ومحاولة تعتيم كبيرة لا يمكن السكوت عنها وعليها!!
فالأنسان الناضج سياسيا عليه أن يقرأ كثيرا عن سياسات الولايات المتحدة وأساليبها، وعليه أن يكون و في معظم الأحيان الى جانب الأطراف التي تحاربها وتكرهها الولايات المتحدة، لأنها حتما على حق، وأنها دوما تشكّل الطرف المظلوم!.
فكيف أن إيران هي المجرمة وهي القاتلة رقم واحد للعراقيين حسب التثقيف الأميركي؟
علما أن الولايات المتحدة هي التي غزت العراق وخارج الشرعيّة الدولية وبشهادة السيد كوفي عنان ، واستخدمت آلاف الأطنان من الأسلحة المحرمة دوليا في العراق، والتي رمتها وبطريقة بربرية على المزارع والحقول والمدن العراقية الآمنة والآهلة بالسكان.
وهي التي قررت غزو العراق بمسلسل من الكذب، عندما كذبت على العالم بأن في العراق أسلحة دمار شامل، وأن النظام العراقي كان على علاقة مع تنظيم القاعدة، وله علاقة مع الإرهاب ، ولقد جاء الكونغرس الأميركي وبتقرير صادر منه ليُبرأ من خلاله العراق، بأنه ليس فيه أسلحة دمار شامل، وبرأ النظام العراقي بأنه ليست لديه علاقة مع تنظيم القاعدة، ومع التنظيمات الإرهابية!!!
فلقد قتلت الولايات المتحدة مليون ونصف عراقي بسلاح الحصار الظالم والجائر والذي تفانى العرب بتطبيقه ضد العراقيين ، وقتلت أميركا و منذ التاسع من نيسان / أبريل 2003 حتى نهاية عام 2007 وحسب التقارير الغربية مليون عراقي، وكانت ولا زالت السبب الرئيسي بتشريد 3 مليون عراقي خارج العراق ويعيشون على الفتات، ومليون ونصف عراقي مهجّر ويعيش في الصفيح داخل العراق، وهناك 7 مليون بين أرملة و يتيم وتائه ومعاق ، واكتشاف 312 مقبرة جماعية ( منذ 9 نيسان / أبريل 2003 حتى أبريل / نيسان 2008)و قتل فيها حوالي 250 ألف إنسان بريء ، وهناك 70 ألف معتقل عراقي في المعتقلات الأميركية و دون تهم، ومعهم المئات من النساء ( ولأول مرة في تاريخ العراق)، وهناك 700 طفل عراقي معتقل أعمارهم من 8 أعوام إلى 14 عاما، وهناك مسلسل من الإنتهاكات في مجال حقوق الأنسان والأديان والأعراض ومنذ التاسع من نيسان / أبريل 2003 ولحد يومنا هذا ومرورا بجرائم سجن أبو غريب .
ناهيك عن نهب البنوك والمؤسسات العراقية وباستخدام الطائرات العمودية الأميركية ، ونهب التراث العراقي والخزائن والنفائس العراقية، وحل الجيش العراقي بنصيحة إسرائيلية حسب شهادة الحاكم المدني الأميركي السابق بول بريمر .
وتعميم الاجتثاث السياسي على العائلات وحتى على المناطق والقبائل وبدعم أميركي ، ناهيك عن تفكيك المنشآت العسكرية ،ومنشآت التصنيع العسكري كاملة، وتحميلها بالناقلات صوب السفن الراسية في البحر، وصوب الأردن وبحماية وإشراف أميركي.
والإشراف على نهب دوائر الدولة العراقية والمؤسسات والوزارات المدنية ، ونهب المخازن العسكرية والمعدات والناقلات والمركبات والطائرات الحربية والعمودية والمدنية والأعتدة المختلفة، والتي ذهبت إلى الوديان في شمال العراق، والى السفن الراسية في مياه البصرة، والى جهة الأردن .
ناهيك عن مشروع السفير الأميركي ( نغروبونتي) والذي أسس من خلاله مشروع خلايا الموت في العراق، وعلى غرار الخلايا القاتلة التي أسسها نغربونتي في الهندوراس والسلفادور، و عندما كان يعمل هناك في الثمانينات من القرن الماضي، وأرادها أن تكون مشروعا ناجحا في العراق!.
ولقد كذب الرئيس بوش الذي أعلن انتهاء العمليات العسكرية في 1/5/2003 ولكن الماكينة العسكرية والعمليات الحربية لا زالت جارية وبطريقة أعنف وأشرس وأكثر إجراما، وباستخدام أسلحة مختلفة ومحرمة دوليا
وهاهي الولايات المتحدة تريد احتلال العراق وللأبد ( وبلعبة أسمها الاتفاقية الإستراتيجية) وبدعم كردي ، وسني منقطع النظير أي يظن الأكراد والسنة بأن هذه الإتفاقية تحميهم وللأبد من العرب بالنسبة للأكراد ، ومن الشيعة بالنسبة للسنة ، وهي حسابات أنانية ضيقة لا تشمل السواد الأعظم الكردي في العراق، ولا حتى السواد الأعظم السني في العراق ، ومن الجانب الآخر فلا خير بعربي عراقي يفكر أو يريد إبادة أو إيذاء الأكراد عندما يكونوا أشقاء داخل الوطن، ولا خير بشيعي عراقي عندما يفكر بإبادة أو إيذاء السنة في العراق، لان الدم العراقي محرما على الجميع ودون النظر الى الطائفة والعِرق!.
ولكن الإدارة الأميركية لها حساباتها من وراء تمرير هذه الإتفاقية الإستعمارية، والتي لن تنظر من خلالها لمصلحة الأكراد، ولا لمصلحة السنة في العراق، بل تنظر لمصالحها ومخططاتها البعيدة، فهي لديها أجندة لحروب دينية وحضارية وثقافية طويلة، وتريد من العراق ليكون عاصمة إلى ( الولايات المتحدة الشرقية ) أي تريد المنطقة والعراق رديفا ومعينا اقتصاديا وإستراتيجيا وزراعيالمستقبل الولايات المتحدة التي عاصمتها واشنطن.
فهي تريد تأسيس الولايات المتحدة الشرقية التي ستكون الوصيفة والنادلة الى الولايات المتحدة التي عاصمتها واشنطن، ولهذا فالولايات المتحدة الشرقية ( الوصيفة أو سلة خبز ونفط أميركا الواشنطنيّة) ستمتد خارطتها من الحدود الهندية الباكستانية حتى شواطئ بيروت والبحر المتوسط فقبرص واليونان.
ومن جورجيا والحدود الروسية، مرورا بالحدود الأفغانية الصينية وصولا إلى المغرب العربي وشواطئ المتوسط قبالة أسبانيا وأيطاليا، فهذه هي الإستراتيجية الأميركية لولادة الولايات المتحدة الشرقية والتي عاصمتها العراق!!.
أما دول الخليج فهي لن تستمر كذلك، بل ستكون ( الولايات الخليجية المتحدة و المحميّة أميركيا) ، ومن هذا المنطلق جاء مشروع الرئيس الفرنسي ساركوزي ( مشروع البحر المتوسط) وهو في الحقيقة القوس الآخر الذي سيلاقي القوس الأميركي من أجل رسم البدر أو الدائرة، أو المظلة الأميركية ـ الفرنسية فوق رؤوس العرب والمنطقة كلها ( منطقة الشرق الأوسط + أفغانستان وبحر العرب وصولا لدول المغرب العربي) وهذا سر إستماتة فرنسا على أفغانستان وإندفاعها نحو الخليج وخصوصا الأمارات العربية.
والهدف الإستراتيجي الأخير يصب في مصلحة إسرائيل لأن في آخر المطاف هو إجبار الدول العربية، والدول المتوسطية على التطبيع المجاني مع إسرائيل، ومن خلال وسائل الترهيب!
ولهذا جاء الرفض القوي على لسان الزعيم الليبي معمر القذافي، وعلى لسان الرئيس السوري بشار الأسد، وكان رفضا قويا ، أي رفض الإنصياع والإنضمام الى هكذا مشاريع ظاهرها يختلف عن باطنها المخيف والحامل الى الإستعمار الجديد، والمرتبط بمشروع الشرق الأوسط الكبير ( إسرائيل الكبرى) أي هو رديف ومكمل للمشرع الأميركي.
فالولايات المتحدة لا يهمها الإنسان مادام هو ليس أميركيا وغربيا، فيُعامل كأية حشرة ، فلقد سقط جدار برلين عام 1989 والذي حاول البعض أن يجعله بداية عصر السلام في العالم، ولكن الولايات المتحدة شعرت بالخطر فأرسلت قاذفاتها فدكت الأحياء الفقيرة في ( بنما) في 20 كانون الأول عام 1989 فتم تشريد 15 ألف شخص ،وقتل 500 إنسان بريء حسب الإحصائية الأميركية، ولكنهم آلاف القتلى حسب الإحصائيات الأخرى والمحايدة و3000 آلاف جريح ، وعندما تقدم أحد الصحفيين وسأل الرئيس بوش الأب السؤال التالي:
ـــ هل كان ضروريا إرسال الناس إلى الموت لهذا السبب؟ ومن أجل القبض على نورييغا؟
ــ أجاب الرئيس بوش الأب: ( كل حياة إنسانية ثمينة ، ومع ذلك، عليّ أن أجيب ، نعم كان ضروريا!!!)
علما أن مانويل نوريغا كان حليفا ومخبرا للولايات المتحدة طوال سنوات ، وكان القصد من الغارة الإجرامية ليس القبض على نوريغا ،بل إرسال رسالة إلى شعب نيكاراغوا حيث كان ينبغي إجراء انتخابات بعد شهرين في ذلك الوقت ، فأراد أن يقول بوش الأب الى النيكاراغويين ( هذا مصيركم ان انتخبتم الساندينيين)!!! ( أنظر محضر لجنة التحقيق حول اجتياح الولايات المتحدة لبنما ـ نيوجرسي عام 1991 ).
ولكن ليس كل ما تشتهيه واشنطن سيكون في العراق وغير العراق، لأن الأوطان مليئة بالأحرار والرافضين لسياسات واشنطن، ونعطي مثالا على مكر واشنطن، ولكن ليس المكر فائزا على الدوام، وليس المال حاسما على الدوام هو الأخر.
ففي عام 1990 أنفق الصندوق القومي للهبات من أجل الديمقراطية (NED) أكثر من مليون ونصف دولار في بلغاريا من أجل التغلب على الحزب الاشتراكي البلغاري ( الحزب الشيوعي سابقا) أثناء الانتخابات العامة، وكان المستفيد من هذه المبالغ السخيّة للصندوق هو الحزب الرئيس للمعارضة ( إتحاد القوى الديمقراطية) الذي تلقى 517 ألف دولار، وتلقت صحيفته 233 ألفا ، ولكن في آخر المطاف ربح الحزب الاشتراكي وسط ذهول واشنطن !!!.
فذهبت واشنطن وقدمت أموالا ضخمة وأرسلت مستشارين والخبراء لمجموعات المعارضة، ولمدة خمسة أشهر في حملة تحريض ضد الحكومة،وشملت المظاهرات العدائية والصاخبة، وإضرابات وإعتصامات وجرت محاصرة البرلمان فأضطر الرئيس للاستقالة مع عدد من الوزراء ( أنظر التقرير الدوري للهبات لأجل الديمقراطية من أكتوبر 1989 إلى سبتمبر عام 1990 ص 23 )
فهذه هي أخلاق الولايات المتحدة، وهكذا هي تستخدم المال من أجل قلب البورصات السياسية في الدول والشعوب، وهكذا و بالمال تؤسس المعارضين والمعارضات ، وتدعم المظاهرات والإعتصامات ،وهكذا تمول الصحف والإذاعات والفضائيات لتكون أبواق مخدرة للشعوب وبألسنتهم ولغاتهم ، وتجعلهم يختارون عدوهم بدلا من صديقهم، ويختارون قاتلهم بدلا من شقيقهم وجارهم!!.
وبالعودة لصلب الموضوع:
لماذا حلال على الولايات المتحدة أن تؤسس لها إمبراطورية كاملة في العراق ، وحرام على التيار الصدري و جيش المهدي ، والخلايا الخاصة والمقاومة والتي هي عراقية صرفة؟
علما أن جيش المهدي ليس أميركيا، ولا حتى نيباليا أو جنوب أفريقي، بل هو من أبناء العراق، ومن الشرائح الفقيرة في العراق، وله الحق بالتشكيل والتمويل والمعارضة والمقاومة والعصيان.. فلماذا يمنع من هذا الحق؟!!.
ولماذا يطارد التيار الصدري و جيش المهدي العراقي ويعتقل ويقتل ويشوه سياسيا واجتماعيا ، ومن الجانب الآخر تطارد وتحاصر المقاومة العراقية وتشوه سمعتها ، بينما يتحرك الأميركي الغازي ومعه المرتزق والقرصان بحرية في نواحي وقصبات ومدن العراق ، بل يمارس أبشع أنواع القتل والفساد والاعتداء ضد الشعب العراقي ،وضد المؤسسات والمقدسات العراقية؟
ولماذا كل هذه الفبركات والقصص والروايات عن الأجهزة الإيرانية المزعومة في العراق ؟
أين هي؟
ولماذا لا يعرضون علينا منتسبيها أو ملفاتها أو أعدادها؟
لماذا لا يعرضون علينا مقراتها، وإجتماعاتها وتسجيلاتها؟
فكل يوم نسمع أنهم قبضوا على قائد أو شخص أو مجموعة إيرانية.. ولكننا لم نشاهد لهم أثرا... أين هم؟
فهل عجزت التقنيات والإتصالات والمخابرات الأميركية، أم أن القضية مجرد فبركات وروايات وقصص هدفها تشويش المواطن العراقي، وجعله يتجه الى جهات أخرى ، ويترك أميركا تخطط وتصول وتجول وتنهب وتسرق في العراق!!؟
فالذي يسمع الأخبار والفبركات والقصص والروايات الأميركية، ومعها الروايات الصادرة من الشخصيات والحركات والأحزاب العراقية التي توالي الاحتلال، يظن بأن هناك أعدادا هائلة من منتسبي هذه المؤسسات والأجهزة الإيرانية في العراق ،وتفوق أعداد قوات الاحتلال وقوات المرتزقة والمتسللة!!!!.
وحتى وأن كانت هناك مجموعات إيرانية في العراق، فهي ليست بعدد قوات الاحتلال ، وقوات المرتزقة ( القتلة) ، وقطعا هي ليست بعدد المخابرات العربية ( مجتمعة) المتسللة في العراق للأغراض التخريبية والخدمية للاحتلال .
وحتى أن وجودها في العراق ، فمن يتحمل مسؤوليته ، اليس سلطات المحتل الأميركي وحكومة السلطة في العراق واللتان يجب أن يصونا العراق ويحافظا على الأمن فيه بحكم أنهما الطرفان الوحيدان اللذان يسيطران على كل شيء في العراق!!!؟.
فتعالوا لنفرض أن جيش المهدي من المرتزقة( مع الاعتذار)، وأن ما يدعونه أن الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق من المرتزقة أيضا ( مع الاعتذار لأنها مؤسسات معروفة، ولها مرجعيات و دولة ومقرات وقيادات معروفة) وبما أن هناك 180 ألف مرتزق محمي أميركيا ،وله حصانة ويمارس جميع فنتازياته بحصانة ، فلماذا لا يُترك جيش المهدي والحرس الثوري ، أو نتساوم مساومة صريحة وهي:
أخرجوا المرتزقة من العراق، فسوف نحل جيش المهدي، ونجبر الحرس الثوري وفيلق القدس على الخروج من العراق ( علما أننا ليس لدينا تقارير وصور وأفلام أكيدة بأن هناك حرس ثوري وجيش قدس في العراق، بل ما نسمعه هو من الإعلام الأميركي، ومن الإعلام العراقي والعربي الممول أميركيا!!) وعلى العكس من المرتزقة المرادفة للاحتلال، والتي لها مقرات وأسلحة وطائرات ومواقع الكترونية ومجلات، ولها أشرطة وأفلام وتقارير من دول ومؤسسات معروفة ومحترمة!.
فباختصار شديد!.
أن سبب المشكلة العراقية، هي القوات المحتلة ورديفتها القوات المرتزقة، ومعها الخلايا السرية ( القاتلة) والتي لا يعرف خارطتها إلا المحتل الأميركي لأنه مؤسسها.
فأن من يعطّل المصالحة، ومن يعطّل العمران والبناء، ومن يعطل عودة التآخي بين شرائح الشعب العراقي هي الولايات المتحدة، والفصائل العراقية التي أصبحت أميركية أكثر من الأميركان،وإسرائيلية أكثر من الإسرائيليين!.
فمشكلة الشعب العراقي ليست مع الجيران العرب، وليست مع إيران ، بل مع المحتل الأميركي، أي مع الولايات المتحدة الغازية ، و حال انسحاب القوات الأميركية الغازية من العراق، فالشعب العراقي قادر وبكل سهولة أن ينظم علاقته الداخلية، وعلاقاته مع الشعب الإيراني، ومع الجارة إيران، ومع الحكومة الإيرانية، وهو قادر أي الشعب العراقي من تنظيم علاقاته مع الجيران العرب ، ومع تركيا ،وسوف تكون على أحسن حال.
وليست هناك مشكلة أو خوف أو رعب عندما يدخل العراق بعلاقات إستراتيجية وخاصة مع إيران، أو مع تركيا أو مع الاثنين معا، فالعلاقات العصرية تحكمها المصالح السياسية والاقتصادية، وكذلك تحكمها الجغرافية المشتركة ، فكيف وأن الشعب العراقي مسلم أسوة بالشعب الإيراني والتركي، وبينهم علاقات تاريخية واجتماعية مشتركة !.
فنعم.. أن الرؤيا صعبة جدا على المواطن العراقي ، وعلى المتابع للشأن العراقي نتيجة تشابك الخيوط ،والخطوط ،والغيوم مع بعضها البعض، ولكن يجب أن نتمعن بالنظر أكثر كي لا نقع في الخطأ ، وكي لا نخدم المشروع الأميركي دون علمنا.
ونتمعن أكثر كي تتوضح لنا الصورة، بأن من يقتل شعبنا، ويؤخر الحلول على شعبنا هي الولايات المتحدة الأميركية، ودوائرها في العراق، ومرتزقتها وقراصنتها هناك.... وليست طهران أو أنقرة أو دمشق أو مسقط!!.
وعلى كل من يبحث عن الحق والحقيقة عليه أن لا يحشوا عقله وضميره بالأحكام المسبّقة عن تركيا أو عن إيران، أو عن السنة أو عن الشيعة بل عليه أن يفكّر ويقرأ ويحلّل كي يتفتح لديه البصر، وتنضج لديه البصيرة كي يخرج برؤية واضحة يفيد بها نفسه وغيره !.
ومثلما هناك شخصيات ومجموعات و خطوط غيرر مريحة ومريبة، ولها أهداف خاصة وأهداف سرية في العراق ، فهناك خطوط غير مريحة في إيران ولها أجندتها الخاصة والخارجية أيضا ، ويجب محاصرة هذه الخطوط عراقيا وإيرانيا لأنها تشوش الأجواء بين العراق وإيران، وأنها تنسف الجسور بين الشعب العراقي والشعب الإيراني، فالمنطقة منطقتنا نحن العرب والفرس والأتراك، وليست منطقة سائبة الى مرتزقة وجنود أميركا، ويا غريب كن أديب!!
فنحن ضد إيذاء المواطن الأميركي والغربي، وضد إيذاء أي أنسان في الكون، لأن حياة الإنسان مقدسة ، ولكن المقاومة مشروعة شرعا وقانونا ضد المحتل، ومهما كان نوعه وجنسيته، وضمن الحدود الجعرافية والوطنية التي تخضع للإحتلال!.
* مركز الشرق للبحوث والدراسات / أوربا
18/6/2008
الكاتب والباحث سمير عبيد *
( ملاحظة مهمة: المقال يحتوي على بعض الافتراضات، وأهمها لو فرضنا أن جيش المهدي والحرس الثوري من المرتزقة.. مع الاعتذار سلفا)
عندما يُقرّر الكاتب الشروع في كتابة مقال ما، يجب أن يتذكر المسؤولية الأخلاقية الملقاة عليه، بصفته أنه كاتب يكتب للجميع، ويجب أن يتذكر قيمة الحق وطعمه وزهوه عندما ينتصر على الباطل، لهذا أسأل الله تعالى دوما أن يجعلني معينا لإظهار الحق، وشاهدا ضد الباطل ،وأن كان الباطل قويا ومخيفا، فلابد من عدم الخوف منه لأن وسطه أجوف، وعضلاته وأنيابه مؤقتة!.
لقد كشف المركز الأميركي للحريات الدستورية ، وهو منظمة أميركية غير حكوميّة:
ــ بأن هناك 180 مؤسسة عسكرية خاصة تعمل في العراق حاليا، وتقوم باستخدام( 180 )ألف شخص، وأغلبهم من ذوي الخبرات العسكرية، وأنها العمود الفقري للوجود العسكري الأميركي في العراق حاضرا ومستقبلا..... ولقد حرص المركز على توزيع تقريره في الجلسة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وأعطى جدولة قال فيها:
( نسبة الأفراد العسكريين الأميركيين إلى قوات الحراسات الخاصة ( المرتزقة) كانت تساوي 60 عسكري أميركي إلى 1 مرتزق في عام 1991 وأثناء حرب الخليج.... ثم ارتفعت النسبة لتكون 3 عسكريين أميركان مقابل 1 مرتزق لحظة غزو العراق في مارس/ آذار 2003 ... ولكن اليوم أصبحت النسبة 1 عسكري أميركي مقابل 1 مرتزق... وهذا يعني خصخصة الحرب في العراق) ـــ .
وأن تفسير هذا الأمر، أن هناك (180) ألف عسكري أميركي، ومعهم هناك في العراق( 180 )ألف مرتزق، و بالاستناد إلى إحصائية المركز الأميركي للحريات الدستورية، والذي قال أن هناك (180) ألف مرتزق في العراق الآن، وأن النسبة تساوي الآن 1 عسكري أميركي يقابله 1 مرتزق ( قاتل)، هذا يعني أن هناك 360 ألف أميركي حقيقي، وغربي وجنوب أفريقي ونيبالي وغيرهم بصفة رديف ( مرتزقة)، وجميعهم متواجدون في العراق، وعلى طريقة العصابات والقراصنة ،ومهمتهم احتلال العراق، و تحطيم العراقيين، ونهب ثرواتهم وتدمير مستقبلهم! .
ولو أعطينا عددا تخمينا للدبلوماسيين الأميركيين، ومعهم الإداريين والموظفين والعمال والحراس وعمال الخدمات التابعين لهم ، ومعهم الشركات الأميركية ومنتسبيها وعمالها، ومعهم القوات الغربية المتحالفة مع الولايات المتحدة ومعها من يساعدها من الكوادر الخدمية، ولنقل أن هؤلاء جميعا بـ 50 ألف شخص !!.
فسيكون العدد ( 410 ) ألف عسكري ورديف و قرصان، جاءوا بلا دعوة وبدون عزيمة بل جاءوا غزاة وقراصنة وقتلة، ويأكلون ويشربون من خيرات العراق وبالقوة، ويخرّبون ويُدمّرون ويقتلون ويعيشون هم ومن معهم في العراق وخارج العراق ( عائلاتهم) على خيرات العراق.. لا بل يريدون البقاء و للأبد في العراق، حسب الاتفاقية الأمنيّة التي تريد إبرامها واشنطن مع حكومة المنطقة الخضراء القاطنة في ضواحي بغداد المحتلة.
وتنص هذه الاتفاقية الاستعمارية المذلة للوطن والشعب والحجر والشجر والماء والتراب في العراق على حرية اعتقال أي عراقي، ومهما كان موقعه السياسي والاجتماعي، والإشراف على كل شيء في العراق ، ومنع محاسبة أي شخص من هؤلاء الـ( 410 ) ألف عسكري ورديف ومرتزق و قرصان، فيما لو ارتكبوا أي خطأ، ومهما كان نوعه، وحتى ولو أبادوا مدينة بأكملها، ولهم الحق باستخدام الأجواء العراقية والبرية والبحرية، ولهم الحق أيضا الانطلاق من العراق نحو أي جهة أو دولة أو شخص تعتقده الولايات المتحدة عدوا لها أو ربما سيفكّر أن يكون عدوا لها ، ولا يحق للطرف العراقي إلغاء هذه الاتفاقية، والتي تبيح للولايات المتحدة لتأسيس 58 قاعدة أميركية في العراق ، و400 موقع عسكري في أنحاء العراق، وهناك 200 طلب سري على حكومة المنطقة الخضراء الموافقة عليها!.
ويأتيك من هو جاهل سياسيا ،ويتهم إيران بأنها وراء كل ماهو سلبي وإجرامي وتخريبي ومذهبي وطائفي وإنفصالي وإجتثاثي في العراق، وهو خطأ جسيم وقع به الشعب العراقي نتيجة التعتيم، ودور الإعلام الرديف لمشروع الإحتلال.
فنعم أن إيران تدخلت في العراق، وكانت ولا زالت جزء من المشكلة، ولكنها ليست رأس المشكلة ولا المشكلة كلها ، ولقد ارتكبت إيران أخطاء في العراق، ولكن لنبحث عن أسباب التدخل الإيراني في العراق ، وأهداف الإدارة الأميركية التي جعلت من قوات الاحتلال الأميركي في العراق تغري إيران بالتدخل في العراق، ومن خلال وسائل الترهيب على أنها قادمة أي واشنطن لتدمير إيران انطلاقا من العراق، فقرر النظام الإيراني المبادرة إلى إستراتيجية الهجوم خير من الدفاع، أي التواجد خارج إيران، وقرب العدو المُهدّد للنظام في إيران والذي هو الولايات المتحدة المتواجدة في العراق...
وهنا لا نُبرّر لإيران ولا لغير إيران من أن تتدخل في العراق، ولكن المنطق العسكري والإستخباري، وفي جميع دول العالم هو التواجد قرب العدو والخصم الذي ينوي الإيذاء والتقدم، ومحاولة حصره وإيقافه خارج حدود الوطن، ومن هذا المنطلق تغلغلت إيران بصورة وبأخرى في العراق، والسبب هي قوات الإحتلال!
وكذلك استخدمت الولايات المتحدة وسائل الترغيب من أجل جر إيران نحو العراق وتجعلها فيه، والهدف كي تحملها جميع الأخطاء والجرائم في العراق، ولقد كانت هذه الوسائل الترغيبية على خطين:
الأول:
من خلال اللعبة المزدوجة التي لعبتها، ولا زالت تلعبها بعض الأطراف الشيعية التي على علاقة قوية مع إيران ،ولكنها على علاقة أقوى و أعمق مع واشنطن وحتى مع إسرائيل، أي عندما سمحت واشنطن لتلك الأطراف الشيعية أن تكون في البرلمان والحكومة، وفي دوائر الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية، ولها نفوذ كبير في السياسة الداخلية والخارجية للعراق ، والهدف هو طمأنة إيران، ومن ثم جرّها و من خلال هذه الأطراف الشيعية النافذة نحو العراق، وعندما فشلت في قصم ظهرها على طريقة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان ذهبت الى إستراتيجية إغراق إيران في مشاكل العراق وتحميلها كل شيء .
ثانيا:
وأصبح الهدف الأهم هو جعل المواطن العراقي، ومن خلال وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية التي تمولها ( وكالة التنمية الأميركية) بأن يظن إيران هي المشكلة الكبيرة في العراق ، وهي المجرم الأول في العراق، وأنها التي هجرّت وإجتثّت وسجنت وقتلت العراقيين ، وأن الحكم في العراق هو حكم إيراني بوجوه شيعية عراقية، وللأسف لقد انطلت اللعبة على معظم العراقيين والعرب والمحللين، وحتى نحن وللأسف الشديد قد سقطنا في هذه اللعبة في أوقات معيّنة .
وها هي الولايات المتحدة تريد القول والإثبات بأنها بريئة من جميع الجرائم والانتهاكات التي حصلت، ولا زالت تحصل في العراق، وأن إيران ومن خلال أجهزتها السرية، هي التي قامت بذلك انتقاما من العراقيين، وها هي تثقف بالعراقيين والعرب لقبول فكرة أن العدو الأول للعراق والعراقيين وللعرب هي إيران ،وليست الولايات المتحدة، وهذا خطر كبير، ومحاولة تعتيم كبيرة لا يمكن السكوت عنها وعليها!!
فالأنسان الناضج سياسيا عليه أن يقرأ كثيرا عن سياسات الولايات المتحدة وأساليبها، وعليه أن يكون و في معظم الأحيان الى جانب الأطراف التي تحاربها وتكرهها الولايات المتحدة، لأنها حتما على حق، وأنها دوما تشكّل الطرف المظلوم!.
فكيف أن إيران هي المجرمة وهي القاتلة رقم واحد للعراقيين حسب التثقيف الأميركي؟
علما أن الولايات المتحدة هي التي غزت العراق وخارج الشرعيّة الدولية وبشهادة السيد كوفي عنان ، واستخدمت آلاف الأطنان من الأسلحة المحرمة دوليا في العراق، والتي رمتها وبطريقة بربرية على المزارع والحقول والمدن العراقية الآمنة والآهلة بالسكان.
وهي التي قررت غزو العراق بمسلسل من الكذب، عندما كذبت على العالم بأن في العراق أسلحة دمار شامل، وأن النظام العراقي كان على علاقة مع تنظيم القاعدة، وله علاقة مع الإرهاب ، ولقد جاء الكونغرس الأميركي وبتقرير صادر منه ليُبرأ من خلاله العراق، بأنه ليس فيه أسلحة دمار شامل، وبرأ النظام العراقي بأنه ليست لديه علاقة مع تنظيم القاعدة، ومع التنظيمات الإرهابية!!!
فلقد قتلت الولايات المتحدة مليون ونصف عراقي بسلاح الحصار الظالم والجائر والذي تفانى العرب بتطبيقه ضد العراقيين ، وقتلت أميركا و منذ التاسع من نيسان / أبريل 2003 حتى نهاية عام 2007 وحسب التقارير الغربية مليون عراقي، وكانت ولا زالت السبب الرئيسي بتشريد 3 مليون عراقي خارج العراق ويعيشون على الفتات، ومليون ونصف عراقي مهجّر ويعيش في الصفيح داخل العراق، وهناك 7 مليون بين أرملة و يتيم وتائه ومعاق ، واكتشاف 312 مقبرة جماعية ( منذ 9 نيسان / أبريل 2003 حتى أبريل / نيسان 2008)و قتل فيها حوالي 250 ألف إنسان بريء ، وهناك 70 ألف معتقل عراقي في المعتقلات الأميركية و دون تهم، ومعهم المئات من النساء ( ولأول مرة في تاريخ العراق)، وهناك 700 طفل عراقي معتقل أعمارهم من 8 أعوام إلى 14 عاما، وهناك مسلسل من الإنتهاكات في مجال حقوق الأنسان والأديان والأعراض ومنذ التاسع من نيسان / أبريل 2003 ولحد يومنا هذا ومرورا بجرائم سجن أبو غريب .
ناهيك عن نهب البنوك والمؤسسات العراقية وباستخدام الطائرات العمودية الأميركية ، ونهب التراث العراقي والخزائن والنفائس العراقية، وحل الجيش العراقي بنصيحة إسرائيلية حسب شهادة الحاكم المدني الأميركي السابق بول بريمر .
وتعميم الاجتثاث السياسي على العائلات وحتى على المناطق والقبائل وبدعم أميركي ، ناهيك عن تفكيك المنشآت العسكرية ،ومنشآت التصنيع العسكري كاملة، وتحميلها بالناقلات صوب السفن الراسية في البحر، وصوب الأردن وبحماية وإشراف أميركي.
والإشراف على نهب دوائر الدولة العراقية والمؤسسات والوزارات المدنية ، ونهب المخازن العسكرية والمعدات والناقلات والمركبات والطائرات الحربية والعمودية والمدنية والأعتدة المختلفة، والتي ذهبت إلى الوديان في شمال العراق، والى السفن الراسية في مياه البصرة، والى جهة الأردن .
ناهيك عن مشروع السفير الأميركي ( نغروبونتي) والذي أسس من خلاله مشروع خلايا الموت في العراق، وعلى غرار الخلايا القاتلة التي أسسها نغربونتي في الهندوراس والسلفادور، و عندما كان يعمل هناك في الثمانينات من القرن الماضي، وأرادها أن تكون مشروعا ناجحا في العراق!.
ولقد كذب الرئيس بوش الذي أعلن انتهاء العمليات العسكرية في 1/5/2003 ولكن الماكينة العسكرية والعمليات الحربية لا زالت جارية وبطريقة أعنف وأشرس وأكثر إجراما، وباستخدام أسلحة مختلفة ومحرمة دوليا
وهاهي الولايات المتحدة تريد احتلال العراق وللأبد ( وبلعبة أسمها الاتفاقية الإستراتيجية) وبدعم كردي ، وسني منقطع النظير أي يظن الأكراد والسنة بأن هذه الإتفاقية تحميهم وللأبد من العرب بالنسبة للأكراد ، ومن الشيعة بالنسبة للسنة ، وهي حسابات أنانية ضيقة لا تشمل السواد الأعظم الكردي في العراق، ولا حتى السواد الأعظم السني في العراق ، ومن الجانب الآخر فلا خير بعربي عراقي يفكر أو يريد إبادة أو إيذاء الأكراد عندما يكونوا أشقاء داخل الوطن، ولا خير بشيعي عراقي عندما يفكر بإبادة أو إيذاء السنة في العراق، لان الدم العراقي محرما على الجميع ودون النظر الى الطائفة والعِرق!.
ولكن الإدارة الأميركية لها حساباتها من وراء تمرير هذه الإتفاقية الإستعمارية، والتي لن تنظر من خلالها لمصلحة الأكراد، ولا لمصلحة السنة في العراق، بل تنظر لمصالحها ومخططاتها البعيدة، فهي لديها أجندة لحروب دينية وحضارية وثقافية طويلة، وتريد من العراق ليكون عاصمة إلى ( الولايات المتحدة الشرقية ) أي تريد المنطقة والعراق رديفا ومعينا اقتصاديا وإستراتيجيا وزراعيالمستقبل الولايات المتحدة التي عاصمتها واشنطن.
فهي تريد تأسيس الولايات المتحدة الشرقية التي ستكون الوصيفة والنادلة الى الولايات المتحدة التي عاصمتها واشنطن، ولهذا فالولايات المتحدة الشرقية ( الوصيفة أو سلة خبز ونفط أميركا الواشنطنيّة) ستمتد خارطتها من الحدود الهندية الباكستانية حتى شواطئ بيروت والبحر المتوسط فقبرص واليونان.
ومن جورجيا والحدود الروسية، مرورا بالحدود الأفغانية الصينية وصولا إلى المغرب العربي وشواطئ المتوسط قبالة أسبانيا وأيطاليا، فهذه هي الإستراتيجية الأميركية لولادة الولايات المتحدة الشرقية والتي عاصمتها العراق!!.
أما دول الخليج فهي لن تستمر كذلك، بل ستكون ( الولايات الخليجية المتحدة و المحميّة أميركيا) ، ومن هذا المنطلق جاء مشروع الرئيس الفرنسي ساركوزي ( مشروع البحر المتوسط) وهو في الحقيقة القوس الآخر الذي سيلاقي القوس الأميركي من أجل رسم البدر أو الدائرة، أو المظلة الأميركية ـ الفرنسية فوق رؤوس العرب والمنطقة كلها ( منطقة الشرق الأوسط + أفغانستان وبحر العرب وصولا لدول المغرب العربي) وهذا سر إستماتة فرنسا على أفغانستان وإندفاعها نحو الخليج وخصوصا الأمارات العربية.
والهدف الإستراتيجي الأخير يصب في مصلحة إسرائيل لأن في آخر المطاف هو إجبار الدول العربية، والدول المتوسطية على التطبيع المجاني مع إسرائيل، ومن خلال وسائل الترهيب!
ولهذا جاء الرفض القوي على لسان الزعيم الليبي معمر القذافي، وعلى لسان الرئيس السوري بشار الأسد، وكان رفضا قويا ، أي رفض الإنصياع والإنضمام الى هكذا مشاريع ظاهرها يختلف عن باطنها المخيف والحامل الى الإستعمار الجديد، والمرتبط بمشروع الشرق الأوسط الكبير ( إسرائيل الكبرى) أي هو رديف ومكمل للمشرع الأميركي.
فالولايات المتحدة لا يهمها الإنسان مادام هو ليس أميركيا وغربيا، فيُعامل كأية حشرة ، فلقد سقط جدار برلين عام 1989 والذي حاول البعض أن يجعله بداية عصر السلام في العالم، ولكن الولايات المتحدة شعرت بالخطر فأرسلت قاذفاتها فدكت الأحياء الفقيرة في ( بنما) في 20 كانون الأول عام 1989 فتم تشريد 15 ألف شخص ،وقتل 500 إنسان بريء حسب الإحصائية الأميركية، ولكنهم آلاف القتلى حسب الإحصائيات الأخرى والمحايدة و3000 آلاف جريح ، وعندما تقدم أحد الصحفيين وسأل الرئيس بوش الأب السؤال التالي:
ـــ هل كان ضروريا إرسال الناس إلى الموت لهذا السبب؟ ومن أجل القبض على نورييغا؟
ــ أجاب الرئيس بوش الأب: ( كل حياة إنسانية ثمينة ، ومع ذلك، عليّ أن أجيب ، نعم كان ضروريا!!!)
علما أن مانويل نوريغا كان حليفا ومخبرا للولايات المتحدة طوال سنوات ، وكان القصد من الغارة الإجرامية ليس القبض على نوريغا ،بل إرسال رسالة إلى شعب نيكاراغوا حيث كان ينبغي إجراء انتخابات بعد شهرين في ذلك الوقت ، فأراد أن يقول بوش الأب الى النيكاراغويين ( هذا مصيركم ان انتخبتم الساندينيين)!!! ( أنظر محضر لجنة التحقيق حول اجتياح الولايات المتحدة لبنما ـ نيوجرسي عام 1991 ).
ولكن ليس كل ما تشتهيه واشنطن سيكون في العراق وغير العراق، لأن الأوطان مليئة بالأحرار والرافضين لسياسات واشنطن، ونعطي مثالا على مكر واشنطن، ولكن ليس المكر فائزا على الدوام، وليس المال حاسما على الدوام هو الأخر.
ففي عام 1990 أنفق الصندوق القومي للهبات من أجل الديمقراطية (NED) أكثر من مليون ونصف دولار في بلغاريا من أجل التغلب على الحزب الاشتراكي البلغاري ( الحزب الشيوعي سابقا) أثناء الانتخابات العامة، وكان المستفيد من هذه المبالغ السخيّة للصندوق هو الحزب الرئيس للمعارضة ( إتحاد القوى الديمقراطية) الذي تلقى 517 ألف دولار، وتلقت صحيفته 233 ألفا ، ولكن في آخر المطاف ربح الحزب الاشتراكي وسط ذهول واشنطن !!!.
فذهبت واشنطن وقدمت أموالا ضخمة وأرسلت مستشارين والخبراء لمجموعات المعارضة، ولمدة خمسة أشهر في حملة تحريض ضد الحكومة،وشملت المظاهرات العدائية والصاخبة، وإضرابات وإعتصامات وجرت محاصرة البرلمان فأضطر الرئيس للاستقالة مع عدد من الوزراء ( أنظر التقرير الدوري للهبات لأجل الديمقراطية من أكتوبر 1989 إلى سبتمبر عام 1990 ص 23 )
فهذه هي أخلاق الولايات المتحدة، وهكذا هي تستخدم المال من أجل قلب البورصات السياسية في الدول والشعوب، وهكذا و بالمال تؤسس المعارضين والمعارضات ، وتدعم المظاهرات والإعتصامات ،وهكذا تمول الصحف والإذاعات والفضائيات لتكون أبواق مخدرة للشعوب وبألسنتهم ولغاتهم ، وتجعلهم يختارون عدوهم بدلا من صديقهم، ويختارون قاتلهم بدلا من شقيقهم وجارهم!!.
وبالعودة لصلب الموضوع:
لماذا حلال على الولايات المتحدة أن تؤسس لها إمبراطورية كاملة في العراق ، وحرام على التيار الصدري و جيش المهدي ، والخلايا الخاصة والمقاومة والتي هي عراقية صرفة؟
علما أن جيش المهدي ليس أميركيا، ولا حتى نيباليا أو جنوب أفريقي، بل هو من أبناء العراق، ومن الشرائح الفقيرة في العراق، وله الحق بالتشكيل والتمويل والمعارضة والمقاومة والعصيان.. فلماذا يمنع من هذا الحق؟!!.
ولماذا يطارد التيار الصدري و جيش المهدي العراقي ويعتقل ويقتل ويشوه سياسيا واجتماعيا ، ومن الجانب الآخر تطارد وتحاصر المقاومة العراقية وتشوه سمعتها ، بينما يتحرك الأميركي الغازي ومعه المرتزق والقرصان بحرية في نواحي وقصبات ومدن العراق ، بل يمارس أبشع أنواع القتل والفساد والاعتداء ضد الشعب العراقي ،وضد المؤسسات والمقدسات العراقية؟
ولماذا كل هذه الفبركات والقصص والروايات عن الأجهزة الإيرانية المزعومة في العراق ؟
أين هي؟
ولماذا لا يعرضون علينا منتسبيها أو ملفاتها أو أعدادها؟
لماذا لا يعرضون علينا مقراتها، وإجتماعاتها وتسجيلاتها؟
فكل يوم نسمع أنهم قبضوا على قائد أو شخص أو مجموعة إيرانية.. ولكننا لم نشاهد لهم أثرا... أين هم؟
فهل عجزت التقنيات والإتصالات والمخابرات الأميركية، أم أن القضية مجرد فبركات وروايات وقصص هدفها تشويش المواطن العراقي، وجعله يتجه الى جهات أخرى ، ويترك أميركا تخطط وتصول وتجول وتنهب وتسرق في العراق!!؟
فالذي يسمع الأخبار والفبركات والقصص والروايات الأميركية، ومعها الروايات الصادرة من الشخصيات والحركات والأحزاب العراقية التي توالي الاحتلال، يظن بأن هناك أعدادا هائلة من منتسبي هذه المؤسسات والأجهزة الإيرانية في العراق ،وتفوق أعداد قوات الاحتلال وقوات المرتزقة والمتسللة!!!!.
وحتى وأن كانت هناك مجموعات إيرانية في العراق، فهي ليست بعدد قوات الاحتلال ، وقوات المرتزقة ( القتلة) ، وقطعا هي ليست بعدد المخابرات العربية ( مجتمعة) المتسللة في العراق للأغراض التخريبية والخدمية للاحتلال .
وحتى أن وجودها في العراق ، فمن يتحمل مسؤوليته ، اليس سلطات المحتل الأميركي وحكومة السلطة في العراق واللتان يجب أن يصونا العراق ويحافظا على الأمن فيه بحكم أنهما الطرفان الوحيدان اللذان يسيطران على كل شيء في العراق!!!؟.
فتعالوا لنفرض أن جيش المهدي من المرتزقة( مع الاعتذار)، وأن ما يدعونه أن الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق من المرتزقة أيضا ( مع الاعتذار لأنها مؤسسات معروفة، ولها مرجعيات و دولة ومقرات وقيادات معروفة) وبما أن هناك 180 ألف مرتزق محمي أميركيا ،وله حصانة ويمارس جميع فنتازياته بحصانة ، فلماذا لا يُترك جيش المهدي والحرس الثوري ، أو نتساوم مساومة صريحة وهي:
أخرجوا المرتزقة من العراق، فسوف نحل جيش المهدي، ونجبر الحرس الثوري وفيلق القدس على الخروج من العراق ( علما أننا ليس لدينا تقارير وصور وأفلام أكيدة بأن هناك حرس ثوري وجيش قدس في العراق، بل ما نسمعه هو من الإعلام الأميركي، ومن الإعلام العراقي والعربي الممول أميركيا!!) وعلى العكس من المرتزقة المرادفة للاحتلال، والتي لها مقرات وأسلحة وطائرات ومواقع الكترونية ومجلات، ولها أشرطة وأفلام وتقارير من دول ومؤسسات معروفة ومحترمة!.
فباختصار شديد!.
أن سبب المشكلة العراقية، هي القوات المحتلة ورديفتها القوات المرتزقة، ومعها الخلايا السرية ( القاتلة) والتي لا يعرف خارطتها إلا المحتل الأميركي لأنه مؤسسها.
فأن من يعطّل المصالحة، ومن يعطّل العمران والبناء، ومن يعطل عودة التآخي بين شرائح الشعب العراقي هي الولايات المتحدة، والفصائل العراقية التي أصبحت أميركية أكثر من الأميركان،وإسرائيلية أكثر من الإسرائيليين!.
فمشكلة الشعب العراقي ليست مع الجيران العرب، وليست مع إيران ، بل مع المحتل الأميركي، أي مع الولايات المتحدة الغازية ، و حال انسحاب القوات الأميركية الغازية من العراق، فالشعب العراقي قادر وبكل سهولة أن ينظم علاقته الداخلية، وعلاقاته مع الشعب الإيراني، ومع الجارة إيران، ومع الحكومة الإيرانية، وهو قادر أي الشعب العراقي من تنظيم علاقاته مع الجيران العرب ، ومع تركيا ،وسوف تكون على أحسن حال.
وليست هناك مشكلة أو خوف أو رعب عندما يدخل العراق بعلاقات إستراتيجية وخاصة مع إيران، أو مع تركيا أو مع الاثنين معا، فالعلاقات العصرية تحكمها المصالح السياسية والاقتصادية، وكذلك تحكمها الجغرافية المشتركة ، فكيف وأن الشعب العراقي مسلم أسوة بالشعب الإيراني والتركي، وبينهم علاقات تاريخية واجتماعية مشتركة !.
فنعم.. أن الرؤيا صعبة جدا على المواطن العراقي ، وعلى المتابع للشأن العراقي نتيجة تشابك الخيوط ،والخطوط ،والغيوم مع بعضها البعض، ولكن يجب أن نتمعن بالنظر أكثر كي لا نقع في الخطأ ، وكي لا نخدم المشروع الأميركي دون علمنا.
ونتمعن أكثر كي تتوضح لنا الصورة، بأن من يقتل شعبنا، ويؤخر الحلول على شعبنا هي الولايات المتحدة الأميركية، ودوائرها في العراق، ومرتزقتها وقراصنتها هناك.... وليست طهران أو أنقرة أو دمشق أو مسقط!!.
وعلى كل من يبحث عن الحق والحقيقة عليه أن لا يحشوا عقله وضميره بالأحكام المسبّقة عن تركيا أو عن إيران، أو عن السنة أو عن الشيعة بل عليه أن يفكّر ويقرأ ويحلّل كي يتفتح لديه البصر، وتنضج لديه البصيرة كي يخرج برؤية واضحة يفيد بها نفسه وغيره !.
ومثلما هناك شخصيات ومجموعات و خطوط غيرر مريحة ومريبة، ولها أهداف خاصة وأهداف سرية في العراق ، فهناك خطوط غير مريحة في إيران ولها أجندتها الخاصة والخارجية أيضا ، ويجب محاصرة هذه الخطوط عراقيا وإيرانيا لأنها تشوش الأجواء بين العراق وإيران، وأنها تنسف الجسور بين الشعب العراقي والشعب الإيراني، فالمنطقة منطقتنا نحن العرب والفرس والأتراك، وليست منطقة سائبة الى مرتزقة وجنود أميركا، ويا غريب كن أديب!!
فنحن ضد إيذاء المواطن الأميركي والغربي، وضد إيذاء أي أنسان في الكون، لأن حياة الإنسان مقدسة ، ولكن المقاومة مشروعة شرعا وقانونا ضد المحتل، ومهما كان نوعه وجنسيته، وضمن الحدود الجعرافية والوطنية التي تخضع للإحتلال!.
* مركز الشرق للبحوث والدراسات / أوربا
18/6/2008