الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرحيل بقلم:يسري راغب شراب

تاريخ النشر : 2008-06-19
الرحيل
نقرأ الكلمات ، نتعلمها ، نفهم معانيها ، تعجبنا فنحفظها ، وعلى مر الأيام نحكيها ، للأصدقاء نحكيها ، وللأبناء نرويها ، ولكل الأجيال نعلمها ، وتعود الأيام مرة أخرى ، بأيدي الأبناء ، تخط لهم حياة يعيشوها ،
هكذا الأيام ترحل ، وهكذا الناس تعيش رحيل الأيام بالذكرى ،
عند الموت ، يقول الناس :
حكمة الله أن يرحل العزيز قبل الشقي فينا ،
وعند النفي ، يقولون :
مرة أخرى الأيام تعلمنا ، إلى البعيد ، أجسامنا ، وأمانينا ،
وعند الهجر في الحب يقولوا :
إذا أردت أن تنسى ، ابحث عن المرأة الأخرى ،
ويبقى السؤال في الحل والترحال :
من هو صاحب الإرادة الأقوى في الرحيل ؟؟
الحياة ، تقصر ، أو تطول ، لن تكون للجميع مريحة ، والطريق لمعظم الناس ، شاق وطويل ، ويكثر فيه مرات الرحيل والترحيل
لو عرفنا الطريق ودروبه ، أتراحه وأفراحه ، هل سيسمع توسلنا ؟ وهل ينصت إلينا ؟ وهل ينتبه إلينا ويجيب رجاءنا ؟ وكم مرة ستتعلق الروح بالرحيل ؟ وهل تطيق الروح تكراره ؟ هل هو قريب فنستعد له ونتحوط ، أم أنه بعيد ، سيطول فراقه ؟؟ فالحالة صعبه ، الرحيل أو الترحيل فيها ، كئيب ، تنقبض فيه الروح ، ويتقلص عنده الصدر ، ويتوقف معه القلب عن النبض ، ويئن فيه الحنين ، ويترك المجال للقلب الحزين ، أن يتأوه ،
عند كل رحيل ، نلجأ إلى الله ، نستغفره ، ونتوب إليه ، طامعين في رحمته ، بكل تذلل ، وخشوع ، والرب يرحم ، ويغفر ويتوب هو واسع الرحمة والمغفرة ، يذل من يشاء ويعز من يشاء بقدرته ، لكن الناس ، البشر، لا يرحمون ، لأنهم عبيد أبناء العبيد فيا ربنا العزيز ، العظيم ، العليم ، وأنت خالق كل البشر ، لماذا تركت البشر بالبشر يعبثون ؟ أستغفرك اللهم وأتوب اليك .
حكمة من الرب القادر ، المقتدر ، القدير ، تتساوى مع حكمته في الرحيل ، لامتحان الصابرين ، القانتين ، العابدين .
ليت الموت يتوقف !!!
إذا توقف الموت ، توقفت الحياة ،
لا حياة بدون موت ، ولا موت بدون حياة ،
ولا يأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس ،
زعيم كبير قال العبارة ، ومات ، لكنه حي ، لا يزال بمقولته !
رحل ، بعد أن قال جملته ، تاركا للأحياء ، أن يعيشوا معه بها ،تحدي الموت بالبكاء والعويل ، مرفوض ، لأنه اعتراض على مشيئة الخالق في خلقه ، وهو الرحمن ، الحميد ، الرحيم .
إذا حاول كل منا ، أن يتحدى رحيل الأجسام ، سينهار وينتهي ، أمام مشيئة أعلى ، وقوة أكبر ، في كل الأحوال هي القدر الذي ، كتبه الله على العالمين ، ولازلنا بين المخير والمسير حائرين !!! لكننا بالروح نعيش ، الحكم ، والمواعظ ، والأمثال ، والسير ، ومن أكرم من رسولنا الكريم ، وقد مات صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ تبقى لنا الرسالة والسيرة ، نتبعها بإخلاص ، نتعلمها من آخرين ونعلمها للآخرين ، تلك هي ميزة الرحيل ، أو الترحيل !!
الرحيل مأساة ،
لأنه يلغي الاستمرارية ، يلغي المزيد من الوصال ، وربما بعض الخصام ، يوقف حياة تعودنا أن نعيشها ، مع بشر ، ومع أوطان انه يلغي مزيدا من عبارات نتعلمها ونعلمها مع الراحلين ، لكننا لن نكون عبيد ذكرياتنا ، وأجسام الراحلين ، فلا نقبل ونحن مسلمون مؤمنين ، أن نعبد أصناما ، وصورا ، وتماثيل ، والراحل بعد رحيله صنما ، توقفت الحياة معه ، والمعايشة ، نعيش ذكراه لكننا لا ننهي حياتنا به ، ككفار يعبدوا أوثانهم ، وأصنامهم .
الرحيل تاريخ ،
أيا ما قيل عنه ، وأيا ما قيل فيه ، من كلمات نعزى فيها النفس ، أو نرثي فيها العزيز ، والحياة لا تمضي بلا رحيل ، وتعددت الأسباب والرحيل واحد ، كما تتعدد السلطات ، والمنفى واحد ، وكما يتعدد المحبين ، والهجر واحد ، كله رحيل ، يصنع مأساة تراجيديا ، نكتب معانيها ، ونحفظ قيمها ، ولا نعيشها ،لأنها ماضي ، يلغي الديمومة والاستمرارية ، ولا يصنع حياة .
الرحيل ذكرى ، فما هو البديل ؟
ممكن ، أم صعب ، أو مستحيل ؟
صعب أن نجد البديل ، في بعض الأحيان !
حين نريد أن يكون البديل ، مثل الأصيل !
فليس للأم بديل ، وليس للوطن مثيل ،
لا بديل عن الوطن إلا بالحياة في الوطن ، محررا ، منعما للجميع
ولا بديل عن الوالدين ، إلا بميلاد جديد !
في الحياة نعيش مع بشر يفلسفون الأمور ، بحثين عن البديل !
سقراط الحكيم ، قال لتلاميذه :
إن الروح لا تولد مع الجسد ، ولا تفنى بفنائه ،
ولكن القول المكين :
أن الرحيل ، إرادة الخالق العظيم
هذا هو البديل :
مزيدا من الإيمان ، مزيدا من الثبات ، مزيدا من قوة الصبر ، ولن تبقى الأشياء على حالها ، والتغيير آت ، هكذا علمنا التاريخ والإيمان يجعلنا ، أكثر قدرة على ابتكار أفضل ما أراد لنا ربنا أن نكون ، والوعد ن نعيش بالحب ، والحق ، والخير ، للجميع .
المزيد من الإيمان ، بالقضاء والقدر ، خيره وشره ، وبكل المعاني السامية ، والمثل العليا ، كفيل أن يجعلنا أقوياء ، قادرين على إسقاط المأساة ، قادرين على تحطيم الأصنام ، دون خوف ، أو قلق ، هكذا يسقط الرحيل ، وينتهي الترحيل .
فليسقط الرحيل ، ولترحل الأيام بكل الأشياء ، ولتعش ارادة الخالق العظيم ، رب العالمين ، واهب الحياة للبشر أجمعين .

الكاتب / يسري راغب شراب –
الى روح والدي ووالدتي وكل الشهداء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف