سمير القنطار رمزا من رموز المقاومة والحركة الاسيرة ..
بقلم / عباس الجمعة
في الثاني والعشرين من نيسان/ابريل عام 1979 كانت عملية الشهيد جمال عبد الناصر حيث نزلت مجموعة فدائية من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الامين العام القائد ابو العباس ،على شاطىء مدينة نهاريا المحتلة شمال فلسطين بقيادة المناضل سمير القنطار، حيث كان في وداعه هو ورفاقه، الشهيد القائد ابو العباس ورفيقه القائد سعيد اليوسف الذي فقد اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان صيف عام 1982، حيث قامت المجموعة على الفور بالاستيلاء على المبنى رقم 61 بالمدينة واحتجاز اثنين من الصهاينة للعودة بهما لقواعد الجبهة بهدف مبادلتهما بأسرى فلسطينيين لدى العدو، وقبل ركوب البحر مرة أخرى اشتبكت قوات العدو الصهيوني مع المجموعة المكونة من أربعة مقاتلين فاستشهد مقاتلان هما ماجد أصلان ومهنا المؤيد وأصيب الآخران وأسرا بعد أن أوقعا أربعة قتلى في صفوف جنود العدو بينهم ضابط شرطة. كان سمير قنطار أحد الأسيرين وقد أصيب في صدره إصابة بليغة وصلت للرئتين أما الآخر فكان الاسير أحمد الأبرص، وفي محاكمة شهيرة حكم عليه بالسجن أربع مؤبدات بالإضافة لـ 47 سنة ولا زال البطل سمير قنطار عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية يقبع في سجون الاحتلال في انتظار تحريره على أيدي حزب الله الذي نفتخر ونعتز بمقاومته المجاهدة ،وخاصة ان جبهة التحرير الفلسطينية ومناضليه وكافة ابناء الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي ينتظرون عودة سمير القنطار بفرح كبير وانتصارا يحقق امل الامة، صحيح ان رفاق سمير القنطار القادة ابو العباس وطلعت وابو احمد وسعيد غابوا عن الفرحة الكبرى ، ولكن ارادة رفاقهم وصمود ومعاناة سمير اعاد لنا العزة والكرامة .
لماذا سمير القنطار وهناك الآلاف من الأسرى وجميعهم يستحق منا بذل كل الجهود لاطلاق سراحهم وهم منارتنا كما سمير القنطار ،ولكن لسمير الذي قدم حياته وما زال من اجل القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للامة العربية، وحاول العدو عدم تلبية شروط المقاومة بأطلاق سراحه في اكثر من صفقة تبادل، اضافة الى محاولات رفاقه في قيادة جبهة التحرير الفلسطينية بالتخطيط من قبل الرفيق الشهيد القائد المؤسس ابو العباس لعدة عمليات من اجل ذلك ، ومنها عمليات القدس البحرية واكيلي لور والمطار وغيرها ،
واليوم بعد ثلاثون عاما من الاعتقال الذي استهلك القسم الأكبر من عمره وصحته، قدم من خلالها تجربة نضالية قل نظيرها ،شكل فيها سمير مدرسة كفاحية ، رغم تعرضه لأشد الضغوط الجسدية والنفسية ليتراجع عن قناعاته القومية ومساومته على انتمائه للمقاومة والاعتذار عما فعل مقابل تسهيل حياته في المعتقل تمهيداً لتخفيف الحكم والإفراج عنه فرفض وسجل موقفاً يعرفه الجميع فكان في ذلك فلسطينياً بجدارة الدم الذي أراقه دفاعاً عن القضية المركزية، وكان وطنياً لبنانياً بجدارة حيث رفض كل الإغراءات والضغوط ليمثل نموذجاً مشرفاً للمقاوم العربي اللبناني الفلسطيني ولبلدته عبيه بالجبل وترعرع هناك.
لعب سمير القنطار دوراً بارزاً في معالجة إشكالات الواقع الفلسطيني، لكنه لم يقصر نشاطه في هذه الزاوية ، بل عمل جاهداً ومن خلف القضبان على وحدة الحركة الأسيرة بكل تلاوينها ، تماماً كدوره في تخفيف حدة التناقضات بين الفصائل الفلسطينية والانقسامات الداخلية. وكان ولا زال يقول أن فلسطين أرض عربية يجب تحريرها عبر المقاومة ، وفي خضم نضاله المشهود داخل معتقلات النازيين الجدد لم يتردد في إكمال تعليمه الجامعي والحصول على شهادة الماجستير في احد العلوم الإنسانية، تردد اسم الأسير سمير قنطار على مدار العقود الثلاثة الماضية كأبرز المرشحين للتبادل والخروج من الأسر كان أبرزها عام 2006 بعد عملية حزب الله البطولية في جنوب لبنان والتي أسر فيها جندين صهاينة، وطالب الحزب بالإفراج عن معتقلين لبنانيين وعرب على رأسهم المناضل سمير قنطار.
سمير قنطار يقيم أفضل العلاقات مع الفصائل الفلسطينية وهو يمثل جزء منها لكونه عضواً في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية. وهو على علاقة وطيدة مع المقاومة وحزب الله ويضع نفسه في خدمة المقاومة وسيدها سماحة السيد حسن نصرالله ، حيث يضعه حزب الله على رأس مطالبه لتبادل الأسرى، حيث وضع حزب الله النقاط على الحروف ... فكان العهد والوعد الذي اطلقه سماحة السيد حسن نصرالله بأن يكون القائد المناضل سمير القنطار واخوانه الاسرى قريبا بيننا ،وعودة جثامين الشهداء، واطلاق سراح عدد من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب.
ومن هنا نؤكد وفائنا للمقاومة في لبنان واعتزازنا بانتصاراتها وبوقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
سمير قنطار هو عميد الأسرى العرب في سجون العدو وهو موضع إجماع فلسطيني فيما يخص تكريمه ووضعه في المكان اللائق من سلم الأولويات الوطنية،حيث تقوم جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة امينها العام الدكتور واصل ابو يوسف بالاستعداد لاقامة حفلات وطنية في مختلف المحافظات الفلسطينية ، وهي التي لم تنسى سمير القنطار يوما بكافة المناسبات الوطنية ، لانها تعتبر سمير بطلا من ابطالها ومناضلا من مناضلي المقاومة ، واليوم اصبح رمزا من رموز المقاومة ، وحين نجيب عن سؤال لماذا سمير القنطار لا ننسى الصفات القيادية والإنسانية التي يتحلى بها الرجل فهو ذو مناقبية عالية ومعروفة ويتمتع بأخلاق ثورية رفيعة، رجل يعرف قيمة التواضع والاثرة، ويتصف بأدب جم، يعتز بعروبته وبانتمائه لامته، حيث لا يترك الأسير سمير قنطار مناسبة وطنية فلسطينية أو لبنانية وعربية الا وكان له موقف مندداً بالتدخل الأمريكي في المنطقة ومشيداً في المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وبنضال الشعوب في العالم.
سمير القنطار ابن بار لامته وشعبه ويمثل الوجه الحقيقي الأصيل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية في كل ممارساته وفي صموده على وجه الخصوص وفي تمسكه بكل القيم والأهداف التي من أجلها قدم دمه وعمره ولا زال يقدم، وامام كل ذلك فهو وجه الحركة الأسيرة التي يعتز الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي بها.
لسمير قنطار ولكل أسير عربي داخل سجون الاحتلال تحية حب صادقة، ووردة حمراء بلون دمهم الطاهر الذي انسكب على أرض فلسطين العربية ليعطي لحلم العودة شرايين حياة، ولهم حدقات عيوننا الشاخصة تنتظر عودتهم.... قريباً.
المدير العام لصحيفة الغد الاخبارية
عضو اللحنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية
بقلم / عباس الجمعة
في الثاني والعشرين من نيسان/ابريل عام 1979 كانت عملية الشهيد جمال عبد الناصر حيث نزلت مجموعة فدائية من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الامين العام القائد ابو العباس ،على شاطىء مدينة نهاريا المحتلة شمال فلسطين بقيادة المناضل سمير القنطار، حيث كان في وداعه هو ورفاقه، الشهيد القائد ابو العباس ورفيقه القائد سعيد اليوسف الذي فقد اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان صيف عام 1982، حيث قامت المجموعة على الفور بالاستيلاء على المبنى رقم 61 بالمدينة واحتجاز اثنين من الصهاينة للعودة بهما لقواعد الجبهة بهدف مبادلتهما بأسرى فلسطينيين لدى العدو، وقبل ركوب البحر مرة أخرى اشتبكت قوات العدو الصهيوني مع المجموعة المكونة من أربعة مقاتلين فاستشهد مقاتلان هما ماجد أصلان ومهنا المؤيد وأصيب الآخران وأسرا بعد أن أوقعا أربعة قتلى في صفوف جنود العدو بينهم ضابط شرطة. كان سمير قنطار أحد الأسيرين وقد أصيب في صدره إصابة بليغة وصلت للرئتين أما الآخر فكان الاسير أحمد الأبرص، وفي محاكمة شهيرة حكم عليه بالسجن أربع مؤبدات بالإضافة لـ 47 سنة ولا زال البطل سمير قنطار عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية يقبع في سجون الاحتلال في انتظار تحريره على أيدي حزب الله الذي نفتخر ونعتز بمقاومته المجاهدة ،وخاصة ان جبهة التحرير الفلسطينية ومناضليه وكافة ابناء الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي ينتظرون عودة سمير القنطار بفرح كبير وانتصارا يحقق امل الامة، صحيح ان رفاق سمير القنطار القادة ابو العباس وطلعت وابو احمد وسعيد غابوا عن الفرحة الكبرى ، ولكن ارادة رفاقهم وصمود ومعاناة سمير اعاد لنا العزة والكرامة .
لماذا سمير القنطار وهناك الآلاف من الأسرى وجميعهم يستحق منا بذل كل الجهود لاطلاق سراحهم وهم منارتنا كما سمير القنطار ،ولكن لسمير الذي قدم حياته وما زال من اجل القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للامة العربية، وحاول العدو عدم تلبية شروط المقاومة بأطلاق سراحه في اكثر من صفقة تبادل، اضافة الى محاولات رفاقه في قيادة جبهة التحرير الفلسطينية بالتخطيط من قبل الرفيق الشهيد القائد المؤسس ابو العباس لعدة عمليات من اجل ذلك ، ومنها عمليات القدس البحرية واكيلي لور والمطار وغيرها ،
واليوم بعد ثلاثون عاما من الاعتقال الذي استهلك القسم الأكبر من عمره وصحته، قدم من خلالها تجربة نضالية قل نظيرها ،شكل فيها سمير مدرسة كفاحية ، رغم تعرضه لأشد الضغوط الجسدية والنفسية ليتراجع عن قناعاته القومية ومساومته على انتمائه للمقاومة والاعتذار عما فعل مقابل تسهيل حياته في المعتقل تمهيداً لتخفيف الحكم والإفراج عنه فرفض وسجل موقفاً يعرفه الجميع فكان في ذلك فلسطينياً بجدارة الدم الذي أراقه دفاعاً عن القضية المركزية، وكان وطنياً لبنانياً بجدارة حيث رفض كل الإغراءات والضغوط ليمثل نموذجاً مشرفاً للمقاوم العربي اللبناني الفلسطيني ولبلدته عبيه بالجبل وترعرع هناك.
لعب سمير القنطار دوراً بارزاً في معالجة إشكالات الواقع الفلسطيني، لكنه لم يقصر نشاطه في هذه الزاوية ، بل عمل جاهداً ومن خلف القضبان على وحدة الحركة الأسيرة بكل تلاوينها ، تماماً كدوره في تخفيف حدة التناقضات بين الفصائل الفلسطينية والانقسامات الداخلية. وكان ولا زال يقول أن فلسطين أرض عربية يجب تحريرها عبر المقاومة ، وفي خضم نضاله المشهود داخل معتقلات النازيين الجدد لم يتردد في إكمال تعليمه الجامعي والحصول على شهادة الماجستير في احد العلوم الإنسانية، تردد اسم الأسير سمير قنطار على مدار العقود الثلاثة الماضية كأبرز المرشحين للتبادل والخروج من الأسر كان أبرزها عام 2006 بعد عملية حزب الله البطولية في جنوب لبنان والتي أسر فيها جندين صهاينة، وطالب الحزب بالإفراج عن معتقلين لبنانيين وعرب على رأسهم المناضل سمير قنطار.
سمير قنطار يقيم أفضل العلاقات مع الفصائل الفلسطينية وهو يمثل جزء منها لكونه عضواً في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية. وهو على علاقة وطيدة مع المقاومة وحزب الله ويضع نفسه في خدمة المقاومة وسيدها سماحة السيد حسن نصرالله ، حيث يضعه حزب الله على رأس مطالبه لتبادل الأسرى، حيث وضع حزب الله النقاط على الحروف ... فكان العهد والوعد الذي اطلقه سماحة السيد حسن نصرالله بأن يكون القائد المناضل سمير القنطار واخوانه الاسرى قريبا بيننا ،وعودة جثامين الشهداء، واطلاق سراح عدد من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب.
ومن هنا نؤكد وفائنا للمقاومة في لبنان واعتزازنا بانتصاراتها وبوقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
سمير قنطار هو عميد الأسرى العرب في سجون العدو وهو موضع إجماع فلسطيني فيما يخص تكريمه ووضعه في المكان اللائق من سلم الأولويات الوطنية،حيث تقوم جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة امينها العام الدكتور واصل ابو يوسف بالاستعداد لاقامة حفلات وطنية في مختلف المحافظات الفلسطينية ، وهي التي لم تنسى سمير القنطار يوما بكافة المناسبات الوطنية ، لانها تعتبر سمير بطلا من ابطالها ومناضلا من مناضلي المقاومة ، واليوم اصبح رمزا من رموز المقاومة ، وحين نجيب عن سؤال لماذا سمير القنطار لا ننسى الصفات القيادية والإنسانية التي يتحلى بها الرجل فهو ذو مناقبية عالية ومعروفة ويتمتع بأخلاق ثورية رفيعة، رجل يعرف قيمة التواضع والاثرة، ويتصف بأدب جم، يعتز بعروبته وبانتمائه لامته، حيث لا يترك الأسير سمير قنطار مناسبة وطنية فلسطينية أو لبنانية وعربية الا وكان له موقف مندداً بالتدخل الأمريكي في المنطقة ومشيداً في المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وبنضال الشعوب في العالم.
سمير القنطار ابن بار لامته وشعبه ويمثل الوجه الحقيقي الأصيل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية في كل ممارساته وفي صموده على وجه الخصوص وفي تمسكه بكل القيم والأهداف التي من أجلها قدم دمه وعمره ولا زال يقدم، وامام كل ذلك فهو وجه الحركة الأسيرة التي يعتز الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي بها.
لسمير قنطار ولكل أسير عربي داخل سجون الاحتلال تحية حب صادقة، ووردة حمراء بلون دمهم الطاهر الذي انسكب على أرض فلسطين العربية ليعطي لحلم العودة شرايين حياة، ولهم حدقات عيوننا الشاخصة تنتظر عودتهم.... قريباً.
المدير العام لصحيفة الغد الاخبارية
عضو اللحنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية