في تمام الساعة الحادية عشرة من ليلة أمس , كنت على موعد لمشاهدة فلم لم يتسنى لي مشاهدة من قبل , فلم اعتقد معظمكم شاهده وهو ( مملكة السماء ) , ولا اعرف ربما كان هناك أكثر من سبب يجعل المشاهد العربي يتتبع بشوق أحداث الفلم , لو اتفقنا على وجود ممثل عربي بحجم ( غسان مسعود ) وبدور قائد بحجم (صلاح الدين ) , أو ربما ما ينتاب المواطن العربي والمسلم من حقبة تاريخية كانت فاصلة ولها أثرها في تكوين المجتمع الإسلامي وهي فترة استعادة القدس وتحريرها .
الحقيقة كانت الصدمة كبيرة , وأنا أتابع أحداث هذا الفلم ومدى غباش الرؤيا حين تتجه الكاميرا نحو الرجل العربي والمسلم وكيفية تصويره على انه إنسان غبي يتصرف عن غريزة وليس من عقل وفكر وقلب . خاصة في نهايات الفلم عندما بدأ المسلمون باجتياز الثغرة في سور الحصن
ومدى استبسال الجندي الآخر في الدفاع والبراعة في التصدي كأن يقتل مثلا أربعة أو خمسة من جنود المسلمين قبل أن يسقط أخيرا بضربة رمح او خنجر من الخلف .
المخرج (ريدلي سكوت ) هو مخرج فلم ( المصارع ) للمثل الأمريكي ( راسل كرو) ومن تابع أحداث ذاك الفلم واستطاع أن يعيد الشريط إلى بدايات الفلم الأولى في ذاكرته وكيفية اشتهار المسلمين في دول المغرب ببيع وشراء العبيد ومعاملتهم القاسية لهم , أضف إلى ذلك أسلوبهم في تجارة العبيد والذي يصور مدى تخلف وبربرية تدعو إلى التقزز ..
نظرة للمخرج البريطاني من زاوية واحدة عززتها شركة ( فوكس ) المنتجة لفلم ( مملكة السماء ) وهي شركة يهودية , أضف إلى ذلك دور البطولة الذي اسند إلى الممثل الصاعد (اورلاندو بلوم) , والذي لعب دور مهما في الفلم المشهور ( سيد الخواتم ) وهو فلم لا تخفى نواياه على أحدكم عندما جعل الرجل الغربي ذو العيون الزرقاء منقذ العالم ورجل الخير , أما الرجل الملثم ذو العيون السوداء والملامح السمراء فهو الرجل الشرقي المغتصب والقاتل بوحشية وهمجية .
يناقش فلم ( مملكة السماء ) باختصار كيف واجه الصليبيون المسلمين بقيادة صلاح الدين لكن الفيلم لم يعرض كيف يخطط المسلمون لمواجهة الصليبيين ولا وجهة نظرهم ويكتفي ببعض اللقطات التي لا تفي بالغرض، بحيث يعتقد مشاهد الفيلم أن صلاح الدين هاجم الصليبيين لأنهم نكثوا الهدنة فقط وقتلوا بعض المسلمين في الديار المقدسة .
عمل المخرج بحنكة وذكاء على تضليل المشاهد العربي وانتزاع رفضه وذلك حين أظهر بعض اللقطات للقائد ( صلاح الدين ) في عزته وشموخه وبوجه السمح ولكن على ظهر جواده , وبينما القائد ( باليون ) في خضم المعركة يدافع عن أسوار القدس .
صور المخرج مدى براعة القائد ( باليون ) وإفشاله للكثير من محاولات اجتياز الحصن وسقوط أعداد هائلة من الجنود المسلمين , وبطريقة فوضوية لا تنم عن خبرة عسكرية أو تدبير مسبق للقائد ( صلاح الدين ) , فقط حشود كبيرة من الجنود يتدافعون إلى الأسوار مثل الجراد . وهذا في النهاية ما عزز انتصار المسلمين .
الفيلم رغم ذلك يعتبر نقلة نوعية في التفكير السينمائي الغربي لنقل التاريخ بدون تزييف وعلى الأقل بأقل قدر من الكذب رغم ما يشكله ذلك من نقد لاذع للمخرج والكاتب معا
الفيلم لمن لم ينتبه يشير إلى أن المسلمين الذين يهاجمون المدينة لم يولدوا بها وليس لهم حق بها وهم جاءوا من خارجها لكنه يطرح أيضا على لسان أورلندو أن هذه الحروب يجب أن لا تكون دفاعا عن كنيسة أو كنيس يهودي أو مسجد، ولكن عن الناس الذين في القدس، عن المواطنين، هكذا يشحذ أورلندو همم أبناء القدس للدفاع عنها لكن الفيلم لم يعرض كيف يشحذ صلاح الدين همم جنوده ولا كيف يخطط لهم ومعهم وكأن الفيلم كان يهدف فقط لتعريف المشاهد بالصليبيين وما تعرضوا له فقط
محمد ثلجي
الحقيقة كانت الصدمة كبيرة , وأنا أتابع أحداث هذا الفلم ومدى غباش الرؤيا حين تتجه الكاميرا نحو الرجل العربي والمسلم وكيفية تصويره على انه إنسان غبي يتصرف عن غريزة وليس من عقل وفكر وقلب . خاصة في نهايات الفلم عندما بدأ المسلمون باجتياز الثغرة في سور الحصن
ومدى استبسال الجندي الآخر في الدفاع والبراعة في التصدي كأن يقتل مثلا أربعة أو خمسة من جنود المسلمين قبل أن يسقط أخيرا بضربة رمح او خنجر من الخلف .
المخرج (ريدلي سكوت ) هو مخرج فلم ( المصارع ) للمثل الأمريكي ( راسل كرو) ومن تابع أحداث ذاك الفلم واستطاع أن يعيد الشريط إلى بدايات الفلم الأولى في ذاكرته وكيفية اشتهار المسلمين في دول المغرب ببيع وشراء العبيد ومعاملتهم القاسية لهم , أضف إلى ذلك أسلوبهم في تجارة العبيد والذي يصور مدى تخلف وبربرية تدعو إلى التقزز ..
نظرة للمخرج البريطاني من زاوية واحدة عززتها شركة ( فوكس ) المنتجة لفلم ( مملكة السماء ) وهي شركة يهودية , أضف إلى ذلك دور البطولة الذي اسند إلى الممثل الصاعد (اورلاندو بلوم) , والذي لعب دور مهما في الفلم المشهور ( سيد الخواتم ) وهو فلم لا تخفى نواياه على أحدكم عندما جعل الرجل الغربي ذو العيون الزرقاء منقذ العالم ورجل الخير , أما الرجل الملثم ذو العيون السوداء والملامح السمراء فهو الرجل الشرقي المغتصب والقاتل بوحشية وهمجية .
يناقش فلم ( مملكة السماء ) باختصار كيف واجه الصليبيون المسلمين بقيادة صلاح الدين لكن الفيلم لم يعرض كيف يخطط المسلمون لمواجهة الصليبيين ولا وجهة نظرهم ويكتفي ببعض اللقطات التي لا تفي بالغرض، بحيث يعتقد مشاهد الفيلم أن صلاح الدين هاجم الصليبيين لأنهم نكثوا الهدنة فقط وقتلوا بعض المسلمين في الديار المقدسة .
عمل المخرج بحنكة وذكاء على تضليل المشاهد العربي وانتزاع رفضه وذلك حين أظهر بعض اللقطات للقائد ( صلاح الدين ) في عزته وشموخه وبوجه السمح ولكن على ظهر جواده , وبينما القائد ( باليون ) في خضم المعركة يدافع عن أسوار القدس .
صور المخرج مدى براعة القائد ( باليون ) وإفشاله للكثير من محاولات اجتياز الحصن وسقوط أعداد هائلة من الجنود المسلمين , وبطريقة فوضوية لا تنم عن خبرة عسكرية أو تدبير مسبق للقائد ( صلاح الدين ) , فقط حشود كبيرة من الجنود يتدافعون إلى الأسوار مثل الجراد . وهذا في النهاية ما عزز انتصار المسلمين .
الفيلم رغم ذلك يعتبر نقلة نوعية في التفكير السينمائي الغربي لنقل التاريخ بدون تزييف وعلى الأقل بأقل قدر من الكذب رغم ما يشكله ذلك من نقد لاذع للمخرج والكاتب معا
الفيلم لمن لم ينتبه يشير إلى أن المسلمين الذين يهاجمون المدينة لم يولدوا بها وليس لهم حق بها وهم جاءوا من خارجها لكنه يطرح أيضا على لسان أورلندو أن هذه الحروب يجب أن لا تكون دفاعا عن كنيسة أو كنيس يهودي أو مسجد، ولكن عن الناس الذين في القدس، عن المواطنين، هكذا يشحذ أورلندو همم أبناء القدس للدفاع عنها لكن الفيلم لم يعرض كيف يشحذ صلاح الدين همم جنوده ولا كيف يخطط لهم ومعهم وكأن الفيلم كان يهدف فقط لتعريف المشاهد بالصليبيين وما تعرضوا له فقط
محمد ثلجي