مودة الفؤاد
نبيه بن مراد العطرجي
الدعابة في حياتنا
ما أجمل أن يضم المرء في تعامله مع الغير روح الدعابة ( المزح ) ومفاكهة الحديث وعذوبة المنطق وطرافة الحكمة ، وأن تكون أحد وسائل التربية التي نستخدمها مع من حولنا بجانب وسائل التربية الأخرى ، وهي من أهم الوسائل المساعدة على التنفيس والانبساط وإشاعة روح المرح والسرور والسعادة ، مقتدين في ذلك بما كان يفعله رسول الله عليه الصلاة والسلام مع صحابته رضوان الله عليهم روي عن أن بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) والنغير: تصغير النغر وهو طائر أحمر يجمع على نفران ، فالمداعبة أمر محبوب أقرتها الشريعة الإسلامية والسنة النبوية من خلال مداعبة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهله روى أبو يعلى في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له ، فقالت لسوده والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهما : كلي . فأبت ، فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ؟ فأبت . فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضع بيده لها ، وقال لها : إلطخي وجهها - أي أنه وضع من تلك الحريرة في يده لسوده لتلطخ وجه عائشة رضي الله عنها – فلـطـخت وجهي فضحك النبي صلـى الله عليه وسلم لها ) ولأصحابه فقد روي أن صهيب الرومي رضي الله عنه كثير المزاح ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاطفه ويدخل السرور على نفسه ، وكان وقتها – أي صهيب - يأكل تمراً وبه رمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتأكل التمر وبك رمد ؟ فقال يا رسول الله : إنما أمضغ على الناحية الأخرى . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ومداعبة الصحابة رضوان الله عليهم بعضهم لبعض ، روي عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال : أقبل أبو هريرة في السوق يحمل حزمة حطب ، وهو يومئذ خليفة لمروان ، فقال : أوسع للأمير ، وذكر ابن منظور في لسان العرب في مادة دَعَبَ قوله - داعبه مداعبة : مازحه ، والاسم الدعابة ، و المداعبة : الممازحة ، وقال : الدعابة : المزاح ، والدُّعْبُبُ : المَّزّاح ، وأدْعَبَ الرجل : أي قال كلمة مليحة - وعرفها ابن حجر في الفتح بأنها : الملاطفة في القول بالمزاح وغيره . ، فالمداعبة والمزاح شيء واحد ، وهي حميدة أن كانت تدخل السرور على الآخرين دون جرح للمشاعر أو إهدار للكرامات ، وهي بذلك تنقسم إلى قسمين ، فالأول ما كان مباحاً لا يوقع في معصية ، ولا يشغل عن طاعة ، شريطة أن لا يكثر منه المرء فيطغى على الجدية التي هي الأصل في حياته ، فالإسلام يهذب سلوك المسلم حتى في مواطن المداعبة ، والثاني محرم لأنه يخدش الحياء ويجرح الكرامة ويثير الحفيظة ، فالمداعبة بالباطل لا تجوز يقول ابن حجر في الفتح كلاماً ما معناه - المنهي عنه في المزاح ما كان فيه إفراط أو مداومة ، لأنه يشغل عن ذكر الله ، وعن التفكر في مهمات الدين ويقسي القلب ويزرع الحقد ويسقط المهابة والوقار – وهكذا نجد في الدعابة النبوية أُسوةً حسنةً لنا في حياتنا ، فهي تروِّح عن النفوس ، وتطيِّب الخواطر والقلوب ، وتحقق السعادة والألفة والمحبة والود بين أفراد المجتمع . فهل نحن فاعلون !!!
ومن أصدق من الله قيلاً { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }.
نبيه بن مراد العطرجي
مكة المكرمة
ناسوخ / 0500500313
www.maccah.com
[email protected]
نبيه بن مراد العطرجي
الدعابة في حياتنا
ما أجمل أن يضم المرء في تعامله مع الغير روح الدعابة ( المزح ) ومفاكهة الحديث وعذوبة المنطق وطرافة الحكمة ، وأن تكون أحد وسائل التربية التي نستخدمها مع من حولنا بجانب وسائل التربية الأخرى ، وهي من أهم الوسائل المساعدة على التنفيس والانبساط وإشاعة روح المرح والسرور والسعادة ، مقتدين في ذلك بما كان يفعله رسول الله عليه الصلاة والسلام مع صحابته رضوان الله عليهم روي عن أن بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) والنغير: تصغير النغر وهو طائر أحمر يجمع على نفران ، فالمداعبة أمر محبوب أقرتها الشريعة الإسلامية والسنة النبوية من خلال مداعبة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهله روى أبو يعلى في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له ، فقالت لسوده والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهما : كلي . فأبت ، فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ؟ فأبت . فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضع بيده لها ، وقال لها : إلطخي وجهها - أي أنه وضع من تلك الحريرة في يده لسوده لتلطخ وجه عائشة رضي الله عنها – فلـطـخت وجهي فضحك النبي صلـى الله عليه وسلم لها ) ولأصحابه فقد روي أن صهيب الرومي رضي الله عنه كثير المزاح ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاطفه ويدخل السرور على نفسه ، وكان وقتها – أي صهيب - يأكل تمراً وبه رمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتأكل التمر وبك رمد ؟ فقال يا رسول الله : إنما أمضغ على الناحية الأخرى . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ومداعبة الصحابة رضوان الله عليهم بعضهم لبعض ، روي عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال : أقبل أبو هريرة في السوق يحمل حزمة حطب ، وهو يومئذ خليفة لمروان ، فقال : أوسع للأمير ، وذكر ابن منظور في لسان العرب في مادة دَعَبَ قوله - داعبه مداعبة : مازحه ، والاسم الدعابة ، و المداعبة : الممازحة ، وقال : الدعابة : المزاح ، والدُّعْبُبُ : المَّزّاح ، وأدْعَبَ الرجل : أي قال كلمة مليحة - وعرفها ابن حجر في الفتح بأنها : الملاطفة في القول بالمزاح وغيره . ، فالمداعبة والمزاح شيء واحد ، وهي حميدة أن كانت تدخل السرور على الآخرين دون جرح للمشاعر أو إهدار للكرامات ، وهي بذلك تنقسم إلى قسمين ، فالأول ما كان مباحاً لا يوقع في معصية ، ولا يشغل عن طاعة ، شريطة أن لا يكثر منه المرء فيطغى على الجدية التي هي الأصل في حياته ، فالإسلام يهذب سلوك المسلم حتى في مواطن المداعبة ، والثاني محرم لأنه يخدش الحياء ويجرح الكرامة ويثير الحفيظة ، فالمداعبة بالباطل لا تجوز يقول ابن حجر في الفتح كلاماً ما معناه - المنهي عنه في المزاح ما كان فيه إفراط أو مداومة ، لأنه يشغل عن ذكر الله ، وعن التفكر في مهمات الدين ويقسي القلب ويزرع الحقد ويسقط المهابة والوقار – وهكذا نجد في الدعابة النبوية أُسوةً حسنةً لنا في حياتنا ، فهي تروِّح عن النفوس ، وتطيِّب الخواطر والقلوب ، وتحقق السعادة والألفة والمحبة والود بين أفراد المجتمع . فهل نحن فاعلون !!!
ومن أصدق من الله قيلاً { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }.
نبيه بن مراد العطرجي
مكة المكرمة
ناسوخ / 0500500313
www.maccah.com
[email protected]