
الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
بقلم : سامح عوده - فلسطين
كلمات في الشهيد القائد .. مازن حسني علي الاحمد " أبو الوفا " في ذكرى استشهاده .. السادسه
الذي يصادف 19 – 6- 2008 م
مثقلون نحن بالحنين .. محملون بالوجع لعطر كان هنا وغادر إلى الجنة، دماء زكية مازال مسكها يملأ الذاكرة بحنين، لمن كانوا الأوفياء للوطن الساكن فينا ، فقدموا أروحهم رخيصة ً على درب الحرية، التي كنا نحلم بها، كل كلمات الرثاء تسقط أمام طيفهم العابر الينا كل لحظة، وكل حروف الرثاء تسكبُ رحيقها كي تعود إلى خط البداية، حين كانوا بيننا، نراهم نسمعهم نكلمهم .. أما الآن وقد حال الموت بيننا فرحلوا إلى دار الأخيرة خالدين في ظلال ربهم ، بقيت في سمائنا قصص وحكايا، صور وروايات لم ترّوَ بعد..!! بقيت لدينا الاسطوره التي جعلتكم ترحلون ، كيف حملتم الأرواح على الأكف؟ وتسابقتم شهداءَ إلى الجنة..!!
وحده الموت القادر على قهرنا، وحده القدر القادر على تفريقنا، وسنة الحياة أن تكونوا شهداء، ونكون نحن الأحياء الأوفياء لكم، منغمسون نحن بالجراح وانتم تحيون مع الأنبياء والصديقين، أرواحكم الخالدة فينا بقيت بيننا وان رحلتم أنتم بأجسادكم، تمر بنا الذكرى شهيداً تلو الشهيد، وانتم تتسابقون عريساً تلو العريس، تمر الأيام كأنها اللحظة..!! بالأمس كنتم هنا .. وها هو الأمس يعود بنا ليكرر نفسه الدرس في حياة عاشقي الأرض، هم زيتونها، وزيتها الذي لا ينضب ..
أبا الوفا..
الشهيد الأسطورة، والبندقة التي لم تسقط، والرصاصة التي لم توجه إلا لصدرِ محتلٍ غاصبٍ، لم يكن التاسع عشر من حزيران يوماً عادياً، لقد حفر في الذاكرة أخدوداً، فمن ينساك أيها الصقر المحلّقُ في سماء الوطن، أيها القائد الذي أبى إلا أن يموت واقفاً كالأشجار، فكان ذلك اليوم درساً في حياة بني صهيون فهم سقطوا أمامك كأوراق الخريف ورقةً تلو الورقة، فلم يستطيعوا النيل منك إلا بقذائف حاقدة، ومن خلف حصون منيعة ..!!
ها هي ذكراك السادسة تمر بنا ، تثاقل الأقلام في أيدينا، فبأي قلمٍ نكتبك؟ وتأبى المحابر إلا أن تسكب مدادها على لوح أصم، حتى يصرخ الصخر والبحر والشجر وكل الأماكن التي عرفتك، فهي مازالت تحن إليك، شوارع قلقيلية وبرتقالها الحزين، وسنابل القمح في موسم الحصاد تذكرك، نعم .. تذكرك أيها المعلم القائد ، فالأرواح الطاهرة تترك أريجها في الأماكن ليبقى الأريج شاهداً على من مرّ من هنا.. يرشد العابرين في الدرب كي يتبعوه، في كل حارة وشارع يشهد أن هذا ( عطر .. ) .. مازن ، عطرٌ من بساتين قلقيلية المنغمسة في الجرح، القابعة في سجن وأسوار أوغلت فينا ذبحاً، لكنها لم تستطع أن تدنس عطرك..!! فعطرك وذكراك لن يمحوهما حقد صهيوني ظالم ولا محتل غاشم.
في ذكراك أبا الوفا تفتح غياهب الحلم، وينشق صدر السماء ليعبرنا النور من جديدٍ، ويسكننا الأمل الذي طالما منينا النفس به، زارعاً فينا أملاً بان الله لا يخلف وعده، وأن الدروب مهما تقطعت فينا فلن تبتلعنا الأرض، ولن تأكلنا ذئاب الحقد، لان أسطورتك أنت ومن معكَ من قوافل الشهداء، كسرت أنياب الذئاب وجعلت كلاب الطرقات الضالة تهرب إلى جحورها، فمن يواجه الأسطورة؟
أيها الشهيد الأغر..
المرحوم البار بوطنه وأمته هل هي الصدفة التي جعلتهم يطلقون عليكَ لقبَ أبي الوفا ؟
أم أن الوفاء جذرٌ نبت في روحكَ الطاهرة لتستحق هذا الاسم ؟ لقد اثبت َ بان الوفاء تلميذٌ صغيرٌ في مدرساتك فاحترت بأي الأسماء أناديكَ أبا الوفا أم أبا الشجاعة .. أم ماذا ؟ كل الأسماء تليق بك وكل الألسن التي عرفتك تروي عنك الكثير .. الكثير .. فمآثرك وشجاعتك جعلت كل البشر الذين عرفوك يشهدون لك بأنك الصادق الصدوق الذي لم يتراجع أمام عدة المحتلين وعتادهم ..
أيها الراحل إلى أفق مبتسم .. ومدىً رحبٍ وضياءٍ ونورٍ، رحلت وتركت القلوب تختلج بذكراك لتعود بنا الذاكرة الملبدة بشريطها الحزين لتفجر في الوعي بركان حزن، وتفتح في الألباب نوافذ عشق ، حزن على الفراق وعشق لشموعكم التي غابت عن عالمنا، فشنقتنا العتمة بسلاسلها واغتالت منا الإبصار، فلم يبقَ لنا إلا شموع الحنين نشعلها حينما تتكاثف الذكريات كغيمات تحمل في أحشائها المطر، كي نروي لمن سيأتون بعدنا ولأبنائنا سر هذا الموت الأسطوري، كيف واجهتم ارتال الدبابات بإيمان متين وعزيمة لا تلين، وحققتم المعجزة فقهرتم عدونا بالموت، وجعلتموه يواجهكم والرعب يجر جيوشه الى صدروهم ..
أبا الوفا ..
الفجر سيولد من جديد برغم حقول الألغام والموت التي تحيط بنا، برغم الشقاء الذي بنى له منابراً على صدورنا، فقذفنا بحبة ملح بحجم قرص الشمس ..!! وجرح بحجم الكون، فالحق حتماً منتصر والصبر سيصنع فينا معجزةً أقوى من غارة غادر .. وظلم ظالم فقد علمتمونا " ما بعد الضيق الا الفرج " وان الذاهبون إلى الجنة يعبدون بدمهم الزكي درب الحرية لمن سيأتون من بعدهم، فالنور حتما في آخر النفق مهما كان بعيداً فإننا نراه قريباً ، انه البوصلة الموجهة نحو بوابة الوطن ، فانتم من وجهها لذا لن نضل الطريق مهما علا موج الظلم والطغيان.. فالبوصلة مازالت موجهة نحو القدس ونحن نسير باتجاهها وان تثاقلت الخطوات فينا، وكبونا آلاف الكبوات، وتعثرنا، وإحترقنا، فنحن كطائر الفينيق نعود من تحت الرماد .. رحلتم بلا موعد ٍ ، وسافرتم في محطات بلا حقائب، وعبرتم البحر الهائج بلا أشرعةٍ ، صعدتم الى الجنة لكن ذكراكم بقيت بيننا لن ترحل أبداً ..!!
بقلم : سامح عوده - فلسطين
كلمات في الشهيد القائد .. مازن حسني علي الاحمد " أبو الوفا " في ذكرى استشهاده .. السادسه
الذي يصادف 19 – 6- 2008 م
مثقلون نحن بالحنين .. محملون بالوجع لعطر كان هنا وغادر إلى الجنة، دماء زكية مازال مسكها يملأ الذاكرة بحنين، لمن كانوا الأوفياء للوطن الساكن فينا ، فقدموا أروحهم رخيصة ً على درب الحرية، التي كنا نحلم بها، كل كلمات الرثاء تسقط أمام طيفهم العابر الينا كل لحظة، وكل حروف الرثاء تسكبُ رحيقها كي تعود إلى خط البداية، حين كانوا بيننا، نراهم نسمعهم نكلمهم .. أما الآن وقد حال الموت بيننا فرحلوا إلى دار الأخيرة خالدين في ظلال ربهم ، بقيت في سمائنا قصص وحكايا، صور وروايات لم ترّوَ بعد..!! بقيت لدينا الاسطوره التي جعلتكم ترحلون ، كيف حملتم الأرواح على الأكف؟ وتسابقتم شهداءَ إلى الجنة..!!
وحده الموت القادر على قهرنا، وحده القدر القادر على تفريقنا، وسنة الحياة أن تكونوا شهداء، ونكون نحن الأحياء الأوفياء لكم، منغمسون نحن بالجراح وانتم تحيون مع الأنبياء والصديقين، أرواحكم الخالدة فينا بقيت بيننا وان رحلتم أنتم بأجسادكم، تمر بنا الذكرى شهيداً تلو الشهيد، وانتم تتسابقون عريساً تلو العريس، تمر الأيام كأنها اللحظة..!! بالأمس كنتم هنا .. وها هو الأمس يعود بنا ليكرر نفسه الدرس في حياة عاشقي الأرض، هم زيتونها، وزيتها الذي لا ينضب ..
أبا الوفا..
الشهيد الأسطورة، والبندقة التي لم تسقط، والرصاصة التي لم توجه إلا لصدرِ محتلٍ غاصبٍ، لم يكن التاسع عشر من حزيران يوماً عادياً، لقد حفر في الذاكرة أخدوداً، فمن ينساك أيها الصقر المحلّقُ في سماء الوطن، أيها القائد الذي أبى إلا أن يموت واقفاً كالأشجار، فكان ذلك اليوم درساً في حياة بني صهيون فهم سقطوا أمامك كأوراق الخريف ورقةً تلو الورقة، فلم يستطيعوا النيل منك إلا بقذائف حاقدة، ومن خلف حصون منيعة ..!!
ها هي ذكراك السادسة تمر بنا ، تثاقل الأقلام في أيدينا، فبأي قلمٍ نكتبك؟ وتأبى المحابر إلا أن تسكب مدادها على لوح أصم، حتى يصرخ الصخر والبحر والشجر وكل الأماكن التي عرفتك، فهي مازالت تحن إليك، شوارع قلقيلية وبرتقالها الحزين، وسنابل القمح في موسم الحصاد تذكرك، نعم .. تذكرك أيها المعلم القائد ، فالأرواح الطاهرة تترك أريجها في الأماكن ليبقى الأريج شاهداً على من مرّ من هنا.. يرشد العابرين في الدرب كي يتبعوه، في كل حارة وشارع يشهد أن هذا ( عطر .. ) .. مازن ، عطرٌ من بساتين قلقيلية المنغمسة في الجرح، القابعة في سجن وأسوار أوغلت فينا ذبحاً، لكنها لم تستطع أن تدنس عطرك..!! فعطرك وذكراك لن يمحوهما حقد صهيوني ظالم ولا محتل غاشم.
في ذكراك أبا الوفا تفتح غياهب الحلم، وينشق صدر السماء ليعبرنا النور من جديدٍ، ويسكننا الأمل الذي طالما منينا النفس به، زارعاً فينا أملاً بان الله لا يخلف وعده، وأن الدروب مهما تقطعت فينا فلن تبتلعنا الأرض، ولن تأكلنا ذئاب الحقد، لان أسطورتك أنت ومن معكَ من قوافل الشهداء، كسرت أنياب الذئاب وجعلت كلاب الطرقات الضالة تهرب إلى جحورها، فمن يواجه الأسطورة؟
أيها الشهيد الأغر..
المرحوم البار بوطنه وأمته هل هي الصدفة التي جعلتهم يطلقون عليكَ لقبَ أبي الوفا ؟
أم أن الوفاء جذرٌ نبت في روحكَ الطاهرة لتستحق هذا الاسم ؟ لقد اثبت َ بان الوفاء تلميذٌ صغيرٌ في مدرساتك فاحترت بأي الأسماء أناديكَ أبا الوفا أم أبا الشجاعة .. أم ماذا ؟ كل الأسماء تليق بك وكل الألسن التي عرفتك تروي عنك الكثير .. الكثير .. فمآثرك وشجاعتك جعلت كل البشر الذين عرفوك يشهدون لك بأنك الصادق الصدوق الذي لم يتراجع أمام عدة المحتلين وعتادهم ..
أيها الراحل إلى أفق مبتسم .. ومدىً رحبٍ وضياءٍ ونورٍ، رحلت وتركت القلوب تختلج بذكراك لتعود بنا الذاكرة الملبدة بشريطها الحزين لتفجر في الوعي بركان حزن، وتفتح في الألباب نوافذ عشق ، حزن على الفراق وعشق لشموعكم التي غابت عن عالمنا، فشنقتنا العتمة بسلاسلها واغتالت منا الإبصار، فلم يبقَ لنا إلا شموع الحنين نشعلها حينما تتكاثف الذكريات كغيمات تحمل في أحشائها المطر، كي نروي لمن سيأتون بعدنا ولأبنائنا سر هذا الموت الأسطوري، كيف واجهتم ارتال الدبابات بإيمان متين وعزيمة لا تلين، وحققتم المعجزة فقهرتم عدونا بالموت، وجعلتموه يواجهكم والرعب يجر جيوشه الى صدروهم ..
أبا الوفا ..
الفجر سيولد من جديد برغم حقول الألغام والموت التي تحيط بنا، برغم الشقاء الذي بنى له منابراً على صدورنا، فقذفنا بحبة ملح بحجم قرص الشمس ..!! وجرح بحجم الكون، فالحق حتماً منتصر والصبر سيصنع فينا معجزةً أقوى من غارة غادر .. وظلم ظالم فقد علمتمونا " ما بعد الضيق الا الفرج " وان الذاهبون إلى الجنة يعبدون بدمهم الزكي درب الحرية لمن سيأتون من بعدهم، فالنور حتما في آخر النفق مهما كان بعيداً فإننا نراه قريباً ، انه البوصلة الموجهة نحو بوابة الوطن ، فانتم من وجهها لذا لن نضل الطريق مهما علا موج الظلم والطغيان.. فالبوصلة مازالت موجهة نحو القدس ونحن نسير باتجاهها وان تثاقلت الخطوات فينا، وكبونا آلاف الكبوات، وتعثرنا، وإحترقنا، فنحن كطائر الفينيق نعود من تحت الرماد .. رحلتم بلا موعد ٍ ، وسافرتم في محطات بلا حقائب، وعبرتم البحر الهائج بلا أشرعةٍ ، صعدتم الى الجنة لكن ذكراكم بقيت بيننا لن ترحل أبداً ..!!