عامكم سعيد إن شاء الله !!
بقلم / الشيخ ياسين الأسطل
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
لقد مرت بنا نحن أهل فلسطين الأحزان تلو الأحزان، ولكن على ما وجدنا من المرارات المريرة لم نجد مثل هذا العام المنصرم منذ بدايته وحتى هذه اللحظة، المفتتح بالحسم الحمساوي بتسمية أهله؛ لولا أننا نرجو حلاوة التوحيد بشهادة
( أن لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله ) صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، بفضل الله عزوجل ، ثم ما نرجوه بفضل هذه المساعي الحثيثة من الفريقين المتخاصمين إخواننا فتح وحماس بعد المبادرة التي أطلقها فخامة الرئيس أيده الله تعالى وأحيا به وبهم وبنا أجمعين شريعة الإسلام ، وعصمنا من الفتن والمفتونين بسنة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم محمد ٍالأمين .
هذا التوحيد لله الذي يدعونا إلى الوحدة والائتلاف طائعين معتصمين بحبل الله (الكتاب والسنة ) وينهانا عن التفرق والاختلاف عاصين مبتدعين في دين الله ، قال الله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103 .
ومن الاعتصام بحبل الله طاعة الله وطاعة رسوله وأولى الأمر منا ، فإذا كان خلافٌ فالاحتكام إلى الكتاب والسنة عند التنازع والاختلاف ، لقوله سبحانه :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
فهو دليل على صدق دعوى الإيمان من ناحية ومن ناحية أخرى خيرٌ وأحسن تأويلاً أي عاقبة في الدنيا والآخرة من البقاء على التنازع والخصومة.
ولكن ليكون عامنا هذا سعيداً إن شاء الله وكذلك ما بعده علينا أن نتدارك أنفسنا ونقف على هذه الحقائق :
• الحقيقة الأولى أن ماحدث كان نتيجة أخطائنا أجمعين ، فتح وحماس وسائر الفصائل والقوى الفاعلة في المجتمع ، وما أبرئ نفسي وما أبرئ أحداً غيري ، بل نحن كلنا خطاؤون مخطئون !! .
• الثانية أن الأخطاء تتفاوت بتفاوت المسئوليات والأمانات التي في رقابنا جميعاً وخصوصاً من ألقت إليهم الأمة أمرها ، وحملتهم أماناتها ، وتسلموا أزمة قيادتها كلها أو جلها .
• الثالثة: على هؤلاء الذين تحملوا الأمانات من الأمة أن يدركوا أنه لن ينجيهم في حملهم الأمانة أمام الله ثم أمام الأمة إلا الصدق والعدل ، وأنه لن تنفعهم الألاعيب ولا الخداع ولا المكر السياسي ، فإن ذلك لاينطلي على الله تعالى ولا على الأمة ، مهما كانت ذرائعه اللولبية ، وحججه الحلزونية الالتفافية ، ومهما كان زمن البغي فهو حسير ، ومهما طال ليل الظلم فهو قصير والحق أبلج والباطل لجلج !
• الرابعة: يجب على هؤلاء الذين تحملوا الأمانات من الأمة أن ينصاعوا طائعين لأمر الله فقد قال سبحانه :
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58.
ومن أداء الأمانات إلى أهلها الرفق بهم ففي صحيح مسلم : ( ..عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ : سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا :
" اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ " .
ومن ذلك رحمة ضعيفهم وقضاء حوائجهم ، وفي مسند الإمام أحمد :
(.. عَنْ أَبِي الشَّمَّاخِ الْأَزْدِيِّ عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
"مَنْ وَلِيَ أَمْرَ النَّاسِ ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ الْمِسْكِينِ أَوْ الْمَظْلُومِ أَوْ ذِي الْحَاجَةِ أَغْلَقَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ دُونَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ عِنْدَ حَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ أَفْقَرَ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا " ) .
ويجب أن نكون مدركين أن ما حدث قبل عام لم يكن في ساحة فرغت إلا من اللاعبين الفلسطينيين فيها ، كما لم تكن فلتةً من الزمان ولا قدراً مقدوراً باقياً إلى يوم القيامة ؛ولا جبناً من فريق يظن به أنه مهزوم فقد يكون منهزماً أمام شعبه كظماً للغيظ وحقناً للدم ، ولا شجاعة من فريق يظن أنه منتصر معصومٌ بتأييدٍ إلهي ، بل إننا جميعاً جسدٌ واحدٌ ، وإن هذا الشرخ إلى التحام ، وهذا الخصام إلى وئام ، فليستدرك كلٌ منا خطأه بل خطيئته قبل أن يؤاخذ به أو يؤخذ ، فالله يداول الأيام بين الناس ، والتاريخ خير شاهد .
بقلم / الشيخ ياسين الأسطل
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
لقد مرت بنا نحن أهل فلسطين الأحزان تلو الأحزان، ولكن على ما وجدنا من المرارات المريرة لم نجد مثل هذا العام المنصرم منذ بدايته وحتى هذه اللحظة، المفتتح بالحسم الحمساوي بتسمية أهله؛ لولا أننا نرجو حلاوة التوحيد بشهادة
( أن لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله ) صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، بفضل الله عزوجل ، ثم ما نرجوه بفضل هذه المساعي الحثيثة من الفريقين المتخاصمين إخواننا فتح وحماس بعد المبادرة التي أطلقها فخامة الرئيس أيده الله تعالى وأحيا به وبهم وبنا أجمعين شريعة الإسلام ، وعصمنا من الفتن والمفتونين بسنة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم محمد ٍالأمين .
هذا التوحيد لله الذي يدعونا إلى الوحدة والائتلاف طائعين معتصمين بحبل الله (الكتاب والسنة ) وينهانا عن التفرق والاختلاف عاصين مبتدعين في دين الله ، قال الله تعالى :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103 .
ومن الاعتصام بحبل الله طاعة الله وطاعة رسوله وأولى الأمر منا ، فإذا كان خلافٌ فالاحتكام إلى الكتاب والسنة عند التنازع والاختلاف ، لقوله سبحانه :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
فهو دليل على صدق دعوى الإيمان من ناحية ومن ناحية أخرى خيرٌ وأحسن تأويلاً أي عاقبة في الدنيا والآخرة من البقاء على التنازع والخصومة.
ولكن ليكون عامنا هذا سعيداً إن شاء الله وكذلك ما بعده علينا أن نتدارك أنفسنا ونقف على هذه الحقائق :
• الحقيقة الأولى أن ماحدث كان نتيجة أخطائنا أجمعين ، فتح وحماس وسائر الفصائل والقوى الفاعلة في المجتمع ، وما أبرئ نفسي وما أبرئ أحداً غيري ، بل نحن كلنا خطاؤون مخطئون !! .
• الثانية أن الأخطاء تتفاوت بتفاوت المسئوليات والأمانات التي في رقابنا جميعاً وخصوصاً من ألقت إليهم الأمة أمرها ، وحملتهم أماناتها ، وتسلموا أزمة قيادتها كلها أو جلها .
• الثالثة: على هؤلاء الذين تحملوا الأمانات من الأمة أن يدركوا أنه لن ينجيهم في حملهم الأمانة أمام الله ثم أمام الأمة إلا الصدق والعدل ، وأنه لن تنفعهم الألاعيب ولا الخداع ولا المكر السياسي ، فإن ذلك لاينطلي على الله تعالى ولا على الأمة ، مهما كانت ذرائعه اللولبية ، وحججه الحلزونية الالتفافية ، ومهما كان زمن البغي فهو حسير ، ومهما طال ليل الظلم فهو قصير والحق أبلج والباطل لجلج !
• الرابعة: يجب على هؤلاء الذين تحملوا الأمانات من الأمة أن ينصاعوا طائعين لأمر الله فقد قال سبحانه :
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58.
ومن أداء الأمانات إلى أهلها الرفق بهم ففي صحيح مسلم : ( ..عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ : سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا :
" اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ " .
ومن ذلك رحمة ضعيفهم وقضاء حوائجهم ، وفي مسند الإمام أحمد :
(.. عَنْ أَبِي الشَّمَّاخِ الْأَزْدِيِّ عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
"مَنْ وَلِيَ أَمْرَ النَّاسِ ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ الْمِسْكِينِ أَوْ الْمَظْلُومِ أَوْ ذِي الْحَاجَةِ أَغْلَقَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ دُونَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ عِنْدَ حَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ أَفْقَرَ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا " ) .
ويجب أن نكون مدركين أن ما حدث قبل عام لم يكن في ساحة فرغت إلا من اللاعبين الفلسطينيين فيها ، كما لم تكن فلتةً من الزمان ولا قدراً مقدوراً باقياً إلى يوم القيامة ؛ولا جبناً من فريق يظن به أنه مهزوم فقد يكون منهزماً أمام شعبه كظماً للغيظ وحقناً للدم ، ولا شجاعة من فريق يظن أنه منتصر معصومٌ بتأييدٍ إلهي ، بل إننا جميعاً جسدٌ واحدٌ ، وإن هذا الشرخ إلى التحام ، وهذا الخصام إلى وئام ، فليستدرك كلٌ منا خطأه بل خطيئته قبل أن يؤاخذ به أو يؤخذ ، فالله يداول الأيام بين الناس ، والتاريخ خير شاهد .