الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بين المدلول اللغوي والمدلول البرنامجي للحالة الاستعمارية يقلم:خالد عبد القادر احمد

تاريخ النشر : 2008-06-16
بين المدلول اللغوي والمدلول البرنامجي للحالة الاستعمارية
خالد عبد القادر احمد
[email protected]

نقرأ في وسائل الاعلام المكتوبة , ونسمع في وسائل الاعلام المرئية والاذاعية كلمات , الاستعمار , الاحتلال , الامبريالية , الفتح, الاستعار القديم , الاستعمار الكولونيالي , الاستعمار الاقتصادي , الاستعمار المباشر , الاحتلال الاستيطاني , الاحتلال الاحلالي , .....الخ , يحتارالمواطن اقاريء كان او مستمع او مشاهد في تحديد المقصود منها, ورغم ان المدلول العملي لهذه الكلمات على تماس يومي مباشر او غير مباشر بحياة المواطن الا ان المواطن لا يهتم بتكوين معرفة سليمة عن هذه الكلمات , فهو مشغول بتحصيل قوته اليومي , ومتكل على ادارة الدولة للعلاقات الخارجية في تامين استمرارية حياته وعمله او القوى الوطنية في ادارة الصراع مع الطرف الخارجي المعتدي على وطنه او قوميته لكن معنى بسيط عادة ما يترسخ عنده يتعلق بصفة مشتركة تجمع بين كل هذه الانواع , وهذا المعنى محدد بشعور واحساس ان هذه الكلمات تعني حصول حالة اعتداء من دولة على اخرى ربما تكون دولته نفسها . ومع هذا فان ذلك لا يستدعي منه الاهتمام بان يدرك الاختلاف بين هذه الانواع من حيث جوهرها الاقتصادي , وجوهر ونوعية العلاقات الناتجة عنها بين القوميات , والنتائج التي تستحدث في القومية المسيطرة , والنتائج التي تستحدث في القومية المسيطر عليها , وما يعنيه ذلك من تحديد لسمات وكيفية ادارة الدولة للعلاقات الخارجية او شروط وسمات برنامج التحرر الوطني المطلوب اعتماده , ليعطي الكفاءة المتوقع منه ان يعطيها لخدمة عملية التحرر الوطني . لذلك يسهم استمرار هذا الجهل في ضعف المراقبة الاجتماعية والذي هو في حقيقته من اسباب ضعف الممارسة الديموقراطية على ادارة الدولة للعلاقات الخارجية او القوى الوطنية في ادارة الصراع مع الطرف الخارجي , وفقط حين تصدمه النتائج السلبية والتي غالبا ما تكون مدمرة , يبدأ بالتساؤل عن طبيعة المشكلة والاسباب التي اوصلت اليها وكيفية مواجهتها في محاولة لتفادي انعكاساتها الضارة على معيشته , اهتمام موسمي سرعان ما ينتهي بتقادم الزمن او بسبب عسر العيش الذي تكون هي من اسباب وقوعه , ومن المؤسف ان يعود المواطن رغم ذلك الى رفض التكلم والحديث في السياسة , لانها في ( المجتمع الشرقي اللاديموقراطي ) من مستلزمات السلامة.
لكن , ان من المؤسف ان يمتد هذا النقص في المعرفة واللامبالاة واهمال عملية استكمالها الى , نوعية من الكتاب اللذين يقدمون تجربتهم ووعيهم وقناعاتهم الشخصية, اسهاما منهم في البناء المعرفي لمجتمعات المنطقة , ليس في مجال تمييز مدلول الحالة الاستعمارية فحسب وانما على صعيد كافة المقولات الفكرية , دونما استناد الى دراسة التطور التاريخي والمحتوى العصري الراهن لهذه المقولات وكيفية انطباقها في خصوصية الشروط القومية المحددة , مثال ذلك هذا الحوار المستمر بين السيد فؤاد النمري ومجموعة من الكتاب , وقد شد انتباهي منه اختلاط التخاطب حول طبيعة الاقتصاد حاليا في بعض مراكز الاستعمار العالمي , فنجد اليد النمري يقدم ما مفاده ان الطبيعة الاقتصادية لمثل هذه المراكز( الولايات المتحدة ) مثلا مرحلة الامبريالية في توصيف طبيعتها الاستعمارية , وهو يسند ذلك بتدليل اقتصادي ان نمط الانتاج الصناعي المؤسس لبرجوازية والحالة الاستعمارية الامبريالية قد تم تجاوزه في هذه المراكز , في حين يفهم اخرون ان ( العلاقة الاستعمارية ) هي جوهر ومعنى الامبريالية , وهو صحيح كتوصيف عام غير انه ليس صحيحا كتوصيف برنامجي , واظن ان هذا ما قصده السيد النمري , لذلكنراه في نهاية المقال يسخر من الموََدلجين وطنيا وقوميا اي انه يسخر من القصور الفكري عندهم والذي هو على اشد الارتباط فعلا بالقدرة والصوابية البرمجية
مثال على ذلك ان صورة البرنامج النضالي للاستعمار الاستيطاني هي صورة النضال الديموقراطي الذي يكافح النتائج اللاديموقراطية المترتبة على نجاح وتحقق الحالة الاستعمارية الاستيطانية وهدفه تغيير هذه النتائج الى الصيغة الديموقراطية ( تجربة جنوب افريقيا, نضال الهنود الحمر في الولايات المتحدة والسكان الاصليين في اوستراليا ) لان الاداة الرئيسية في تنفيذ الحالة الاستعمارية هنا هي ( الهجرة والاستيطان المدني وان تم تحت الحماية العسكرية ) , فهذه المجتمعات عادة ما تستقل عن قوميتها ودولتها الام وتصبح دولة قومية اثنية قائمة بذاتها ولها بنيتها الاقتصادية والاجتماعية الشارطة للحصول على الاستقلال , فلا حاجة هنا لبرنامج كفاح وطني ضد التواجد المباشر للقوة المحتلة كذلك نجد اختلاف برنامج النضال ضد الاستعمار الاقتصادي وبرنامجه يهدف الى تعزيز الاستقلال والسيادة عبر تطوير الاساس والقدرةالاقتصادية للبلد المستعمر الذي يكون قد نال مسبقا الاستقلال , وفي القرن الماضي يمكن القول ان كل الدول التي شكلت ما عرف بمعسكر عدم الانحياز كانت من هذه النوعية وكانت جميعا في برامجها لتعزيز استقلالها وسيادتها تلجأ الى برامج التنمية الاقتصادية والتطوير الحضاري, وهذه كانت سقف النضالات الوطنية لسقف مرحلة الامبريالية عالميا وهي كانت ولا شك تبدأ ببرنامج كفاح مسلح ضد تواجده المباشر لكنها لم تكن تتخلص من الحالة الاستعمارية ( نهائيا ) برحيل قواته بل تستكمل بتطوير برنامجها الوطني عبر تحويله الى برنامج تنموي
لكن الحالات الاستعمارية قد لا تكون على هذا التبلور والوضوح , الامر الذي يربك برنامج نضالها الوطني , واعقد قضايا التحرر بهذا الصدد هي القضية الفلسطينية ذات المستويات المتعددة للحالة الاحتلالية الممارسة ضد مجتمعنا
والمستوى الاول لهذه الحالة الاحتلالية هي ( وظيفة الوضع الفلسطيني على كل اشكالياته ) في استمرار خدمة تفوق المراكز العالمية للاستعمار على الواقع الاقليمي
اما المستوى الثاني فهو في توظيف ( الوضع الاقليمي المترتب على الوضع الفلسطيني ) في الصراع بين مراكز الاستعمار العالمية نفسها
اما المسستوى الثالث ( فهو في تنوعية وتعددية المصادر والبرامج الاقليمية الاحتلالية في فلسطين ) ونمايز منها
• الاستعماري القديم ( توسيع السوق القومية على حساب السوق والقومية الفلسطينية ) واداة هذه الحالة مشاركة الدول المجاورة في عملية اقتسام فلسطين
• الحالة الاحتلالية الصهيونية ( وهي حالة الاحلال والحلول الكامل محل المهزوم ) وهواقدم وابشع الاشكال التاريخية من الحالات الاستعمارية فهو اكثر غورا من الاستعمار الاستيطاني وشروطه البرنامجية اكثر صرامة وقساوة وتعقيد


اما المستوى الرابع فهو خلل موقف الشرعية الدولية وهومدخل ومؤسس تركيبة الحالة الاحتلالية في فلسطين باصدار الشرعية الدولية لقرار التقسيم وهو ما يفرض على البرنامج الوطني الفلسطيني مهمة نضالية ليست مطلوبة من قوى التحرر الوطني وبرامجها في مواجهة الحالات الاخرى من انواع الاستعمار
ان تنوعية الحالات الاستعمارية والاحتلالية تاريخيا اذن قد استتبعت المتغيرات الحضارية الانسانية في مراحل التطور التاريخي وكل توصيف منها له دلالته وله الاستجابة البرنامجية المناسية , ومهمة الوطنيين ان لا يستسهلو المطلب البرنامجي المناسب لقضيتهم , كما يحدث الان في فلسطين حيث ينقسم المجتمع تبعا للانقسام ( شبه ) البرامجي بل هو اقرب للجزء البسيط من المسالة البرنامجية والمتعلقة باسلوب تنفيذ الشعار الوطني في التحرر حيث اما البندقية او التفاوض
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف