الي روح الشهيد الدكتور حامد احمد العقاد
بقلم : الدكتور حسام العقاد
أخي العقاد الحبيب ... أجل أيها الأخ الشهيد الحي في ضميرنا... أنت أخي. أنت ابن أمنا جميعا
( فلسطين).. تلك الأم العظيمة العريقة بعراقة ابنائها وابطالها.. التي افتقدناها منذ قرون وقرون، ومازلنا نفتقدها.. ونحن في شوق وحنين إلى استعادتها من يد الغاصب ، وعودتها إلى الحياة من جديد .
تلك الأم التي كان لها علينا قبل كل شيء آخر.. أن نحميها من أنفسنا.. من محبتنا لها.. من عشقنا الأزلي لها ، كان لها علينا أن نصون دماء ابنائها.. كان لها علينا أن نجنبها كراهيتنا لبعضنا البعض.. وحقدنا على بعضنا البعض.. ونفورنا من بعضنا البعض، ونبعدها عن هذه الساحة وذلك الميدان !. تلك الأم التي أوصلناها إلى الانهيار . تلك الأم التي أضعناها في وهج النهار، تلك الأم التي قضينا عليها بمحض اختيار .
أجل أيها الأخ الشهيد الحي في ضميرنا ، أستعيد كل هذه الصور الضبابية في مخيلتي وأتأملها في خاطري بامعان كلما ضغط علي الزمن وحاصرني الوقت وأحبطني إلى حد اليأس والقنوط، فأستمد من ضعفي قوة ، وأحمل من مسيرة شعبنا الطويلة.. تلك الصور والمشاهد المأساوية الصارخة التي يرق لها قلب أعتى الرجال وأقساهم صلفا وأشدهم بأسا - بالكثير من الصبر والجلد والأناة، وبالكثير من الشدة النفسية والألم الموجع والذكريات، وبالكثير من نزف الوريد والشريان وأنين الروح والحسرات . فتجدني اليوم أتعثر في نقل خطواتي المتعبة وأنا تائه بين الخطوة والخطوة.. أسترجع مسيرة حياتي ( الخاوية ) فأرى نفسي في مرآة الحياة المتموجة المنكسرة.. حائرا متأملا ذلك الإنسان البسيط والواضح في كل شيء.. ذلك الإنسان الطيب ذلك الشاب النحيل الوسيم ( وهو اليوم الشهيد الحي في ضميرنا ).. والذي أسميته بكل محبة ورغبة وطيبة وقناعة ( الدكتور ).. وأغرقته في هموم وهواجس فلسطين .
أجل أيها الأخ الشهيد الحي في ضميرنا.. ليس من ينكر أن هناك هموم وهواجس يومية تلاحق ( الإنسان الفلسطيني ) وتتبعه أينما كان، وترهقه وتتعبه كيفما كان، ولكن الهم الكبير والهاجس الأكبر حين يهمس هذا الإنسان في سره متسائلا : ( كيف لي أن أفهم الأمور كما تحدث بغير أن أعرفها على حقيقتها ؟ )..
رغم أنها لا تحدث كما هي، وكما يجب أن تكون، وكما أراها تسير وتمضي !. وأتذكر الآن وفي هذه اللحظات بالذات اجمل ايامنا وانت تقول لي وبحرص شديد : ( إياك أن تخوض معركة دون أن تكون أنت الرابح، وإياك أن تقتحم الموت دون أن تطلعني على ذلك ).
فالى جنات الخلد .... فانتم السابقون ونحن اللاحقون
بقلم : الدكتور حسام العقاد
أخي العقاد الحبيب ... أجل أيها الأخ الشهيد الحي في ضميرنا... أنت أخي. أنت ابن أمنا جميعا
( فلسطين).. تلك الأم العظيمة العريقة بعراقة ابنائها وابطالها.. التي افتقدناها منذ قرون وقرون، ومازلنا نفتقدها.. ونحن في شوق وحنين إلى استعادتها من يد الغاصب ، وعودتها إلى الحياة من جديد .
تلك الأم التي كان لها علينا قبل كل شيء آخر.. أن نحميها من أنفسنا.. من محبتنا لها.. من عشقنا الأزلي لها ، كان لها علينا أن نصون دماء ابنائها.. كان لها علينا أن نجنبها كراهيتنا لبعضنا البعض.. وحقدنا على بعضنا البعض.. ونفورنا من بعضنا البعض، ونبعدها عن هذه الساحة وذلك الميدان !. تلك الأم التي أوصلناها إلى الانهيار . تلك الأم التي أضعناها في وهج النهار، تلك الأم التي قضينا عليها بمحض اختيار .
أجل أيها الأخ الشهيد الحي في ضميرنا ، أستعيد كل هذه الصور الضبابية في مخيلتي وأتأملها في خاطري بامعان كلما ضغط علي الزمن وحاصرني الوقت وأحبطني إلى حد اليأس والقنوط، فأستمد من ضعفي قوة ، وأحمل من مسيرة شعبنا الطويلة.. تلك الصور والمشاهد المأساوية الصارخة التي يرق لها قلب أعتى الرجال وأقساهم صلفا وأشدهم بأسا - بالكثير من الصبر والجلد والأناة، وبالكثير من الشدة النفسية والألم الموجع والذكريات، وبالكثير من نزف الوريد والشريان وأنين الروح والحسرات . فتجدني اليوم أتعثر في نقل خطواتي المتعبة وأنا تائه بين الخطوة والخطوة.. أسترجع مسيرة حياتي ( الخاوية ) فأرى نفسي في مرآة الحياة المتموجة المنكسرة.. حائرا متأملا ذلك الإنسان البسيط والواضح في كل شيء.. ذلك الإنسان الطيب ذلك الشاب النحيل الوسيم ( وهو اليوم الشهيد الحي في ضميرنا ).. والذي أسميته بكل محبة ورغبة وطيبة وقناعة ( الدكتور ).. وأغرقته في هموم وهواجس فلسطين .
أجل أيها الأخ الشهيد الحي في ضميرنا.. ليس من ينكر أن هناك هموم وهواجس يومية تلاحق ( الإنسان الفلسطيني ) وتتبعه أينما كان، وترهقه وتتعبه كيفما كان، ولكن الهم الكبير والهاجس الأكبر حين يهمس هذا الإنسان في سره متسائلا : ( كيف لي أن أفهم الأمور كما تحدث بغير أن أعرفها على حقيقتها ؟ )..
رغم أنها لا تحدث كما هي، وكما يجب أن تكون، وكما أراها تسير وتمضي !. وأتذكر الآن وفي هذه اللحظات بالذات اجمل ايامنا وانت تقول لي وبحرص شديد : ( إياك أن تخوض معركة دون أن تكون أنت الرابح، وإياك أن تقتحم الموت دون أن تطلعني على ذلك ).
فالى جنات الخلد .... فانتم السابقون ونحن اللاحقون