مقال
في ذكرى السادسة والعشرون لغياب القائد سعيد اليوسف
سيبقى حاضرا بيننا
بقلم / عباس الجمعة
لم يكن غياب القائد سعيد اليوسف خسارة فقط لجبهة التحرير الفلسطينية، والذي بفقدناه ترك فراغا ًكبيراً فيها على مستوياتها المختلفة القيادية وكذلك مستوى الحضور العسكري، والتنظيمي والجماهيري، بل كان فقدان ابو شادي خسارة للحركة الوطنية الفلسطينية عامة ولمنظمة التحرير خاصة. فسعيد اليوسف هو أحد القادة العسكريين للثورة الفلسطينية، وهو أحد أعمدة النضال الوطني الفلسطيني، واحد القادة التاريخيين لجبهة التحرير الفلسطينية، وهو الذي شغل عضوية كافة هيئاتها ومؤسساتها القيادية ، وكان ممثلها في المجلس العسكري الاعلى للثورة الفلسطينية وعضو المجلس الوطني. وتعبيراً عن مدى الثقة والإحترام التي كان يحظى بها القائد سعيد اليوسف في الساحة الفلسطينية، فسعيد اليوسف صاحب مقولة "علينا ان نقاتل حتى نسترجع ارضنا" ترجمها فعلاً ولم يتركها مجرد شعاراً يحلق في الفضاء، رغم أن الكثير من الأصوات حاولت أن تشكك في المقولة وفي الجبهة ومواقفها، فكان فقدناه خسارة للجبهة والثورة الفلسطينية ، حيث أن القائد سعيد يعمل بشكل جاد ودؤوب من أجل تطوير الفعل العسكري بمواجهة العدو الصهيوني وخاض المعارك النضالية في أكثر من قطر وساحة، ودفع ثمناً حيث سجن في احدى الدول العربية، وامتد دور هذا الرفيق وسمعته وحضوره إلى المستوى العالمي، حيث أن قوى وحركات التحرر الديمقراطية والثورية، كانت تنظر لهذا الرفيق بإحترام عالي وشكل لها نموذجاً وملهماً في كفاحها ونضالاتها.
الرفيق سعيد اليوسف كان نموذجاً من طراز خاص، وتجمعت فيه كل المزايا القيادية التنظيمية والسياسية والعسكرية والجماهيرية، ولعب دورأ هاماً وبارزاً في صياغة رؤية الجبهة وتوجهاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية، وفي الوقت الذي كانت فيه جبهة التحرير الفلسطينية، تعيش أجواءاً غير صحية في المؤتمر العام السادس، وأزمة حادة كادت تعصف بوحدتها في هذه الفترة وقبيل إنعقاد المؤتمر السادس، لعب الرفيق القائد دوراً مركزياً في تجاوز هذه الأزمة، وشكل وجوده وحضوره رافعة جدية وحقيقية لأوضاع الجبهة على كافة الصعد، ففي المجال العسكري اشراف مع الرفيق القائد المؤسس الامين العام الشهيد ابو العباس على العديد من العمليات البطولية ضد العدو الصهيوني ومنها عمليات الزيب ونابلس ونهاريا التي قادها الرفيق القائد سمير القنطار والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي .
تأتي ذكرى القائد المناضل سعيد اليوسف هذا العام في ظل دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية حيث يتعرض شعبنا لعدوان اسرائيلي مستمر في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولكن بارادة المقاومة وبدماء الشهداء الزكية وبصمود شعبنا سيتحقق حلم القائد سعيد اليوسف ورفاقه الابطال، ونحن ايضا من ايام سنحتفل بذكرى تحرير عميد الاسرى العرب القائد المناضل رفيق دربه سمير القنطار الذي احب سعيد واحبه، بفعل الانتصارات التي تحققها المقاومة على ارض لبنان الشقيق بقيادة حزب الله .
وفي هذه الذكرى لقائد كان همه الاول فلسطين لا بد من التوقف امام التجربة الطويلة لشعبنا ولفصائله وقواه الوطنية على امتداد سنوات للنضال والكفاح لا بد من استخلاص الدروس والعبر وإجراء مراجعة نقدية شاملة في ضوء ما واجه الوضع الفلسطيني من تحديات كبيرة وسياسات اتخذت على صعيد القيادة السياسية وقيادات الفصائل . وفي ضوء التباينات التي حصلت في مراحل متعددة خضعت فيها الساحة الفلسطينية لنهج وخيار سياسي جرى الاختلاف من حوله . الأمر الذي فجر الانتفاضة الشعبية التي مر عليها ثمانية سنوات قدم خلالها شعبنا تضحيات جسام .
وإذا أردنا تحصين الساحة الوطنية الفلسطينية ومواجهة الأهداف التي يسعى إليها الاحتلال الصهيوني من تحقيقها ، علينا ان نرحب بالمبادرة الجريئة للرئيس ابو مازن حول الحوار الوطني الشامل وانهاء حالة الانقسام الداخلي من اجل ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية وإنجاز ما تم الاتفاق عليه في تفاهمات القاهرةووثيقة الوفاق الوطني على الصعيد الداخلي ومواجهة الاستحقاقات الكبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي والتصدي لمشاريع حكومة العدو القائمة على التهويد للارض في الضفة الغريبة وتحويل غزة إلى سجن كبير واستمرار السيطرة على المعابر الضفة الغربية وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس .
ومن هنا تأتي أهمية توسيع إطار المشاركة في القرار والمسؤولية لكل قوى شعبنا على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني والمبادرة اليمنية ، وإنجاز إصلاحات حقيقية في مؤسسات السلطة والأجهزة الأمنية والعمل لتفعيل مؤسسات م.ت.ف باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الداخل والخارج واجراء انتخابات حرة وديمقراطية وعلى قاعدة التمثيل النسبي سواءً الرئاسية انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني.
وفي هذا المجال أعتقد أن الوضع الفلسطيني يتطلب أكثر من أي وقت مضى الإسراع في اتخاذ خطوات جادة على الصعيد الداخلي بعيداً عن سياسة الاستئثار والتفرد والهيمنة من أجل المحافظة على الإنجازات الوطنية التي تمت بفعل المقاومة والانتفاضة والصمود الوطني والشعبي الكبير،و حتى نبقى محافظين ومخلصين لعطاء الشهداء وللقائد سعيد اليوسف وللاسرى والمعتقلين الذي لم ينضب وصمودهم الذي نعتز به.
وبمناسبة حلول الذكرى السادسة والعشرون لغياب القائد سعيد اليوسف لا بد من التاكيد على ان الرجل حمل رسالة شعبه وثورته في التمسك بالنضال والمقاومة من اجل تحقيق الاهداف الوطنية بالحرية والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ونذر نفسه بالدفاع عن هذه الحقوق.
ان قضية الرفيق القائد سعيد اليوسف وكل المناضلين الذين فقدوا اثناء الاجتياح الصهيوني هي امانة سنبقى نعمل على حمل رايتها حتى الكشف عن مصيرهم مهما غابت السنوات ، ولكن لا بد لشمس الحرية ان تشرق مهما كان الغياب .
الف تحية للقائد سعيد اليوسف الذي كان جسر الوحدة الوطنية الفلسطينية حيث لم يعرف التعب والكلل والملل فكان دائما الرفيق القائد المتواضع والمقاتل في المواقع ، فسعيد سيبقى حاضرا بيننا نأخذ ونتعلم من تجربته الكفاحية الناصعة .
عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية
في ذكرى السادسة والعشرون لغياب القائد سعيد اليوسف
سيبقى حاضرا بيننا
بقلم / عباس الجمعة
لم يكن غياب القائد سعيد اليوسف خسارة فقط لجبهة التحرير الفلسطينية، والذي بفقدناه ترك فراغا ًكبيراً فيها على مستوياتها المختلفة القيادية وكذلك مستوى الحضور العسكري، والتنظيمي والجماهيري، بل كان فقدان ابو شادي خسارة للحركة الوطنية الفلسطينية عامة ولمنظمة التحرير خاصة. فسعيد اليوسف هو أحد القادة العسكريين للثورة الفلسطينية، وهو أحد أعمدة النضال الوطني الفلسطيني، واحد القادة التاريخيين لجبهة التحرير الفلسطينية، وهو الذي شغل عضوية كافة هيئاتها ومؤسساتها القيادية ، وكان ممثلها في المجلس العسكري الاعلى للثورة الفلسطينية وعضو المجلس الوطني. وتعبيراً عن مدى الثقة والإحترام التي كان يحظى بها القائد سعيد اليوسف في الساحة الفلسطينية، فسعيد اليوسف صاحب مقولة "علينا ان نقاتل حتى نسترجع ارضنا" ترجمها فعلاً ولم يتركها مجرد شعاراً يحلق في الفضاء، رغم أن الكثير من الأصوات حاولت أن تشكك في المقولة وفي الجبهة ومواقفها، فكان فقدناه خسارة للجبهة والثورة الفلسطينية ، حيث أن القائد سعيد يعمل بشكل جاد ودؤوب من أجل تطوير الفعل العسكري بمواجهة العدو الصهيوني وخاض المعارك النضالية في أكثر من قطر وساحة، ودفع ثمناً حيث سجن في احدى الدول العربية، وامتد دور هذا الرفيق وسمعته وحضوره إلى المستوى العالمي، حيث أن قوى وحركات التحرر الديمقراطية والثورية، كانت تنظر لهذا الرفيق بإحترام عالي وشكل لها نموذجاً وملهماً في كفاحها ونضالاتها.
الرفيق سعيد اليوسف كان نموذجاً من طراز خاص، وتجمعت فيه كل المزايا القيادية التنظيمية والسياسية والعسكرية والجماهيرية، ولعب دورأ هاماً وبارزاً في صياغة رؤية الجبهة وتوجهاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية، وفي الوقت الذي كانت فيه جبهة التحرير الفلسطينية، تعيش أجواءاً غير صحية في المؤتمر العام السادس، وأزمة حادة كادت تعصف بوحدتها في هذه الفترة وقبيل إنعقاد المؤتمر السادس، لعب الرفيق القائد دوراً مركزياً في تجاوز هذه الأزمة، وشكل وجوده وحضوره رافعة جدية وحقيقية لأوضاع الجبهة على كافة الصعد، ففي المجال العسكري اشراف مع الرفيق القائد المؤسس الامين العام الشهيد ابو العباس على العديد من العمليات البطولية ضد العدو الصهيوني ومنها عمليات الزيب ونابلس ونهاريا التي قادها الرفيق القائد سمير القنطار والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي .
تأتي ذكرى القائد المناضل سعيد اليوسف هذا العام في ظل دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية حيث يتعرض شعبنا لعدوان اسرائيلي مستمر في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولكن بارادة المقاومة وبدماء الشهداء الزكية وبصمود شعبنا سيتحقق حلم القائد سعيد اليوسف ورفاقه الابطال، ونحن ايضا من ايام سنحتفل بذكرى تحرير عميد الاسرى العرب القائد المناضل رفيق دربه سمير القنطار الذي احب سعيد واحبه، بفعل الانتصارات التي تحققها المقاومة على ارض لبنان الشقيق بقيادة حزب الله .
وفي هذه الذكرى لقائد كان همه الاول فلسطين لا بد من التوقف امام التجربة الطويلة لشعبنا ولفصائله وقواه الوطنية على امتداد سنوات للنضال والكفاح لا بد من استخلاص الدروس والعبر وإجراء مراجعة نقدية شاملة في ضوء ما واجه الوضع الفلسطيني من تحديات كبيرة وسياسات اتخذت على صعيد القيادة السياسية وقيادات الفصائل . وفي ضوء التباينات التي حصلت في مراحل متعددة خضعت فيها الساحة الفلسطينية لنهج وخيار سياسي جرى الاختلاف من حوله . الأمر الذي فجر الانتفاضة الشعبية التي مر عليها ثمانية سنوات قدم خلالها شعبنا تضحيات جسام .
وإذا أردنا تحصين الساحة الوطنية الفلسطينية ومواجهة الأهداف التي يسعى إليها الاحتلال الصهيوني من تحقيقها ، علينا ان نرحب بالمبادرة الجريئة للرئيس ابو مازن حول الحوار الوطني الشامل وانهاء حالة الانقسام الداخلي من اجل ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية وإنجاز ما تم الاتفاق عليه في تفاهمات القاهرةووثيقة الوفاق الوطني على الصعيد الداخلي ومواجهة الاستحقاقات الكبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي والتصدي لمشاريع حكومة العدو القائمة على التهويد للارض في الضفة الغريبة وتحويل غزة إلى سجن كبير واستمرار السيطرة على المعابر الضفة الغربية وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس .
ومن هنا تأتي أهمية توسيع إطار المشاركة في القرار والمسؤولية لكل قوى شعبنا على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني والمبادرة اليمنية ، وإنجاز إصلاحات حقيقية في مؤسسات السلطة والأجهزة الأمنية والعمل لتفعيل مؤسسات م.ت.ف باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الداخل والخارج واجراء انتخابات حرة وديمقراطية وعلى قاعدة التمثيل النسبي سواءً الرئاسية انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني.
وفي هذا المجال أعتقد أن الوضع الفلسطيني يتطلب أكثر من أي وقت مضى الإسراع في اتخاذ خطوات جادة على الصعيد الداخلي بعيداً عن سياسة الاستئثار والتفرد والهيمنة من أجل المحافظة على الإنجازات الوطنية التي تمت بفعل المقاومة والانتفاضة والصمود الوطني والشعبي الكبير،و حتى نبقى محافظين ومخلصين لعطاء الشهداء وللقائد سعيد اليوسف وللاسرى والمعتقلين الذي لم ينضب وصمودهم الذي نعتز به.
وبمناسبة حلول الذكرى السادسة والعشرون لغياب القائد سعيد اليوسف لا بد من التاكيد على ان الرجل حمل رسالة شعبه وثورته في التمسك بالنضال والمقاومة من اجل تحقيق الاهداف الوطنية بالحرية والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ونذر نفسه بالدفاع عن هذه الحقوق.
ان قضية الرفيق القائد سعيد اليوسف وكل المناضلين الذين فقدوا اثناء الاجتياح الصهيوني هي امانة سنبقى نعمل على حمل رايتها حتى الكشف عن مصيرهم مهما غابت السنوات ، ولكن لا بد لشمس الحرية ان تشرق مهما كان الغياب .
الف تحية للقائد سعيد اليوسف الذي كان جسر الوحدة الوطنية الفلسطينية حيث لم يعرف التعب والكلل والملل فكان دائما الرفيق القائد المتواضع والمقاتل في المواقع ، فسعيد سيبقى حاضرا بيننا نأخذ ونتعلم من تجربته الكفاحية الناصعة .
عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية