في لغتنا العربية الجميلة هناك نوع من انواع التشبيه يعرف بالتشبيه المقلوب.. كأن نشبه القمر في بهائه وجماله بفتاة جميلة.. او نشبه نخلة في طولها وارتفاعها بشخص طويل.. ومثاله في قول الشاعر:
نثرت ثلاث ذؤابات من شعرها
فأرتنا ليالي اربعا
واستقبلت قمر السماء بوجهها
فأرتنا قمرين فى وقت معا
ومثاله كذلك قول الشاعر:
نَسَماتُها تَهَبُ الوُرودَ عَبيرَها وَعَبيرُ أَزْهارِ الصِّبا.. نَسَماتُها
هل لاحظت معي اخي القارئ الاسم انه 'التشبيه المقلوب'.. لم يكن يعلم علماء اسرار البلاغة وقتها ان هذا النوع من التشبيه سيأتي عليه زمان يكون فيه الاكثر رواجا.. والاشد استحسانا ويأخذ بين اخوانه من الاساليب تفردا وانفرادا.
ففي عصرنا الحالي.. عصر العولمة.. عصر الطائرة والصاروخ.. عصر الكمبيوتر والانترنت.. صارت كل التشبيهات مقلوبة..فيا لهول الموقف اذا لو زرت يوما صديق وحياك بأن قدم لك شيشة او سيجار واخبرته بانك لا تدخن . عندها تقوم الدنيا ولا تقعد وترى علامات الدهشة والاستغراب مرسومة على وجوه الحاضرين ويتبادرون اليك بالاسأله قائلين ..لماذا لا تدخن.. هل انت بخيل.. هل ترغب في التوفير..هل ما زلت طفلا تخشي من حلول العقاب؟ .. ام ما زلت نونو ولم تبلغ ما بلغه اولوا الالباب؟
واذا ما حلت يوما فتاة محجبة محتشمة في في اوساط المدينة المبتذله.. يتسائل الجميع.. لم تغطي شعرها.. وتخفي وجهها؟ لابد ان شعرها رديء ووجهها قبيح..او ربما لانها تخفي فيما وراء الحجاب نوايا وتفننوا فى خلق العلل والاسباب .. ويقول اخران الخوف كل الخوف من هؤلاء المحجبات!! اليس هذا تشبيها مقلوبا؟
ولو تأملنا سوق العمل.. ماذا نجد؟.. نجد ان الموظف المحترم الدقيق في عمله.. المستقيم فى خلقه.. الذي لا يتكلم الا اذا طلب منه.. الجاد ..الحازم..النزيه ..يقال عنه انه لخمة.. وغلبان.. و... الخ.. من النعوت والصفات التي لا يطيب لها خاطر انسان.
على النقيض تماما نجد الذي يتمسح دائما في مديريه.. ويصنع من نفسه بهلوانا ويكذب وينافق والمكر باد في عينيه.. تجده محبوبا.. ويقال دوما عنه انه انسان فهلوي.. وناجح.. ومميز.. اليس هذا تشبيها مقلوبا؟
فى ذاك الزمان من يصلي لربه ..ويؤدي فرضه ..ويرتاد المساجد ولربه دائما ساجد يسخر منه الجاهلون وتراهم فى ذهابه وايابه يتغامزون وينادونه بلسان ساخر يا شيخ ..ويقولون بنبرة المستهزئ " ربنا يمسنا ببركاتك..ادعينا معاك" هذا ايضا تشبيها مقلوب
اي زمان هذا الذي نحيا فيه؟.. اننا نحيا في زمن المقلوبات.. اعتذر.. فانا لا اقصد بحديثي هذا الزمان بل اقصد الاشخاص الذين يحيون فيه فشاعرنا يقول:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
لكني الآن ادعو بدوري الى الاعتدال.. ادعو الى ترك التشبيه المقلوب.. ادعو الى مساءلة المدخن لما تدخن؟ وليس غير المدخنين.. الى مساءلة المتبرجة وليس المحجبة.. الى مساءلة الموظف المنافق اللعوب وليس المستقيم الصبور..الى مسائلة.
علي الضبع
[email protected]
نثرت ثلاث ذؤابات من شعرها
فأرتنا ليالي اربعا
واستقبلت قمر السماء بوجهها
فأرتنا قمرين فى وقت معا
ومثاله كذلك قول الشاعر:
نَسَماتُها تَهَبُ الوُرودَ عَبيرَها وَعَبيرُ أَزْهارِ الصِّبا.. نَسَماتُها
هل لاحظت معي اخي القارئ الاسم انه 'التشبيه المقلوب'.. لم يكن يعلم علماء اسرار البلاغة وقتها ان هذا النوع من التشبيه سيأتي عليه زمان يكون فيه الاكثر رواجا.. والاشد استحسانا ويأخذ بين اخوانه من الاساليب تفردا وانفرادا.
ففي عصرنا الحالي.. عصر العولمة.. عصر الطائرة والصاروخ.. عصر الكمبيوتر والانترنت.. صارت كل التشبيهات مقلوبة..فيا لهول الموقف اذا لو زرت يوما صديق وحياك بأن قدم لك شيشة او سيجار واخبرته بانك لا تدخن . عندها تقوم الدنيا ولا تقعد وترى علامات الدهشة والاستغراب مرسومة على وجوه الحاضرين ويتبادرون اليك بالاسأله قائلين ..لماذا لا تدخن.. هل انت بخيل.. هل ترغب في التوفير..هل ما زلت طفلا تخشي من حلول العقاب؟ .. ام ما زلت نونو ولم تبلغ ما بلغه اولوا الالباب؟
واذا ما حلت يوما فتاة محجبة محتشمة في في اوساط المدينة المبتذله.. يتسائل الجميع.. لم تغطي شعرها.. وتخفي وجهها؟ لابد ان شعرها رديء ووجهها قبيح..او ربما لانها تخفي فيما وراء الحجاب نوايا وتفننوا فى خلق العلل والاسباب .. ويقول اخران الخوف كل الخوف من هؤلاء المحجبات!! اليس هذا تشبيها مقلوبا؟
ولو تأملنا سوق العمل.. ماذا نجد؟.. نجد ان الموظف المحترم الدقيق في عمله.. المستقيم فى خلقه.. الذي لا يتكلم الا اذا طلب منه.. الجاد ..الحازم..النزيه ..يقال عنه انه لخمة.. وغلبان.. و... الخ.. من النعوت والصفات التي لا يطيب لها خاطر انسان.
على النقيض تماما نجد الذي يتمسح دائما في مديريه.. ويصنع من نفسه بهلوانا ويكذب وينافق والمكر باد في عينيه.. تجده محبوبا.. ويقال دوما عنه انه انسان فهلوي.. وناجح.. ومميز.. اليس هذا تشبيها مقلوبا؟
فى ذاك الزمان من يصلي لربه ..ويؤدي فرضه ..ويرتاد المساجد ولربه دائما ساجد يسخر منه الجاهلون وتراهم فى ذهابه وايابه يتغامزون وينادونه بلسان ساخر يا شيخ ..ويقولون بنبرة المستهزئ " ربنا يمسنا ببركاتك..ادعينا معاك" هذا ايضا تشبيها مقلوب
اي زمان هذا الذي نحيا فيه؟.. اننا نحيا في زمن المقلوبات.. اعتذر.. فانا لا اقصد بحديثي هذا الزمان بل اقصد الاشخاص الذين يحيون فيه فشاعرنا يقول:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
لكني الآن ادعو بدوري الى الاعتدال.. ادعو الى ترك التشبيه المقلوب.. ادعو الى مساءلة المدخن لما تدخن؟ وليس غير المدخنين.. الى مساءلة المتبرجة وليس المحجبة.. الى مساءلة الموظف المنافق اللعوب وليس المستقيم الصبور..الى مسائلة.
علي الضبع
[email protected]