الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سأقولها صريحة وأجري على الله ...!!بقلم: سماك برهان الدين العبوشي

تاريخ النشر : 2008-06-16
سأقولها صريحة وأجري على الله ...!!بقلم: سماك برهان الدين العبوشي
في إحدى مقالاتي السابقة المنشورة في دنيا الوطن الغراء كنت قد طرحت أمراً في غاية الأهمية ... وخلاصة ما طرحت أننا إزاء طريقين لا ثالث لهما ... إما أن ننهض من كبوتنا هذه فـ ( نكون ) أسوة بشعوب الأرض الكريمة، وإما أن نستمر فيما نحن ابتلينا به من تمزق وتشتت وتشظية وضياع فـ ( لا نكون ) بعدها إلا أذلة مهانة كرامتنا ولنقرأ عندها على أنفسنا السلام ولنتقبل في أنفسنا ووضعنا ومآسينا التعازي مقدما!!، والعبرة والمغزى في التذكير بذلك المقال آنف الذكر لأننا على مشارف مفترق خطير جداً هذه الأيام والذي من نتائجه أحد أمرين لا ثالث لهما أيضاً ... إما خلاصنا مما نحن فيه فننطلق بعد ذاك نحو ترتيب شؤون بيتنا الداخلي وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال يقظة الضمير والوجدان ورص الصف وتوحيد الكلمة... أو أن نتسربل في الفوضى الضاربة أطنابها في كل مرافق حياتنا اليومية ( السياسية والاجتماعية والاقتصادية !!) ونتوه في أنفاقها التي ساهمنا بخلقها ... عند ذاك ... لن تقوم لنا قائمة أخرى بعدها ولن ينفع الندم والعويل والبكاء على أطلال كنا من تسبب في هدمها...ولات ساعة مندم !!.

لقد آثرت أن أستهل مقالتي هذه بتلك المقدمة التي تتناسب وقرب انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني والذي جاء تلبية للدعوة الكريمة للسيد الرئيس أبي مازن والذي سيجري برعاية الشقيقة الكبرى مصر وبحضور وفود لأقطار عربية منها اليمن صاحبة المبادرة السابقة والتي أجهضت في مهدها وقطر التي استضافت أزمة لبنان وساهمت بإخراجه منها وبانتخاب رئيس لجمهوريته وبانتظار ( ممل !!) لتأليف وزارته الجديدة وفق المحاصصات المزمنة والمعروفة ، ذلك الحوار المؤمل إجراؤه والذي تبنى عليه آمال شعبنا بخروجه من ورطته التي تمثلت بعدة جوانب منها شرذمة الصف الوطني نتيجة تناحر الأشقاء واختلاف وجهات نظرهم حيال العدو الواحد والذي مازال كما عهدناه وخبرناه يمارس جبروته وصلفه دون التفات لاتفاقية أو احترام لمفاوضات ثنائية أو تقدير لعهود ووعود بذلت لدول شاركت في مؤتمر دولي جرى مؤخراً في أنابوليس، فراح ذلك العدو يستمر حثيثاً بإقامة مستوطناته وتضييق الخناق على أبناء شعبنا الصابر المحتسب سواءاً إن كان في الضفة الغربية أو غزة دونما تمييز أو تحديد ... فالفلسطيني بنظره هو العدو وإن تغير موقعه ... إن كان في غزة أو في الضفة الغربية أو حتى في الشتات!!.

وكان لخشيتنا من فشل الجهود المبذولة لإنجاح الحوار الوطني من أجل تقريب وجهات النظر لاسيما وأن هناك من الأمثلة السابقة الأليمة التي خيبت آمالنا وشتت أحلامنا الوردية بقرب الخلاص من هذا النزاع والفرقة كما جرى باتفاق مكة المكرمة أو مبادرة اليمن السعيد... أقول وخشية منا من تكرار الصورة المخيبة للآمال ... فقد أدلينا بدلائنا وكتبنا تصوراتنا وسطرنا أحلامنا وآمالنا وأكدنا على أولي الأمر بأهمية تهيئة أسباب إنجاح اللقاء هذا وتمنينا ألا يكون الحوار ( غاية ) ينفرط الجمع حال انتهائه دون أن ينعكس ذلك إيجاباً على واقع قضيتنا ومشهدنا، هذا كما وذكرنا أولي الأمر وجميع من قرأ إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من تلك الأصابع الخبيثة وصاحبة المصلحة في عدم إنجاح الحوار وإبقاء الفوضى طابعاً مميزاً لمشهدنا ... فإذا بردود عدد ( محدود ) من أحبتنا كتاباً وقراءاً تنهال علينا وتصفنا بأننا نعادي طرفاً لحساب طرف آخر!!.

أن أكثر ما يحبط آمالي تلك الردود القاسية التي تنهال على بعض مقالات كتابنا الأكارم ( وأنا لي نصيب وافر منها بحمد الله ) أو تأتي كرد على ردود كريمة يحاول اصحابها أن يسلطوا الأضواء ويدلوا بدلوهم إغناءاً وإثراءاً لفكرة المقالة، فإذا بالردود القاسية الجارحة تنهال وبشكل تتسبب في إضاعة خيوط النقاش وتتداخل الألوان فيما بينها فما يعرف عند ذاك ما عدا مما بدا!!، فعلى سبيل المثال لا الحصر وفي مقالتي الأخيرة كنت قد استشهدت بآراء غيري من كتاب أو محللين ذوي اطلاع ورؤية أكثر اتساعاً وشمولية فاقتبست عنهم ما قالوه من رأي ورأي الآخر إزاء أسباب دعوة السيد الرئيس أبي مازن من أجل أن يكون المقال ذا نفع ... فإذا ببعض الردود تحمل بحقي من الإتهامات ما وصل أحياناً إلى حد الاتهام بالانحيازية لوجهة النظر التي لا تتماشى ووجهة وهوى صاحب التعقيب رغم أنني نوهت في المقالة بأن ما ذكرته صراحة يمثل وجهة نظر بعض المحللين!!!.

وإزاء ما لقيت من تعسف بعض الردود، فإنني أعلنها صراحة أنني أتمنى أن ألاقي وجه ربي الكريم بعدما أرى بأم عيني أننا أصبحنا فيه من الوعي والإدراك والإحساس والفطنة درجة نستطيع أن نمارس حقنا الطبيعي في الانتقاد الجاد الذي يصب في خدمة قضايانا وحل مشاكلنا دون أن يوصم صاحب الرأي الآخر بشتى الأوصاف والنعوت، فنبتعد بذلك عن أسلوب الغمز واللمز واللف والدوران في حلقات مغلقة ضيقة حيث تتحكم فينا عواطفنا وولاءاتنا وقناعاتنا فلا يأتي الرد من ( بعض ) الأحبة الكرام هجوماً ساحقاً ماحقاً بعيداً عن الواقعية ومجافية للمصلحة الوطنية العليا دونما احترام لوجهة النظر الأخرى، كما ونتجاوز تلك الخطوط الحمراء التي كنا قد وضعناها زمناً طويلاً لأنفسنا فحددنا تفكيرنا ورؤانا السياسية ورحنا ندافع عنها ضمن إطار فئوي جبهوي ضيق لا يخدم أبداً القضية ولا ينقلها إلى واقع أكثر إشراقاً وأملاً ووضوحاً وشفافية!!.

حين انتقدنا المفاوضات ووصمناها بالعبثية فإننا ما كنا ننتقد شخص السيد الرئيس أبي مازن ولم نكن ننتقص من شخصيته ولا نغمز من قناة وطنيته بتاتاً ... بل إننا مارسنا علانية وبمنتهى الشجاعة والوضوح حقنا الطبيعي ( كسلطة رابعة معترف بها عالمياً ) في انتقاد ممارسات كانت قد جرت بعلمه وبإشرافه وضمن توجيهاته ونزولاً عند اجتهاده، وكان انتقادنا لتلك الممارسات حباً به أولاً وتنبيهاً له ليعلم مواطن الخلل والتقصير وحرصاً منا عليه كيلا يقع في الخطأ ثانياً وخشية على نتائج ما قد يمارسه والتي قد تكون وبالاً على القضية ثالثاً ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن السيد الرئيس ومن ينوب عنه في فريق التفاوض مع العدو إنما يتعاملون وبشكل مباشر مع عدو لنا يتصف بالذكاء الحاد والمكر والخبث السياسي والذي بإمكانه أن يوصل مفاوضنا حيث الماء الزلال ويعيده ظمآناً دون أن يرتشف شربة ماء كما يقال عندنا في الأمثال!!.

أيها الكرام والأحبة ... قد أوجع بعضاً منكم فيغفر لي لإدراكه بمصداقية ما أكتب، وقد أصيب بعضاً منكم بالامتعاض والنفرة فأرمى بالسباب والشتائم، وقد ألاقي استحسان وإطراء البعض الآخر لقولي هذا ... ولكنني صدقاً أقول للجميع ... أن صديقك وحبيبك ورفيقك المخلص من أصدقك القول لا من صـدّّقك وهو في غفلة من أمره تماماً وغير مدرك لأبعاد تصديقه ونتائج فعلته فيكون بذلك كمن خدعك ومارس يحقك التدليس والنفاق ... هذا والله ما ندعوا إليه وهذا بالله وتالله ما نخشاه ... فنحن في مفترق طرق ... ولا داعي لأن نجامل زيداً من الناس أو عمرواً رغم إحساسنا وإدراكنا أننا وإياه ( زيداً كان أم عمرواً ) في ظلمة أنفاق نسير دون أن نعرف وجهة سيرنا وكيف الخلاص منها رغم إدراكنا أن بصيص الضوء يقبع في إحدى غرف الأنفاق تلك التي ندور وندور حولها دون أن نلج فيها!!.

أيها الكرام والأحبة ... تذكروا جيداً أننا مؤتمنون على مصير أبنائنا وأبناء أبنائنا إلى يوم الدين ... كما ونحن بصدد كتابة تاريخنا ومآثرنا وتأسيس مستقبل أجيال فلسطين من بعدنا، وتذكروا جيداً أن الزمن يسابقنا ... وأن العدو يسابقنا ويسابق الزمن بما يؤسس له وما ينفذ من مخططات وأجندة كان قد وضعها وسار عليها منذ ما قبل نكبتنا دون أن يميل عن قارعة طريقها قيد أنملة ... فيما نحن انحرفنا عما كنا عليه وابتعدنا بعيداً عن مساراتنا التي انطلقنا بها كما وابتعدنا وتفارقنا عن بعض فتاه الجميع في صحراء الاجتهادات والولاءات والتحزبات الضيقة!!.

أيها الكرام والأحبة ... تذكروا وتيقنوا أننا بما نكتب ونطرح من اجتهادات ورؤى ... إنما لا ننتقص من أحد كائناً من كان ، بل نحن نقرع الأجراس تنبيهاً وتحذيراً وتنويهاً لخطورة واقعنا المعاش ولفداحة خسارتنا جراء تمسك بعض منا بما معروض علينا من حدود دنيا لحقوقنا ... فلنقل لأولي أمرنا ومن كان سبباً في استمرار نكبتنا وضياعنا ... كفى تلاعباً بمصائرنا ... كفى تمسكاً بوجهات نظر متنافرة ... كفى سعياً خلف أوهام تسوية أثبتت بطلانها وزيفها ... إجعلوا فلسطين كلها تحت ناظريكم كي يراكم أبناؤها!!.

أيها الكرام والأحبة ... لنجعل لنقدنا هدفاً شفافاً من أجل ( تقييم ) أمورنا ... كي نستطيع بالتالي من ( تقويم ) مسيرتنا بما يمنحها قوة ومنعة ليعود الإتزان لنا مجدداً فلا تميل مركبتنا عند أول هبة ريح ... لتتصف لغة نقدنا بالمصداقية والجرأة بعيداً عن الأهواء الشخصية من أجل انتشار الوعي الوطني وإثراء الفكر وتحسين الأداء ... لا أن نتعمد الولوج من أبواب المتاهات التي لا أول لها ولا آخر والتي ستكون من نتائج ذلك الولوج الخاطئ السقوط في مطبات كنا قد وقعنا فيها في الماضي.!!.

ايها الكرام والأحبة ... أيعقل أن تكمم الأفواه وتكسر الأقلام وتجفف الأحبار خوفاً على مشاعر من سيشارك في الحوار من الإزعاج وتكدير الخاطر أم أن الواجب يحتم علينا أن نهيئ لأولي الأمر ما قد يكون خافياً عنهم مشاركة منا إياه في تهيئة جدول وأجندة الحوار ، أيعقل أن نداهن فنسكت عن حقوقنا في أن نمتلك مشهداً موحدا قوياً يضم الجميع دونما استثناء، أما ترون معي أن ما يطرح من قبلنا من مؤشرات سلبية لمسيرتنا المتعثرة وفي هذا الوقت تحديداً إنما هو بمثابة تحذير وتنوير وتذكير بأهمية إنجاح الحوار ليكون وسيلة فعالة وناجعة لاجتثاث كل مسببات إنهيار المشهد الفلسطيني وتصدعه، فنحن نمارس النقد والتقييم لا بطراً ولا لهواً ولا إشباعاً لحب الغرور والظهور بمظهر المشاكس الخبيث كما قد يتصور البعض، إنما نحن سخرنا أقلامنا وجندنا فكرنا ومن خلال ما لمسناه من معطيات مسيرة متعثرة جلبت الويل والشقاء لنا وذلك حرصاً على إعادة بريق القضية وحباً بهذا الشعب الصابر المحتسب المتمسك بتراب وطنه واحتراماً وتقديراً لتاريخ شهدائنا الذين سبقونا وامتازوا عنا عطاءاً وتضحية واستبسالاً وخلودا!!.

ثم بالله عليكم ... ما بالكم تدافعون عن نهج أثبت فشله وزيفه وخدع البصر فيه فبدا سرابه ماءا زلالاً والتي ستكون من نتائجه إن لم نحتط للأمر ونتدارك أنفسنا نكبة ثانية لما تبقى من فلسطين ... نهج حوى أفكاراً لتبادل للأراضي ، نهج مورس خلاله تهويد مستمر للقدس الشريف، نهج ارتفعت خلاله وتائر إقامة مستوطنات ، نهج صدرت خلاله فتاوى من حاخامات بجواز العمل أيام السبت في إقامة هذه المستوطنات، وغيرها من تجاوزات وهدر للكرامة وترسيخ للإذلال جرت كلها إبان أيأم ذلك النهج التسووي المقيت... فما بالكم لا تتميزون بين التحذير الذي نوجهه لأولي الأمر حباً بهم وحرصاً على القضية وما تبقى منها والتحذير من السير في نهج أثبت فشله وعقمه فرحتم تتصورون أننا نهاجم أشخاصاً بعينهم!!؟.

يا قادة وأولي أمر فلسطين ، ويا مثقفي فلسطين وكتابها وقراءها ... علينا أن نضع في حساباتنا أن العدو مستمر بممارساته في ابتلاع الأرض وتغيير طبوغرافيتها ولن يتوقف أبداً عن ممارساته وأطماعه تلك ولن يرعوي إلا بتغيير واقعنا المزري وتغيير مستلزمات التصدي له والتي أظهرت عجزها إلى حد ما، لذلك كله ... فنحن قرعنا الأجراس بقوة تحذيراً وتنبيهاً وتنويهاً كي يدرك أصحاب القرار وأولو الأمر لخطورة وجدية ما يحيط بنا من مخاطر جسام ... ونحن ننتظر بفارغ من الصبر انطلاق الحوار الجاد والصادق والمثمر والبعيد عن التكتيكات المرحلية والحسابات الظرفية لرص الصف وتوحيد الكلمة من أجل التحرك فيما بعد لتغيير واقعنا وتطوير سبل تصدينا للعدو، وتذكروا جيداً ... إن المستقبل جني الحاضر، وحاضرنا اليوم مر وعلقم وأسى ... وآن لكم اليوم وكل من موقعه ومسؤوليته أن تجدّوا وتجتهدوا وتسعوا من أجل تغيير هذا الواقع المزري والمؤلم وتعملوا في تهيئة الأسباب ومعالجة مسببات كربة المواطن وضيقه ونفاد صبره كي يستريح ويطمئن لسلامة مصيره ومصير قضيته ومصير أبنائه لينالوا حياة حرة كريمة!!.
سماك برهان الدين العبوشي
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف