الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل ننسى قواعد اللعب النظيف بالحياة بقلم: نفين بنا

تاريخ النشر : 2008-06-15
إن الإنسان بطبعه وفطرته يتولد عنده ميل محوري يتمثل في إرادة الحياة. لذلك تدفعه الضرورة إلى الاجتماع البشري ليتعاون مع قومه، وتالياً مع الحلفاء والأصدقاء لتحقيق هذه الإرادة.
والحفاظ يحتاج المدافعة منهجاً، لذلك كان امتلاك أساليب وأدوات الدفاع عن الحياة وضد كل خطر في رأس قائمة اهتمامات الإنسان، أياً كان موقعه أو الحال الذي هو عليه. ولم يتجرد الإنسان في أية جماعة بشرية أو أمة، أو في أية مرحلة من التاريخ، من سلاح المدافعة والمقاومة بل زاد من فنونه بأساليب التجرد من الإنسانية واختلاق اساليب التلون .
وإذا كان الكلام يزيد أو ينقص في بعض المراحل عن فرضيات الحرب والسلام، إلا أن الراجح في هذا المجال هو أن الحرب كانت وستبقى ظاهرة عامة ، وسمة من سمات اتجاه الجماعات إلى بعضها ولكنني ألخص الحرب الخفية بين الأفراد
إن السلام بمفهومه الأخلاقي والجمالي ليس من عالم العلاقات الإنسانية التي نتعامل الآن بها بل هو مفهوم خاطىء لدى تلك الجماعات الفاسقة الخارجة عن نطاق الأخلاق والإنسانية .
إن خلاصتي هي فرضية مستحيلة، أي أن الإجتماع البشري لتحقيق التعاون والألفة وتحقيق مسار الإنسانية الطبيعي لن يكون امبراطورية واحدة، والسلوك الامبراطوري لن يكون ولن يحقق بيوم من الأيام سبب من اسباب الاجتماع الإنساني البشري . ولأن الحرب والمجابهة بين البشر هو في أساس العلاقات الإنسانية التي تربطنا ولا يربطنا شيء سوى التنكيل بالآخرين ونحن من صغائر النفوس والبشر .
تتكامل النفس الإنسانية في جوهرها. وهي التي تجمع خيوط نسيج حياكة الجسم. هي القوة الموحِّدة لأعضاء الجسم والوظائف الواعية والمعنوية.
ولكن ثمة وحدة إنسانية تتدرَّج ضمن نطاقات ثلاثة متصلة، غير منفصلة، هي: الأنا والذات والكيان. وتنضوي هذه النطاقات الثلاثة تحت كلمة "الاسمية"، وذلك لأن الكيان هو الحقيقة الموحِّدة لوظائف النفس الإنسانية.
الأنا، في صميمها، وجود قلقٌ منفصل، يحمل في ثناياه العقل، والنفس، والواعية والخافية، والوعي واللاوعي – هو وجود لا يُدرِك ذاته بذاته. وعلى الرغم من أن الأنا لا تعي ذاتها
الآنا هي ما أحمله من الخافية المتمثلة في ذكريات طفولتي، ونوع التربية التي نشأت عليها، والمبادئ التي لُقِّنتها، والمفاهيم والقيم الإيجابية والسلبية التي غُرِست في داخلي و هي ما أنا عليه؛ هي حصيلة الماضي في الحاضر؛ هي تقدُّمي في المستقبل؛ هي ما أزرعه في حديقة حياتي المقبلة لذا يا قارئ سطوري من نشأ بالوحل سيظل أبداً وسيرجع إلى أناه مهما حاول من أساليب سيظل ابد الدهر بين قذارته الداخلية مهما على شأنه .
تُعَدُّ النفس مجموعة المشاعر والأحاسيس والعواطف. هي الأعصاب التي تمرُّ عبرها الطاقة الحيوية والروحية لتعبِّر عنها بالحدس وبالإحساس بالوجود. النفس هي مظهر حركة الروح في الإنسان؛ هي دفق داخلي يتمحور حول ذاته في شعور بالحياة، وبكل ما يمتُّ إلى الكرامة، والنبل، والسمو، والرفعة، والألم، والحزن، والفرح، ، والعاطفة ..
والانفعال الذي يطيح بتوازن العقل الإنساني ويلقي به في متاهات الأنا يختلف عن العاطفةأظن أننا نعجز عن إدراك الحدِّ الذي تتوازن فيه العاطفة ولا تتحول إلى انفعال.
ولكن في العاطفة تتوازن وظائف النفس والجسم الداخلية، وتتألق الطاقة الحيوية– النفسية في رقيها . وفي هذا التوازن والتألق يعمل العقل في توازن وتكامل. أظن أن علينا ممارسة رياضات معينة تؤدي إلى المرونة العصبية. ففي رأيي أن المرونة العصبية، وليس قوة العضلات، هي الحقل الذي تتوازن فيه النفس.
ولكنني أشبه عقلي بلهيب الشمعة الذي لا يستقر إلا في وسط هادئ لا تتلاعب به النسمات القوية. وحري بي أن اقول إن هدوء لهيب الشمعة يعني اشتداد ضيائها وتألقها في السكينة النفسية التي ترتاح فيها. حيث لا يقوم عقلٌي بوظيفته الكاملة في وسط نفسي مضطرب تملاءه المشاحنات والمضاربات والحروب التي نشنها بلا سبب فعلا مازلت اجهل سبب هذه الحروب والمطاحنات التي تملأ نفوس من يحيطون بي ولكنني اعزي ذاتي بأن نشأتهم التي تكونوا بها فرضت عليهم اسس الحروب والمطاحنات .
ولكن بالنسبة إلينا كأشخاص نعيش بهذا الكون فهل نعلم ما معنى الشعور بالنقص وكيف نثري هذا النقص وطيف نحوله لمرض يفتك بنا وبذاتنا ومجتمعاتنا الإنسانية : إن الشعور بالنقص لا يتحول إلى عقدة نقص ما لم يُضِف الإنسان إلى "أناه" إضافات زائفة. فالأنا المضخَّمة تسعى إلى المفاهيم التجمعية، كالكبرياء والجلافة وعظمة الحال لتقارن ذاتها بكل أنا أخرى وتكون مثلها، الأمر الذي يجعلها معقدة بنقصها – عقدة النقص ، وعقدة العظمة التعويضية التي تظن نفسها بأنها وصلت لأعلى درجات الكمال الذاتي بدون أن تدرك أيه حقيقة أخرى سوى العظمة وتكرار بأن لم يخلق غير هذه الشخصية بهذا الكون . على هذا الأساس، وهكذا فإن الذات تضيف إضافات كاذبة إلى نفسها لكي تغطي شعورها بالنقص؛ الأمر الذي يجعل الشعور بالنقص يتضخم إلى عقدة النقص وإلى عقدة العظمة. من هنا نجد الشخصية "تملأ" كيانها، والفردية "تغطِّي" نقصها. وفي عقدة النقص يجثم اختلال الطاقة الإنسانية ولكن كثير مما يصادفوا تلونون أمامنا ونحن نجهل هذه الحقيقة المؤلمة ، فهذا الشخص لن يصلح معه سوى بتره حتى لا يتغلغل بحياتنا ويعكر صفو الإنسانية التي تملأ اركان حياتنا .
أما الشخصية المتوازنة بواعيتها وخافيتها – فإنها تضيف إلى ذاتها إضافات صحيحة، غير تجمعية وغير زائفة، قوامها الوعي، لتصير إلى كمال أو تكامل أفضل. وفي إضافتها الصحيحة هذه يُعبِّر الشعور بالنقص عن ذاتها بدافع الكمال. وتمتلئ الشخصية، بينما تظل الفردية تعاني من الإحساس بالفراغ. والحق يقال إن الكمال الكامن في هذا الإنسان، في طاقته الحيوية، ينبثق من شعور بالنقص، هو حوار داخلي، وحثٌّ داخلي لتعويض هذا النقص بالعمل على الذات وتحسين الخلل الذي يشعر به .
دائما تتعرض المفاهيم والتصورات الفكرية الانسانية الى عمليات تهشيم منظم في بعض الاحيان في داخل التجمعات الانسانية من جراء عدة عوامل فكرية او ثقافية او من خلال اختلال بالثقافات المجتمعية او من خلال اختلاط المستويات التي هي دون المستوى والتي تؤثر سلباً ولكن نادراَ مايلتفت المجتمع بصورة عامة الى هذا او ذاك من الاثار المعنوية المدمرة التي تتفشى كالوباء ليكون الصالح والطالح بنفس المستوى
لاقوم انا وغيري من المحافظين على قيمهم الإنسانية فيما بعد بترميم ماتبقى من هذه المفاهيم ، لتتم عملية القبول بالمسير مع الحياة دون أن تتقبلها تلك المجتمعات المنحطة من ألوان البشر الغرباء ! .

نعم المفكرون والكتاب والعلماء والمثقفون .... وعامة اصحاب القلم هم الاقدر على استشعار هذا الخطر الاجتماعي المتسبب من فقدان الرؤية الواضحة لاي مجتمع لمبادئ الإنسانية او تلك من المصطلحات والمفاهيم الفكرية الانسانية ، وذالك باعتبار ان اي مفهوم اجتماعي انساني ان اصيب بحالة مرضية او عملية تخريبية من هنا او هناك فلابد ان تنعكس هذه النكسة الفكرية على سلوك اي مجتمع او فرد يتحرك داخل هذه المنظومة المسماة اجتماعا انسانياَ ، وعليه تكون وظيفة صاحب القلم الانساني ان يعيد طرح المفهوم المراد ترميمها او بنائها او اعادة تأهيلها اجتماعيا من جديد ليتسنى للمجتمع ان يلتفت الى هذا المفهوم او ذاك والذي يبدو انه مفهوم بديهي تماما في الحركة الإنسانية

بالنسبة لكم ايها الكتاب واصحاب الأرداء الإنسانية اصبحنا نرى اننا بعالم ومجتمع توأد به بعض المفاهيم الاجتماعية - كالصدق او الانفتاح او الهدوء او الحب او الثقة او الإخلاص أو التفاني والإيثار .
فلست اطلب الكثير يا قراء سطوري ويا جيراني ويا كتاب واصحاب الأقلام اإنسانية وظيفتنا بالحياة هي ان نذكر بتلك المفاهيم الانسانية التي تراجعت سلطتها بعالم لم يسد به سوى الخطأ والظلم ولم يعد زماناً سوى زمان الحرب .

إننا أمام كارثة وزلزال مدمر اذا ماصادفنا مجتمع يملك اقلاما ومثقفين وكتاب وعلماء وفنانين ومدراء وأسياد الساسة ، إننا امام قيامة تقوم لانهم ومع الاسف لايدركون ادوات وظائفهم الاجتماعية ، ولايعون الكيفية الجيدة لادارة ادواتهم المعرفية بنشر القيم الإنسانية الراقية

اذن : هي مشكلة عويصة عندما نجد مفاهيم اجتماعية مريضة وبحاجة الى معالجة فكرية صحيحة ، هي مشكلة تشخيص واقعية عندما يعاني الفرد أزمة


نحن بحاجة الى كلمة تعيد لنا التفكير في الحب والاخر والعلاقة والانسان والرحمة الإنسانية والترابط المجنمعي والاسري اننا بحاجة لمعجزة عظمى لنكون انقياء
نحن بحاجة الى فكرة الهدوء والسكينة والطمأنينة ، كحاجتنا الى الانسان والسياسي والتاجر والمرأة والشجرة والتراب والارض والكون حاجتنا للتوحد الإنساني السمو نحو التقدم فنحن بحاجة الى معجزة عظيمة بزمننا هذا .

فهل ننسى قواعد اللعب النظيف ام ننظف قذارة من هم حولنا ام ندع الخلق للخالق ؟؟؟؟؟؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف