الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجبهة الشعبية بعد أربعين عاما: أيّ دور اليوم؟ بقلم:وليد عبد الرحيم

تاريخ النشر : 2008-06-14
الجبهة الشعبية بعد أربعين عاما: أيُّ دور اليوم؟



بقلم: وليد عبد الرحيم





لا يختلف اثنان في الشارع الفلسطيني خصوصا، والعربي عموما، على مستوى الاحترام والتقدير الذي تحظى به الجبهة الشعبية منذ نشأتها وحتى اليوم، حيث ترتفع الأصوات مطالبة بتفعيل دور هذا الفصيل لسد الفراغ الناجم عن الخلل في البنية السياسية والمجتمعية الفلسطينية اليوم وانعدام البرامج الحقيقية لدى العديد من القوى الفلسطينية، بحسب الرأي العام، وضعف بعضها الآخر، وعدم جدية البرامج الأخرى كما بتنا نسمع صراحة من غير صوب وفئة، وسواءاً اختلفنا في هذا الرأي أم اتفقنا فانه يحمل في طياته الكثير من الواقعية.

من هنا فان الجبهة الشعبية مطالبة بإلحاح على ما يبدو بتحمل مسؤولياتها بشكل أكثر جدية وفاعلية، خصوصا وان الطرفين الكبيرين الآخرين يصبان الاهتمام بالدرجة الأولى على حسم الصراع بينهما حول السلطة، دون الاكتراث لخطورة الواقع الداخلي والإقليمي والدولي، مما يضر بشكل كبير بالقضية الوطنية عموما وحتى يضر بوجودهما ذاته، إلى درجة أن المواطن الفلسطيني العادي بات يستشعر الفراغ الداخلي الحاصل معتقداً بأن ذلك نتيجة لعدم اتخاذ الشعبية لدورها المأمول، الأمر الذي رفع الأصوات - حتى من قبل المثقفين والمفكرين البعيدين عنها - مطالبة بتحرك الشعبية و تفعيل دورها لتكون حقا صمام أمان للقضية الفلسطينية وفصائلها المختلفة إدراكا من كافة الشرائح لخطورة ما يجري من فراغ وتشرذم وابتعاد عن البرنامج الوطني الذي قدم الفلسطينيون لحمايته وترسيخه مئات ألاف الشهداء والجرحى والأسرى، وتزداد المطالبة اليوم، خصوصاً بعد انقضاض "فتح" و"حماس" كل منهما على الآخر بينما يقوم العدو بقتل كليهما في آن معا دونما تمييز، وبينما وصل الأمر بين الطرفين مستوى حشد كل جهد ممكن بما فيه محاولة كل طرف إثبات "خيانة" الآخر وتحميله مسؤولية ما يقوم به الاحتلال نفسه دون الاكتراث بما ينتج عن ذلك من تبرئة للاحتلال وجرائمه ووضعها في سلة اتهام الطرف الفلسطيني، كل ذلك من أجل الصراع على إدارة سجن الضفة الغربية وغزة.

كل هذا دفع النخبة والشارع داخل وخارج فلسطين للاعتقاد والتصريح بوضوح أن الجبهة الشعبية التي قدمت للتاريخ الفلسطيني وللعروبة ما قدمته خلال نصف قرن ومنذ حركة القوميين العرب مطالبة اليوم – حرصاً على نقاء وايجابية مسيرتها– بالالتفات وبطريقة أكثر صراحة وايجابية وجدية لمطالب الصوت السياسي والشعبي الواضح والذي بات يطالب علنا بل وتتصاعد هذه المطالبة بشكل كبير ومتسارع حتى وصل الأمر إلى أن يحاول المواطنون العاديون والمقاتلون تحميل الجبهة الشعبية جزءاً من مسؤولية ما يحدث بدعوى عدم قيامها بتحرك جدي لصيانة الوضع الداخلي!!!

لقد قدمت الجبهة الشعبية خلال مسيرتها برامج ومناضلين جعلت منها القوة الفلسطينية التي لا يتغير مستوى تقدير الشعب لها حتى من قبل أولئك الذين لا يتفقون مع برامجها وسياستها، بل المعارضون لأسسها النظرية العلمانية أنفسهم، ما يعني أنها نجحت بكسب ثقة واحترام الشارع والنخبة من الفلسطينيين والعرب وهذا لا يدخل في إطار المديح الذي قد يسعد البعض، بقدر ما يحمل الشعبية مسؤولية ليست هينة وقد تفوق قدراتها حتى.

وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة اشتعال الذاكرة الفلسطينية بذكر الحكيم جورج حبش وأبي علي مصطفى إلى جانب الشهداء الكبار كالرئيس عرفات وخليل الوزير وغيرهم من نخبة تجربة منظمة التحرير، لكن الشارع الفلسطيني اليوم أعاد الحديث والترحم على وديع حداد وأبي علي إياد، والعديدين ببساطة لان الشعب الفلسطيني محبط من قيادته الموجودة الآن، ويرى فيها غير ما رأى مراراً بعرفات وحبش والوزير وحداد وغيرهم ممن سقطوا شهداء على درب المسيرة الفلسطينية التي بدأتها حركة القوميين العرب بقيادة جورج حبش و فتح بقيادة الرئيس الشهيد عرفات، بافتتاح صفحة من التاريخ العربي عنوانها المقاومة المسلحة، ما يعني بأن الجبهة الشعبية شاركت بفاعلية في تغيير الواقع الفلسطيني في فترة أكثر صعوبة مما نحن عليه اليوم، وأمام النكوص الكبير الذي تشهده الساحة الفلسطينية اليوم، وارتعاد المواطن العادي مما هو قادم يسأل الجميع: أين تقف الجبهة الشعبية اليوم، ما هو دورها وأين طاقتها؟!

لقد كانت الجبهة الشعبية طيلة فترة وجودها وعبر مسيرتها صمام أمان لمنظمة التحرير والمقاومة الفلسطينية ووحدتها الوطنية، باختلافات مسمياتها وتوجهاتها، وتعرضت للكثير في سبيل تغليبها المصلحة الوطنية على الفصائلية ولم تراهن على مكتسبات أو مزايا أو حفاظ على قيادة أو أماكن تواجد جغرافي مقابل اتخاذها لمواقف لا تنسجم مع رؤيتها، بمعنى آخر لم تمارس الانتهازية السياسية لحساب مصلحتها كفصيل، وقد دفعت ثمن ذلك غالياً على الصعيد العربي والدولي، ولازالت تدفع الثمن من خلال الحصار الاميركي وامتداداته من تجميد أموال ومحاصرة تشعباتها وامتداداتها المختلفة، وهي اليوم لا تخضع لذلك الضغط كما يقر الجميع، لكنها مطالبة بأكثر من إبداء الرأي. والفلسطينيون يقولون لها لا أقل من ذلك، بدءا بالحفاظ على الوحدة الفلسطينية وثوابت القضية ومنظمة التحرير وانتهاء بتشكيل تحالف وطني عريض يسميه العديدون "التيار الثالث" وذلك يتطلب أكثر من الاتكاء على سمعة أو مسيرة نضالية، ندرك جميعا بأنه من السهل فعل ذلك، لكن الأهم هو بناء قاعدة شعبية متواحدة مع النخبة السياسية ومتواصلة مع المفكرين والمثقفين والنخبة الفلسطينية عموما وهو ما تطالب به جميع هذه الشرائح، ولكن السؤال الأهم هو هل الشعبية قادرة على ذلك ماديا ومعنوياً وهل هي مهيأة الآن؟

إن الإجابة على ذلك لا تقل صعوبة عن أي هم فلسطيني آخر بحكم تشعبات الموضوع الفلسطيني مهما قل شأنه وبحكم التشابكات الإقليمية والدولية التي تزداد تأثيرا بالواقع الداخلي بشكل متصاعد، ويخضع لها المزيد من الفلسطينيين أيضا بحكم اختلاف الموازين واختلالها، وكل ذلك لا يعفي الجبهة الشعبية وغيرها من القوى من مسؤولياتها مهما كبرت أو بدا تحقيقها صعباً، ذلك أن كل فلسطيني يدرك تماما مدى صعوبة مناحي قضيته، والفصائل التي اختارت لنفسها مكانا في المسيرة النضالية تعرف أيضا بان أثمان باهظة سوف تدفع على مذبح المسيرة التي اختارت بمحض إرادتها أن تخوض فيها وبالتالي فان الصعوبات بكافة إشكالها محسوبة ومتوقعة منذ البداية بحكم اتخاذ الخيار وتبنيه ولا يبرر وجودها أي نكوص أو تهاون خصوصا في مراحل الخطر على الوجود الوطني برمته، وان كان المواطنون والنخبة الثقافية والسياسية يلحون اليوم على الجبهة الشعبية فان في أذهانهم المواقف التي اتخذتها أثناء الانشقاقات السابقة على الرغم من الضغوط وحتى التهديدات التي تعرضت لها فرمتها خلفها متخذة موقفا مميزا وشجاعا آنذاك، لهذا نسمع أصوات المطالبة اليوم، وسنسمعها بشكل أعلى في الأيام القادمة، ونستشعر آذانا تصغي وتنتظر لتسمع كيف ستكون الإجابة.

* كاتب فلسطيني يقيم في دمشق. [email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف