
نكبوا ولا نكسر!!!
بقلم /هاني الاغا
منذ عام وغزة بكاملها من السلك إلى السلك تعيش أسوء عام ظلامي منذ تأسيسها قد يكون هو العام الأطول في حياة أهل القطاع... بالتأكيد ولن يكون له ثان مهما حاولوا عبثاً لشطب حركة فتح الذي سعت اليه إسرائيل منذ زمن طويل بكل طاقتها من اجل مسح حركة فتح عن الساحة الفلسطينية والدوليه ولتحقيق هذا الهدف سخرت العديد من الإمكانات في سبيل تحقيقه بما فيه محاولة إسرائيل الأخيرة تيسير الانقلاب على الشرعية في محاولة يائسة للقضاء على هذه الحركة الوطنية التي تعد الشوكة الحقيقية في حلق أطماع إسرائيل التي تسعى للتنصل من حقوق الفلسطينيين الشرعية والتي سعت بكافة الطرق من اجل النيل من حركة فتح سواء بشكل عسكري من خلال القوة المفرطة والاعتقال والاغتيال لقادة وكوادر الحركة أو إعلاميا من خلال استهداف رموز الحركة بالإشاعات والدعايات المتواصلة والتي طالت الشهيد عرفات ذاته أو حتى بإشكال سياسية ومن الاعترافات الصهيونية في سعيها لهذا الهدف ما قاله رئيس المخابرات الأسبق الوزير الصهيوني عامي أيلون في تصريحه بأن دولته قد أخطأت عندما دعمت حركة حماس في مرحلة تكوينها لمجابهة حركة التحرر الوطني.
فان ما وصل إليه المشهد الفلسطيني لم يكن نتاج حالة عبثية وإنما هو نتيجة طبيعية لمخطط إسرائيلي أمريكي منظم بدأ في الانتفاضة الأخيرة انتفاضة الأقصى والتي تحملت أعبائها الأجهزة الأمنية ومؤسسات الشعب الفلسطيني التي كانت تدفع ضريبة يومية من دماء أبنائها وبنيتها التي تم استهدافها بشكل ممنهج من قبل طائرات الاحتلال وصواريخها بشكل مقصود ومتعمد من اجل إضعاف هذا الانجاز الوطني الفلسطيني في محاولة لإدخال فوضى منظمة على جدول الفلسطينيين اليومي للإعداد لمرحلة تالية, وكانت ترفض قوات الاحتلال إدخال أي إمكانيات تعزز الأجهزة الأمنية وتساهم في إمكانيتها على الاستمرار في أداء واجبها المنوط بها.
وفي ذات الوقت عملت فيه بعض الفصائل الفلسطينية على خط موازي من اجل إنهاك وإضعاف المؤسسة الأمنية إما من خلال حملة دعائية مكثفة ضد هذه الأجهزة أو من خلال مساندة وحماية المنفلتين امنيا وتغذية أطراف صراع محلية في مشكلات عائلية وقبلية بالعتاد من اجل إحراج المؤسسة الأمنية وبعد إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي فازت بها حماس وكونت حكومتها تم فرض حصار على الشعب الفلسطيني وعلى مصادر تمويل السلطة الفلسطينية وتوقفت رواتب الموظفين الفلسطينيين بما فيهم أفراد ومنتسبين الأجهزة الأمنية في الوقت التي استمرت حماس بإعطاء رواتب إلى عناصرها وأفرادها مستغلة حالة الدعم الشعبي العربي والإسلامي من خلال الحصار فكانت توجه هذه الأموال من اجل تعزيز صفوفها وبناء حالة عسكرية داعمة لمشروعها وإمدادها بالعتاد اللازم بمعنى أن حماس استفادت من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في الوقت الذي استمر الانهيار النفسي والمعنوي و المادي لأبناء ومنتسبين الأجهزة الأمنية ووقوف إسرائيل حجر عثرة أمام تطوير وإعادة بناء هذه الأجهزة.
فأصبح العسكري داخل المقرات الأمنية لا يحمل في بندقيته أكثر من خمسة طلقات في الوقت الذي يحمل فيه ابن القوة التنفيذية لحماس عتاد تسليحي كامل إضافة إلى أنه أصبح العسكري يقترض أجرة المواصلات كي يستطيع بلوغ محل عمله بينما تستمر فيه حماس بشراء التجهيزات والجيبات والعتاد لتجهيز مليشياتها وما يسمى قوتها التنفيذية والاهم من ذلك كله لم يكن هناك قرار من القيادة الفلسطينية بوقف هذه التطورات الميدانية المتراكمة ظنا منها أنها تحرص على استمرار الحالة الديمقراطية وأنها تدفع باتجاه تطور هذه الحالة لتسير في اتجاه الصالح العام الفلسطيني وكان الواقع يشهد تطورات ميدانية متلاحقة تمارس على الأرض من خلال مهاجمة المقرات الأمنية والسيطرة على العتاد القليل المتوفر فيها وتظليل إعلامي متواصل من اجل توفير غطاء لهذه الممارسات الممنهجة في حين كان عناصر الأمن يفتقرون إلى أي خطة باستثناء أوامر الثبات في المقرات والدفاع عنها وتغذيتهم بثقافة الحفاظ على الدم الفلسطيني الأمر الذي بدأ يلقي بظلاله على أداء هذه الأجهزة وطريقة تفاعلها مع الأحداث في الوقت الذي كانت قيادة حماس تغذى فيه عناصر حماس بثقافة الحقد والتكفير والتخوين وان الأجهزة الأمنية عقبة في طريق مشروع حماس يجب إزالتها وهنا لا ننكر بان هناك بعض العناصر المنفلتة والمحسوبة على حركة فتح والتي شكلت تصرفاتها ذريعة أمام حماس للاستمرار في مشروعها ومخططاتها. .
لقد خلف الانقلاب على الشرعية ارتباك كامل في حياة المواطنين وتغيرات جذرية في مؤسسات السلطة الفلسطينية نتج عنها خلل غير قليل في عمل هذه المؤسسات وأصبح هناك حالة من الحيرة لدى المواطنين عن الجهات
فحن في غزة نعيش أوقات عصيبة وصعبة جدا وان أثقل ما فيها هو من نصيب أبناء حركة فتح لكن الفتحاويون الرجال تظهرهم الشدائد والفتح تزداد عنفوانا في الأزمات ولعله في بحر السواد الذي خلفه الانقلاب كان هناك حسنة وحيدة وهو إظهار الحقائق عارية مجردة دون رتوش من كافة الزوايا والجوانب فلقد تكسرت الشعارات على صخرة الحقيقة فبات الشعب والفتحاوين خاصة يدركون أين كانوا وأين وصلوا وظهر من كان يلف نفسه بعباءة الفضيلة والخائن والصادق والمنتمي والمنتفع والجميع من إخوتنا في الفتح يعلم بان مليشيات حماس لم تهزمنا ولكن ما هزمنا هو فرقتنا وفلسفة الجبناء الذين كانوا يروجون لحماس كذبتها بان المعركة هي معركة جهاز امني بعينه.
وعندما طالت المعركة باقي الأجهزة الأمنية وعدد من الإخوة والقيادات الفتحاوية المختلفه استمر المتخاذلين والجبناء في إيجاد التبريرات الجاهزة لتبرير تخاذلهم ولان كشف الجراح الدامية يزيد الجسد إيلاما فالمطلوب من كافة الحريصين والشرفاء في الحركة اتخاذ العبر مما فات وإعادة لملمة الحركة وتوحيدها على قلب رجل واحد وطي صفحة الماضي وعدم نبشه والالتفات إلى بناء هياكل الحركة التنظيمية لاسيما في ظل غياب المبررات التي كان البعض يدعي أنها تعيق تقدم الحركة فالمجال أصبح مفتوح أمام قيادة العمل التنظيمي لإعادة البناء و.
أهيب بعناصر وكوادر الحركة بان يكون آلام وجراح الأمس بكل ما فيه مشكاة نور ترسم لهم طريق اليوم والغد وألا يجعلوا من أنفسهم عرضة لاستهلاك عقولهم بشعارات زائفة وكاذبة لم نجني منها إلا ما أل إليه الوضع في غزة الآن و ادعوا أبناء الحركة كافة إلى أن يتراصوا ويتوحدوا وينبذوا من بين صفوفهم أي صوت يدعوا إلى الفرقة أو التشرذم وان يستذكروا دوما دماء الشهداء وعلى رأسهم الشهداء أبو ماهر أبو الجديان وسميح المدهون وبهاء أبو جراد وإياد عاشور وحسن زقوت ومحمود دغمش وأبو المجد غريب وأبطال الأجهزة الأمنية وكل الشهداء والجرحى الذين بترت أطرافهم على أيدي عصابات الإجرام لتكون لهم عون على إكمال الطريق الصحيح في إعادة البناء على أسس متينة وان يتذكروا دوما بان جسم الحركة المتماسك هو خط الدفاع الوحيد .
وولكن برغم ما حدث في قطاع غزة من انقلاب على الشرعية و السيطرة على كافة مؤسسات الحركة والسلطة وغياب مئات من الكوادر والقيادات عن قطاع غزة.إلا أن هذا لم يطفئ الزخم الجماهيري المتصاعد الملتف حول الحركة ووهذا عندما خرجت الجماهير الشعبية من أبناء الشعب لإحياء ذكرى الشهيد الخالد ياسر عرفات رغم الإرهاب الذي تعرض له الناس من اجل منعهم من القيام بهذه التظاهرة الوطنية العظيمة والتي قالوا فيها نحن باقون ورغم أن الآلاف منهم قدم إلى مكان المهرجان سيرا على الأقدام وكذلك أي تظاهرة تخرج بها حركة فتح في أي من مناطقها التنظيمية كم من الآلاف يكون فيها على الرغم من أن كافة الفعاليات التي تقوم بها فتح في القطاع تنتهي بمواجهة مع مليشيات الانقلاب حتى لو كانت عرس لأحد أبنائها أو تشيع لأحد شهدائها.
وبالمقابل فان التراجع الجماهيري من حول حماس رغم أنها هي المسيطرة وتوفر كافة الإمكانات من اجل إنجاح فاعليتها ووهذا ماحدث باحتفالاتها بانطلاقتها و التحدي الأبرز لها بعد الانقلاب على المستوى الشعبي ورغم أنها وفرت كافة الإمكانات والحوافز إلا أنها لم تستطع الوصول إلى خمس ما وصل إليه مهرجان الشهيد عرفات ولخشيتها من إظهار الحقيقة قامت بمنع فتح من إحياء ذكرى انطلاقتها بشكل حر وعلى الرغم من ذلك قام ألاف من أبناء الحركة بإحياء الانطلاقة بوسائل مختلفة حتى لو كانت إطلاق ألعاب نارية في الهواء وهذا يدل عندما فازت فتح في مواضع كانت تعتبر حكر على حماس فجامعة الخليل تعتبر إمارة حماس الأولى منذ اكثر من عشرون عام وفازت بها فتح .
فحماس في قطاع غزة انتصرت على فتح بفتح الا ان تجربتها الدموية أظهرت الحقائق بشكل واضح أمام الجميع بمن فيهم مخطئي حركة فتح كما أن زيف الشعارات التي رفعتها حماس سقطت في معتقلاتها وعلى فوهات بنادقها فنهجها القائم على العنف والتخويف لم ولن يلاقي قبول لدى الشعب الفلسطيني الذي بدأ للعودة إلى المقارنات بين برنامج فتح الواضح القائم على التعاطي مع الموجود بعقلانية والحفاظ على الثوابت الفلسطينية وما هو قائم الآن في قطاع غزة.
من هنا بدأت عودة جماعية طوعية من جماهير الشعب الفلسطيني باتجاه حركة فتح ومن أهم المؤشرات الحيوية هي التفاف المثقفين حول هذه الحركة مما يدلل بوضوح على صوابية منهج الحركة وان من يريد القضاء على حركة فتح فالأسهل عليه أن يقوم بإنهاء الشعب الفلسطيني لان فتح هي الشعب والشعب هو فتح فحركة فتح ليست مجموعة من المسلحين والبنادق وإنما هي مد جماهيري متواصل ومتدفق قد يكبو ولكنه لا ينكسر بل كما قال ياسر عرفات عنقاء يخرج من تحت الركام يعود ليرفرف من جديد.
بقلم /هاني الاغا
منذ عام وغزة بكاملها من السلك إلى السلك تعيش أسوء عام ظلامي منذ تأسيسها قد يكون هو العام الأطول في حياة أهل القطاع... بالتأكيد ولن يكون له ثان مهما حاولوا عبثاً لشطب حركة فتح الذي سعت اليه إسرائيل منذ زمن طويل بكل طاقتها من اجل مسح حركة فتح عن الساحة الفلسطينية والدوليه ولتحقيق هذا الهدف سخرت العديد من الإمكانات في سبيل تحقيقه بما فيه محاولة إسرائيل الأخيرة تيسير الانقلاب على الشرعية في محاولة يائسة للقضاء على هذه الحركة الوطنية التي تعد الشوكة الحقيقية في حلق أطماع إسرائيل التي تسعى للتنصل من حقوق الفلسطينيين الشرعية والتي سعت بكافة الطرق من اجل النيل من حركة فتح سواء بشكل عسكري من خلال القوة المفرطة والاعتقال والاغتيال لقادة وكوادر الحركة أو إعلاميا من خلال استهداف رموز الحركة بالإشاعات والدعايات المتواصلة والتي طالت الشهيد عرفات ذاته أو حتى بإشكال سياسية ومن الاعترافات الصهيونية في سعيها لهذا الهدف ما قاله رئيس المخابرات الأسبق الوزير الصهيوني عامي أيلون في تصريحه بأن دولته قد أخطأت عندما دعمت حركة حماس في مرحلة تكوينها لمجابهة حركة التحرر الوطني.
فان ما وصل إليه المشهد الفلسطيني لم يكن نتاج حالة عبثية وإنما هو نتيجة طبيعية لمخطط إسرائيلي أمريكي منظم بدأ في الانتفاضة الأخيرة انتفاضة الأقصى والتي تحملت أعبائها الأجهزة الأمنية ومؤسسات الشعب الفلسطيني التي كانت تدفع ضريبة يومية من دماء أبنائها وبنيتها التي تم استهدافها بشكل ممنهج من قبل طائرات الاحتلال وصواريخها بشكل مقصود ومتعمد من اجل إضعاف هذا الانجاز الوطني الفلسطيني في محاولة لإدخال فوضى منظمة على جدول الفلسطينيين اليومي للإعداد لمرحلة تالية, وكانت ترفض قوات الاحتلال إدخال أي إمكانيات تعزز الأجهزة الأمنية وتساهم في إمكانيتها على الاستمرار في أداء واجبها المنوط بها.
وفي ذات الوقت عملت فيه بعض الفصائل الفلسطينية على خط موازي من اجل إنهاك وإضعاف المؤسسة الأمنية إما من خلال حملة دعائية مكثفة ضد هذه الأجهزة أو من خلال مساندة وحماية المنفلتين امنيا وتغذية أطراف صراع محلية في مشكلات عائلية وقبلية بالعتاد من اجل إحراج المؤسسة الأمنية وبعد إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي فازت بها حماس وكونت حكومتها تم فرض حصار على الشعب الفلسطيني وعلى مصادر تمويل السلطة الفلسطينية وتوقفت رواتب الموظفين الفلسطينيين بما فيهم أفراد ومنتسبين الأجهزة الأمنية في الوقت التي استمرت حماس بإعطاء رواتب إلى عناصرها وأفرادها مستغلة حالة الدعم الشعبي العربي والإسلامي من خلال الحصار فكانت توجه هذه الأموال من اجل تعزيز صفوفها وبناء حالة عسكرية داعمة لمشروعها وإمدادها بالعتاد اللازم بمعنى أن حماس استفادت من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في الوقت الذي استمر الانهيار النفسي والمعنوي و المادي لأبناء ومنتسبين الأجهزة الأمنية ووقوف إسرائيل حجر عثرة أمام تطوير وإعادة بناء هذه الأجهزة.
فأصبح العسكري داخل المقرات الأمنية لا يحمل في بندقيته أكثر من خمسة طلقات في الوقت الذي يحمل فيه ابن القوة التنفيذية لحماس عتاد تسليحي كامل إضافة إلى أنه أصبح العسكري يقترض أجرة المواصلات كي يستطيع بلوغ محل عمله بينما تستمر فيه حماس بشراء التجهيزات والجيبات والعتاد لتجهيز مليشياتها وما يسمى قوتها التنفيذية والاهم من ذلك كله لم يكن هناك قرار من القيادة الفلسطينية بوقف هذه التطورات الميدانية المتراكمة ظنا منها أنها تحرص على استمرار الحالة الديمقراطية وأنها تدفع باتجاه تطور هذه الحالة لتسير في اتجاه الصالح العام الفلسطيني وكان الواقع يشهد تطورات ميدانية متلاحقة تمارس على الأرض من خلال مهاجمة المقرات الأمنية والسيطرة على العتاد القليل المتوفر فيها وتظليل إعلامي متواصل من اجل توفير غطاء لهذه الممارسات الممنهجة في حين كان عناصر الأمن يفتقرون إلى أي خطة باستثناء أوامر الثبات في المقرات والدفاع عنها وتغذيتهم بثقافة الحفاظ على الدم الفلسطيني الأمر الذي بدأ يلقي بظلاله على أداء هذه الأجهزة وطريقة تفاعلها مع الأحداث في الوقت الذي كانت قيادة حماس تغذى فيه عناصر حماس بثقافة الحقد والتكفير والتخوين وان الأجهزة الأمنية عقبة في طريق مشروع حماس يجب إزالتها وهنا لا ننكر بان هناك بعض العناصر المنفلتة والمحسوبة على حركة فتح والتي شكلت تصرفاتها ذريعة أمام حماس للاستمرار في مشروعها ومخططاتها. .
لقد خلف الانقلاب على الشرعية ارتباك كامل في حياة المواطنين وتغيرات جذرية في مؤسسات السلطة الفلسطينية نتج عنها خلل غير قليل في عمل هذه المؤسسات وأصبح هناك حالة من الحيرة لدى المواطنين عن الجهات
فحن في غزة نعيش أوقات عصيبة وصعبة جدا وان أثقل ما فيها هو من نصيب أبناء حركة فتح لكن الفتحاويون الرجال تظهرهم الشدائد والفتح تزداد عنفوانا في الأزمات ولعله في بحر السواد الذي خلفه الانقلاب كان هناك حسنة وحيدة وهو إظهار الحقائق عارية مجردة دون رتوش من كافة الزوايا والجوانب فلقد تكسرت الشعارات على صخرة الحقيقة فبات الشعب والفتحاوين خاصة يدركون أين كانوا وأين وصلوا وظهر من كان يلف نفسه بعباءة الفضيلة والخائن والصادق والمنتمي والمنتفع والجميع من إخوتنا في الفتح يعلم بان مليشيات حماس لم تهزمنا ولكن ما هزمنا هو فرقتنا وفلسفة الجبناء الذين كانوا يروجون لحماس كذبتها بان المعركة هي معركة جهاز امني بعينه.
وعندما طالت المعركة باقي الأجهزة الأمنية وعدد من الإخوة والقيادات الفتحاوية المختلفه استمر المتخاذلين والجبناء في إيجاد التبريرات الجاهزة لتبرير تخاذلهم ولان كشف الجراح الدامية يزيد الجسد إيلاما فالمطلوب من كافة الحريصين والشرفاء في الحركة اتخاذ العبر مما فات وإعادة لملمة الحركة وتوحيدها على قلب رجل واحد وطي صفحة الماضي وعدم نبشه والالتفات إلى بناء هياكل الحركة التنظيمية لاسيما في ظل غياب المبررات التي كان البعض يدعي أنها تعيق تقدم الحركة فالمجال أصبح مفتوح أمام قيادة العمل التنظيمي لإعادة البناء و.
أهيب بعناصر وكوادر الحركة بان يكون آلام وجراح الأمس بكل ما فيه مشكاة نور ترسم لهم طريق اليوم والغد وألا يجعلوا من أنفسهم عرضة لاستهلاك عقولهم بشعارات زائفة وكاذبة لم نجني منها إلا ما أل إليه الوضع في غزة الآن و ادعوا أبناء الحركة كافة إلى أن يتراصوا ويتوحدوا وينبذوا من بين صفوفهم أي صوت يدعوا إلى الفرقة أو التشرذم وان يستذكروا دوما دماء الشهداء وعلى رأسهم الشهداء أبو ماهر أبو الجديان وسميح المدهون وبهاء أبو جراد وإياد عاشور وحسن زقوت ومحمود دغمش وأبو المجد غريب وأبطال الأجهزة الأمنية وكل الشهداء والجرحى الذين بترت أطرافهم على أيدي عصابات الإجرام لتكون لهم عون على إكمال الطريق الصحيح في إعادة البناء على أسس متينة وان يتذكروا دوما بان جسم الحركة المتماسك هو خط الدفاع الوحيد .
وولكن برغم ما حدث في قطاع غزة من انقلاب على الشرعية و السيطرة على كافة مؤسسات الحركة والسلطة وغياب مئات من الكوادر والقيادات عن قطاع غزة.إلا أن هذا لم يطفئ الزخم الجماهيري المتصاعد الملتف حول الحركة ووهذا عندما خرجت الجماهير الشعبية من أبناء الشعب لإحياء ذكرى الشهيد الخالد ياسر عرفات رغم الإرهاب الذي تعرض له الناس من اجل منعهم من القيام بهذه التظاهرة الوطنية العظيمة والتي قالوا فيها نحن باقون ورغم أن الآلاف منهم قدم إلى مكان المهرجان سيرا على الأقدام وكذلك أي تظاهرة تخرج بها حركة فتح في أي من مناطقها التنظيمية كم من الآلاف يكون فيها على الرغم من أن كافة الفعاليات التي تقوم بها فتح في القطاع تنتهي بمواجهة مع مليشيات الانقلاب حتى لو كانت عرس لأحد أبنائها أو تشيع لأحد شهدائها.
وبالمقابل فان التراجع الجماهيري من حول حماس رغم أنها هي المسيطرة وتوفر كافة الإمكانات من اجل إنجاح فاعليتها ووهذا ماحدث باحتفالاتها بانطلاقتها و التحدي الأبرز لها بعد الانقلاب على المستوى الشعبي ورغم أنها وفرت كافة الإمكانات والحوافز إلا أنها لم تستطع الوصول إلى خمس ما وصل إليه مهرجان الشهيد عرفات ولخشيتها من إظهار الحقيقة قامت بمنع فتح من إحياء ذكرى انطلاقتها بشكل حر وعلى الرغم من ذلك قام ألاف من أبناء الحركة بإحياء الانطلاقة بوسائل مختلفة حتى لو كانت إطلاق ألعاب نارية في الهواء وهذا يدل عندما فازت فتح في مواضع كانت تعتبر حكر على حماس فجامعة الخليل تعتبر إمارة حماس الأولى منذ اكثر من عشرون عام وفازت بها فتح .
فحماس في قطاع غزة انتصرت على فتح بفتح الا ان تجربتها الدموية أظهرت الحقائق بشكل واضح أمام الجميع بمن فيهم مخطئي حركة فتح كما أن زيف الشعارات التي رفعتها حماس سقطت في معتقلاتها وعلى فوهات بنادقها فنهجها القائم على العنف والتخويف لم ولن يلاقي قبول لدى الشعب الفلسطيني الذي بدأ للعودة إلى المقارنات بين برنامج فتح الواضح القائم على التعاطي مع الموجود بعقلانية والحفاظ على الثوابت الفلسطينية وما هو قائم الآن في قطاع غزة.
من هنا بدأت عودة جماعية طوعية من جماهير الشعب الفلسطيني باتجاه حركة فتح ومن أهم المؤشرات الحيوية هي التفاف المثقفين حول هذه الحركة مما يدلل بوضوح على صوابية منهج الحركة وان من يريد القضاء على حركة فتح فالأسهل عليه أن يقوم بإنهاء الشعب الفلسطيني لان فتح هي الشعب والشعب هو فتح فحركة فتح ليست مجموعة من المسلحين والبنادق وإنما هي مد جماهيري متواصل ومتدفق قد يكبو ولكنه لا ينكسر بل كما قال ياسر عرفات عنقاء يخرج من تحت الركام يعود ليرفرف من جديد.