بقلم: محمد هجرس**
لم تعش أمة في العالم تحت وهم نظرية المؤامرة، كما عشنا نحن العرب؟
كذبنا الكذبة ثم صدقناها، ولا نريد حتى الآن الخروج من غرفة الإنعاش، أو نحاول إقناع أنفسنا بأن لنا أقداما يمكن أن نصعد بها الجبال كبقية البشر، ولدينا عقول وطاقات تحتاج فقط المناخ الجيد، مثل بقية خلق الله، ولدينا إمكانيات وثروات تؤهلنا للمنافسة وليس لمجرد الاستهلاك!
عشنا فترات طويلة وفي عصر الشعارات، نقنع أنفسنا بأن الآخرين لن يسمحوا لنا بامتلاك أي محور تقدم، وصدقنا ما كان يصدر إلينا من لافتات بأننا في حالة حرب مع الغرب، ومع بعضنا البعض في الشرق، حتى بتنا كالبطة العرجاء، نعيش على ماضٍ تليد ونتحسر عليه دون أن نضيف إليه شيئاً، ونرقب الشعوب والأمم الأخرى وهي تسبقنا دون أن نستنهض عزائمنا، ونكتفي فقط بالبسملة والحوقلة والاستعاذة من كل شر.
بعضنا ـ وهو محق ـ يرى أن الغرب مسؤول تماماً عما آل إليه الوضع العربي، بسبب الحقبة الاستعمارية التي قسمت العالم العربي وقطعته إرباً، وبعضنا الآخر، وهو محق أيضاً، يحمل المسؤولية لنا كعرب، لأننا لم نحاول ولم نتشرف بالمحاولة.
كثيرون منا، ليسوا على استعداد لأن يفهموا أن الغرب ليس شراً مطلقاً، وبالتالي لسنا نحن خيراً مطلقاً، ومعظمنا ينسى في خضم غضبه أنه إنما يركب سيارة صنعها هذا الغرب، ويلبس مما نسج هذا الغرب، وينعم بثمرات ما أبدعه هذا الغرب من هاتف وتليفزيون وملابس داخلية، في وقت انشغلنا نحن فيه، مع كل هذه الثروات الضخمة والكنوز الهائلة والقوة البشرية المتعددة، بمجرد مصمصة الشفاه، والدعوة على هؤلاء الكفار، الذين نذهب نحن إلى بلادهم للعلاج أو السياحة،ونرسل أبناءنا ليتعلموا هناك.
إننا ـ كعرب ـ نحتاج لوقفة عقلانية هادئة مع أنفسنا أولاً، ننفض عن عقولنا غبار الأكفان التي لبسناها ونحن أحياء، نتعلم من تجارب شعوب أخرى، تقدمت اقتصادياً لأنها لم ترً في نفسها شعباً مختاراً، حولت نفاياتها لصناعات حديثة، وأصبحت الدعوات فيها لأخذ قسط من الراحة مطلباً رسمياً لأنهم احترموا قيمة العمل الذي هو عبادة في ديننا الحنيف، قارنوا بين هؤلاء، والغالبية العظمى من موظفينا الذين يتحايلون للتهرب والبحث عن مستوصف خاص يعطيهم شهادة مرضية!
ــــــــ
** كاتب صحفي مصري
[email protected]
لم تعش أمة في العالم تحت وهم نظرية المؤامرة، كما عشنا نحن العرب؟
كذبنا الكذبة ثم صدقناها، ولا نريد حتى الآن الخروج من غرفة الإنعاش، أو نحاول إقناع أنفسنا بأن لنا أقداما يمكن أن نصعد بها الجبال كبقية البشر، ولدينا عقول وطاقات تحتاج فقط المناخ الجيد، مثل بقية خلق الله، ولدينا إمكانيات وثروات تؤهلنا للمنافسة وليس لمجرد الاستهلاك!
عشنا فترات طويلة وفي عصر الشعارات، نقنع أنفسنا بأن الآخرين لن يسمحوا لنا بامتلاك أي محور تقدم، وصدقنا ما كان يصدر إلينا من لافتات بأننا في حالة حرب مع الغرب، ومع بعضنا البعض في الشرق، حتى بتنا كالبطة العرجاء، نعيش على ماضٍ تليد ونتحسر عليه دون أن نضيف إليه شيئاً، ونرقب الشعوب والأمم الأخرى وهي تسبقنا دون أن نستنهض عزائمنا، ونكتفي فقط بالبسملة والحوقلة والاستعاذة من كل شر.
بعضنا ـ وهو محق ـ يرى أن الغرب مسؤول تماماً عما آل إليه الوضع العربي، بسبب الحقبة الاستعمارية التي قسمت العالم العربي وقطعته إرباً، وبعضنا الآخر، وهو محق أيضاً، يحمل المسؤولية لنا كعرب، لأننا لم نحاول ولم نتشرف بالمحاولة.
كثيرون منا، ليسوا على استعداد لأن يفهموا أن الغرب ليس شراً مطلقاً، وبالتالي لسنا نحن خيراً مطلقاً، ومعظمنا ينسى في خضم غضبه أنه إنما يركب سيارة صنعها هذا الغرب، ويلبس مما نسج هذا الغرب، وينعم بثمرات ما أبدعه هذا الغرب من هاتف وتليفزيون وملابس داخلية، في وقت انشغلنا نحن فيه، مع كل هذه الثروات الضخمة والكنوز الهائلة والقوة البشرية المتعددة، بمجرد مصمصة الشفاه، والدعوة على هؤلاء الكفار، الذين نذهب نحن إلى بلادهم للعلاج أو السياحة،ونرسل أبناءنا ليتعلموا هناك.
إننا ـ كعرب ـ نحتاج لوقفة عقلانية هادئة مع أنفسنا أولاً، ننفض عن عقولنا غبار الأكفان التي لبسناها ونحن أحياء، نتعلم من تجارب شعوب أخرى، تقدمت اقتصادياً لأنها لم ترً في نفسها شعباً مختاراً، حولت نفاياتها لصناعات حديثة، وأصبحت الدعوات فيها لأخذ قسط من الراحة مطلباً رسمياً لأنهم احترموا قيمة العمل الذي هو عبادة في ديننا الحنيف، قارنوا بين هؤلاء، والغالبية العظمى من موظفينا الذين يتحايلون للتهرب والبحث عن مستوصف خاص يعطيهم شهادة مرضية!
ــــــــ
** كاتب صحفي مصري
[email protected]