الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على رايس أن تعلم أنها غير مرحب بها هنا بقلم:رشيد شاهين

تاريخ النشر : 2008-06-14
على رايس أن تعلم أنها غير مرحب بها هنا

رشيد شاهين

وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس قادمة إلى المنطقة ما الذي تحمله معها بتقديركم؟ في الحقيقة كان هذا سؤالي الذي سألته لأكثر من سياسي أو قائد فلسطيني خلال الأيام القليلة الماضية، والواقع أنني لا أجانب الحقيقة أو الصدق أبدا عندما أقول بأنني كنت أشعر بالاستغراب من مجمل إجابات هؤلاء السادة الذين كانوا في الحقيقة يبدون انزعاجهم لمجرد ذكر اسم الوزيرة الأميركية، أحدهم قال لي وقبل أن أكمل السؤال " الله لا يجيبها يا رجل" وكررها ثلاث مرات، وآخر قال " إنشاء الله ما توصل"، وثالث أجاب " لا هلا ولا مرحبا"، وآخر قال " رايس غير مرحب بها على الإطلاق لا حاليا ولا سابقا ولا لاحقا"، وأما أحدهم فقد قال " إنها كما الغراب عندما تهل على المنطقة تجلب علينا النحس والخراب".

وبعد أن انتهي من الأسئلة أعود للسؤال بشكل غير رسمي وبدون تسجيل، لماذا هذا الموقف من رايس؟، ولماذا لا تعلنون ذلك على الملأ؟،وأسال من جديد، هل هذا هو الإحساس العام تجاهها بين الساسة؟ واستغرب أكثر عندما تكون الإجابات بالإيجاب، فأسأل إذا كان الكل أو الأغلب لا تكنون لها كل هذا الود أو أي نوع من الود حتى لا أقول تكرهونها، إذا لماذا كل هذا اللحاق بها والتهالك على لقاءها؟، وتكون الإجابات على الأغلب فيها من المرارة الكثير بحيث أشعر أحيانا بالأسى لهذا الواقع الذي وصلنا اليه.

الحقيقة إن كتابتي لهذا المقال جاءت على أرضية الأخبار التي تشير إلى أن الوزيرة الأميركية سوف تصل إلى المنطقة الأحد، وقد تذكرت السؤال الذي اسأل والإجابات التي أسمع وخاصة تلك المتعلقة بالغراب بعد أن تردد في الأخبار بان اللجنة اللوائية للبناء والتخطيط في منطقة القدس قد صادقت على بناء 1300 وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو" فيما يعتبر خطة هي الأكبر والأوسع نطاقا خلال السنوات الماضية، برغم ما تم ترديده عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر تجميد البناء في المستوطنات وان يتم إبلاغه مسبقا بأي قرار جديد.

في الواقع لقد لاحظت كما لاحظ ربما الجميع خلال الفترة الماضية والتي كثرت فيها زيارات الوزيرة الأميركية إلى المنطقة أنه وما أن " تشرف" الآنسة رايس إلى المنطقة أو غيرها من زملائها في الإدارة الأميركية حتى يتم الإعلان عن مشروع استيطاني جديد في الأراضي المحتلة سواء في القدس أو في غير القدس، والمقصود هنا ليس بالضرورة مشروعا جديدا، فقد يكون توسيعا في هذه المستوطنة أو تلك أو مصادرة للمزيد من الأراضي الفلسطينية سواء لصالح الجدار أو لأية أغراض أخرى غالبا ما تدعي إسرائيل أنها أمنية، برغم أن حركة السلام الآن الإسرائيلية أثبتت كذب هذه الحجة "على أي حال لا يلزم إسرائيل الكثير من الذرائع لتقوم بذلك فهي تفعله منذ العام 1967".

المشروع الذي تم الإعلان عنه كما اشرنا يعتبر الأضخم كما قالت مصادر متطابقة وهو بهذا العدد الذي تم الإعلان عنه يرفع عدد الوحدات الاستيطانية التي تم إقامتها أو إقامتها والمصادق على إقامتها إلى 7974 وحدة سكنية استيطانية منذ مؤتمر انابوليس المشؤوم الذي طبل له "العربان" وكأنه فتح جديد. والحقيقة انه كان فعلا فتحا جديدا لكن إسرائيليا هذه المرة – ككل المرات السابقة- من خلال عملية التطبيع المجانية التي قامت بها أمة العرب هكذا بدون مقابل وبدون أدنى "حياء".

الوزيرة "الغراب" تحاول من خلال تكرار زياراتها أن توهم "من لا يزال لديهم وهم" بأنها تعمل على تحقيق رؤية رئيسها الذي لم يتردد حتى البارحة من القول بأنه لا زال يعمل على تحقيق رؤيته بشان الدولتين، معتقدا بان أحدا ربما يصدق هذه المقولة التي أصبحت لا تقنع أحدا، خاصة في ظل ما تبقى من عمر إدارته، وبعد كل ذاك الذي قاله من على منبر – الكنيست- البرلمان الإسرائيلي ومن بعد ذلك في شرم الشيخ، وما تلا ذلك من تقديمه لأحدث أنواع الأسلحة بما في ذلك الطائرة المتطورة جدا من نوع ف 35 "لصديقه" ايهود اولمرت الذي من الواضح أنه لن يعمر طويلا على رأس الحكومة الإسرائيلية أو هكذا هي كل المؤشرات في الدولة العبرية، في ظل ما أثير ضده من قضايا الفساد المالي. " لا بد هنا من الإشارة إلى أن الكلمة التي ألقاها جورج بوش في الكنيست كان لها وقع سيء على الجمهور والساسة الفلسطينيين والعرب حيث تم التعامل معها على أنها لا يمكن أن تكون إلا من شخص تلمودي متعصب لا بل هو أكثر تعصبا من الكثير من غلاة المستوطنين".

واقع الحال يقول أن هنالك ما يشبه الإجماع في الشارع الفلسطيني على أن رايس التي فشلت كما يبدو في تحقيق أي شيء مثلها مثل كل من سبقوها من وزراء الخارجية وغيرهم من المسؤولين الأميركيين بما في ذلك الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض تحاول أن تبدو وكأنها تبذل كل الجهود اللازمة حتى اللحظة الأخيرة من اجل تحقيق تسوية أو إنجاز ما، قبل أن تكون مضطرة لمغادرة موقعها مع انتهاء ولاية سيدها بوش نهاية هذا العام، وبرغم ما هو معروف عن رايس من طموحات إلا أن من الواضح أن دولة الاحتلال نجحت في تقزيم هذه الطموحات للوزيرة، بحيث صارت رايس تبحث خلال جولاتها المتعاقبة على المنطقة عن رفع حاجز هنا أو ساتر ترابي هناك، وقد لا يكون من قبيل الصدفة لا بل هو ليس صدفة أن يتم الإعلان عن إزالة عشرة حواجز فرعية وغير أساسية في جنوب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة أي قبل يومين من وصولها إلى المنطقة، وذلك من اجل استقبالها بهذه الأخبار "المفرحة" وحتى يقال لها أن إسرائيل تقوم بما هو مطلوب منها، وبالتالي سوف تقوم الوزيرة بالتهليل للموضوع كما والإشادة بالخطوة الإسرائيلية على اعتبار أن السياسة الإسرائيلية تسير في الاتجاه لصحيح، وأنها تعمل بخطى حثيثة من اجل تسهيل حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ومن أن على السلطة الفلسطينية أن تقابل هذه الخطوة –بخطوات- تدلل على حسن النية.

في مقابل هذا "اللعب على الحبال" الذي تمارسه الوزيرة ودولة الاحتلال، هناك من يعتقد وهو قد لا يكون مجانبا للصواب، بان زيارة الوزيرة الأميركية قد يكون له علاقة بأكثر من قضية وعلى رأسها قضية الحوار الذي أعلن عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وما هي أبعاد وعمق وأهداف وكل ما يتعلق بهذا الحوار، كذلك فان هنالك من يتخوف من أن تكون الزيارة من اجل الموافقة النهائية على توجيه ضربة شديدة لقطاع غزة ومن اجل الاطلاع على التفاصيل وإعطاء الضوء الأخضر لهذه العملية التي يعتقد البعض بأنها تأتي من اجل فرض التهدئة بالشروط الإسرائيلية الصرفة، ومن اجل محاولة قد تكون أخيرة لإنقاذ الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، حتى لا تكون إسرائيل مضطرة للدخول في مساومات تتعلق بتبادل الأسرى، وأما الموضوع الثالث والذي لا يقل أهمية عن الموضوعين الآنفين لا بل قد يكون هو الموضوع الأكثر ترجيحا فهو تنسيق ما قيل عن توجيه ضربة قد تقوم إسرائيل بتوجيهها إلى إيران، خاصة في ظل التهديدات التي لوح بها الوزير الإسرائيلي شاؤول موفاز والتي قال فيها بان إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة لتوجيه ضربة لإيران بعيدا عن موافقة العالم.

في جميع الأحوال وفي كل الاحتمالات التي يتم تداولها فان الوزيرة الأميركية تأتي وبحسب كل المؤشرات من اجل حدث مشؤوم وغير ودي، فليس بين ما يتم تداوله ما يبعث على التفاؤل أو الأمل، ومن هنا أعود لتذكر ما يقال من أن رايس ليس سوى نذير شؤم في كل مرة تأتي فيها إلى المنطقة، وعلى هذا الأساس فليس أمامي سوى أن اصطف إلى جانب غير المرحبين بقدوم الآنسة الطموحة رايس وليس أمامي سوى أن أقول لها "آنسة رايس أنت غير مرحب بك هنا فلا أهلا ولا سهلا".

بيت لحم
14-6-008
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف