الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكاية رئيس السنغال مع حكمت زيد..مثل حكاية احمد حسن البكر مع ابو عمار وابو اياد بقلم:ابراهيم علاء الدين

تاريخ النشر : 2008-06-13
يتصور البعض ان رؤساء الدول يقرأون التقارير ويتابعون شؤون العالم، ويعرفون ما يحدث هنا او هناك، والذي يعتقد مثل هذا يكون كمن يظن ان دكتور الجامعة الذي يدرس االرياضيات مثلا او الجغرافيا يعرف كتابة مقال سياسي، او يعرف شيئا خارج نطاق الدرس الذي يعطيه لطلابه.!!
واكاد اجزم واوافق تماما مع الاخ حكمت زيد ان فخامة رئيس السنغال عبدالله واد لا يعرف شيئا عن الواقع السياسي في فلسطين ولا وصل الى مسامعه تفاصيل الخلافات بين حركة فتح وحركة حماس.
وما اقوله ليس تشكيكا بالاحساس العاطفي للرئيس فان كل مسلم في هذه الدنيا يتعاطف مع قضية فلسطين لكن ذلك لا يعني ان كل متعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني سواء لاسباب دينية او وطنية او انسانية او قومية يعلم دقائق الامور وحيثياتها ودوافعها ومن هم اطرافها.
ولا شك ان مئات الملايين في هذا العالم بغض النظر عن مواقعهم ومسمياتهم وانتماءاتهم يتمنون بكل صدق ان تنتهي الحالة الراهنة التي تمر بها الساحة الفلسطينية من انقسام يكاد يدمر القضية الفلسطينية برمتها.
وللعلم فان حالة الانقسام والانشقاق والتقاتل ليست جديدة على الساحة الفلسطينية وان كانت اقل حدة سواء من حيث اسبابها او نتائجها، لذا فقد كانت الوحدة الوطنية الفلسطينية دوما هدفا ومطلبا لاصدقاء الشعب الفلسطيني.
لكن ذلك كما سبق وقلت ليس بالضرورة يعني ان هؤلاء الاصدقاء المخلصين يعرفون بحقائق الامور بما فيها رؤساء ووزراء في دول عربية كانت تاريخيا صديقة للشعب الفلسطيني وحليفا رئيسيا لحركته الوطنية.
فقد حدثنا الاخ القائد الشهيد ابو اياد في سياق حديثه عن عدم ادراك الزعماء العرب لتعقيدات القضية الفلسطينية قال انه بعد اجراء اتصالات عديدة لمقابلة الرئيس العراقي احمد حسن البكر بهدف تعزيز العلاقات مع العراق وافق على الرئيس الشهيد ابو عمار، بجهود الرئيس صدام حسين الذي كان نائبا له انذاك.
وتوجهت مع ابو عمار يضيف ابو اياد الى بغداد فالتقينا في اليوم الثاني لوصولنا بالرئيس صدام حسين وشرحنا له الاوضاع في الساحة الفلسطينية واعرب ابو عمار عن رغبته بتعزيز العلاقة مع العراق مؤكدا على دورها القومي الرئيسي.
وفي اليوم الثالث لوصولنا توجهنا الى القصر الجمهوري لمقابلة السيد الرئيس احمد حسن البكر، ووجدنا الرئيس صدام في استقبالنا مع عدد من الوزراء في مكتب جانبي وعقدنا اجتماع لمدة نصف ساعة تقريبا ثم توجهنا الى مكتب الرئيس.
ويضيف ابو اياد رحمه الله دخلنا باب المكتب وبرفقتنا صدام حسين فلم نرى احدا بالمكتب.
وهنا دخل ابو اياد في نوبة ضحك ثم قال .. البكر قصير جدا فعندما يجلس على كرسيه في المكتب لا يظهر راسه من الخلف لان الكرسي اطول منه يغطيه كله وهكذا كان عندما دخلنا يجلس على الكرسي ووجهه متجه الى النافذة خلفه فلا يظهر منه شيء.
فنظر ابو عمار الى صدام ثم نظر لي وقال "ايه الحكاية" عندها "تنحنح" صدام وقال السلام عليكم سيادة الرئيس، فادار البكر كرسيه والسيجارة مشتعلة في فمه وقال وعليكم السلام استريحوا استريحوا.
فبدأ ابو عمار يحدثه عن الاوضاع في لبنان وان الكتائب "حلفاء اسرائيل يحضرون لحرب على الفلسطينيين في لبنان وانه يطمع بتاييده ومساندة العراق للكفاح الفلسطيني.
وتابع ابو اياد قائلا .. هنا اطفأ البكر سيجارته بعد ان اشعل سيجارة اخرى وقال اسمع يا ابو عمار "لاتقولي تريدون مساعدات ويمكن جاي تطالب بقوات عراقية تحارب عنكم، انا ما راح انطيك شيء الا لما ترتبوا موضوع الوحدة بين الفلسطينيين" ، وتابع بصوت عال نسبيا "شوف احنا اهم شيء عندنا الوحدة لانه بدون وحدة ما يصير شي يا اخي بتقدر تقول لي شلون تبون تنتصرون وانتم عندكم خمسين تنظيم يا اخي انت رئيس لفتح وللعاصفة على الاقل وحدهم مع بعض،ن بتقدر تقولي ليش انت رئيس منظمتين؟".
هنا قاطعه الرئيس صدام وقال له ان فتح والعاصفة تنظيم واحد لكن العاصفة تنظيم عسكري وفتح تنظيم سياسي.
قال البكر ايــــــــــــــه ايـــــــــــــــه ، افتهمت.
ولا اررى ضرورة لاكمال القصة مع انها طويلة.
واتصور ان الاخ حكمت زيد تعرض تماما في السنغال لما تعرض له ابو عمار وابو اياد في اوائل السبعينات مع رئيس العراق ، اكرر رئيس العراق. لكن الفرق ان الشهيدان القائدان ابو عما وابو اياد كانا يبحثان عن كل ما يدعم النضال الوطني الفلسطيني، لذلك لم يخرج ابو عمار ليشهر بالرئيس العراقي ولم يسرب ابو اياد هذه القصة الطريفة العميقة المدلول للصحافة ليكسب موقفا هنا او هناك.
لكن الاخ زيد على ما يبدو وقع فريسة لاهداف انتهازية ، سربت على الفور ما حدث من دراما مع رئيس تجاوز عمره الافتراضي مع كل الاحترام له.
واظن ان هذا ليس سلوك من يبحث عن تصفية الخلافات، ومن يبحث عن الوحدة وليس الفرقة.
ثم ماذا لو كسب هذا الطرف او ذاك عطف وتعاطف وتاييد رئيس السنغال، وماذا لو فعلا تمكن الرئيس من خلق اجواء ودية واخوية بين ممثلي الفريقين في داكار، هل سيحل المشاكل المستعصية في الساحة الفلسطينية؟
اذا كانت السعودية بثقلها، وعلى ارض مكة الطاهرة لم تتمكن من حلحلة الخلافات بين فتح وحماس، كما فشلت اليمن، وحتى هذه اللحظة لم تتمكن الشقيقة الكبرى فتح من تقريب وجهات نظر الطرفين.
كلمة لا بد من قولها للاخ حكمت زيد ان ما حصل في داكار لا يمس شخصكم الكريم ، اما القدس العربي فهي كعادتها تتصيد في الماء العكر وتبحث عن الاثارة الصحفية، فيما الاخوة في حماس الذين سربوا تفاصيل ما حدث يستحقون التهنئة ومبروك عليهم السنغال وكل افريقيا معها.

ابراهيم علاء الدين
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف